فضل قراءة بعض السور في القرآن.. لا تفوت هذا الأجر العظيم
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
قراءة القرآن الكريم من الأمور الهامة للعبد، حيث يحصل العبد من خلال قرءاته للقرآن علي الأجر الكبير والثواب العظيم ويكون متصل بربه فالقرآن كلام رب العالمين وحبل الله المتين.
ويتساءل البعض حول إذا كان هناك فضل لسورة علي أخري بالقرآن الكريم أم كل سور القرآن لها درجة واحدة في الفضل والأجر.
المفتي: لا محل للاحتمال في القرآن لأنه ثابت كله بلا ريب .. فيديو ما هي المسبحات السبع .. ولماذا اختلفت صيغ التسبيح في القرآن؟ فضل تلاوة القرآن
مما لا ريب فيه أن القرآن كله خير فمن قرأ حرف أخذ به حسنة كما أخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال" مَنْ قَرَأ حَرْفاً مِنْ كِتاب الله فَلَهُ حَسَنَة، والحَسَنَة بِعَشْرِ أمْثَالِها، لا أقول: ألم حَرفٌ، ولكِنْ: ألِفٌ حَرْفٌ، ولاَمٌ حَرْفٌ، ومِيمٌ حَرْفٌ»
ولكن هناك سور خُصت ببعض الفضائل دون غيرها حيث ورد في أن قراءة سورة البقرة وآل عمران تظل صاحبهما يوم القيامة وأن سورة البقرة هي سنام القرءان وقال النبي صلى الله عليه وسلم "اقرءوا الزهراوين" أي البقرة وآل عمران لما فيهما من البركة والثواب العظيم
كما ورد في قراءة سورة يسٓ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "هي لما قرأت له ثم قال اقرؤها علي موتاكم" وهناك سور أخري ورد فيها الكثير من الفضل كسورة الإخلاص، الفلق،الناس ولكن القرآن كله خير وعلي كل مسلم أن يجعل لنفسه ورد يومي للحصول علي الأجر الكبير والثواب العظيم
أفضل العبادةوقالت الإفتاء إن هذا الحديث يدلّ على أنَّ قراءة القرآن الكريم وتلاوته عبادةٌ من أفضل العبادات التي يتقرب بها الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن الاشتغال بقراءته أفضل من الاشتغال بجميع الأذكار إلا ما ورد بشأنه أمر خاص؛ قال الإمام المناوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير" (1/ 186، ط. مكتبة الإمام الشافعي): [(أفضل العبادة قراءة القرآن)؛ لأن القارئ يُنَاجِي ربه، ولأنه أصلُ العلوم وأُمُّها وأهمها؛ فالاشتغال بقراءته أفضل من الاشتغال بجميع الأذكار إلا ما ورد فيه شيءٌ مخصوصٌ؛ ومن ثَمَّ قال الشافعية: تلاوة القرآن أفضل الذكر العام] اهـ.
وقال الإمام ابن بطال في "شرحه على صحيح البخاري" (10/ 267، ط. مكتبة الرشد): [قال الثوري: سمعنا أن تلاوة القرآن في الصلاة أفضل من تلاوته في غير الصلاة، وتلاوة القرآن أفضل من الذكر، والذكر أفضل من الصدقة، والصدقة أفضل من الصوم] اهـ
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قراءة القران القران الكريم حسنة أفضل من ورد فی
إقرأ أيضاً:
الشهيد القائد وسيكولوجية الجماهير
محمد الجوهري
في كتابه الشهير “سيكولوجية الجماهير”، تحدث “غوستاف لوبون”، الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي الشهير، عن أهمية القيادة الواعية وضرورتها للجماهير، وكيفية تعاملها معها. وأكد أن القائد الفعلي هو الذي يدرك طبيعة الروح الجماعية ويستطيع توجيهها نحو أهداف إيجابية ومستدامة، وأن تجاهل الجماهير لتلك القيادة قد يؤدي إلى كوارث على المستويين الفردي والجماعي.
ومن المسلم به أن أغلب كوارث الأمة كانت بسبب انحراف في مفهوم القيادة، وتخلي الناس عن القائد الذي يعبر عن روح الجماهير وقضاياها العادلة. ولم نرَ قيادة قط تهتم بأمر الأمة إلا تلك الآتية من بيت رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، فهي النموذج المعبر عن المفاهيم النبيلة، كالحرية والعدالة والمساواة، وهي قيم مستمدة من الدين الإسلامي الحنيف. لكنها لم تجد سبيلاً في أوساط الأمة بعد وفاة الرسول، فكانت النتيجة هي الانحطاط الكبير للمسلمين، وهيمنة أعدائهم على الإنسانية كلها، وما الكيان الصهيوني إلا رمزٌ لسيطرة قوى الشر على العالم أجمع.
والشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، كان نموذجاً للقيادة التي تؤمن بأن الرسالة الإلهية كانت من أجل إنقاذ البشرية، وأن القائد المثالي هو من يهتم بأمر الأمة ويدافع عنها ويقدم حتى نفسه شهيداً في سبيل الله ونصرة المستضعفين، لأنه كان قائداً بحجم الأمة الإسلامية قاطبة، فحمل همومها كلها واتجه لمعاداة أعدائها الفعليين، حسب التوجيهات الإلهية والمنهج القويم.
ولأنه كذلك، فقد تحول السيد حسين نفسه إلى رمزٍ من رموز الحق، حتى بعد شهادته، وأصبح في حد ذاته علماً يفرز الناس إلى فريقين: حق صريح وباطل صريح. وهكذا كان كل الأنبياء والآمرين بالقسط من قبله، ولم يكن بدعاً من الهداة المهتدين، بل متمماً لمسيرتهم العظيمة، وناصراً لأهل الحق والمظلومين أينما كانوا.
ولأن أعلام الهدى يخاطبون الناس بلغة القرآن، فقد ترجم السيد حسين القرآن إلى واقعٍ عملي، وكشف مضامين الواقع من القرآن نفسه، فأعاد للكتاب الكريم قيمته في نفوس الناس، بعد أن رأوا فيه منهجاً عملياً يخاطب الحياة بكل مواقفها، وهو ما لم يتحقق على يد الدعاة المزيفين في زمن السيد حسن، وإن كثروا وضجت بهم المنابر والساحات.
مقولاته الخالدة “إن وراء القرآن من أنزل القرآن” هي عبارة فلسفية عميقة جداً، فالكتب التي بين أيدينا هي من مؤلفات بشر قضوا قبل سنوات وانتهى بذلك تأثيرهم في الحياة، أما القرآن فهو باقٍ لأن من أتى به يتولى رعاية من يعمل به. فهو كتاب حي يخاطب البشر في كل مواقفهم وتحركاتهم، ويظهر الواقع للمتبصرين فلا يضلون، سواءً في هذا العصر أو سائر العصور السالفة والمقبلة، وأنَّى لكتابٍ آخر أن يعطينا كل هذه البصائر، ومن هنا برزت حكمة السيد التي هي امتداد لنور الله عز وجل.
أضف إلى ذلك، أن الشهيد القائد، رضوان الله عليه، كسر كل الأصنام التي جمدت الأمة، سواءً ما كان منها على شكل كتب أو أسماء أو كيانات، وكانت سبباً في جمود المسلمين وتخاذلهم عن نصرة دينهم. ويكفي أن صرخته اليوم قتلت هيبة الطغاة بكل أشكالهم، وتجلت في الميدان كعصا موسى أو معول إبراهيم الذي حطم أصنام عصره. فكل ما يتعارض مع الصرخة ومشروعها هو من صنع اليهود، ولو كان على شكل عقائد باطلة.
إن القيادة الواعية، مثل تلك التي جسدها الشهيد القائد، تعتبر قادرة على توجيه الجماهير نحو المصير الأفضل. من الضروري أن نتذكر دائماً أن القيم النبيلة هي التي يجب أن تقودنا، وأن نتعلم من تجارب الماضي لنستشرف مستقبلاً مشرقاً. فلنستمر في السعي نحو تحقيق العدالة والحرية، ولنجعل من شهدائنا، مثل السيد حسين، قدوة لنا في العمل من أجل الحق والمظلومين.