تضاءلت الآمال في إنهاء قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) في الوقت المحدد، الثلاثاء، بينما لا تزال الدول بعيدة عن قضايا رئيسية، أبرزها الاتفاق على ما يجب فعله بشأن الوقود الأحفوري، الذي يسبب ظاهرة الاحتباس الحراري الخطيرة.

ودخل المؤتمر وقتا إضافيا، الثلاثاء، إذ انخرطت الدول في دبلوماسية مكوكية سعيا للتوصل إلى مسودة اتفاق جديدة ومحاولة رأب الصدع.

ويجري رئيس المؤتمر، الإماراتي سلطان الجابر، مشاورات مع كافة الأطراف في اليوم الثالث عشر من المؤتمر، الذي يُفترض أن يكون الأخير، ويتعيّن عليه صياغة مشروع اتفاق جديد قد يكون النهائي.

ومساءً، كان ممثلون عن عدة مجموعات دول (البلدان الأقلّ نموًا، دول أميركا اللاتينية والكاريبي، الدول الغربية...) يتوالون على مكتب الجابر.

وستتواصل هذه المشاورات حتى الساعة الثالثة فجرًا بالتوقيت المحلي (الثلاثاء 23,00 ت غ)، قبل نشر محتمل لمشروع اتفاق جديد، على أن يتمّ عرضه في جلسة عامة ليحظى بمواقفة كافة الأطراف.

وقال متحدث باسم الجابر لوكالة فرانس برس إن رئيس كوب28 "مصمم على إيجاد صيغة نصّ تحظى بدعم جميع الأطراف".

وكانت دول عدة انتقدت المسودة الأخيرة، باعتبارها ضعيفة للغاية، لأنها أغفلت "التخلص التدريجي" من الوقود الأحفوري.

وقال ماجد السويدي، مدير عام كوب28، إن المسودة التي صدرت الاثنين بعد أسبوعين من المناقشات كانت تهدف إلى جذب الأطراف للتفاعل، و"تحفيز المحادثات" في مسعى للتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول نهاية القمة.

وأضاف للصحفيين "عندما أصدرنا المسودة الأولى من النص، تفاعلت الأطراف المعنية بسرعة وبدأت في الإتيان بهذه الخطوط الحمراء".

ويحاول المفاوضون من ما يقرب من 200 دولة الاتفاق على خطة عمل عالمية للحد من تغير المناخ بسرعة كافية لتجنب المزيد من الفيضانات الكارثية والحرارة القاتلة والتغيرات التي لا رجعة فيها في النظم البيئية في العالم.

وتقترب درجات الحرارة من تحطيم الرقم القياسي لأكثر الأعوام دفئا، مما يعرض صحة الإنسان للخطر.

وقال السويدي إن رئاسة كوب28 التي تتولاها الإمارات العربية المتحدة تهدف إلى التوصل إلى نتائج "تاريخية" متضمنة الوقود الأحفوري، ولكن هذا الأمر راجع إلى البلدان المشاركة.

ويجب أن تتم الموافقة على الاتفاقات في قمم المناخ التابعة للأمم المتحدة بالإجماع، وبعد ذلك يتعين على كل دولة تنفيذ الاتفاق من خلال السياسات والاستثمارات الوطنية.

وقال السويدي "في مؤتمر كوب هذا، نحاول أن نفعل شيئا لم يحدث من قبل، شيئا تاريخيا... جزء من هذا هو إدراج الوقود الأحفوري في النص. وإذا استطعنا، فسيكون ذلك تاريخيا".

وقالت مبعوثة ألمانيا للمناخ جينيفر مورغان إن المحادثات دخلت "مرحلة حرجة جدا".

وأضافت عبر منصة التواصل الاجتماعي إكس "هناك الكثير من الدبلوماسية المكوكية الجارية"، في إشارة إلى الاجتماعات السريعة بين الدول للبحث عن حل وسط.

وأثارت المسودة التي صدرت الاثنين جدلا واسعا استمر طوال الليل حتى ساعة مبكرة من اليوم الثلاثاء، واقترح النص ثمانية خيارات "يمكن" أن تتخذها الدول لخفض الانبعاثات.

أحد تلك الخيارات كان "خفض استهلاك وإنتاج الوقود الأحفوري، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة من أجل تحقيق صافي الصفر بحلول عام 2050 أو قبله أو في حدوده".

وستكون هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تشير فيها قمة الأمم المتحدة للمناخ إلى الحد من استخدام جميع أنواع "الوقود الأحفوري".

لكن هذه الخطوة لم ترق إلى مستوى "التخلص التدريجي" من الفحم والنفط والغاز الذي طالبت به العديد من الدول أو التركيز على خفض استخدامها هذا العقد، وهو ما يقول العلماء إنه ضروري لتجنب تصاعد تغير المناخ.

وكان المفاوضون ينتظرون نصا جديدا اليوم الثلاثاء عندما أوشك المؤتمر على الختام. ونادرا ما تنتهي قمم مؤتمر الأطراف في الموعد المحدد.

وتعرضت المسودة لانتقادات باعتبارها ضعيفة جدا من مشاركين مثل أستراليا وكندا وتشيلي والاتحاد الأوروبي والنرويج والولايات المتحدة، من بين المجموعة المكونة من 100 دولة التي تطالب بالتزام صارم بتخلص العالم من الفحم والنفط والغاز.

وتعد انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري السبب الرئيسي لتغير المناخ. ورغم النمو السريع للطاقة المتجددة فإن الوقود الأحفوري لا يزال ينتج حوالي 80 بالمئة من الطاقة في العالم.

ولم يتضح ما إذا كانت الصين، أكبر مصدر لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، قد أيدت مشروع القرار أمس الاثنين. وقال شيه تشن هوا المبعوث الصيني المخضرم لتغير المناخ إنه تم إحراز تقدم في المحادثات، ولكن "من الصعب قول" ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية اليوم الثلاثاء.

وقالت مصادر مطلعة على المناقشات إن رئيس القمة سلطان الجابر واجه ضغوطا من السعودية، المتزعمة فعليا مجموعة دول أوبك، لإسقاط أي ذكر للوقود الأحفوري من النص، وهو ما لم يفعله الجابر.

ولم ترد الحكومة السعودية على طلبات التعليق اليوم الثلاثاء. ورفض ممثل السعودية في كوب28 التعليق على النص مساء أمس الاثنين.

وفي رسالة بتاريخ السادس من ديسمبر، اطلعت عليها رويترز، حث الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص الأعضاء على رفض أي اتفاق لمؤتمر كوب28 يستهدف الوقود الأحفوري.

وقال المفاوضون والمراقبون في محادثات كوب28 لرويترز إنه في حين أن السعودية كانت أقوى معارض، فإن أعضاء أوبك وأوبك+ الآخرين، بما في ذلك إيران والعراق وروسيا، قاوموا محاولات إدراج التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في الاتفاق.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الوقود الأحفوری الیوم الثلاثاء

إقرأ أيضاً:

توترات تجارية.. ترامب يرمي الكرة في ملعب الصين

اعتبر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الثلاثاء، أنه يتعيّن على الصين، وليس الولايات المتحدة، أن تأتي إلى طاولة المفاوضات في الملف التجاري، وفق ما أعلن البيت الأبيض الثلاثاء.

وجاء في بيان للرئيس تلته المتحدّثة باسم الرئاسة الأميركية كارولاين ليفيت في مؤتمر صحافي أن "الكرة في ملعب الصين. على الصين أن تبرم معنا اتفاقا. لسنا نحن من يتعيّن عليه إبرام اتفاق معهم".

وأضافت ليفيت: "باستثناء أنها أكبر بكثير، لا أوجه اختلاف بين الصين وأي بلد آخر".

وإذ أكّدت انفتاح ترامب على إبرام اتفاق مع بكين، شدّدت ليفيت على وجوب أن تبادر الصين لاتّخاذ الخطوة الأولى، معتبرة أن قوة السوق الاستهلاكية الأميركية تشكل ورقة ضغط.

والتوترات التجارية بين واشنطن وبكين متصاعدة منذ بداية العام.

ومنذ مطلع هذا العام، فرض ترامب تعرفات جمركية بنسبة 145 في المئة على كثير من الواردات الصينية، تضاف إلى رسوم فرضتها الإدارات السابقة.

مع ذلك، قرّرت إدارة ترامب إعفاء بعض سلع التكنولوجيا المتطوّرة على غرار الهواتف الذكية والحواسيب من التعرفات الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • توترات تجارية.. ترامب يرمي الكرة في ملعب الصين
  • ترامب محبط من زيلينسكي.. وروسيا: اتفاق السلام ليس سهلاً
  • مدبولي: نسعى لتعظيم الاستفادة من طاقة الرياح وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري
  • موعد أذان الظهر.. مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025
  • بالقاهرة والمحافظات.. مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 15-4-2025
  • مخاوف كبيرة بعد زلزال أماسيا: المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة في حالة تأهب!
  • تعرف على خطة بيسيرو خلال فترة التوقف
  • حسني بي لـ«عين ليبيا» يتحدّث عن نتائج رفع سعر الوقود على المواطن: ستزيد إفقار الطبقات الهشة!
  • ترامب: المحادثات الروسية الأوكرانية تسير على ما يرام
  • لقاء تاريخي فـي مسقط بين أمريكا وإيران بحثا عن اتفاق «عادل وملزم»