قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عمر جليك إن استجواب رؤساء جامعات أميركية مثل بنسلفانيا وهارفارد ومعهد ماساشوستس في الكونغرس يشبه محاكم التفتيش في العصور الوسطى.

جاء ذلك في تصريحات عقب اجتماع حزبي بالعاصمة أنقرة اليوم الثلاثاء، حيث أوضح جليك أن عمليات الاستجواب تمت على خلفية سماح رؤساء بعض الجامعات للطلاب بالتظاهر دعما لفلسطين.

وأشار إلى أن رد رؤساء الجامعات كان "هذه هي حرية التعبير، فنحن نسمح حتى بمناقشة الأفكار الأكثر إثارة للدهشة والصدمة في الجامعة".

وحتى الحين أدى العدوان الإسرائيلي على غزة إلى سقوط نحو 19 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال.

لكن أميركا واصلت شحن السلاح لإسرائيل واستخدمت حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

وتبدي أميركا دعما سياسيا وعسكريا مطلقا لإسرائيل، وترفض التمييز بين معاداة السامية وانتقاد الصهيونية.

ليز ماجيل استقالت من رئاسة جامعة بنسلفانيا بعد استجوابها بشأن معاداة السامية (رويترز) الصمت أمام الضغط

وقال جليك إن معاقبة الأوساط الأكاديمية على التفكير الحر "تأخذنا إلى الخلف وتحديدا للعصور الوسطى حيث كانت تعقد محاكم التفتيش".

ولفت إلى أن ليز ماجيل رئيسة جامعة بنسلفانيا لم تتحمل الضغوطات واضطرت للاستقالة، وتم تعيين رئيس اتحاد الجمعيات اليهودية في شمال أميركا بديلا عنها.

وأشار إلى أن الجميع يضطر للصمت أمام الضغوط، مضيفا "محاكم التفتيش الجديدة هذه تشكل تهديدا على كل ما حققه العقل والعلوم والبشرية من خلال الحضارة".

وكانت ليز ماجيل استقالت أول أمس الأحد بعد أيام من الانتقادات والضغوط في أعقاب شهادتها في جلسة استماع بالكونغرس الأميركي بشأن "تزايد معاداة السامية في الحرم الجامعي".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

شكوى إسرائيلية من زيادة العداء للاحتلال حول العالم.. ورواج الرواية الفلسطينية

منذ اندلاع العدوان الاسرائيلي على غزة قبل قرابة خمسة عشر شهرا، تتزايد التقارير التي ترسلها سفارات الاحتلال حول العالم لوزارة الخارجية، وتتضمن إحصائيات متزايدة حول حوادث الاعتداء على الاسرائيليين بسبب جرائم الحرب التي يرتكبها جنودهم ضد الشعب الفلسطيني، ولا يفعل الاحتلال شيئاً سوى الاختباء وراء معاداة السامية، ولعل ما شهدته هولندا مؤخرا ضد مشجعي فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي في مباراة كرة القدم سوى دليل صارخ على ذلك.

وأكد ديفيد بن باست الرئيس التنفيذي لإذاعة MF100، ورئيس عضو جمعية الاتصالات الإذاعية الإسرائيلية، أن "موجة معاداة الاحتلال التي اجتاحت العالم الإسلامي في السنوات الأخيرة، أدت لتفاقم المشكلة، وأصبحت الآن أكثر انتشارا، حيث تزايدت أعمال العنف ضد الاسرائيليين واليهود في أوروبا منذ بدء الحرب على غزة، كما تعرض أحد مشجعي فريق مكابي برلين اليهودي المحلي لهجوم مؤخرًا".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "معاداة الاحتلال الاسرائيلي حول العالم يتزامن مع صعود حركات اجتماعية تندد بالظلم وعدم المساواة ورفض العنصرية والتمييز وحقوق الأقليات، وربط ذلك كله بالسلوك الاسرائيلي ضد الفلسطينيين، وهو ما رأينا شواهده في مظاهرات اطلاب في جامعات النخبة الأمريكية مع بدء الحرب، وطرد العلماء والمديرين التنفيذيين لشركات التكنولوجيا الفائقة بسبب تأييدهم لإسرائيل، ووصف مسلحي حماس الذين هاجموا مستوطنات غلاف غزة بأنهم "مقاتلون من أجل الحرية"".



وأشار بن باست إلى أن "ما منح هذه الظاهرة مزيدا من التأييد أن دعوات تدمير اسرائيل بات يتبناها المحاضرون والمفكرون الإسرائيليون، بوعي أو بغير وعي، ويدعون لمقاطعة اقتصادية وأكاديمية للدولة، حتى في الكنيست، هناك من يزعم أن إسرائيل دولة فصل عنصري، وينبغي فرض عقوبات عليها، مما يزيد من رواج الروايات المعادية لها وللصهيونية، بالتزامن مع زيادة الاتهامات الموجهة لها بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، مما ينزع الشرعية عنها، ويخلق أيضاً بيئة معادية لليهود في الشتات".

كما كشف أن "هناك حالات طرد فيها الاسرائيليين واليهود من وظائفهم، وإجبارهم على الاستقالة من مناصب عامة بسبب تصريحات متوافقة مع الاحتلال، مما زاد من نفوذ حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات BDS، وهو لا يضر بالدولة اقتصاديًا فحسب، بل يخلق أيضًا بيئة معادية لليهود حول العالم، خاصة في الجامعات والمجتمعات التقدمية، وكل ذلك يخلق تحديات كبيرة لهم، ويؤدي لتعزيز الانتقادات الدولية لإسرائيل، ويؤدي لزيادة مظاهر معاداتها في الجامعات والمؤسسات العالمية، خاصة في أميركا الشمالية".

وختم بن باست بالقول أن "الدعاية الرائجة حول العالم عن إسرائيل تتمثل في الدبابة التي يستقلها جنودها، وأمامها الفلسطيني المسكين الذي لا يملك إلا المقلاع، ولا يستطيع في أقصى تقدير أن يرمي حجراً، وصور من هذا النوع ترسل على الفور رسالة مفادها أن الاسرائيليين هم الأشرار".

وفي سياق متصل، يزعم الاحتلال أن معاداته في ألمانيا في أعلى مستوياتها منذ الحرب العالمية الثانية، وينصح قائد شرطتها اليهود بعدم دخول أحياء معينة، ولا يخشى بعض المسلمين إظهار عدائهم تجاه الاحتلال.

وذكر بارت ويب مراسل موقع زمن إسرائيل، أنه "في أواخر أيام 2024، قدمت المظاهرات المناهضة لإسرائيل في برلين دفعة أخرى لأرقام معاداة السامية السنوية في ألمانيا، محطّمة بسهولة الرقم القياسي للعام السابق لعدد الحوادث المناهضة لليهود، وفقا لما أظهرتها الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "في النصف الأول من 2024 وحده، سجلت برلين عددا أكبر من الحوادث المعادية للسامية مقارنة بـ2023 بأكمله، وتم تسجيل ما لا يقل عن 25 اعتداءً جسديًا ضد اليهود في النصف الأول، وكانت النصب التذكارية للهولوكوست هدفًا لـ21 حالة تخريب".



ونقل عن "منظمة RIAS وهي هيئة رقابية فيدرالية ألمانية معادية للسامية، فإن كل عشر حوادث معادية للسامية مرتبطة بإسرائيل، فيما نصحت رئيسة شرطة برلين اليهود، خاصة من يرتدون الكيباه، باليقظة والحذر عند المرور عبر الأحياء ذات الكثافة السكانية العربية، لأنها تتعاطف مع منظمات المقاومة، ويتم التعبير عن معاداة الإسرائيليين بشكل علني للغاية، حيث يعيش هناك بين 10-20 ألف منهم".

وأوضح ان "المناطق ذات التركيزات الكبيرة من مهاجري الشرق الأوسط تشهد المظاهرات المعادية للاحتلال، خاصة أماكن نيوكلين أو كروزبيرغ، وعند السير في شوارعهما تبرز رسومات الغرافيتي على جدران المباني، ومنها "تحرير فلسطين" مصحوبًا بالأعلام الفلسطينية، و"أوقفوا الاحتلال" و"أنهوا الإبادة الجماعية"، فيما يتخذ الشباب الألمان مواقف معادية لإسرائيل بشكل أكثر صراحة، فيما تنتشر متاجر تحمل أسماء مثل "القدس" وصالونات الحلاقة الشرق أوسطية".

وأوضح أن "جزءً كبيرا من الفلسطينيين يعيشون في برلين، يقدر عددهم بـ30-40 ألفًا، وتنتشر أعلامهم في كل مكان في واجهات المحلات التجارية، والهدايا التذكارية، وتزايد كتابات الجدران المعادية لإسرائيل بشكل كبير، وبات الإسرائيليون يخشون النظر لرسائل الهواتف في الشارع علناً خوفاً أن يراهم الناس يتحدثون اللغة العبرية، وعدم رغبتهم بجذب الانتباه".

مقالات مشابهة

  • بعد تأييد 3 أحكام ضده.. ما مصير على غزال أمام المحكمة؟
  • إسرائيل تتسلم أسماء المُحتجزات الثلاثة اللاتي سيتم تسليمهن من حماس
  • انسحاب بن غفير من الائتلاف الحاكم في إسرائيل
  • شكوى إسرائيلية من زيادة العداء للاحتلال حول العالم.. ورواج الرواية الفلسطينية
  • هيئة التفتيش القضائي تنفذ نزولا ميدانيا إلى محاكم محافظة صعدة
  • هيئة التفتيش القضائي تدشن نزولا ميدانيا إلى محاكم محافظة صعدة
  • كيف أعاد اليمن تشكيل معادلات البحر الأحمر وأربك إسرائيل وحلفاءها دعماً لغزة؟
  • الأمين العام لحزب الله: المقاومة والشعب الفلسطيني أفشلا مخططات إسرائيل
  • تركيا.. شعبية الحزب الحاكم تواصل التراجع لدى الشباب
  • ميل غيبسون.. من معاداة السامية والمثلية إلى سفير ترامب في هوليوود