كشفت شبكة «سي إن إن» أن إسرائيل تقوم بإرسال أموال بالدولار الأمريكي إلى الفصائل الفلسطينية بشكل منتظم منذ عام 2018، ويستند التقرير إلى سلسلة من المقابلات مع شخصيات إسرائيلية بارزة بالتعاون مع منظمة الصحافة الاستقصائية الإسرائيلية «شومريم». 

وفي سلسلة من المقابلات مع شخصيات إسرائيلية رئيسية مع مراسل لشبكة «سي إن إن»، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو كان على علم بواصل التدفق النقدي إلى الفصائل الفلسطينية، على الرغم من المخاوف التي أثيرت من داخل حكومته.

كيف تأتي تلك المدفوعات ودور إسرائيل؟

في عام 2018، بدأت قطر في سداد مدفوعات شهرية لقطاع غزة، وأرسلت حوالي 15 مليون دولار إلى غزة في حقائب مليئة بالنقود - سلمها القطريون عبر الأراضي المحتلة الإسرائيلية بعد شهور من التفاوض مع الاحتلال.

وبدأت المدفوعات بعد أن قررت السلطة الفلسطينية، الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة الإسرائيلية المنافسة للفصائل، بخفض رواتب الموظفين الحكوميين في غزة في عام 2017 بينما عارضت السلطة الفلسطينية التمويل القطري في ذلك الوقت، وقالت الفصائل إنه كان يهدف إلى دفع الرواتب العامة وكذلك الأغراض الطبية.

ووافق الاحتلال الإسرائيلي على الصفقة في اجتماع لمجلس الوزراء الأمني في أغسطس 2018، عندما كان نتنياهو يقضي فترة ولايته السابقة كرئيس للوزراء، وحتى ذلك الحين تعرض نتنياهو لانتقادات من قبل شركائه في الائتلاف بسبب الصفقة ولكونه لطيفًا للغاية مع الفصائل.

ودافع رئيس الوزراء عن المبادرة في ذلك الوقت، قائلا إن الاتفاق تم «بالتنسيق مع خبراء أمنيين لإعادة الهدوء إلى القرى الإسرائيلية في الجنوب، ولكن أيضا لمنع وقوع كارثة إنسانية في غزة».

واتهم أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في الضفة الغربية، الولايات المتحدة بتنظيم الدفع، وكانت الولايات المتحدة على علم بالمدفوعات القطرية للفصائل، حسبما قال مسؤول كبير سابق في وزارة الخارجية متورط في المنطقة بعدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر.

لماذا دعمت إسرائيل المدفوعات؟

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية أن خطة نتنياهو لمواصلة السماح بوصول المساعدات إلى غزة عبر قطر كانت على أمل أن تجعل الفصائل الفلسطينية ثقلًا موازنًا فعالًا للسلطة الفلسطينية وتمنع إقامة دولة فلسطينية.

وأضاف مسؤولون في السلطة الفلسطينية في ذلك الوقت أن التحويلات النقدية شجعت الانقسام بين الفصائل الفلسطينية.

وقال اللواء عاموس جلعاد، المسؤول البارز السابق بوزارة الدفاع الإسرائيلية، لشبكة «سي إن إن» إن الخطة مدعومة من رئيس الوزراء، ولكن ليس من مجتمع المخابرات الإسرائيلية، مضيفًا أن هناك أيضا بعض الاعتقاد بأن ذلك «سيضعف السيادة الفلسطينية».

ووفقًا لتصريحات شلومو بروم، نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، فإن تمكين الفصائل ساعد نتنياهو على تجنب التفاوض حول إقامة دولة فلسطينية، وأضاف أن انقسام الفلسطينيين ساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي على إثبات عدم وجود شريك للسلام في الضفة الغربية، مما يجعل الفلسطينيين يتجنبون الضغط من أجل إجراء محادثات سلام قد تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، بحسب حديثه لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

وقد ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، في مقابلة لشبكة «سي إن إن» أنه بعد توجيه مخاوفه لحكومة نتنياهو عندما كان وزيرًا للتعليم، قرر أن يتوقف عن إرسال المدفوعات النقدية عندما أصبح رئيسًا للوزراء في عام 2021، مضيفًا: «لقد قررت أن أتوقف عن إرسال الأموال لأنني أعتقد أن الخطأ الفادح هو السماح للفصائل بالحصول على هذه الأموال واستخدامها ضد الإسرائيليين» لماذا نقدم لهم المال لقتلنا؟ على الرغم من توقف المدفوعات النقدية، إلا أن تحويل الأموال إلى غزة استمر تحت قيادة بينيت. 

أوضح مسؤول إسرائيلي أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة قبل وأثناء وبعد حكومات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي كانت تسمح بتحويل الأموال إلى غزة لأغراض إنسانية ولتعزيز البنية التحتية الحيوية، ولم يكن الهدف من ذلك تعزيز الفصائل الفلسطينية، وإنما كان لمنع حدوث أزمة إنسانية وضمان توفير الخدمات الأساسية مثل نظام المياه والصرف الصحي للحفاظ على صحة المدنيين وتحسين الحياة اليومية في غزة. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نتنياهو بنيامين نتنياهو قوات الاحتلال الإسرائيلي الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل غزة قطاع غزة فلسطين الفصائل الفصائل الفلسطینیة السلطة الفلسطینیة فی الضفة الغربیة الفلسطینیة فی رئیس الوزراء سی إن إن إلى غزة رئیس ا

إقرأ أيضاً:

أمن السلطة الفلسطينية: انسحبنا من جنين لتجنب الاشتباك مع الاحتلال (شاهد)

قال الناطق باسم قوى الأمن الفلسطيني، العميد أنور رجب، إن قوات الأمن الفلسطينية، انسحبت من محيط مخيم جنين، بالتزامن مع عملية الاحتلال العسكرية، تجنبا للاشتباك مع قوات الاحتلال، مشيرا إلى أن أمن السلطة "خاسر بحكم موازين القوى".

وتابع في مداخلة مع قناة العربية، "نعرف الخطة الإسرائيلية ونواياها من خلق واقع جديد بالضفة قائم على إيجاد ذرائع ومبررات لإعادة احتلال الضفة، وإعادة رسم الخارطة الديموغرافية والجغرافية".

وأكد أن السلطة الفلسطينية لا تريد أن تدخل في مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، حتى لا يتكرر ما حدث في غزة، بالضفة الغربية.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، أن إطلاق العملية العسكرية في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، جاء بقرار من مجلس الوزراء السياسي والأمني "الكابينت".

وقال نتنياهو إنه "بتوجيه من الكابينت أطلقت قوات الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك والشرطة، عملية عسكرية واسعة النطاق ومهمة للقضاء على الإرهاب في جنين"، وفق تعبيره.

وأضاف في بيان، أن العملية تحمل اسم "السور الحديدي"، زاعما أن "هذه خطوة أخرى نحو تحقيق الهدف الذي حددناه وهو تعزيز الأمن في الضفة الغربية".




وتابع نتنياهو: "نتحرك بشكل منهجي وحازم ضد المحور الإيراني أينما يرسل أسلحته، في غزة ولبنان وسوريا واليمن والضفة الغربية، وما زلنا مستمرين"، على حد قوله.

من جهته، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش: "بعد غزة ولبنان، بدأنا اليوم بتغيير مفهوم الأمن في الضفة الغربية أيضا".

وكشف أن "هذا جزء من أهداف الحرب التي أضيفت بناء على طلب حزب الصهيونية الدينية إلى الكابينت، الجمعة".

وادعى سموتريتش أن عملية "السور الحديدي ستكون حملة قوية ومتواصلة ضد عناصر الإرهاب ومرتكبيه، لحماية المستوطنات والمستوطنين، ولأمن إسرائيل بكاملها، والتي تشكل المستوطنات حزامها الأمني"، وفق تعبيراته.

وفي وقت سابق أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان إطلاق العملية، فيما قالت هيئة البث الرسمية إنها ستستمر على الأرجح عدة أيام.

وأشارت الهيئة إلى أن أهداف العملية "الحفاظ على حرية عمل الجيش الإسرائيلي في جميع أنحاء الضفة الغربية، وتدمير وتحييد البنية التحتية للإرهاب والقنابل الموقوتة"، وفق زعمها.

من جهتها، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها، باستشهاد 6 أشخاص وإصابة 35 آخرين جراء القصف الإسرائيلي على جنين.

من جانبها، دعت حركة حماس للنفير العام وإسناد المقاومين في جنين في وجه عدوان الاحتلال الإسرائيلي.

ودعت حركة حماس في بيان، الثلاثاء، جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية "للنفير العام وتصعيد الاشتباك مع جيش الاحتلال في كافة نقاط التماس معه، والعمل على إرباكه وإفشال العدوان الصهيوني الواسع على مدينة جنين ومخيمها".



وقال بيان حركة حماس إن "ما يثير الاستغراب سلوك أجهزة السلطة التي انسحبت من محيط مخيم جنين، بالتزامن مع بدء العملية العسكرية للاحتلال، بعد حصار دام أكثر من 48 يوما للمخيم، وتعطيلها للاتفاق مع المقاومين حتى اليوم، ورفضها كل النداءات الوطنية لوقف إجراءاتها الخطيرة بحق المناضلين والمقاومين".

وأضاف البيان أن "هذه العملية العسكرية التي يشنها الاحتلال في جنين ستفشل كما فشلت كل عملياته العسكرية السابقة ضد أبناء شعبنا الصامد ومقاومته الباسلة، ولن تنكسر الإرادة الفلسطينية أمام غطرسة المحتل وجرائمه وانتهاكاته المستمرة".

مقالات مشابهة

  • نقاط التفتيش الإسرائيلية تشلّ الضفة الغربية المحتلة
  • الخارجية الفلسطينية: نقل الصراع من غزة إلى الضفة الغربية يسبب "فوضى شاملة"
  • رئيس الشاباك الإسرائيلي: نخوض حربا متعددة الجبهات .. والآن وقت شمال الضفة الغربية
  • إعلام عبري: مسؤول مصري يرد على نتنياهو بشأن إدارة معبر رفح
  • حماس تهاجم السلطة الفلسطينية بسبب "التنسيق الكارثي"
  • حماس تهاجم السلطة الفلسطينية بسبب "التنسيق الكارثي"
  • مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: السلطة الفلسطينية لن تسيطر على معبر رفح
  • استقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ومناوشات مع نتنياهو .. ماذا يحدث؟
  • رئيس وزراء قطر من دافوس: السلطة الفلسطينية هي من يجب أن يحكم غزة
  • أمن السلطة الفلسطينية: انسحبنا من جنين لتجنب الاشتباك مع الاحتلال (شاهد)