القضاء يدين "بيدوفيل الجديدة" بـ20 عاما سجنا نافذا
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
قضت محكمة الاستئناف اليوم الثلاثاء بالجديدة، بالسجن النافذ 20 عاما وتعويض قدره 50 ألف درهم ضد “بيدوفيل الجديدة”.
وأنكر المتهم خلال الاستماع إليه التهم المنسوبة إليه، وبعد عرض مقطع فيديو يوثق اعتداءه على أحد الأطفال، لمح المتهم لـ”مثليته”.
وكان مقطع الفيديو أثار جدلا واسعا، نددت به عدة جمعيات حقوقية، وانتقدت وجود مثل هؤلاء الأشخاص على رأس جمعيات.
وكانت محكمة الاستئناف في مدينة الجديدة، أرجأت الأسبوع الماضي النظر في هذه القضية بعدما شهدت جلسة الثلاثاء الماضي، حضور المتهم، وأيضا الضحية إلى جانب جمعيات المجتمع المدني التي تعنى بالطفولة، كما التمس دفاع الضحية سرية الجلسة.
وتمت متابعة المتهم، الذي يترأس جمعية رياضية ويبلغ 57 عاما في حالة اعتقال في هذا الملف بتهمة الاتجار بالبشر إلى جانب تهمة هتك عرض قاصر.
وكان قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف في مدينة الجديدة، أنهى يوم 20 شتنبر الفائت مرحلة التحقيق التفصيلي في قضية “بيدوفيل الجديدة”.
وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالجديدة قد أحال، بداية غشت الماضي، المتهم، على أنظار قاضي التحقيق، الذي قرر إيداعه رهن تدبير الاعتقال الاحتياطي، من أجل شبهة الاتجار بالبشر وهتك عرض قاصر، وتم الشروع في جلسات الاستنطاق التفصيلي يوم 30 غشت.
وكانت المديرية العامة للأمن الوطني، أكدت أن مصالحها كانت قد توصلت بشكاية أسرة طفل قاصر تنسب فيها للمشتبه فيه، الذي يسير جمعية رياضية خاصة، تعريض ابنها البالغ من العمر تسع سنوات لهتك عرض، وذلك خلال اصطحابه في رحلة رياضية إلى شاطئ بضواحي مدينة الجديدة. كلمات دلالية الجديدة بيدوفيل
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: التلاعب بالمسميات الجديدة من أسباب الفساد الذي ملأ الأرض
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله عز وجل أراد من خلقه الامتثال إلى أوامره والابتعاد عن نواهيه، لما في هذه الأوامر من خير عميم يعود على العباد والبلاد، ولما في هذه النواهي من شر وبلاء يفسد الأرض، فالله ليس بحاجة لنا، فهو يأمرنا بما ينفعنا، وينهانا عما يضرنا.
فماذا أراد الله من عباده ؟ أراد منهم الخير والنفع لهم والصلاح والإصلاح، وتأكيدًا لهذا المعنى نبدأ الحديث في سلسلة تساهم في تشييد بناء الإنسان، ألا وهي سلسلة مراد الله من عباده، ولتكن أولى حلقات تلك السلسلة هي (عدم التلاعب بالألفاظ).
فلعل التلاعب باللغة وألفاظها من أهم أسباب الفساد الذي ملأ الأرض، وضج منه جميع الصالحون، بل والعقلاء من كل دين ومذهب، فإن التلاعب باللغة يفتح علينا أبواب شر كبيرة، حيث يُستحل الحرام، ويُحرم الحلال، ويُأمر بالمنكر ويُنهى عن المعروف، وذلك كله عكس مراد الله من خلقه، يقول النبي ﷺ: (إن ناسًا من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها) [أخرجه الحاكم في المستدرك].
فرسول الله ﷺ في ذلك البيان النبوي لا يريد أن يشير إلى تلك الكبيرة وهي شرب الخمر فحسب، بل إنه يتكلم عن تلك الصفة التي ستظهر في آخر الزمان وهي التلاعب بالألفاظ، والتي يترتب عليها تضييع الأحكام الشرعية، فيستحل الناس الذنوب والكبائر، فالخمر تسمى مشروبات روحية مثلاً، والزنا يسمى حرية الحياة الخاصة، أو حرية الممارسة الجنسية، ولذلك يظن الناس أن أحكام الله عز وجل لا تنطبق على تلك المسميات الجديدة، رغم أن الحقائق ثابتة.
إن الأساس الفكري الذي نؤكد عليه دائمًا هو ضرورة أن تقوم اللغة بوظائفها التي تبرر وجودها أصلا، فإن للغة ثلاث وظائف أساسية، أولى تلك الوظائف هي : "الوضع" بمعنى جعل الألفاظ بإزاء المعاني، فهو أمر لا بد منه حتى يتم التفاهم بين البشر.
وثاني تلك الوظائف هي "الاستعمال" : وذلك أن المتكلم يستخدم تلك الأصوات المشتملة على حروف لينقل المعاني التي قامت في ذهنه إلى السامع.
وهنا تأتي الوظيفة الثالثة والأخيرة وهي "الحمل" : والتي تعني حمل تلك الألفاظ على مقابلها من المعاني التي سبق للواضع أن تواضع عليها، وقد قرر العلماء عبارة موجزة توضح ما ذكرناه، فقالوا : (إن الاستعمال من صفات المتكلم، والحمل من صفات السامع، والوضع قبلهما).
وينبغي أن يسود ذلك الأساس الفكري في التعامل مع اللغة ليواجه أساسًا فكريًا آخر أصّل الفساد عن طريق التلاعب بالألفاظ، ولعل ما ظهر من مدارس ما بعد الحداثة الفكرية تأصيلاً لذلك الأساس الذي يقرر التلاعب بالألفاظ