د. أيمن يوسف يكتب: طارق أسعد ..آخر هدايا القدر (1)
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
أعاود نشر مقالي المرتبك وقصيدتي في رثاء العزيز دكتور طارق أسعد في ذكرى رحيله الخامسة، أعيد نشره بكامل ارتباكه وعفويته وسطحيته وأوجاعه على الرحيل المفاجئ، وستتبع الحلقات القادمة ما كان يجب أن يقال وسترصد ما آلت إليه الحياة العلمية والفكرية والإنسانية في بلاد طِيبة بعد السنوات الخمس.
"وكأنّ العام أبىٰ أن لا يودعنا دون ضجيج.
توفى عالم مصر الجليل الدكتور طارق أسعد رئيس وحدة القياسات الفسيولوجية بمستشفى عين شمس ورائد طب النوم في الشرق الأوسط، ومن المعدودين في قائمة المتخصصين على مستوى العالم في أمراض النوم بكافة تجلياتها البيولوجية والمناعية والسيكولوجية، رحل وهو في أوج عطائه العلمي والإنساني وما برح وأن تقلد منصبه رئيسا لأقسام المخ والأعصاب والنفسية في خامس أكبر مركز طبي متخصص في مجاله على مستوى العالم بمستشفى الدمرداش، والذي كان اختير أيضا مركزا للتعاون والأبحاث والدراسات المتميزة؛ حتى انتزعه القدر ليخسر الطب في مصر باحثا وطبيبا وعالما وإنسانا قل ما ندر وجوده في مجتمعاتنا الغارقه في عبادة أوثان الجهل والقبح، كل الشهادات بعد وفاته أخرجت المستور من عمله الطيب والأخلاقي مع جميع من تعامل معهم، حكايات المرضى والطلاب وزملاء المهنة ما لها إلا أن تهز الوجدان لتوقظ كل جميل مازال ينبض فينا، ولتذكرنا ان لشيم الرحمة والايثار والنبل ما يبعث في النفس كل ماهو طيب وخيّر، انها الفريضة الغائبة التي أحياها من كان يزخر بكل هذا الصدق وهذا التواضع وهذه الرحمة، ومن كان يزخر بكل هذا العلم وهذا الجلال وهذا الوقار، كتاباته في الدوريات العلمية الصادرة في منطقة الشرق الأوسط والعالم. أبحاثه التي يشرف عليها، إنتاجه العلمي الغزير الذي يستند عليه أطباء الجامعات المصرية واطباء جامعات عالمية، محاضراته، ندواته، نقاشاته العلمية في مصر وخارجها؛ ما كان كل هذا إلا غيضا من فيض مما قدمه الراحل للعلم وللطب وللإنسانية.
حجم الألم الشخصي على الرحيل المفاجئ وافتقادي "آخر فرسان الفضيلة" ربما يخففه عني ما كنت اردده دوما للراحل من عبارات امتنان وحب وعرفان لما قدمه لي من نموذج جدَّد إيماني بكل المثل والقيم والأخلاق والفضيلة...ناهيك عن يد العلم والفهم والإدراك لمرض مجهول وصعب اصابني في الجهاز العضلي الهيكلي وفي الجهاز العصبي المركزي وفي المناعة، كم وددت يا دكتور طارق ان اكتب اول ما اكتبه عنك هو ما انتجنا وحققنا وانجزنا سويا، كم وددت ان اكتب عن حجم الحب والامتنان والوفاء الذي يحمله قلبي لك، لكنه القدر شاء ان اكتب عن رحيلك الذي آلم كل احبابك وكل اصدقاءك وكل مرضاك واسرتك ومريديك."
استقلت عنا في غفلة
وما كان لنا منك
الا المزيد/
ورجمت كل الذين
بقوا..
يمرحون في هذا
الصديد/
تسخر من هذا الغثاء
وتغزل من غيم السماء
خيما ووطنا تليد/
وطن يجمع الفراشات
ويلحن للعصافير غناها
ويُسقىٰ من نبعه
كل هائم و شريد/
وطن تآخت فيه بين كفيك
كل الاماني
وتراحمت فيه الأضداد
لا حزن فيه ولا وعيد/
انتزعتك عنا اقدارٌ
سارت في مواكبها
وليس لها ان تنزع
ما سكن الوريد/
رتب رحيلك كيف شئت َ
واختتم زمن الصهيل/
الأرض متسع البلايا
والعمر منفرط
في عرض هزيل/
من بعدك سوف يراقص الشمسَ؟
ويبسط للنجوم مداها..
من سيلقي الفرح في ضوء القناديل؟!
من سوف يرتب للزهور جنازتها
ويقرأ الوِرْد على روحي
وليس لي خطو على هذى الأرض
أو دليل/
سرت َ وما سيرك كالذين مضوا..
سيرك يتمٌ ووجعٌ
ونايٌ بُحَّ في الترتيل/
سرابُنا
ملحٌ ونارٌ
وسرابكَ..
نبعٌ نديٌّ لا يحمل التأويل/
نميلُ وليس لنا ان نميلْ
تحررتَ
-واللهِ تحررتَ-
سرت نحو الزمان الأبهى
ونحن الذين هنا
كالأسرىٰ..
نحيا في هذا العويل/
رتب رحيلك كيف شئتَ
وانتبذ منا المقام/
النجمُ يشتهي ضوء
تمتد فيه كي ينام/
وعظام الأرض تفتح الاقواس
كي يُبثَّ في ثناياها
نبض اليمام/
استبقتَ
وصعدتَ من معراج النورِ
تسابق الزهر
والأحلام/
ناديت كل الذين
يصبون النديٰ،
كي تغسل ريحانة
في المدىٰ،
وتشق ريق الصبر
من هذا الصيام/
دعوت ملائكة نسيجها
ازرقٌ واستبرقٌ
و تلوت عليهم من خراج النورِ
قبساً..
و فككت لهم طلاسم الكف
والايام/
مازحتَ أطفال الجنان في نومتهم..
تشد عنهم قميص البنفسجِ
وتلبسهم قميص اللؤلؤِ
وخرزت لهم الياقوت
في الياقات
والأكمام/
نبتت خلاياك بين فجرينِ
وصحوت في مددٍ
لا لغو فيه ولا
ولا بوقة
ولا سوقا للكلام/
سوف آوي الى متكئٕ
كنت أنت سيده
فارسل لنا
من زهر مثواك َ..
ما منك
يُبلغُنا السلام/
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
“القدر” يجمع قصي خولي وديما قندلفت
متابعة بتجــرد: طرحت منصة “شاهد” الملصق الترويجي الخاص بمسلسل “القدر”، النسخة المعربة من المسلسل التركي الشهير “يوم كتابة قدري” ، أو “لعبة القدر”، من بطولة الفنانين قصي خولي وديما قندلفت وزان جمال، إلى جانب ميلاد يوسف ووسام حنا وفارس ياغي وحسن عويتي وجهاد سعد ورندة كعدي.
ويخوض خولي في هذا المسلسل تجربته الأولى في الدراما التركية المعرّبة، فيما تشارك قندلفت في تجربتها الثانية، بعد تأديتها دور “فلك معوض” في المسلسل التركي المعرب “ستيليتو”.
وتدور قصة المسلسل الذي يبدأ عرضه ابتداءً من 26 كانون الأول (ديسمبر) على “شاهد”، وفي 29 من الشهر عينه على شاشة MBC، حول زوجين ثريين يلجآن إلى تأجير رحم عندما يعلمان بأن الزوجة لا تنجب، ثم تنقلب حياتهما رأساً على عقب إذ يقع الزوج في حب “الأم البديلة”.
A post shared by Shahid (@shahid.vod)
main 2024-12-16Bitajarod