مقدمة نشرة أخبار تلفزيون لبنان
في اليوم الـ 67 للحرب جيش الاحتلال الإسرائيلي مستمر بمجازره في قطاع غزة والأمم المتحدة تحذر من انتشار المجاعة في القطاع... ومقرا بالتباين مع واشنطن نتنياهو يرفض نمط أسلو.
 في الحدود اللبنانية الجنوبية قوات الاحتلال تستهدف المدرسة الرسمية في ياطر والمقاومة تدك مواقع حربية اسرائيلية وتحقق إصابة مباشرة  بموقع ‌المالكية العسكري.


 داخليا تحضيرات للجلسة التشريعية الخميس المقبل على وقع سجال حكومي قواتي و أسبوع حاسم لمسألة التمديد لقائد الجيش..وباسيل يؤكد الذهاب الى الطعن في أي حال من حالات التمديد حاملاً في شدة على العماد عون.
 أما رئيس البرلمان نبيه بري فيلفت الى الظرف الصعب الذي يحمل الجميع المسؤولية في المسارعة إلى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.
 وفي النشرة أجواء ميلادية في الحازمية.
 وفي الخارج زيلنسكي مناشدا واشنطن :" تأخير المساعدات لنا تحقيق لأهداف بوتن".  
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون أن بي أن
لا يتوقف العدو الإسرائيلي عن الفتك بما تبقى من مقومات الحياة في قطاع غزة.
 واقع الحال أنه يستفيد من الضوء الأخضر الغربي وتحديدا الأميركي الذي يمنح اسرائيل المزيد من الوقت على أمل سحق المقاومة لكن هذه ليست باللقمة السائغة وصمودها الأسطوري يدهش العالم وإبداعاتها القتالية البطولية تفاجئ الصديق قبل العدو.
 هذا الواقع هو الذي دفع – على الأرجح – الرئيس الأميركي جو بايدن الى التأكيد ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في موقف صعب ملمحا الى وجود خلافات بينهما لم يحدد بايدن هذه الخلافات لكن الواضح انها شملت في الأسابيع الأخيرة قضية الحرب على غزة والاستهداف المفرط للمدنيين.
 من هنا جاء تحذير الرئيس الأميركي من ان الرأي العام قد يمر بتحول خطير بين ليلة وضحاها ولا يمكننا أن نسمح بحدوث ذلك.
 هذا التحول الذي يتحدث عنه بايدن يلتقي مع اقتراب الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تلتئم مساء اليوم من طلب الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة بعدما استخدمت الولايات المتحدة (الفيتو) ضد تحرك مماثل في مجلس الأمن الأسبوع الماضي.
 الفيتو الأميركي جوبه بانتقاد نادر في الصحافة السعودية اذ وصفته عكاظ بأنه سيئ السمعة ووقفت وراءه شهية الدم والحقد والكراهية والفوقية التي لا يزال ينتشي بها الرجل الأبيض الاستعماري الرأسمالي ضد كل الأعراق والشعوب.
 ارتباطا بالعدوان الاسرائيلي على غزة نفذت القوات البحرية اليمنية هجوما صاروخيا على سفينة نرويجية محملة بالنفط ومتجهة الى الكيان الاسرائيلي وأكدت استمرارها في منع السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من الملاحة في البحرين العربي و الأحمر حتى إدخال ما يحتاجه الفلسطينيون الصامدون في القطاع من غذاء ودواء.
 على الجبهة اللبنانية تهديدات اسرائيلية متزامنة مع تصعيد وتيرة الاعتداءات ولكن ضمن عمق نحو خمسة كيلومترات رغم بعض الاستثناءات أحيانا الى مسافة أبعد.
 في المقابل ترد المقاومة وفق هذه المعايير باتجاه المستوطنات المقابلة التي باتت الحياة فيها شبه معدومة.
 واليوم أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري الى المرحلة الخطرة التي يعيشها لبنان وتحدق به على مستوى الفراغ في رئاسة الجمهورية والأزمة الاقتصادية وتفاقم النزوح السوري يضاف اليها العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة واستهداف البلدات الحدودية اللبنانية الجنوبية.
 الرئيس بري أكد أن ليس هناك من ظرف كالظرف الذي نمر به يفرض ويلزم الجميع بتحمل المسؤولية الوطنية والمسارعة من أجل انتخاب رئيس للجمهورية كمدخل أساسي ومحوري لانتظام عمل المؤسسات.
 وفي موضوع قيادة الجيش شن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل هجوما عنيفا على العماد جوزف عون متهما إياه بتنفيذ سياسة الغرب والمفاخرة بمخالفة القانون هذا في وقت استغرب الرئيس نجيب ميقاتي موقف القوات اللبنانية التي افترضت انه سيدعو الى جلسة لمجلس الوزراء من اجل قطع الطريق على التمديد للعماد جوزف عون وقال ان الدعوة في حال حصلت هي من أجل تأخير تسريح قائد الجيش ستة أشهر الأمر الذي لا يتناقض مع الاقتراح المقدم من القوات لتأخير سن التقاعد سنة كاملة.
 هذا وقبل يومين من الجلسة التشريعية التي دعا إليها الرئيس بري التأمت اللجان النيابية المشتركة وأقرت بنودا أهمها يتصل بمكتسبات للهيئة التعليمية في المدارس الخاصة.  
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون أم تي في
معالم الخطة الهادفة إلى تطيير التمديد لقائد الجيش تتوضح. حزب الله وجبران باسيل يتبادلان الادوار، والنتيجة واحدة: القضاءعلى هيبة الجيش ووحدته. فبعدما تمكن الاثنان من ضرب معظم مؤسسات الدولة وأجهزتها جاء دور الجيش. فباسيل لا يريد التمديد لعون لأنه لا يريد ان يبقى مرشحا محتملا قويا الى الرئاسة، اما حزب الله فلا يريد التمديد لأنه لا يريد تطبيق القرار 1701 . فالجيش هو الأداة الأساسية لتنفيذ القرار . فإذا ضرب الجيش في قيادته ووحدته من يتولى تنفيذ القرار 1701؟  وسط المعمعة يبدو نجيب ميقاتي حائرا في امره، فهو يدخل مع ام العريس ليخرج مع ام العروس. اما الرئيس نبيه بري  فيحيل السائلين على ميقاتي ، وعلى رغبة الاخير في تمرير تأجيل التسريح في مجلس الوزراء. فلم ما كان ممنوعا قبل أسابيع في مجلس الوزراء أصبح مسموحا اليوم؟ لماذا ممنوع  على مجلس النواب أن يقر التمديد؟ السبب واضح: لأن المعرقلين يريدون تأجيل تسريح قائد الجيش في مجلس الوزراء وذلك ليطعن بالقرار بعد ذلك،  ما يخلق بلبلة واسعة في المؤسسة العسكرية ويضعف قيادتها. إذا، التمديد لقائد الجيش في مهب زوبعة سياسية غير مضمونة النتائج, والإخراج عاد ليتأرجح بين مجلسي النواب والوزراء.  
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون المنار
من البحر الأحمر إلى الغارقين ببحر الدم الفلسطيني، رسائل لا تحتمل التأويل بعثت بها القوات اليمنية على أكتاف الصواريخ المجنحة التي أصابت سفينة تعمل لمصلحة تل أبيب.. فاعلان اليمنيين نصرة غزة بكل ما أوتوا من خيارات ليس كلاما للاستهلاك الإعلامي، فأهل الحكمة والإيمان يعرفون ما يفعلون نصرة للحق الفلسطيني بناء على الواجب القومي والديني ..
لم ينفع السفينة الناقلة للنفط الى الصهاينة ان تتستر بالعلم النروجي، ولم تنفعها كل البوارج الحربية الاميركية والبريطانية والفرنسية وغيرها المزروعة في أعالي البحار لحماية الصهاينة وامداداتهم، فضربها اليمنيون وضربوا كل هؤلاء على الوتر الاقتصادي والامني الحساس، عسى ان يحسوا ويوقفوا الحرب عن الغزيين، او يرفعوا الحصار على اقل تقدير..
في تقديرات الميدان بغزة، منازلات بطولية سطرها مقاومو القطاع واهلهم الاعزة، فالمحتل ينزف فوق الرمال وبين آلياته المحترقة، واعلامه يواصل فضح الواقع المرير على الارض وفي مراكز القرار الصهيوني، وما الحديث العبري عن محاولات للبحث عن هدنة انسانية جديدة سوى دليل على الانتكاسة العسكرية الدامية التي تفرض على المحتل معاودة الحديث عن الهدنة بعدما كان قد نقضها..
وعلى أنقاض هيبة الصهيوني وجيشه المنهك يقف المقاومون من الجهة اللبنانية، يفرضون المعادلات، ويردون على الاعتداءات ويكبدون المحتل المزيد من الخسائر في العديد والعتاد، وأمام عدسات الكاميرات..
وليس أمام العدو سوى تلقي المزيد من الضربات ، فجبهة لبنان ستبقى مفتوحة ما دام العدوان على غزة مستمرا كما قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي أكد ان المقاومة لا ينفع معها الإغراءات ولا التهديدات، وانه لا ربط  لما يجري على الجبهة الجنوبية بأي استحقاق لبناني داخلي ..
أما التحديات التي تحدق بالوطن فتحتم على الجميع تحمل المسؤولية الوطنية بحسب رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي دعا الجميع إلى المسارعة من أجل انتخاب رئيس للجمهورية كمدخل أساسي ومحوري لانتظام عمل المؤسسات..  
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون ال بي سي
في اليوم السابع والستين على حرب غزة، كيف تبدو الصورة؟
مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يستعد لزيارة المنطقة مجددا هذا الأسبوع لإجراء مناقشات حول الحرب، والتحضيرات للفترة التي تليها. ويتوقع أن يحض الحكومة الاسرائيلية على أن تكون أكثر دقة في عملياتها العسكرية، والسماح بدخول مساعدات إنسانية أكبر إلى قطاع غزة.
وزير الأمن الإسرائيلي يرفض التزام جدول زمني محدد للحرب، الا أنه أشار إلى أن المرحلة الحالية من القتال البري العنيف والغارات الجوية يمكن أن تستمر لأسابيع، وأن المزيد من النشاط العسكري قد يستمر لأشهر عدة.
ويوضح أن المرحلة التالية ستكون قتالا أقل حدة ضد من وصفه ب"جيوب المقاومة"، وسيتطلب ذلك من القوات الإسرائيلية العمل بحرية.
لبنانيا، وفي ملف التمديد أو تأخير التسريح لقائد الجيش العماد جوزيف عون، وضع ملتبس بين الجلسة العامة لمجلس النواب بعد غد الخميس وجلسة لمجلس الوزراء التي وزعت الأمانة العامة لمجلس الوزراء هذا المساء جدول أعمالها، خصوصا بعد السجال الذي اتخذ طابع الحدة بين الرئيس نجيب ميقاتي والقوات اللبنانية ولم يحدد تاريخها بعد.
وفي سياق هذا الملف، شن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل هجوما عنيفا على قائد الجيش العماد جوزيف عون فاتهمه بأنه "خان الأمانة وصار عنوانا لقلة الوفاء وخالف بشكل واضح ووقح وعلني قانون المحاسبة العمومية".
البداية داخلية، ولكن من أجواء شهر الأعياد والنفحة الإيجابية بازدياد أعداد الوافدين لتمضية الأعياد.  
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الجديد
تأجيل التسريح يعمل على تسريحه من مجلس النواب الى الحكومة في قرارات عبرت قناتي الضاحية و ميرنا الشالوحي وتوضأت في عين التينة ودخلت مطهرها من جنيف حيث ينزح الرئيس نجيب ميقاتي لثلاثة أيام معالجاً ملف النازحين العصي على الحلول...
ولدى عودة ميقاتي فإنه سيرأس الجمعة جلسة مجلس الوزراء التي سحبت الحمل عن مجلس النواب و تطوعت في الجيش فالمخارج التي صيغت في الساعات الأخيرة أفضت الى تسوية تقوم على الحل الرضائي يطرح ميقاتي اقتراح تأجيل التسريح لستة اشهر...
يحضر حزب الله ولا يصوت, يتثاءب وزير الدفاع جبران باسيل الملقب بموريس سليم, يتقدم التيار بطعن الى شورى الدولة...
ترتأي الشورى ان البلاد في منطقة الخطر ولا تحتمل الفراغ على رأس قيادة الجيش ومن الاحتمالات المتوقعة أن كلا من شورى الدولة والمجلس الدستوري سوف يأخذ وقته في الدرس والمراجعات وقراءة القوانين والاستئناس.. عندذاك نكون قد قطعنا مهلة الستة أشهر الواردة في التمديد لقائد الجيش.. ولم نكلف خاطركم...
وتعويضا عن الخسارات للتيار فقد اعطى باسيل نفسه اليوم حق النقض الفيتو على شخص العماد عون فاتهمه بالخيانة وقلة الوفاء وتسيير خط 17 تشرين وتنفيذ سياسة الغرب والتعدي على صلاحيات وزير الدفاع معتبرا ان التمديد هو حالة شاذة واهانة لكل ضابط مؤهل ومستحق، متهما القوات اللبنانية بالضغط عليها من احد السفراء للسير بالتمديد.
ومن سفوح جنيف ابرق ميقاتي معجلا  الى الامانة العامة لمجلس الوزراء وتم إعداد جدول أعمال الجلسة الشاهقة بأربعة وعشرين بندا في طليعتها النزوح السوري.
وأما تأجيل التسريح فيطرح من خارج جدول الاعمال وقبل شروق شمس الجمعة كانت القوات اللبنانية ترشق ميقاتي بحجر التمديد وتأخذ عليه انه سيفعل ذلك لقطع الطريق على هذا التمديد، فيما اعلن مكتب رئيس الحكومة ان عضو كتلة نواب القوات غسان حاصباني كان من ضمن نواب المعارضة الذين طلبوا من ميقاتي تأخير التسريح عندما  زاروه الشهر الفائت...
وعلى هذا الصراع الآخذ بالتمدد حتى يوم الجمعة، فإن المتفرج السعيد هو الرئيس نبيه بري الذي عبأ غلة مجلس النواب بالمشاريع على نية اقتراح التمديد لقائد الجيش، واستدعى القوات كشهود على الجلسة بالصوت والصورة.. لكنه في النهاية رمى الكرة في ملعب الحكومة.
 وفي كرة النار الاسرائيلية الأوسع فقد تمددت أهداف اسرائيل إلى الضفة الغربية خصوصا مع ما يجري في مخيم جنين من حصار واعتداءات واعتقالات واغتيالات وبنيامين نتنياهو الغارق في مستنقع غزة أضاف الضفة ومخيماتها إلى بنك الأهداف وأعلن جهوزية جيش الاحتلال لمهاجمة السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية.
وقال خلال اجتماع للجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست إن الفرق بين حماس والسلطة الفلسطينية أن حماس تريد تدميرنا الآن وبشكل فوري والسلطة تريد تدميرنا على مراحل وتقاطع مع موقفه هذا، اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان بوصفه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بثعبان البحر.
وقال إن الخيار الوحيد هو إعادة العجلة إلى الوراء. والمقصود بكلام ليبرمان إعادة عقارب الزمن إلى ما قبل اتفاق أوسلو وتسوية هذا الاتفاق بالتراب تماما كما تفعل قوات الاحتلال في قطاع غزة وهو ما دفع  بأمانة سر منظمة التحرير الفلسطينية إلى القول لنتنياهو إن أوسلو ماتت تحت جنازير دباباته التي تجتاح كل مدننا وقرانا و مخيماتنا من جنين حتى رفح...
ومن ضمن الإنجازات التي حققها نتنياهو في خياله أنه أعاد إحياء فكرة الإدارة المدنية واستنسخ التجربة الفاشلة في جنوب لبنان إبان الاحتلال ليطبقها في قطاع غزة بعد القضاء على المقاومة الفلسطينية وحركة حماس في القطاع وهو بعد دخول الحرب شهرها الثالث لم يستطع تجاوز خواصر غزة الرخوة وإن توغل في بعض محاورها إلا أنه لم يتمكن من السيطرة عليها والبقاء فيها بفعل المقاومة الشرسة التي أدخلت الألغام في الخدمة الفعلية وكرست معادلة التاندوم والياسين من أمامكم والألغام من ورائكم وإلى الموت المفر.
وأبعد من القطاع رفع المسؤولون الإسرائيليون مستوى التحذير باتجاه الشمال ونقلت صحيفة معاريف عنهم إصدار الأوامر إلى حزب الله لسحب قواته من الحدود اللبنانية لمنع الحرب وفي الواقع أن الاحتلال الذي يعجز عن استهداف المقاومة يرمي المدنيين اللبنانيين كما في غزة بالفوسفور الأبيض المحرم دوليا وفي تقرير لواشنطن بوست كشف أن تحليل شظايا قذائف هجوم إسرائيلي على مدنيين في جنوب لبنان أظهر أن الطلقات أميركية الصنع.


المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: التمدید لقائد الجیش القوات اللبنانیة لمجلس الوزراء مجلس الوزراء نجیب میقاتی مجلس النواب فی قطاع غزة المزید من حزب الله نبیه بری لا یرید فی مجلس

إقرأ أيضاً:

صفقة خطيرة أبرمها السيسي تُدخل مصر عقدا مظلما.. ما المقابل؟

نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني مقال رأي للكاتب أحمد عابدين سلط فيه الضوء على العقد المظلم الذي تعيشه مصر، والذي بُني على صفقة خطرة أبرمها رئيس النظام عبد الفتاح السيسي الذي سمح للجيش بالسيطرة على ثروات الدولة ومؤسساتها مقابل ولائهم له، كما شملت هذه التنازلات حتى قضايا أمن قومي مثل تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.

وقال الكاتب، في هذا المقال الذي ترجمته "عربي21"، إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر أعلن موافقته على ترشيح عبد الفتاح السيسي للرئاسة قبل عقد من الزمان، ليضع مبدأ أساسيا سيصبح حجر الزاوية في حكمه على مدى السنوات العشر التالية: مصالح الجيش وقيادته لها أولوية قصوى، فالكيان الذي أوصله إلى السلطة هو الوحيد القادر على إزاحته. وطوال هذا العقد المظلم، تطوّر دور الجيش من كونه حارسًا للدولة، كما كان الحال لعقود من الزمن، ليصبح المالك والمدير والمنفذ لجميع الجوانب المهمة للأمة.


وفي مقابل الولاء والطاعة، سمح السيسي للجيش بالسيطرة على ثروات الدولة ومؤسساتها حيث يدير أفراد الجيش هذه الموارد في المقام الأول لمصلحتهم الخاصة، دون أي مساءلة. ويمتد ولاء الجيش للسيسي حتى إلى القرارات التي يمكن أن تعرض الأمن القومي للخطر، مثل تنازله للمملكة العربية السعودية عن السيادة على جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين في البحر الأحمر، الواقعتين في خليج العقبة.

وتستمر معادلة الحكم الراسخة منذ فترة طويلة بين الرئاسة والجيش: فالرئيس يستمتع بالسلطة المطلقة، شريطة أن يحافظ على السيطرة والاستقرار، وفي أوقات الاضطرابات يتدخل الجيش ويفرض شروطه، كما حدث في انتفاضة كانون الثاني/ يناير 1977 وثورة كانون الثاني/ يناير 2011 وقد تكرر هذا النمط بعد الاحتجاجات الضخمة في أيلول/سبتمبر 2019.

وفقا للكاتب، لعبت خبرة السيسي الواسعة في الجيش دورًا حاسمًا في الحفاظ على الاستقرار الداخلي داخل المؤسسة، من حيث كبح الطموحات الشخصية، ومنع تكوين مراكز القوى واستخدام نهجي الترغيب والترهيب. وأصبحت التغييرات السريعة والمنتظمة على مستوى القيادة سمة مميزة، وتم إضفاء الطابع المؤسسي عليها من خلال تقليص مدة تولي المناصب العسكرية العليا من أربع سنوات إلى سنتين فقط بينما يحتفظ السيسي بالسلطة لتمديدها مما يضمن السيطرة والولاء المطلقين.

الثروة والامتيازات
وأوضح الكاتب أن المزايا والمكافآت والحوافز على الولاء ازدادت، مما أدى إلى إغراق الضباط العسكريين بمشاريع ومناصب تجلب ثروات وامتيازات هائلة، مما يجعل أي تمرد يبدو انتحارياً. وأولئك الذين تجرأوا على تحدي السيسي، مثل رئيس أركان الجيش السابق سامي عنان، واجهوا عواقب وخيمة. وكما هو الحال مع جميع رؤساء مصر السابقين، عمل السيسي بلا كلل لتأمين منصبه، مستفيدًا من تجارب أسلافه، وتبقى أحداث كانون الثاني/يناير 2011 في صدارة ذهنه، وربما ذكرها في خطاباته أكثر مما ذكرها الثوار أنفسهم.

ولفت إلى أن الثورة التي أطاحت بنظام حسني مبارك الذي دام ثلاثة عقود في سنة 2011، عندما طغت موجة هائلة من الناس على قوات الأمن، تركت النظام الحاكم مكشوفا تماما، لكن الجيش سرعان ما استعاد السلطة بسهولة، تماما كما فعل في صيف سنة 2013 للإطاحة بمحمد مرسي، مستفيدا من السخط الشعبي.

لقد ركز السيسي على منع حدوث مثل هذا الأمر من خلال ضمان عدم تصاعد أي مظاهرات، مهما كانت صغيرة، إلى انتفاضة شاملة. لقد سحق كل محاولات المعارضة السلمية المنظمة، وتجاوزت حملته القمعية أي فترة أخرى في تاريخ مصر الحديث.

لقد أظهر العقد الماضي أن المَخرج الوحيد من هذه الحلقة المفرغة هو عودة السلطة إلى أصحابها الشرعيين: الشعب المصري، الذي يجب أن يستعيد دوره في مساءلة السلطات، لكن الحراك الشعبي يحتاج إلى القيادة والتنظيم، وهي الأدوات التي دمرها السيسي بشكل منهجي.


وأكد الكاتب، الذي عمل مستشارًا سياسيًا في حملة قائد المعارضة المسجون أحمد طنطاوي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أن إيجاد طريقة يستطيع بها الشعب العودة إلى المعادلة السياسية كانت مهمة تحملها هو وطنطاوي ومجموعة من رفاقهم. وكانت استراتيجية ما أُطلق عليه "مشروع الأمل" تتلخص في وقف دائرة الاستبداد من خلال إعادة دمج جميع شرائح السكان في العملية السياسية، وتعزيز المنظمات السياسية وتعزيز بيئة مواتية للمشاركة العامة واسعة النطاق.

صمت عالمي
وأشار الكاتب إلى أنهم راهنوا على عودة سلطة الشعب عبر صندوق الاقتراع الذي اعتبروه أكثر أمنًا من الاحتجاجات، وما لم يكن متوقعًا هو المشاهد المرعبة لآلاف البلطجية في جميع أنحاء البلاد وهم يمنعون الناس من التوقيع على عرائض منح طنطاوي حقه في الترشح للرئاسة.

وقد تحصنت قوات الأمن وأجهزة الدولة في مصر ضد إرادة الشعب، وحتى لو كنا نتوقع ذلك، ماذا كان بوسعنا أن نفعل تجاه العصابات المسلحة التي تعتدي على المواطنين في الشوارع؟ والأكثر إثارة للدهشة هو صمت المجتمع الدولي، إذ لم تكتفِ الدول بعدم الرد على تصرفات نظام السيسي المناهضة للديمقراطية فحسب، بل كافأت الزعيم القمعي أيضًا بمليارات الدولارات لتجنب الانهيار الاقتصادي.

وأضاف الكاتب أن السبب الرئيسي لذلك هو علاقة السيسي بإسرائيل، فمن الواضح أن المجتمع الدولي يهتم بأمرين فقط عندما يتعلق الأمر بمصر: منع انهيارها، وهو ما قد يؤدي إلى تدفق المهاجرين إلى شواطئ أوروبا، وضمان أمن إسرائيل - وهي المهمة التي برع فيها السيسي.


قبل الانقلاب العسكري سنة 1952، تنافست قوى متعددة على السلطة في مصر: الملك، والاحتلال البريطاني، وأحزاب سياسية مختلفة، لكن الانقلاب الأخير في سنة 2013 ركّز كل السلطة في يد الرئيس، مع احتفاظ الجيش بمفاتيح الرئاسة. ثم وضع الرئيس السابق أنور السادات تلك المفاتيح في أيدي الولايات المتحدة، ومع تنامي نفوذ اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، أصبحت أهمية أي نظام يحكم مصر تقاس بعلاقته بإسرائيل.

تحرير فلسطين
أفاد الكاتب بأن السيسي أدرك هذه المعادلة جيداً، وتجاوز الصداقة مع تل أبيب ليصبح حليفًا وثيقًا لها، وهذه الشراكة مفيدة للطرفين ذلك أن احتمالات الديمقراطية في مصر تهدد كلا الطرفين. فالديمقراطية بالنسبة للسيسي تعني فقدان عرشه، خاصة بعد مستويات غير مسبوقة من الفشل والقمع والفقر في البلاد. أما بالنسبة لإسرائيل، فمن المرجح أن تؤدي الديمقراطية في مصر إلى حكومة تعكس إرادة الشعب المصري - معادية لإسرائيل وتعتبر نفسها جزءًا من القضية الفلسطينية - وهي أيديولوجية لم تتغير منذ الأربعينيات، عندما سافر العشرات من المصريين إلى فلسطين للقتال ضد غزو العصابات الصهيونية.

لا يمكن المبالغة في أهمية ما يحدث في غزة وفي جميع أنحاء فلسطين اليوم. لعقود من الزمن، كان الشعار السائد هو أن تحرير فلسطين من الاحتلال يبدأ بتحرير القاهرة من الدكتاتورية، واضعًا مصر باعتبارها العمود الفقري القادر على توحيد العرب، ولكن يبدو أن العكس هو الذي يحدث. إن التغيرات التي جلبتها الحرب في غزة لن تشكل مستقبل فلسطين فحسب، بل وأيضًا مستقبل مصر ـ بل وربما المنطقة بالكامل. وتحوّل الرأي العام الدولي ضد الاحتلال الإسرائيلي سوف ينعكس في السياسات العالمية تجاه مصر.

في المستقبل، من الممكن أن تصبح الديمقراطية وحقوق الإنسان أساس العلاقات الدولية مع مصر، بعيدًا عن الاتجاه السائد منذ عقود الذي دعم الأنظمة الفاسدة فقط لحماية ومساعدة الاحتلال الإسرائيلي، حتى في خضم الإبادة الجماعية واسعة النطاق في فلسطين. ويؤكد هذا الوضع تأكيد المحللة نعومي كلاين مؤخرًا أن "الصنم الكاذب للصهيونية يساوي بين الأمان الإسرائيلي والديكتاتورية المصرية والدول العميلة".

مقالات مشابهة

  • مسلسل توقّف تصويره وأثّر على نفسيّة عمرو يوسف.. إليكم ما كشفه
  • تصويت حتى منتصف الليل.. إيران تثبّت التمديد الأخير لجولة الاعادة
  • إليسا تجتمع مع آدم فى إسبانيا لهذا السبب
  • نادين الراسي تقتحم منزلاً وتوبخ سيدة لهذا السبب! .. فيديو
  • غزة الصامدة تجبر إسرائيل على التفاوض.. وتصعيد كبير على الجبهة اللبنانية
  • صفقة خطيرة أبرمها السيسي تُدخل مصر عقدا مظلما.. ما المقابل؟
  • صفقة خطيرة أبرمها السيسي تُدخل مصر عقدا مظلما
  • رئيس الوزراء: الإنسان المصري في مقدمة أولويات الحكومة الفترة المقبلة
  • عز الدين: العدوّ أعجز من أن يقوم بهجومٍ بريٍّ على لبنان
  • إسرائيل تكشف تفاصيل الهجوم على مقر الجيش في لبنان عام 82