اكتشاف آثار لأقدم الأنهار الجليدية المكتشفة على الإطلاق!
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
يعتقد علماء أنهم اكتشفوا أدلة على أقدم الأنهار الجليدية على الإطلاق، في الصخور القديمة المليئة بنظائر الأكسجين الموجودة تحت أكبر رواسب ذهب في العالم في جنوب إفريقيا.
ويمكن أن يضيف الاكتشاف سطورا جديدة إلى فصل مبكر من تاريخ الأرض المضطرب، وقد يفسر كيفية تشكل تلك الحقول الذهبية.
وقد قام فريق بقيادة عالم الجيولوجيا الأثرية من جامعة جوهانسبرغ، أكسل هوفمان، بتحليل طبقات الصخور الواقعة بالقرب من ديربان على الساحل الشرقي لجنوب إفريقيا والتي تحتوي على رواسب جليدية يقدر عمرها بـ 2.
مرت الصخور القديمة بتجربة مجموعة متنوعة من التغيرات الجيولوجية خلال وقت طويل. ولحسن الحظ، فإن مجموعة بونغولا Pongola Supergroup، كما تُعرّف طبقات الصخور، بالكاد تعرضت للاضطراب منذ أن تم ترسيبها مع فيضان بحر داخلي طوال تلك السنوات.
ويوضح إيليا بيندمان، الجيولوجي بجامعة أوريغون، "هذه واحدة من المناطق القليلة التي ظلت سليمة إلى حد ما ولم تتغير منذ بدايات الأرض. هذه الرواسب عبارة عن أحافير جليدية متحجرة، وهي في الأساس حطام خلفه نهر جليدي حيث كان يذوب ويتقلص تدريجيا".
وقام بيندمان وزملاؤه بقياس مستويات نظائر الأكسجين في عينات من الحجر الرملي والصخر الزيتي من مجموعة Pongola Supergroup، فوجدوا أن لديها أدنى مستويات من الأكسجين -18 من أي رواسب مماثلة تم تحليلها حتى الآن. ويوجد لديها أيضا كميات عالية جدا من الأكسجين -17، ما يشير إلى تشكل الصخور في درجات حرارة منخفضة.
ويقول بيندمان: "هذا يعني الثلج. أضف إلى ذلك الدليل الجيوكيميائي مع دليل الركام، وهذا يعني أنهارا جليدية - أقدم الأنهار الجليدية التي تم العثور عليها حتى الآن على الأرض".
قدم بيندمان النتائج في مؤتمر دولي للكيمياء الجيولوجية في وقت سابق من هذا الأسبوع، بناء على ورقة تمت مراجعتها مؤخرا بالاشتراك مع هوفمان.
إقرأ المزيد علماء: الأرض دخلت عصرا جيولوجيا جديدا منذ منتصف القرن الماضيوتعرّف نظائر الأكسجين بأنها أنواع مستقرة وطويلة العمر من الأكسجين إما "الثقيل" أو "الخفيف" اعتمادا على عدد النيوترونات في نواته. وعندما يقارن الجيولوجيون وفرتها النسبية في الصخور القديمة، يمكنهم استنتاج الظروف التي تشكلت فيها تلك الصخور.
وكتب بيندمان وهوفمان في ورقتهما: "نظرا لأن التركيب النظيري للأكسجين في المواد السطحية يعتمد بشدة على خط العرض والمناخ، فقد طبقنا تحليل نظائر الأكسجين الثلاثي لفحص أصلها".
وتشير البيانات "إلى تبريد مناخي تدريجي للبيئات السطحية بلغ ذروته في الظروف الجليدية قبل 2.9 مليار سنة".
ويثير موقع هذه الأنهار الجليدية أسئلة مثيرة للاهتمام حول فترات التبريد في الماضي القديم.
وقد تجمد كوكبنا مرتين على الأقل في تاريخه، منذ 650 و700 مليون عام قريبا نسبيا. لكن البحث يتساءل عما إذا كانت "كرة الثلج" هذه عبارة عن أرض قاحلة مجمدة تماما أو تشبه إلى حد كبير كرة طينية، ما يترك مجالا للنقاش حول المدى الذي يمكن أن يتجمد فيه كوكبنا.
ويقول هوفمان: "يعتقد العلماء أن هذا [التجلد شبه العالمي] ربما حدث في مناسبتين في الماضي القريب. إذا كان الأمر كذلك، فستكون هذه أول فترة تبريد عالمي يتم تسجيلها".
ويقول الاحتمال الآخر إن القارة التي أدت إلى ظهور جنوب إفريقيا كانت أقرب إلى القطبين في وقت تجمدها، كما ناقش بيندمان وهوفمان في ورقتهما.
ويقول هوفمان: "كلا الاحتمالين مثير للاهتمام علميا".
لكن انتزاع الأسرار الصخرية من أعماق الزمن ليس بالأمر السهل، ولن تعيد دراسة واحدة كتابة تاريخ الأرض المبكر.
ويقول أندري بيكر، عالم الكيمياء الجيولوجية في جامعة كاليفورنيا، ريفرسايد، والذي لم يشارك في العمل، إن البحث "من المرجح أن يطلق دراسات متابعة".
ويقول بيكر: "لقد نوقشت الأدلة على التجلد في هذا العصر بشدة ومناقشتها على مدى عقود بناء على أدلة رسوبية".
ومع ذلك، لا يمكن لعلماء الجيولوجيا أن يستنتجوا الكثير إلا من الطريقة التي تتكدس بها طبقات الرواسب والصخور فوق بعضها البعض، أو طريقة تقطيعها بالجليد القديم.
ويقول بيكر إن تحليل بيندمان وهوفمان لنظائر الأكسجين "يضيف خطا جديدا تماما من الأدلة إلى هذه الحجة" بأن ما نبحث عنه هو آثار للأنهار الجليدية القديمة بشكل لا يصدق.
بعبارة أخرى، يجب أن نتوقع أن يتم فحص هذه النتائج الجديدة عن كثب.
نُشرت الدراسة في رسائل وجهات نظر جيوكيميائية، مع عرض المزيد من النتائج في الجمعية الأوروبية للكيمياء الجيولوجية ومؤتمر غولدشميت للجمعية الجيوكيميائية.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا اكتشافات الارض بحوث
إقرأ أيضاً:
وزير الري: التعنت الإثيوبي أدى لعدم التوصل لاتفاق قانوني عادل وملزم لملء وتشغيل سد النهضة
التقى الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، بالسفير يورين شولز سفير ألمانيا بالقاهرة.
ورحب الدكتور سويلم، بالسفير والوفد المرافق له، مشيدا بالتعاون البناء بين مصر وألمانيا خلال السنوات الماضية والذي تم خلاله تنفيذ العديد من المشروعات في مجال الموارد المائية والرى، مؤكداً على رغبة الوزارة في إستمرار هذا التعاون المتميز، ومن جانبه عبر السفير الألماني عن شكره للدكتور سويلم وحرص بلاده على تعزيز التعاون مع مصر في كافة المجالات لاسيما في مجال الموارد المائية.
شهد اللقاء التباحث حول عدد من القضايا الإقليمية فى مجال المياه، حيث أكد الدكتور سويلم على دعم مصر الدائم للدول الإفريقية الشقيقة وخاصة دول حوض النيل، من خلال تنفيذ العديد من المشروعات في مجالات تطهير المجارى المائية، وإنشاء سدود حصاد مياه الأمطار، وحفر آبار مياه جوفية تعمل بالطاقة الشمسية في المناطق النائية، وإنشاء مراسى نهرية ومراكز للتنبؤ بالأمطار، مؤكدا على ضرورة الالتزام بالقوانين الدولية فيما يخص الأنهار الدولية عند تنفيذ مشروعات تنموية فى دول المنابع.
كما استعرض الدكتور سويلم مسار المفاوضات الخاصة بالسد الإثيوبي والذى حرصت خلالها دولتا المصب مصر والسودان على التوصل لاتفاق قانوني عادل وملزم لملء وتشغيل السد الإثيوبي، إلا أن التعنت الإثيوبي وعدم وجود إرادة سياسية أدى لعدم التوصل لاتفاق قانوني عادل وملزم.
وأشار الدكتور سويلم للاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل والتى قامت بعض الدول بصورة منفردة بالتوقيع عليها دون الإنتهاء من التوافق حولها، مشيرا إلى ان هذه الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل بشكلها الحالى تخالف قواعد القانون الدولي للمياه، وتشجع على إتخاذ إجراءات أحادية، وتتجاهل مبدأ الإخطار المسبق، وتتجاهل حقوق دولتى المصب مصر والسودان، وتشجع على الانقسام بدول حوض النيل، مؤكدا على ضرورة إدارة الأنهار الدولية بشكل متكامل من خلال منظمات أحواض الأنهار الدولية التى تعتمد مبادئ القانون الدولي للمياه وتعتمد على مبدأ الشمولية وأن تكون كافة الدول ممثلة بها، وأن تكون آلية إتخاذ القرار بها بالإجماع لعدم إهدار حقوق اى دولة من دول الحوض.
اقرأ أيضاًالأمم المتحدة تُعرب عن قلقها البالغ لارتفاع أعداد القتلى والجرحى في شمال غزة
واشنطن بوست: ترامب يزعم دون دليل أن الديمقراطيين سيزيفون في الانتخابات