بسبب السمنة الحشوية.. يعيش الرجال أقل من النساء طبيبة توضح الأسباب
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
قالت الدكتورة البروفيسور أولغا شارابوفا، إن متوسط العمر المتوقع للرجال في جميع أنحاء العالم أقل شأنا من النساء.
وذكرت البروفيسور شارابوفا في مقابلة مع Lenta.ru أن النساء يعشن أطول من الرجال، ويلاحظ هذا الاتجاه في كل مكان، ومتوسط العمر المتوقع للرجال أقصر بكثير من متوسط النساء، وفي جميع أنحاء العالم تعيش النساء أطول من الرجال.
وأحد أسباب هذا الخلل أن الرجال يعيشون أقل من النساء بسبب الميل إلى السمنة الحشوية، ومع هذا النوع من تراكم الدهون في الجسم، يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل كبير، بالنسبة للرجال، تصبح حقيقة واقعة بعد 40-45 سنة، والتعرض لها يؤثر بشكل كبير على النوبات القلبية المبكرة لدى الرجال.
لماذا تعتبر السمنة الحشوية خطيرة؟
الدهون الحشوية هي نوع من الدهون غير الموجودة تحت الجلد، ولكنها موجودة في أعماقه، بين الأعضاء الموجودة في تجويف البطن الدهون الحشوية قادرة على إنتاج مواد شبيهة بالهرمونات، وعندما تتراكم يحدث فائض منها، مما يؤدي إلى التهاب مزمن مع الالتهاب، تتطور الاضطرابات التي تؤدي إلى زيادة مستويات السكر وتصلب الشرايين ومشاكل الأوعية الدموية.
وأوضحت شارابوفا أن الاختلاف في ترسب الدهون لدى الرجال والنساء سببه الهرمونات، وإن أجسام النساء، بسبب ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين، تخزن المزيد من الدهون تحت الجلد، بينما يخزن الرجال المزيد من الدهون حول أعضائهم، وتتحول إلى دهون حشوية.
ولفتت الطبيبة إلى أن الفحص الطبي والفحوصات الوقائية لمستويات الكوليسترول وضغط الدم ونبض القلب في منتصف العمر تساعد على إطالة العمر المتوقع لدى الرجال بالإضافة إلى ذلك، لهذا، يجب على الرجال التخلي عن العادات السيئة التدخين، وتعاطي الكحول، وعدم ممارسة الرياضة والوجبات الخفيفة غير الصحية.
يرتبط الشعر الرمادي المبكر والبقع الصلعاء لدى الرجال بأمراض القلب ووفقا للأبحاث، فإن ظهور الشعر الرمادي أو الصلع لدى الشباب (أقل من 40 عاما) قد يكون نذيرا بأمراض القلب والأوعية الدموية مع تقدم العمر، يتم تشخيص هؤلاء الرجال في كثير من الأحيان بقصور القلب وأمراض القلب الإقفارية (مرض القلب التاجي)، والذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النساء الرجال متوسط العمر المتوقع السمنة أمراض القلب والأوعية الدموية القلب امراض القلب لدى الرجال
إقرأ أيضاً:
الغزالي حرب يعيش في أوهام الباشوية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الدكتور أسامة الغزالي حرب اسم كبير ومفكر يستحق الانتباه، لذلك عندما يكتب علينا أن نقرأ إذا أصاب نتفق معه وندافع عن فكرته، وإذا أخطأ علينا أن نعلن اختلافنا معه، ولأنه اسم كبير فكان لا بد للمختلف معه أن يذهب إليه مستنداً إلى أفكار وقناعات وبديهيات، حتى لا يلتهمنا الاسم الكبير لمجرد فارق السن والخبرة.
وعلى ذلك، أقول إن صدمة المجتمع المصري من الفكرة التي ألقاها الغزالي وانصرف، هي صدمة كبيرة فكيف لرجل عاقل راشد مثله أن يطرح علينا إمكانية عودة ألقاب الباشوية والبهوية من جديد، وأن يتم منح تلك الألقاب لمن قدم خدمات "جليلة" للمجتمع، متجاهلاً وعن عمد أن الشعب المصري بعماله وفلاحيه وموظفيه والمهنيين في هذا المجتمع كلهم يقدمون أعمالاً جليلة ولا فرق في العطاء بين عامل نظافة يكنس الشارع يومياً ورجل أعمال يرتاد البنوك يومياً، بل ثقتي في عامل النظافة أكبر.. وهنا نسأل عن معيار الخدمة الجليلة الذي يقترحه الغزالي، جليلة من أي زاوية يا دكتور؟
نحن الآن في زمنٍ يتطلع فيه العالم إلى الأمام، وبينما الحال هكذا جاء مقالك لتسعى إلى اجترار ماض ألغته ثورة حملت آمال المصريين في العدالة والمساواة، وكأن أشباح الماضي تحاول أن تعود ومع اقتراح الغزالي حرب بإحياء ألقاب "الباشا" و"البيه" التي طواها دستور الثورة عام ١٩٥٢ نجد أن هذا الاقتراح ليس مجرد دعوة لاستعادة مسميات، بل هو استدعاء لنظام طبقي كرَّس التفرقة والاستغلال، فكيف يمكن لمجتمعٍ يناضل من أجل تماسكه أن يعيد إنتاج أدوات التقسيم؟ ناهيك من أن تاريخ هذه الألقاب صارت رمزًا للاستعمار والفساد.
الألقاب ليست مجرد كلمات، بل هي وعي جمعي يُشكّل الهوية، فـ"الباشا" و"البيه" لم يكونا لقبين شرفيين، بل أداتين لفصل المجتمع إلى سادة وعبيد طبقة ارتبطت بالنخبة الحاكمة الموالية للاستعمار العثماني والبريطاني، تمتعت بامتيازاتٍ اقتصادية وسياسية، بينما عاش الغالبية في فقرٍ مدقع، إحياء هذه الألقاب اليوم يعني إعادة تعريف المواطنة عبر انتماءاتٍ طبقية، تُحوِّل الإنسان إلى "مرتبة" اجتماعية تُورَّث، لا إلى كائنٍ حرٍّ يصنع مكانته بجهده، هنا ينتفي مبدأ تكافؤ الفرص، وتتحول الديمقراطية إلى مسرحيةٍ يملك نجومها ألقابًا من ذهب.
وتاريخ الباشوية الذي يتراوح ما بين الاستعمار والاستبداد يجعلنا نقول بصدق إن "الباشا" لم يكن لقبًا بريئًا. في القرن التاسع عشر، منحته السلطات العثمانية لملاك الأراضي الذين استغلوا الفلاحين، ثم تحالفوا مع الاحتلال البريطاني لاحقًا ليصبحوا طبقة وسطى بين المستعمر والشعب. هؤلاء هم مَنْ قاومتهم ثورة ١٩١٩، ثم ثورة ١٩٥٢ التي رأت في إلغاء الألقاب ضربةً لصالح استقلال مصر الثقافي قبل السياسي، فالباشوات لم يكونوا حُماة الوطن، بل حراسًا لمصالحهم، حتى أن البعض وصفهم بأنهم "السرطان الذي أنهك جسد الأمة".
إن إعادة هذه الألقاب ستكون بمثابة إعلانٍ بانتصار الانقسام الطبقي، خاصةً في مجتمعٍ يعاني من فجواتٍ اقتصادية حادة، فكيف لشابٍ من الصعيد أن يشعر بالانتماء إلى وطنٍ يُنادى فيه غيره بـ"البيه" بينما يُنظر إليه كـ"مواطن من الدرجة الثانية"؟. الألقاب تخلق وعيًا زائفًا بالتفوق، وتُغذي النزعات الفردية على حساب المصلحة العامة، والأخطر أنها قد تعيد إنتاج تحالفات بين المال والسلطة، كما حدث أيام الملكية، حين كانت الصفقات تُبرم في قصور الباشوات، لا في مؤسسات الدولة.
التجربة التاريخية ودروس ثورة ١٩٥٢ تقول إن ثورة يوليو لم تكن مجرد تحرك عسكري، بل هي حركة ثورية هدفت إلى هدم التراتبية الاجتماعية بإلغاء الألقاب، وأرسلت الثورة رسالةً واضحة تقول إن المواطنين سواسية. وقد نجحت الثورة بدرجة ما في خلق جيلٍ آمن بالعلم والعمل سبيلًا للترقي، لا بالنسب أو الثروة، فالمدرس والطبيب والمهندس -بلا ألقاب- أصبحوا رموزًا للطبقة الوسطى التي كانت عماد النهضة، واليوم قد نختلف على إيجابيات الثورة وسلبياتها، لكن لا يمكن إنكار أن مساواتها الرمزية ساهمت في تعزيز الاندماج الوطني.
كنت أن انتظر من الغزالي حرب أن يحافظ معنا على الأمن الاجتماعي مطالبا بعدالةٍ تُذيب الفوارق، بدلًا من استعادة شعارات الماضي، وفي ظني ان الأجندة التي تحافظ على العدالة وتتجه نحو تعزيز سياساتٍ تُحقق تلك العدالة تتجلى في ضمان تعليمٌ للجميع وجودة التعليم الحكومي لتضمن مساواة الفرص، وكذلك الضرائب التصاعدية لتقليص الفجوة بين الطبقات عبر نظام ضريبي عادل، وتعظيم ثقافة التنمية من خلال إبراز نماذج النجاح الفردي الكفؤة، لا تلك المرتبطة بالانتماءات العائلية، كل هذا لن يكون إلا من خلال قوانين صارمة قائمة على تجريم التمييز بأشكاله، ومحاسبة من يتاجرون بالنفوذ، إلى جانب ضرورة تعزيز مفهوم "المواطنة الفاعلة" حيث يساهم الجميع في البناء سيكون درعًا ضد الانقسامات.
المؤكد هو أن الوطن لا يُبنى بألقابٍ من ورق.. إن دعوة الغزالي حرب - رغم نواياه - تُعيدنا إلى مربع السؤال الأكبر أي مصر نريد؟ هل نختزل الوطن في نخبةٍ تتحكم بمصائر البسطاء، أم نصنع مجتمعًا يتسع للجميع؟ التاريخ يُعلّمنا أن الأمم التي تقدّمت هي تلك التي جعلت الكفاءة معيارًا، لا الألقاب.
ولهذا لا ينبغي أن نسمح لأشباح الماضي أن تقود مستقبلنا، فمصر التي حطمت أغلال الاستعمار بقادرة على تجاوز كل محاولات تفكيك نسيجها الاجتماعي، شرط أن نتعلم من دروس الماضي، لا أن نعيد إنتاجه.
المنزعجون من مقال الغزالي حرب في رأيهم أن هذا الاقتراح ليس مجرد استدعاء بريء لمفردات لغوية، بل هو إحياء لشبح طبقي كافحت الثورة لطمسه، فكيف يمكن لمجتمع عانى قروناً من الاستعمار والاستغلال أن يعيد إنتاج أدوات التفرقة ذاتها؟ الذي تخفيه هذه الألقاب هو تاريخٍ مظلم وهل يُعقل أن ننسى دماء الفلاحين الذين سُحِقوا تحت نعل "الباشوات".
ألقاب مثل "الباشا" و"البيه" ليست مجرد كلمات تُزين الأسماء، بل هي شاراتٍ ترمز إلى نظامٍ هرمي قائم على القهر، أعرف ذلك جيدا والدكتور الغزالي يعرفه أيضا لذلك استغرب جداً من دعوته وننتظر منه تفسيرًا أو تفاسير أو اعتذارًا.