الزيارة السلطانية لسنغافورة والهند.. تعزيز للتعاون الاقتصادي
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
تعد زيارة الدولة التي يبدأها اليوم جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى جمهوريتي سنغافورة والهند على درجة كبيرة من الأهمية السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، وهذا يعود إلى عدد من الأمور الموضوعية، لعل في مقدمتها العلاقات التاريخية التي تربط بلادنا سلطنة عمان بكلا البلدين الصديقين، حيث إن هناك علاقات تاريخية ممتدة مع جمهورية سنغافورة تجسدت في التجارة البحرية ووصول العمانيين إلى هذا البلد الآسيوي ولعل رحلة السفينة جوهرة مسقط إلى جمهورية سنغافورة في التاريخ وعودة المشهد البحري مجددًا يعد أحد الشواهد المهمة على تلك الروابط الحضارية بين سلطنة عمان وجمهورية سنغافورة.
ومن هنا فإن تنشيط الجوانب الاستثمارية وتعزيز التعاون في هذه المجالات الحيوية كالنقل الجوي والإدارة الحديثة، وفي مجال الطاقة المتجددة بين سلطنة عمان وجمهورية سنغافورة في ظل مرافقة جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- لوفد رسمي رفيع المستوى يعد على جانب كبير من الأهمية خلال الزيارة السلطانية. كما أن جمهورية سنغافورة لها المنطق السياسي نفسه، كما هو الحال مع بلادنا سلطنة عمان من خلال الدعوة إلى إقرار السلام وحل الخلافات والصراعات بالطرق السلمية ومناصرة القضايا العادلة وفقًا للقانون الدولي. ومن هنا فإن البلدين الصديقين لهما المنطلقات والأهداف الاستراتيجية نفسها في مجال التطور في كل المجالات، خاصة وأن رؤية سلطنة عمان ٢٠٤٠ تهدف إلى تحقيق منطلقات ومحاور الرؤية الأساسية في مجال الإنسان والمجتمع وفي المجال اللوجستي واستغلال موقع سلطنة عمان الاستراتيجي على البحار المفتوحة، حيث وجود بحر عمان وبحر العرب علاوة على الأهمية الاستراتيجية لمضيق هرمز كأحد أهم الممرات البحرية في العالم حيث مرور الطاقة من منطقة الخليج العربي إلى الغرب والشرق على حد سواء ومنها القارة الآسيوية، حيث توجد كل من جمهوريتي سنغافورة والهند.
إن زيارة الدولة التي يقوم بها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وهي من أرفع الزيارات الرسمية لرؤساء وسلاطين الدول في العرف البروتوكولي تكتسب أهمية كبيرة أيضا على الصعيد السياسي من خلال المشكلات التي تمر بها المنطقة حاليًا خاصة القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني وأهمية التشاور والتنسيق بين سلطنة عمان والدول الشقيقة والصديقة. ومن هنا فإن المشهد السياسي في العالم يحتاج إلى صوت الحكمة الذي تتميز بها الدبلوماسية العمانية الداعية إلى إقرار الحقوق ومساندة الحق والعدل والإنصاف لحل القضية الفلسطينية حلًا عادلًا يستند إلى قرارات الشرعية الدولية. وتأتي أهمية الزيارة السلطانية أيضا لجمهورية الهند، حيث ترتبط مسقط ونيودلهي بروابط تاريخية تعود إلى قرون من التجارة والصداقة والجوار البحري، حيث إطلالة المحيط الهندي على سواحل البلدين الصديقين، كما أن جمهورية الهند ترتبط بسلطنة عمان بعلاقات حضارية مهمة، وهناك إمكانيات كبيرة للتعاون العماني الهندي خاصة في مجال الاستثمار والتجارة والطاقة المتجددة، حيث إن هناك مشروعات إستراتيجية كبرى لسلطنة عمان على صعيد الهيدروجين الأخضر، وهناك توقعات بتوقيع اتفاقيات في عدد من المجالات الحيوية التي تعزز من مجالات التعاون بين البلدين والشعبين الصديقين في ظل وجود تصاعد اقتصادي مهم لجمهورية الهند ذات الجغرافيا الممتدة وعدد كبير من السكان هو الثاني عالميًا بعد الصين.
ومن هنا تعد جمهورية الهند سوقا كبيرة للمنتجات العمانية وأيضا في مجال التكنولوجيا والتعليم وفي المجال الصناعي والعسكري وهناك آفاق مهمة لتعزيز التعاون بين البلدين الصديقين في كافة المجالات وآفاق أرحب للتعاون في المجال العلمي والبحثي وفي المجال الطبي.
ولذا تكتسب الزيارة السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- أهمية كبيرة في ظل تلك النظرة الشمولية لعلاقات سلطنة عمان الخارجية ومنها جمهوريتي سنغافورة والهند مما يعزز من علاقات بلادنا سلطنة عمان مع البلدين الصديقين، ويعزز آفاق التعاون في كافة المجالات.
كما أن جمهورية الهند تعد من الدول المهمة على الصعيد السياسي والاستراتيجي وهناك تشاور وتنسيق بين مسقط ونيودلهي مما يجعل الحوار متواصلا في كل القضايا الإقليمية والدولية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جمهوریة سنغافورة البلدین الصدیقین حفظه الله ورعاه جمهوریة الهند سلطنة عمان فی المجال فی مجال
إقرأ أيضاً:
عرض الإبهار .. تجربة رائعة تمتع الجماهير بمتنزه القرم الطبيعي
يشهد مهرجان ليالي مسقط بمتنزه القرم الطبيعي، عروض إبهار يومية على مسرح البحيرة متمثلة في شاشات عرض ثلاثية الأبعاد صممت على شكل مثلثات متفاوتة الأحجام مثلت جبال سلطنة عمان والذي أكّد عليه العرض، حين انطلق بظهور جبال متعرجة على الشاشات يحلق في أعاليها صقر عملاق يصيح بشكل حاد وقوي وهو ما يمنحه الهيبة والقوة حيث يعد الصقر العماني أحد الطيور الجارحة وأحد الرموز الثقافية والتراثية ويتميز بمكانة خاصة في المجتمع العماني، حيث يقام له مسابقات ومهرجانات خاصة تحتفي برياضة الصقارة تجمع عشاق الصقور، وتسعى هيئة البيئة في سلطنة عمان للحفاظ على هذا الطائر.
لتنطلق اللوحة الثانية من العرض وتأخذنا إلى عالم البحار إلى رائحة شاطئ العيجة في ولاية صور، إلى خور البطح حيث تقف سفينة فتح الخير شامخة إلى شواطئ مسندم وإلى سواحل الباطنة، حيث يأسرك صوت تموّج الأمواج وتعجب بجمال شروق وغروب الشمس في العرض، لنتذكر حينها بأننا في مسقط نستنشق نسيم القرم مرورًا بمطرح نشاهد هذا الجمال في واقعنا اليومي في العاصمة مسقط.
لنشهد بعدها في اللوحة الثالثة معالم سلطنة عمان السياحية، فتظهر القلعة لنستذكر حينها قلاع نزوى وبهلا والجلالي والميراني في مسقط وحصن الحزم في الرستاق وقلاع السويق وصحار وخصب وحصن عبري والبريمي، وتطل علينا بعدها منارة جامع السلطان قابوس الأكبر وهو الجامع الذي يجسد الفن المعماري الإسلامي بنقوشاته الجذابة في كل زاوية من زواياه ناهيك عن جمال سجادته الكبيرة المصنوعة يدويًا، ومن هناك إلى قصر العلم العامر وهو أحد أقدم القصور في سلطنة عمان حيث يتميز بواجهته الفريدة، والقابع وسط حديقة من الزهور والأشجار مقابلاً للمتحف الوطني، ويستخدم هذا القصر لمناسبات جلالة السلطان الرسمية كاستقبال الملوك ورؤساء الدول وعقد اجتماعات كبار القادة والمسؤولين، ولنحلق بعدها في العرض إلى دار الأوبرا السلطانية مسقط التي احتضنت الحفلات السيمفونية والعروض الأوبرالية العالمية والمسرحيات الغنائية والموسيقية وعروض الموسيقى العسكرية وأمسيات الإنشاد والمدائح الصوفية، تخلل هذه المشاهد ظهور رمال الصحراء المكان الذي يعشقه الجميع وخصوصًا في فصل الشتاء كرمال بدية والطحايم وخبة القعدان ورمال بوشر التي تتوسط المدينة في العاصمة مسقط.
تضمنت العروض مزيجًا من الإضاءة التفاعلية بألوانها المختلفة والمؤثرات البصرية والصوتية وعروض الليزر التي امتزجت لتقدم تجربة فريدة من نوعها إلى جانب تراقص النافورات على نغمات الموسيقى والتي تفاعلت مع المشاهد المعروضة لتمنح الحياة للعرض المقدم بالإضافة إلى الدخان أو كما يعرف بالضباب والشرارات الباردة أو الألعاب النارية الباردة بالإضافة إلى اللوحات الجدارية ثلاثية الأبعاد.
لينقلنا العرض في لوحاته الأخرى من الماضي إلى المستقبل الذي يحلم به الجميع إلى عالم بإمكانيات لامحدودة لتتحول سلطنة عمان إلى مدينة مليئة بالانسجام لتلتقي التقاليد بروعة التكنولوجيا حيث يعمل الذكاء الاصطناعي والآلات جنبًا إلى جنب مع الشباب معززًا أحلامهم وطموحاتهم وإلى عالم البحث العلمي والابتكار.
وأكد عبدالله بن علي الطوقي، مدير عرض الإبهار، قائلاً: "حرصنا على أن يعكس هذا العرض جميع التضاريس والعوامل الطبيعة التي تتميز بها سلطنة عمان، بما في ذلك البحار، والوديان، والصحارى، والجبال، فقد استخدمنا مثلثات متفاوتة الحجم في التصميم لترمز إلى كثافة الجبال التي تشتهر بها سلطنة عمان، وركزنا على إبراز التطور العمراني الذي تشهده العاصمة والمدن الأخرى وذلك بما يتماشى مع "رؤية عمان 2040" مع تسليط الضوء على التطور التكنولوجي واستخدام التكنولوجيا المتقدمة التي تجسد الانتقال بين العصور، في إشارة إلى النهضة المتجددة، فقد احتوى العرض على رموز تعكس الشبكات الإلكترونية وتطور الذكاء الاصطناعي عبر الزمن، في محاكاة للتقدم الذي تشهده عمان وتسعى لتحقيقه في المستقبل وكان هدفنا من خلال هذا العرض إبراز ملامح التطور كرسالة حية، حيث تضمنت اللوحات الجدارية المعروضة رسائل صوتية توضح مضمون كل لوحة والتي تسعى للإجابة على سؤال "إلى أين يتجه مستقبل عمان؟".
وأضاف الطوقي: بدأت سلطنة عمان بالفعل في استخدام تطبيقات وأجهزة الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على تطوير الكوادر البشرية للتعامل مع هذه التقنيات فالإنسان يظل هو العنصر الأساسي في التحكم بالتكنولوجيا وتوجيهها فلا يمكن للتكنولوجيا أن تحل محل الإنسان ولكن يجب علينا أن نواكب التكنولوجيا وتطوراتها وتمكين الإنسان لاستخدامها والتعامل معها.
وأعربت حور اللواتية عن رأيها قائلة: إن العرض كان في غاية الروعة، كان شيئا مميزا ومبهرا، فالعرض كان يتحدث عما يحدث في سلطنة وعمان ويستشرف المستقبل وكيف تسعى الحكومة جاهدة للتطوير والتغيير بمساعدة الذكاء الاصطناعي، فالعرض بالمجمل جميل جدًا وخصوصًا أنهم مزجوا بين الليزر والدخان بالإضافة إلى تداخل النافورات وحركة اللوحات الجدارية التي ظهرت في العرض، مشيرةً إلى أن أكثر ما لفت انتباهها هي حركة الإضاءة والليز؛ لأنه شيء حركي لا يجعلك تركز في شيء واحد فقط، وكلوحة جدارية فقد لفت انتباهنا شكل عمان في المستقبل مؤكدة أنها تحلم أن تتحقق هذه الصورة وتراها على أرض الواقع وفي الحقيقة، وأضافت اللواتية: إنها لأول مرة تشاهد هذا النوع من العروض.
وأشاد يزن بن أحمد آل ثاني بالعرض ووصفه أنه مميز وجميل، حيث استعرض كيف كانت سلطنة عمان في الماضي وكيف أصبحت، وكيف نشاهدها في المستقبل، من خلال التطور التكنولوجي والعمراني، مشيرًا إلى أنه حضر العرض أكثر من مرة، فالعرض يُظهر تميز سلطنة عمان وما تسعى لتحقيقه من رؤية في المستقبل، وما لفت انتباهي في العرض المزيج الرائع الذي شاهدناه بين موسيقى العرض وتراقص النافورات بالإضافة إلى حركة الإضاءة والليزر فهو أمر مبهر في الحقيقة فقد كان مزيجًا رائعًا من الحركة، موضحًا أن العرض ممتع ومناسب لجميع الأعمار.