لجريدة عمان:
2024-06-30@11:53:42 GMT

حتى نحقن دم آخر طفل في فلسطين

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

حتى نحقن دم آخر طفل في فلسطين

قبل ثلاث سنوات فقط لم يتوقع أحد خارج دائرة علماء الفيروسات وكبار الأطباء أن يتعرض العالم لجائحة صحية يمكن أن تشله تماما وتعيده إلى قرن إلى الوراء.. كان العالم، وخاصة عامة الناس، لا يتصورون أن التقدم العلمي الذي وصلت إليه البشرية يمكن أن يقف عاجزا لعدة أشهر قبل أن يكتشف لقاحا لفيروس كورونا. لكن يبدو أن ثقتنا الكبيرة بالمرحلة التي وصلت لها البشرية من التقدم العلمي ومن الحداثة في البناء الاجتماعي وبناء منظومة القوانين وفي إنسانيتنا تحتاج إلى إعادة نظر إن لم يكن الوصول إلى يقين تام أن الكثير من تلك الثقة لم تكن إلا محض ظن لا يلبث أن يسقط عند أول اختبار حقيقي.

إن النظام العالمي الذي نعيشه تأسس في صورته الأولى بعد الحرب العالمية الثانية التي شهدت مجازر ومذابح لا يمكن نسيانها، وقد خرج العالم من تلك الحرب على أمل ألا يعود لمثلها مرة أخرى، لكنه عاد مع الأسف الشديد وخاض حروبا دامية لا يقل أثرها عن أثر الحرب العالمية الثانية. ونال العرب من تلك الحروب النصيب الأكبر.. وتلك قصة معروفة عند الجميع لا تبدأ من مرحلة الاستعمار الذي وقعت تحت نيرانه الكثير من الدول العربية ولا تنتهي بغزو العراق وتدمير سوريا واليمن وليبيا.. أو بقيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين التاريخية في أعقاب صمت مدافع الحرب العالمية الثانية وما صاحبها من حروب لتحرير الأرض والتي ما زالت تدور حتى اليوم على ساحات غزة المقدسة.

وأمام كل هذه الصورة المثخنة بالدماء والجراح والتدمير يتساءل المواطن العربي قبل غيره من المواطنين ممن يسكنون جميع قارات العالم.. هل ما زالت هناك ثقة بالمنظمات الأممية التي نشأت في أعقاب صمت مدافع الحرب العالمية الثانية؟ والتي أنشئت في الأساس من أجل الحفاظ على السلام والأمن الدوليين؟

لا تحتاج الإجابة إلى كثير تفكير.. إن العالم بات على يقين تام أن هذه المؤسسات إنما هي مؤسسات تستخدمها الدول الكبرى من أجل فرض سيطرتها، بالقانون، على الدول الضعيفة أو الدول النامية أو الفقيرة، بينما لا تحتاج الولايات المتحدة أو بريطانيا إلى موافقة أو إذن من الأمم المتحدة من أجل تدمير العراق تحت ذريعة تدمير أسلحة الدمار الشامل!

لقد أثبتت الحرب في غزة بما لا يدع مجالا للشك أن منظمات الأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الأمن الدولي، وكذلك محكمة العدل الدولية لا تملك قوة حماية آلاف الأطفال من عملية التصفية والإبادة العرقية التي يتعرض لها سكان غزة.. أكثر من ١٨ ألف شهيد وآلاف آخرين ما زالوا تحت الركام لم يتح لهم حتى أن يتحولوا إلى مجرد أرقام على شاشة الإحصاءات اليومية التي تتناقلها وسائل الإعلام.. كل هذا المشهد المؤلم الذي يؤكد لنا أن كل التقدم الذي حققته البشرية من أول اكتشاف لها إلى ذروته في الذكاء الاصطناعي لا يعني شيئا إن كانت البشرية لا تملك تقديرا لقيمة الإنسان، لا لشيء وإنما لمجرد إنسانيته.. وأمام كل محك جديد يبدو واضحا أن الإنسانية تنحدر بمقادير ما يتقدم العلم.

كان الساسة يقولون إن أهم المكاسب التي خرج بها العالم من الحرب العالمية الثانية أنه صار له مؤسسات ومنظمات أممية تستطيع أن تعيد التوازن وتردع كل من يخرج على قيم العالم ومبادئه، قبل أن نكتشف أيضا أن هذه القيم والمبادئ انتقائية لا يمكن أن تفرض على الجميع بشكل عادل. يحق للدول الغربية أن تحتل وتستعمر وتنهب خيرات الشعوب الضعيفة التي بات لا حق لها ولا قيمة.

والسؤال الذي نطرحه الآن: هل ينبغي إعادة هيكلة مؤسسات النظام العالمي أم على العالم الحر أن يثور عليها فلم يعد لديها ما يمكن أن تقدمه من خير للبشرية.. إن لدى البشرية الكثير من القيم والمبادئ التي يمكن أن يجتمعوا حولها ويؤمنوا بها من أجل أن يحقن دم آخر طفل سيبقى في فلسطين.. وإلا لا أمان لأحد في هذا العالم المتوحش الذي يشرب دماء أطفال غزة في كأس قهوة الصباح كل يوم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الحرب العالمیة الثانیة یمکن أن من أجل

إقرأ أيضاً:

"نابض بالحياة".. روبوت ياباني يحاكي المظهر البشري بشكل مريب

ابتكر خبراء من جامعة طوكيو وجها آليا من الجلد البشري المزروع في المختبر، يتميز "بمظهر مريب نابض بالحياة".

قام مختبر قائد البحث، البروفيسور شوجي تاكيوشي، بإنشاء روبوتات صغيرة تمشي باستخدام الأنسجة العضلية البيولوجية واللحوم المزروعة في المختبر والطباعة ثلاثية الأبعاد والجلد الهندسي، الذي يمكنه الشفاء من تلقاء نفسه.

وقال تاكيوتشي: "تمكنا الآن من محاكاة المظهر البشري إلى حد ما، من خلال إنشاء وجه بالمادة السطحية نفسها والبنية المماثلة لتلك الموجودة لدى البشر".

Bizarre humanoid robot with a face made out of living skin tissue is created by researchers in Japan https://t.co/bAZ1GDZ5bFpic.twitter.com/pK7sVJm8nR

— Daily Mail Online (@MailOnline) June 25, 2024

ويتم تصنيع "أنسجة الجلد المهندسة" عن طريق أخذ عينة من خلايا الجلد البشرية وزراعتها في المختبر.

وقال المعد المشارك، ميتشيو كاواي، من جامعة هارفارد لـ MailOnline: "يتم حصاد خلايا الجلد البشرية هذه من الجلد الزائد الناتج أثناء العمليات الجراحية. الجلد المزروع له تركيبة جلد الإنسان نفسها، ويُستخدم أيضا كمواد ترقيع لدى الأشخاص الذين يعانون من حروق أو إصابات شديدة".

إقرأ المزيد "سجن لدقائق فقط".. مفهوم غريب قد يُحدث ثورة في نظام العدالة الجنائية

وأوضحت الدراسة أن الجزء الأصعب تمثّل في جعل الجلد يلتصق بوجه آلي، مصنوع من مادة صمغية على أساس الأكريليك (بلاستيك شفاف وقوي وصلب).

واستخدم فريق البحث "هلام كولاجين" خاص للالتصاق، وأحدثوا ثقوبا خاصة في وجه الروبوت، ما ساعد طبقة الجلد المزروعة في المختبر على التماسك.

ويقول الخبراء إنه يمكن تطبيق الجلد على أي شكل من أشكال السطح، من خلال هندسة الثقوب الصغيرة بعناية.

وعلى الرغم من أن هناك طريقا طويلا لنقطعه حتى نصل إلى أشباه بشرية ناطقة تشبهنا تماما، يعتقد تاكيوشي وزملاؤه أن الجلد الحي يمكن أن يجلب مجموعة من القدرات الجديدة للروبوتات، مثل القدرة على الشفاء الذاتي وقدرات استشعار مدمجة و"مظهر نابض بالحياة".

ويتمثل التحدي التالي في خلق مجموعة من التعبيرات الشبيهة بالبشر من خلال دمج المحركات المتطورة، الشبيهة بالعضلات، داخل الروبوت.

نشرت الدراسة في مجلة Cell Reports Physical Science.

المصدر: ديلي ميل

مقالات مشابهة

  • خطر حقيقي يهدد الوجود الاسرائيلي
  • الإمارات تنضم إلى «نداء العمل» من أجل أطفال فلسطين
  • «حكماء المسلمين» يشارك بمؤتمر القيادة العالمية للسلام في نيروبي
  • منظمة التحرير الفلسطينية: الصراعات الحالية مقدمة لحرب عالمية ثالثة (فيديو)
  • أجمل يوم لم يأتِ بعد!
  • التهديد الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.. 56 صراعا دوليا والشرق الأوسط الأكثر سخونة
  • دراسة: البشرية عُرضة لحرب نووية مدمّرة لا يمكن تفاديها
  • بايدن: حماس تريد استمرار الحرب وأمريكا أكبر داعمي تل أبيب في العالم
  • "نابض بالحياة".. روبوت ياباني يحاكي المظهر البشري بشكل مريب
  • "BBC": الروبوتات الألمانية تصطاد قنابل الحرب العالمية الثانية في البحر