مصطفى بكري: جيش الاحتلال الإسرائيلي ينهار في قطاع غزة
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو مجلس النواب، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن دعا الكيان المحتل إلى أن يراجع نفسه بسبب تراجع التأييد العالمي، وأن نتنياهو عليه أن يغير حكومته.
وأضاف مصطفى بكري بكري، خلال لقائه مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج «بالورقة والقلم»، عبر فضائية «TeN»، مساء الثلاثاء، أن الأمم المتحدة تناقش قرارا بشأن فلسطين، مؤكدا أن الكيان المحتل يشهد حالة من الارتباك بعد قتل 30 جنديا بطريق الخطأ، وهناك 5 آلاف جندي مصابين بعاهات وعقد نفسية، معقبا: «نحن أمام جيش ينهار».
وأشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يستطع الوصول إلى أي أسير أو القضاء على حماس أو قتل أي من العناصر التي حددها من المقاومة، كما لم يحقق أي هدف من أهداف العملية العسكرية في غزة.
وعن من يهاجمون المقاومة الفلسطينية قال مصطفى بكري: «57 سنة والشعب الفلسطيني يذبح، وعشرات القرارات من مجلس الأمن لا تنفذ، هل ننتظر حتى يهدم الأقصى أو يباد الشعب الفلسطيني؟ كان لازم الشعب الفلسطيني يثأر».
ولفت إلى أن مصر أكدت أن الحرب في غزة لو تم توسيعها سيحدث تغيير في المعادلة بالشرق الأوسط، منوها إلى أن الكيان المحتل أرسل سفنا حربية إلى اليمن، بسبب ما يتعرضون لهم من قبل الحوثيين بالبحر الأحمر.
اقرأ أيضاًللحديث عن مرحلة ما بعد الانتخابات.. مصطفى بكري ضيف نشأت الديهي الليلة
مصطفى بكري لـ ننتياهو: غزة ستكون المقبرة الكبرى لك ولجنودك
عهد عبد الناصر رمز للعدالة.. «الفقي» ينفي الإساءة للزعيم الخالد في اتصال مع مصطفى بكري
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإعلامي نشأت الديهي الاحتلال الإسرائيلي الرئيس الأمريكي المقاومة الفلسطينية جو بايدن قطاع غزة مصطفى بكري يوضح نتنياهو مصطفى بکری إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعيدا عن النصر أو الهزيمة.. محددات فرضتها المقاومة على الاحتلال الإسرائيلي
بجلاءٍ واضحٍ لا لَبْسَ فيه، لا يتبنّى المقال نظرية النصر المطلق للمقاومة الفلسطينية ومحورها، أو الهزيمة المطلقة للاحتلال الإسرائيلي، إذ خَلَت صفحاتُ التاريخ من أيِّ حربٍ قِيْسَت نتائجُها قبل انقشاع آخر ذرة غبار فيها، ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة التقييم، إلّا أنني أحاول في هذه السطور أن أستعرض بعض المُحدّدات الجديدة التي فرضتها المقاومة على الاحتلال لأول مرة في تاريخه منذ قيام دولته الطارئة عام 1948، ما جعله عُرضة للاستنزاف المُرهِق في عصبه العسكري والاقتصادي، أمّا الحديث عن النصر المطلق فذلك لن يتم الإعلان عنه إلّا حينما تتحرّر فلسطين من البحر إلى النهر، وليست هذه مهمة المقاومة بمفردها وإنْ كانت هي الأجدر، بل مهمة الأمة جمعاء بما في ذلك أولئك الذين تخلّوا عن قطاع غزة، وتركوه فريسة سهلة بين فَكّي الاحتلال..
يمكن القول إننا جيل الثمانينات عاصرنا بضعة حروب مكتملة الأركان، منها الغزو الأمريكي للعراق في 2003، وحرب تموز بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي في 2006، والحرب الروسية الأوكرانية التي لم تنته بعد، بالإضافة إلى معركة طوفان الأقصى بين فصائل فلسطينية على رأسها حركة حماس من جهة والاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، ناهيك عن ثورات الربيع العربي التي تختلف بمضمونها وهيكليتها عن الحروب.
لو استعرضنا تلك الحروب، وسألنا السؤال التالي: من المنتصر ومن المهزوم في كل واحدة منها؟ لاستطعنا الإجابة عن الأولى والثانية فقط، لسبب واحد: أن تلك الحروب انتهت بالكامل وأصبحت الرؤية واضحة المعالم، وعلى سبيل المثال، يمكننا أن نقول وبالفم الملآن إن الولايات المتحدة انتصرت في غزوها للعراق، لماذا؟ لأن المعركة انتهت وتمكنت واشنطن من تحقيق أهدافها كاملة، باجتياح العراق وإسقاط كل رموز نظام صدام حسين، وجلبهم إلى المحاكم، ومنهم من أعدم ومنهم من سُجن، ومنهم من تقطعت به السبل، فأيا كان موقفي السياسي من ذلك الغزو، فإنني لا أستطيع أن أنكر هذه الحقيقة حتى لو كنت من مناصري صدام حسين، لأن الحقيقة حينما تأتي لا تستأذن الرأي الشخصي، بل تفرض نفسها بقوة المنطق.
الخوض في تفاصيل النصر أو الهزيمة مبكر جدا إلى أن تتوقف الإبادة الإسرائيلية، وبالتالي فإنني أتحدثُ بين هذه السطور عن محددات فقط، مأخوذة من إعلامهم العبري لا إعلامنا
لكن في المقابل هل نستطيع أن نجيب على ذات التساؤل فيما يخص الحرب الروسية الأوكرانية؟ الجواب: لا، لماذا؟ لأن الحرب لم تنته بعد وما تزال الأيام المقبلة ملأى بالمفاجآت ربما. وكذلك الحال ذاته ينطبق على معركة طوفان الأقصى التي لم تنته بعد، وما زالت على أشدها هناك، إلا أن البعض يسارع في إطلاق الأحكام جزافا بناء على آرائه المسبقة وموقفه السياسي وتحزبه، وهو لا يترقب هزيمة المقاومة فقط، بل يتشهاها ويتمناها كما يتمنى العقيم بشرى الولد، ويقحم رأيه الشخصي في تحليلات عسكرية لا يفقه منها شيئا.
ولهذا فإن الخوض في تفاصيل النصر أو الهزيمة مبكر جدا إلى أن تتوقف الإبادة الإسرائيلية، وبالتالي فإنني أتحدثُ بين هذه السطور عن محددات فقط، مأخوذة من إعلامهم العبري لا إعلامنا. وكشاهدٍ على العصر، شارفَ على الأربعين من عمره، أكاد أجزم بأنني لأول مرة في حياتي أرى الاحتلال الإسرائيلي على هذه الدرجة من الاستنزاف، وذلك بفضل معركة طوفان الأقصى وما تبعها من جبهاتٍ أخرى، لا سيما جبهة لبنان، مع التحفظ على الدور السلبي لحزب الله في سوريا، والذي لا يمكن تجاوزه أو نكرانه، ومشاركته إلى جانب النظام السوري، لكنّ المعركة اليوم بجغرافية جديدة، ومن الحكمة بمكان مراعاة فوارق الزمان والمكان..
وأبرز تلك المحددات الجديدة التي فرضتها المقاومة، أولا: لأول مرة في تاريخ الاحتلال يصبح قصف العمق الإسرائيلي خبرا ثانويا في وسائل الإعلام.. الخبر الثاني أو الثالث أو ربما بعد النشرة الجوية، بما في ذلك قصف تل أبيب الكبرى، ومواقع عسكرية في حيفا شمالا، ومستوطنات الكريوت والجليل الغربي والأدنى والأوسط، والمستوطنات الجنوبية المحاذية لقطاع غزة، ولو سألنا أنفسنا عن السبب في ذلك، لَقادتنا الإجابة إلى صواريخ المقاومة ومُسيّراتها التي وصلت إلى نافذة غرفة النوم الخاصة بنتنياهو وعائلته وفق هيئة البث العبرية الرسمية، ما فرضَ واقعا جديدا على الاحتلال الذي فشل حتى اللحظة في إعادة سكان الشمال إلى منازلهم.
وهذا ما قاله رئيس بلدية حيفا يونا ياهف، لقناة آي نيوز 24 العبرية الأحد، أن المدينة تعاني من وضع اقتصادي صعب جدا بعد إغلاق المحال التجارية إثر صواريخ حزب الله. وأضاف أنه سيذهب إلى الكنيست من أجل أن يشرح لأعضاء البرلمان الإسرائيلي ما يجري من وضع صعب في المدينة، وذلك بعد أن أطلق حزب الله أكثر من 350 صاروخ على دولة الاحتلال في يوم واحد، تحت شعار تل أبيب مقابل بيروت، وهذا يقودنا إلى التساؤل التالي: هل شهد الاحتلال فيما سبق رقما كهذا أو معادلة كهذه؟!
ليس هذا فقط، بل في اليوم نفسه، قال رئيس بلدية نهاريا رونين بارلي للإذاعة ذاتها، إن تل أبيب فشلت في توفير الأمن لمواطنيها، وأهدرت أموالا ضخمة من ميزانيتها دون جدوى، واصفا قرار الإجلاء بأنه "غبي"، فنتنياهو الذي وعد الإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم في طليعة العام الدراسي الذي افتتح أبوابه في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، أضحى غير آمن على نفسه وعائلته، وعلى نجله يائير المقيم في الولايات المتحدة، إذ طلب أبو يائير من واشنطن تشديد الحراسة على ولده المُدلّل بعد وجود تهديدات عن استهداف محتمل له.
أمّا المُحدّد الثاني، تجده على الموقع الرسمي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، في زاوية خاصة بالقتلى والجرحى على جبهتي غزة ولبنان، ورغم أنّ الأرقام الواردة جزء يسير من الحصيلة الحقيقية التي يُخفيها الاحتلال، إلّا أنّ المُثير فيها أنها تأتي تِباعا ضمن التسلسل التالي: تعلن كتائب القسام عن عملية نوعية في قطاع غزة، ثم بعد ذلك تجد كاميرا قناة الجزيرة ترصد بالصوت والصورة مروحيات الاحتلال وهي تنقل قتلاه وجرحاه إلى مشافي حيفا، ثم بعد ذلك تعلن وسائل الإعلام العبرية عن "حدث أمني صعب"، ثم يرتفع الرقم الوارد في الموقع الرسمي لجيش الاحتلال، ما يُثبت أنّ هذا التسلسل دليل على مصداقية المقاومة وكَذِب الاحتلال بخصوص خسائره.
وقالت صحيفة هآرتس منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، إن الاحتلال يعمد إلى تجنيد أفارقة للقتال في غزة، بعد نفاد مخزونه العسكري، مقابل وعود لهم بمنحهم بإقامة دائمة.
تَكَتّمُ الاحتلال على خسائره ليس بحاجة إلى برهان أصلا، فبعد الرد العسكري الذي نفذته إيران على مساحة جغرافية واسعة داخل دولة الاحتلال مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ادّعى متحدث الجيش دانيال هاغاري أنْ لا خسائر تُذكَر، وقلّل من شأن الهجوم، ليأتي دحض روايته من صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية التي قالت إن خسائر الاحتلال جراء الهجوم الإيراني تُقدّر بنحو 53 مليون دولار، بالإضافة إلى مقاطع الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والتي أظهرت حرائق واسعة واستهدافات مباشرة لمواقع حيوية.
إذا كان الاحتلال بدأ يستشعر أن المقاتل الفلسطيني عصيٌّ عن الهزيمة لأنه يقاتل بدافع الانتماء للأرض التي يملكها، فما بالُ أبناء الجلدة وزملاء الضاد ورفاق الوطن راحوا يُحمّلونه مسؤولية الويلات التي جلبها الاحتلال الإسرائيلي للقطاع من قتل وتهجير وحصار وتجويع ونزوح وافتراش الخيام.. تُرى ما الذي يدفع بهؤلاء إلى أن يتبنّوا تلك الرواية ويكرروها نقلا عن الاحتلال؟
لقد كشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في آب/ أغسطس الماضي أن قسم التأهيل التابع لها استقبل أكثر من 10 آلاف جندي مصاب منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وقدّرت أنه في كل شهر يتم استقبال ألف جندي، مع الإشارة إلى أنّ هذه الإحصائيات كانت قبل بدء التوغل البري لجيش الاحتلال في جنوب لبنان، ما يشير إلى أن جُل الإصابات كانت على جبهة غزة، ومع دخول لبنان على خط المواجهات المباشرة فإنه من الطبيعي أن تزداد هذه الأرقام وتصل إلى مُعدّلات قياسية.
المُحدد الثالث: مُجرّد بقاء الطرف الآخر حَيّا يقاتل هو بحد ذاته إنجاز بعد خوضه أطول معركة في تاريخ الاحتلال، وهذا ما قاله وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتس، أن تل أبيب تخوض أطول الحروب وأشرسها وأكثرها كلفة، ليس هذا فحسب، بل إن مالك صحيفة "هآرتس" العبرية عاموس شوكن وصف كتائب القسام بأنهم مقاتلون من أجل الحرية، وهو ما أحدث أزمة كبرى ألمّت بالصحيفة مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، بعد أن علقت وزارتا الداخلية والثقافة الإسرائيليتان علاقاتهما مع الصحيفة على خلفية ذلك، الأمر الذي أجبر الصحيفة على التراجع عن تصريحات صاحبها والاعتذار.
فإذا كان الاحتلال بدأ يستشعر أن المقاتل الفلسطيني عصيٌّ عن الهزيمة لأنه يقاتل بدافع الانتماء للأرض التي يملكها، فما بالُ أبناء الجلدة وزملاء الضاد ورفاق الوطن راحوا يُحمّلونه مسؤولية الويلات التي جلبها الاحتلال الإسرائيلي للقطاع من قتل وتهجير وحصار وتجويع ونزوح وافتراش الخيام.. تُرى ما الذي يدفع بهؤلاء إلى أن يتبنّوا تلك الرواية ويكرروها نقلا عن الاحتلال؟ وإلى أي مدى هم مُحقّون في ذلك؟ وهل يمكن أن نسأل المقاومة أو نُسائلها على ذلك؟ وبمَ سوف تجيب؟ هذا ما سوف أستعرضه بمقالتي القادمة بإذن الله.