تتفاوض حوالي مئة دولة مؤيدة للاستغناء التدريجي عن الوقود الأحفوري، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي والكثير من الدول الجزرية، في دبي في اليوم الأخير من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ سعيًا للتوصل إلى اتفاق يمثل سقفًا أعلى في ظل معارضة بلدان منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وعلى رأسها السعودية.



ولكن تم تجاوز الموعد النهائي الذي حدده في الحادية عشرة (السابعة ت غ) من الثلاثاء رئيس مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (كوب28) سلطان الجابر، كما توقع الكثير من المفاوضين.

واقترحت الرئاسة الإماراتية للمؤتمر، الاثنين، مسودة اتفاق جديدة بدا أنها تراعي مطالب الدول المنتجة للنفط، ولكن سرعان ما جاءت ردود الفعل لتعبر عن عدم كفايتها على لسان الأوروبيين والأمريكيين فيما استنكرها العديد من دول جنوب أمريكا والدول الجزرية الصغيرة المهددة بالغرق مع ارتفاع مياه المحيط.


وقال ماجد السويدي المدير العام لمؤتمر المناخ إن العمل جارٍ على صياغة مسودة اتفاق جديدة، موضحًا للصحفيين "كنا نتوقع ذلك... كان الهدف من النص هو إطلاق مناقشات".

وأضاف: "نعرف منذ فترة طويلة أن الصيغ المتعلقة بالوقود الأحفوري معقدة والمواقف معقدة".

وما يعقد العمل هو أن عددًا من وزراء النفط العرب المجتمعين في الدوحة في إطار مؤتمر الطاقة العربي أكدوا رفضهم إدراج التخلي عن النفط في الاتفاق النهائي لمؤتمر المناخ.

وزراء عرب يرفضون التخلي عن الوقود الأحفوري
وفي كلمته خلال الاجتماع الذي تشارك فيه منظمة البلدان العربية المصدرة للبترول (أوابك) أكد وزير النفط الكويتي سعد ناصر حمد البراك "أفاجأ من الهجمة الشرسة لما يسمى فايزنغ اوت (الاستغناء التدريجي عن) النفط وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر للطاقة بهذه الشراسة التي ربما يقابلها الشراهة من الغرب عموما في الاستحواذ على الاقتصاد والمكانة المتقدمة ... وأتعجب من هذا الإصرار غير العادي لحرمان الشعوب ودول كثيرة أكثرها في العالم النامي من مصدر أساسي للطاقة".

وأضاف البراك: "لذا هذا التفكير العنصري والاستعماري المرفه عندما يمتد ليشمل اقتطاع أجزاء مهمة من اقتصاداتنا في المنطقة التي يعتمد عليها مستقبلنا شيء مرفوض تماما وأتعجب كيف طالت المفاوضات إلى هذا الوقت" في مؤتمر المناخ.

واعتبر أن ذلك يشكل "محاولة هيمنة حتى على أفكارنا وقيمنا في هذا العالم (هي) أكثر من مرفوضة ومستهجنة ولا يمكن أن نستسلم لها بأي صورة من الصور".


من جانبه، قال وزير النفط العراقي حيان عبد الغني إنه من غير الممكن الاستغناء عن استخدام النفط، مؤكدا أن "الوقود الأحفوري سيبقى هو المصدر الرئيس للطاقة في كل العالم".

وتوجه للدول المستهلكة للنفط بقوله إن "الدول العربية دول منتجة للنفط وليست منتجة للانبعاثات، والانبعاثات تأتي من قبل المستهلكين، وعليهم المساهمة معنا في تطوير التقنيات الخاصة في التقليل من آثارها على البيئة والمناخ".

وقال وزير النفط والبيئة والمبعوث الخاص للمناخ البحريني محمد المبارك بن دينه إن "علينا أن نفصل النفط والتعامل مع النفط تمامًا عن موضوع تغير المناخ". وأضاف أن "الوقود هو جزء أساسي من اقتصاديات ومدخول بعض الدول وعلينا أن نحافظ عليه"، ودعا إلى استهلاكه "بشكل متوازن" وخفض الانبعاثات وزيادة استخدام الطاقة المتجددة وتنويع الاقتصاد.

وكانت المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، من الدول الرئيسية المعارضة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ للاستغناء أو الخفض التدريجي لاستخدام الوقود الأحفوري عالي الانبعاثات الذي يعد مسؤولًا عن ثلاثة أرباع الغازات المسببة للاحترار العالمي.

"حتى النهاية"
يواصل المندوبون الأوروبيون المشاورات، فيما يبحث سائر الدبلوماسيين والوزراء الذين وصلوا الليل بالنهار عن سبل تمكنهم من إحراز تقدم والتوصل إلى صيغة تتضمن قدرًا أكبر من الإلزام.

ومع توقع المندوبين صدور نسخة جديدة بعد المفاوضات الليلية في اليوم الثالث عشر لمؤتمر دبي، يبدو أن سلطان الجابر لن يتمكن من تحقيق وعده باختتام المؤتمر في الذكرى الثامنة للتوقيع على اتفاق باريس في 2015.

هذا ليس بالنبأ السار للمفاوضين المنهكين وللوفود الصغيرة التي لا تملك دائما الوسائل اللازمة لتمديد فترة إقامتها. لكن مندوبة من جزر مارشال قالت لوكالة فرانس برس إنهم باقون "حتى النهاية".

بدورها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك "نحن مستعدون للبقاء لفترة أطول قليلاً".

ويتعين حاليًا إيجاد صيغة توافقية بين حوالي 200 دولة مشاركة في مؤتمر الأطراف فيما تعارض أقلية من الدول المنتجة للنفط والغاز، وعلى رأسها السعودية، أي تطرق صريح إلى الوقود الأحفوري الذي يعد مصدرًا رئيسيًا لعائداتها.


من جهته اعتبر الاتحاد الأوروبي النص "غير كاف" فيما دعت الولايات المتحدة إلى "تقويته".

أما المنظمات غير الحكومية والخبراء فاستنكروا إدراج خيارات غير ملزمة تشبه "قائمة تسوق" أو "قائمة انتقائية" لأنها تضع كل التقنيات على مستوى واحد سواء تعلق الأمر بتطوير تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية والهيدروجين أو تكنولوجيا احتجاز الكربون.

وهذه التكنولوجيا الأخيرة ما زالت غير ناضجة وتأثيرها سيكون ضعيفًا خلال العقد الحالي الحاسم. ولكن قطاع النفط هو أكبر المروجين لها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الوقود الأحفوري الوقود الأحفوري مؤتمر المناخ كوب 28 سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الوقود الأحفوری

إقرأ أيضاً:

النفط يرتفع 1% مع زيادة الطلب على الوقود بسبب الطقس البارد

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من واحد بالمئة، الخميس، مع تأثر أجزاء من الولايات المتحدة وأوروبا بالطقس البارد، وهو ما دفع الطلب على الوقود خلال الشتاء إلى الارتفاع.

تحركات الأسعار

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 82 سنتا أو 1.08 بالمئة إلى 76.98 دولارا للبرميل بحلول الساعة 11:41 بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي 73 سنتا أو واحدا بالمئة إلى 74.05 دولار.

وتقدم خام برنت بأكثر من دولار خلال الجلسة.

وخسر الخامان القياسيان أكثر من واحد بالمئة أمس الأربعاء بضغط من ارتفاع الدولار وزيادة أكبر من المتوقع في مخزونات الوقود الأميركية.

وقال جون كيلدوف الشريك في أجين كابيتال في نيويورك "ارتفاع اليوم هو بالتأكيد زيادة في الطلب على الوقود خلال الشتاء هنا في الولايات المتحدة".

وقالت خدمة الطقس الوطنية إن أجزاء من شرق تكساس حتى شمالي كنتاكي صدر فيها تحذير من عاصفة شتوية اليوم تغطي مساحات كبيرة من أركنسو وتنيسي.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس الأربعاء إن استهلاك الخام في مصافي التكرير ارتفع 45 ألف برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في الثالث من يناير، بينما قفزت معدلات تشغيل المصافي 0.6 نقطة مئوية إلى 93.3 بالمئة.

وذكرت الإدارة أن المصافي الواقعة على ساحل الخليج الأميركي رفعت صافي مدخلاتها من النفط الخام إلى أعلى مستوياتها منذ ديسمبر 2018.

ويتوقع محللو "جيه.بي مورغان" أن يرتفع الطلب على النفط في يناير 1.4 مليون برميل يوميا على أساس سنوي إلى 101.4 مليون برميل يوميا، مدفوعا بشكل رئيسي بزيادة الطلب على وقود التدفئة في نصف الكرة الأرضية الشمالي.

وقال المحللون: "من المتوقع أن يظل الطلب العالمي على النفط قويا طوال يناير، مدعوما بظروف الشتاء الأكثر برودة من المعتاد والتي تعزز استهلاك وقود التدفئة، فضلا عن بداية مبكرة لأنشطة السفر في الصين لقضاء عطلة رأس السنة القمرية الجديدة".

وتشير أنشطة التداول في العقود الآجلة لخام برنت إلى أن المتداولين أصبحوا أكثر قلقا إزاء نقص المعروض بالتزامن مع ارتفاع الطلب.

وصعد الدولار بشكل أكبر اليوم الخميس بدعم من ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية ووسط ترقب لعودة ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير.

وقال كيلفن وونج كبير محللي السوق لدى أواندا إن خام غرب تكساس الوسيط من المتوقع أن يتأرجح في نطاق 67.55 إلى 77.95 دولار في فبراير مع انتظار السوق لمزيد من الوضوح بشأن سياسات إدارة ترامب وتدابير التحفيز المالي الجديدة في الصين.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حاد في أسعار النفط! زيادات جديدة في أسعار الوقود قادمة
  • النفط يتجه لتسجيل مكاسب أسبوعية مع زيادة الطلب على الوقود
  • ارتفاع سعر النفط بفضل الطلب على الوقود في الشتاء
  • النفط يرتفع 1% مع زيادة الطلب على الوقود بسبب الطقس البارد
  • النفط يصعد 1% مع ارتفاع الطلب على الوقود بسبب الطقس البارد
  • رويترز: صادرات النفط السعودية إلى الصين قد تهبط الشهر المقبل
  • النفط ينخفض مع ارتفاع مخزونات الوقود الأمريكية وصعود الدولار
  • النفط يواصل خسائره مع ارتفاع مخزونات الوقود الأمريكية
  • العراق سيواجه عجز مالي كبير في 2025 جراء تهريب ماله العام إلى إيران وتخفيض أسعار النفط
  • رئيسا قبرص ووزراء اليونان يصلان القاهرة للقاء السيسي