الوقود الأحفوري في قلب المواجهة بـكوب 28 ومحادثات ليلية للتوصل لتسوية
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
تتواصل محادثات المناخ، ليل الثلاثاء، في دبي مع ترقّب مشروع اتفاق جديد يُفترض أن تنشره الرئاسة الإماراتية للمؤتمر الراغبة في التوصل إلى توافق غير مسبوق بشأن الوقود الأحفوري الذي تدافع عنه بشراسة السعودية وحلفاؤها الدول المصدّرة للنفط.
منذ 24 ساعة، يسعى رئيس مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب28" الإماراتي سلطان الجابر جاهدًا لإنقاذ المؤتمر الذي وعد بأن يكون "تاريخيًا" وقادرًا على الحفاظ على هدف اتفاق باريس المتمثل بحصر الاحترار المناخي بـ1,5 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية.
ولاقى أول مشروع قرار اقتراحه الجابر، الاثنين، رفضا واسعا لأنه لم يتضمّن كلمة "التخلي" عن النفط والغاز والفحم المسؤولة إلى حدّ بعيد عن ارتفاع حرارة الأرض بـ1,2 درجة مئوية منذ القرن التاسع عشر.
حاليا يجري الجابر مشاورات مع كافة الأطراف في اليوم الثالث عشر من المؤتمر والذي يُفترض أن يكون الأخير. ويتعيّن عليه صياغة مشروع اتفاق جديد قد يكون النهائي.
مساءً، كان ممثلون عن عدة مجموعات دول (البلدان الأقلّ نموًا، دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، الدول الغربية...) يتوالون على مكتب الجابر.
ستتواصل هذه المشاورات حتى الساعة الثالثة فجرًا بالتوقيت المحلي (الثلاثاء 23,00 ت غ)، قبل نشر محتمل لمشروع اتفاق جديد على أن يتمّ عرضه في جلسة عامة ليحظى بموافقة كافة الأطراف.
وقال متحدث باسم الجابر لوكالة "فرانس برس" إن رئيس كوب28 "مصمم على إيجاد صيغة نصّ تحظى بدعم جميع الأطراف".
وهذه الأخيرة هي 194 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، الأطراف الموقعة على اتفاق باريس حول المناخ الذي تمّ تبنيه قبل ثمانية أعوام بالتمام والكمال.
وردًا على سؤال حول متى يتوقع صدور المسودة الجديدة، قال المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري لدى وصوله إلى مكتب الجابر: "ربما الليلة، وربما في وقت مبكر من صباح غد" الأربعاء.
وأضاف: "لكننا نحرز تقدمًا".
أموال طائلة
يريد الاتحاد الأوروبي والدول الجزرية ودول الكاريبي وأميركا اللاتينية صيغة قوية لبدء التخلي عن النفط والغاز والفحم. وتتألف جبهة الدول الداعية إلى اتفاق أكثر طموحًا وفعالًا لناحية إبطاء الاحترار المناخي، من 130 دولة بينها البرازيل والولايات المتحدة، بحسب مصدر أوروبي.
في المقابل، تتمسك السعودية والكويت وحتى العراق بموقفها الرافض لأي نصّ يتضمن التخلي عن الوقود الأحفوري الذي يدرّ لها أموالًا طائلة.
تترك النسخة الأولى من مشروع الاتفاق التي نشرها، الاثنين الجابر، وهو أيضًا رئيس شركة النفط والغاز الإماراتية "أدنوك"، للدول حرية اختيار طريقتها "لخفض" استهلاك الوقود الأحفوري وانتاجه.
والنصّ المؤلف من 21 صفحة لم يعد يحدد أي هدف مشترك "للتخلي" عن النفط والغاز والفحم، كما كانت تضمّنت النسخ السابقة منه.
"تفكير عنصري واستعماري"
لكن السؤال الأهمّ لا يزال مطروحًا: كيف يمكن إقناع الدول المصدّرة للنفط، في حين أن تبني أي قرار في نهاية المؤتمر يتطلّب إجماع كافة الأطراف.
خلال مؤتمر الطاقة العربي المنعقد في الدوحة، شنّ وزير النفط الكويتي سعد ناصر حمد البراك هجومًا على الدول التي تدعو إلى التخلي عن الوقود الأحفوري. وقال: "هذا التفكير العنصري والاستعماري المرفه عندما يمتد ليشمل اقتطاع أجزاء مهمة من اقتصاداتنا في المنطقة التي يعتمد عليها مستقبلنا شيء مرفوض تماما".
من جانبه، قال وزير النفط العراقي حيان عبد الغني إنه من غير الممكن الاستغناء عن استخدام النفط، مؤكدا أن "الوقود الأحفوري سيبقى هو المصدر الرئيس للطاقة في كل العالم".
وأشارت بعض الدول الأكثر تأييداً لـ"التخلي" عن النفط إلى أنها مستعدة للتضحية بهذه الكلمة مقابل التزامات كبيرة.
وقال وزير المناخ الدنماركي دان يورغنسن، الثلاثاء: "لست متمسّكًا بكلمة واحدة، لكنني أصر على أن معنى هذه الصيغة، مهما كان في النهاية، يجب أن يكون طموحاً للغاية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الوقود الأحفوري الوقود الأحفوري مؤتمر المناخ كوب 28 سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الوقود الأحفوری النفط والغاز عن النفط
إقرأ أيضاً:
ترامب يفرض عقوبات على النفط الإيراني.. بماذا طالب بزشكيان أوبك؟
فرضت الولايات المتحدة الجمعة عقوبات جديدة تستهدف تقييد مبيعات النفط الإيراني، وذلك في أول إجراء من نوعه منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه في البيت الأبيض.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية أن هذه العقوبات تستهدف "شبكة دولية تسهل نقل ملايين البراميل من النفط الخام الإيراني، بقيمة تصل إلى مئات الملايين من الدولارات، إلى الصين".
يأتي ذلك بعد يومين من توقيع الرئيس الأمريكي مرسوماً يعيد بموجبه فرض سياسة "أقصى الضغوط الاقتصادية" ضد إيران. ووصف ترامب هذه الخطوة بأنها "صعبة للغاية"، معترفاً بأنه كان "متردداً" في اتخاذها.
ومع ذلك، أعرب الرئيس الأمريكي عن استعداده للقاء نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، في محاولة "لإقناع طهران بالتخلي عما تعتبره الولايات المتحدة جهوداً لامتلاك أسلحة نووية".
وفي سياق آخر٬ دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" إلى اتخاذ إجراءات مشتركة لمواجهة العقوبات الأمريكية.
جاء ذلك خلال لقاء جمعه بالأمين العام للمنظمة هيثم الغيص، في العاصمة طهران، وفق بيان صادر عن الرئاسة الإيرانية الأربعاء الماضي.
وأكد بزشكيان خلال اللقاء ضرورة أن تتعامل الدول الأعضاء في "أوبك" بشكل لا يلحق الضرر بمصالح بعضها البعض، مشيراً إلى أن "اتحاد أعضاء أوبك وتعاونهم سيحول دون قدرة الولايات المتحدة على فرض عقوبات أو ممارسة ضغوط على أي عضو في المنظمة".
من جانبه، أشاد الغيص بدور إيران الإيجابي في المنظمة، كونها واحدة من الدول المؤسسة لها.
وأضاف: "سعيت خلال فترة تولي منصب الأمين العام إلى توجيه جهود أوبك نحو حماية مصالح جميع الأعضاء، بما يضمن استقرار السوق واستدامته"، مؤكداً سعي المنظمة لتعزيز التعاون بين أعضائها بما يخدم المصالح المشتركة.
يأتي ذلك في أعقاب توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء الماضي، مرسوماً رئاسياً يعيد بموجبه فرض سياسة "أقصى الضغوط" على إيران.
وينص المرسوم على توجيه وزارة الخزانة الأمريكية لفرض "أقصى قدر من الضغط الاقتصادي" على طهران، عبر عقوبات تهدف إلى شل صادرات النفط الإيراني.