يؤدي تكثيف هجمات ميليشيا الحوثيين في البحر الأحمر إلى زيادة التوتر بشكل خطير في هذه المنطقة الحيوية للتجارة البحرية الدولية ويؤجّج المخاوف من انفجار الوضع الإقليمي.

منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، كثّفت الحوثيون اليمنيون الذين هددوا بمهاجمة أي سفينة تتجه نحو إسرائيل أو لديها صلة بالدولة العبرية، عملياتهم.


وتشمل تلك العمليات التي تشنها الميليشيات هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت آخرها نهاية الأسبوع الماضي فرقاطة فرنسية، واعتداء على سفينة تجارية بمروحية الشهر الماضي، وإطلاقاً صاروخياً على ناقلة نفط نرويجية الإثنين... في المجموع، نُفّذت عشرات الهجمات باسم القضية الفلسطينية من جانب الحوثيين، وهم جزء من "محور المقاومة" ضد إسرائيل الذي يشمل إيران وحزب الله اللبناني وحركة حماس.

رداً على هجمات الحوثي..إسرائيل السفينة "ساعر 6" إلى البحر الأحمر https://t.co/rynpdxq2tm

— 24.ae (@20fourMedia) December 12, 2023 يراقب المجتمع الدولي البحر الأحمر من كثب منذ سنوات، فهذا "الطريق البحري السريع" الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي والذي تمر فيه 20 ألف سفينة تقريباً كل عام، هو منطقة جيوسياسية وتجارية رئيسية.
تمر حوالى 40 % من التجارة الدولية عبر مضيق باب المندب الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن إفريقيا، وفق ما تفيد أرقام رسمية.
تقول الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية كامي لونس "في الوقت الحالي، ما زلنا نستطيع السيطرة على الأمور، لكنها لحظة خطرة إلى حد ما بالنسبة إلى استقرار هذه المنطقة الاستراتيجية".
من جهته، يقول فابيان هينز من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن "الحوثيين لديهم القدرة على إحداث أضرار كبيرة".
إذا تمكنت السفن العسكرية التي تجوب البحر الأحمر من الرد، كما فعلت سفينتان أمريكية وفرنسية أخيراً، فإن الحال ليست كذلك بالنسبة إلى السفن التجارية. ويوضح هينز "لا تستطيع البحرية الأمريكية مرافقة كل سفينة مدنية في البحر الأحمر". دور إيران تتّجه كل الأنظار نحو إيران التي تعد صاحبة القرار النهائي في ما يتعلق بفتح جبهات أخرى مع إسرائيل، في لبنان مع حزب الله أو في البحر الأحمر مع الحوثيين.
ويقول هينز "معدات الحوثيين هي في الغالب تكنولوجيا إيرانية لكننا لا نعرف الكثير عن مدى مشاركة طهران في صنع القرار".
ويصرّ الخبراء على أن الحوثيين لديهم حكم ذاتي وهم "لا ينصاعون لطهران كما يفعل حزب الله اللبناني" بحسب لونس.
من جهته، يشير المتخصص في شؤون اليمن في المركز الفرنسي للبحوث العلمية فرانك ميرمييه إلى أن "الحوثيين سيكونون موجودين مع إيران أو بدونها. لديهم تقارب ديني وعقائدي لكنهم مقاتلون يمنيون قبل كل شيء".
ويتابع "لا أعلم ما إذا الإيرانيون يضغطون في كل مرة ينفذ فيها هجوم".
فالحوثيون لديهم أجندتهم الخاصة. فتقديم أنفسهم في الداخل كأبطال للقضية الفلسطينية يسمح لهم بجعل الناس ينسون عدم قدرتهم على تحقيق الاستقرار في اليمن، وأيضاً أن يكونوا لاعباً مؤثراً في اللعبة الإقليمية.
ويحذر ميرمييه قائلا "حتى الآن، نفّذ الحوثيون ضربات دون أن يثيروا ردود فعل انتقامية واسعة النطاق، لكن الأمور قد تخرج عن نطاق السيطرة".
وحذر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي السبت عبر القناة الإسرائيلية الثانية عشرة "إذا لم يهتم العالم بالأمر، سنتحرك لإزالة الحصار البحري".

فرقاطة فرنسية تسقط مسيرتين انطلقتا من #اليمن https://t.co/3PPBhWEpWS

— 24.ae (@20fourMedia) December 10, 2023 ويذكّر ميرمييه بأن "الحوثيين خطرون ولا يمكن توقع تصرفاتهم".
وتضيف لونس "أظهرت إيران حتى الآن أنها ليست مهتمة بتصعيد الوضع إقليمياً. لكن طهران تتمتّع بنفوذ أقل على جماعات مثل الحوثيين مقارنة بحزب الله". تداعيات تجارية وبحسب الباحثة نوام رايدن من معهد واشنطن، فإن البيانات المتوافرة تشير إلى أن سفناً عدة لديها ارتباط بإسرائيل (المالك أو الوجهة...) تتجنب البحر الأحمر منذ استولى الحوثيون على سفينة "غالاكسي ليدر" التي ما زال طاقمها محتجزاً، في 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، وهي تبحر حول إفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح، ما يزيد مدة رحلاتها أسبوعين، لكن ذلك يؤدي إلى ارتفاع التكاليف وكذلك التأمين.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الحوثي اليمن البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟

تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.

 

وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.

في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik

— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025  تأثير العقوبات الأمريكية

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.


تقدم البرنامج النووي

وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.

هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR

— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025  إقالة دون تأثير

وعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.

مقالات مشابهة

  • شاهد | البحرية الأمريكية: معركة البحر الأحمر غير مسبوقة وكلفها باهظة
  • البحرية الأمريكية: معركة البحر الأحمر غير مسبوقة وكلفها باهظة
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • إيران: ما يحدث في الضفة الغربية خطير جداً لا يقل عما حدث في غزة
  • البحر الأحمر: حظر التجوال من الساعة الواحدة صباحاً وحتى الرابعة صباحاً
  • "أسبيدس": فرقاطة إيطالية تنجح في حماية سفينة تجارية في البحر الأحمر
  • لأول مرة .. إيران تنشر مقطع فيديو عن احتجاز سفينة إسرائيلية
  • توتر في جرمانا.. إسرائيل تهدد بالتدخل في سوريا لحماية الدروز
  • مصر تجدد رفضها أي انتشار عسكري أجنبي في البحر الأحمر
  • للمرة الثالثة.. فرقاطة إيطالية تؤمّن سفينة تجارية في البحر الأحمر ضمن مهمة "أسبيدس" الأوروبية