عبدالله مرعي: نسير على مبدأ «إن تخلص للمسرح يعطك مسرحًا وإذا خنت المسرح سيخونك»

قدمت فرقة الرؤية المسرحية الأهلية مساء أمس العرض المسرحي «مساء للموت» على مسرح أوبار بصلالة ضمن العروض المسرحية لمهرجان ظفار المسرحي، لتكون آخر العروض المشاركة بالمهرجان، حيث شهد العرض حضورًا جماهيريًا قويًا.

العرض المسرحي «مساء للموت» من إخراج عدي الشنفري، وتأليف الكاتبة الإماراتية الدكتورة بسمة يونس، وبطولة الفنان عبدالله مرعي، ونهاد حداد، وعبدالله البحراني، ومحمد بيت سعيد، حيث تدور أحداث العرض حول الشيخ مبارك الذي يمتلك أموالًا كثيرةً تساعده في الطغيان والبطش بأهل قريته، ويريد الزواج من ابنة عمه مريم المتزوجة من صديقه غانم الذي يعمل في البحر، فيحاول أن يطلقها منه عن طريق إقناعه أن مريم تخونه، وبعد صراع يقتنع غانم، ويقتل مريم جزاء خيانتها، ولكن في النهاية يعرف أنها بريئة.

وعقب انتهاء العرض المسرحي أقيمت الندوة التطبيقية التي أدارها الكاتب المسرحي منذر بن خالد السعيدي بحضور المخرج عدي الشنفري، حيث قدم نبذة مختصرة عن مخرج العرض تناولت مسيرته الفنية، والأعمال التي قام بها سابقًا، ثم عقّب عن العرض المسرحي قائلا: استلهم عرض «مساء للموت» أحداثه من التراث الخليجي، وزينهُ بالفلكلور الشعبي، ففي «مساء للموت» شاهدنا كيف يُمكن لطوفان الشك والريبة أن يُخمد أصدق المشاعر وأنبلها حيث تدور الحكاية حول قصة الحب التي تجمع بين مريم وغانم، وقطب الشر، ومحور الضغينة مبارك الذي استكان لأطماعه وأهواء نفسه، والتحول المأساوي للروابط، وهشاشة العلاقات، وتخلخلها بين ليلة وضحاها، وساعة، وأخرى فمبارك بكثرة أمواله، وسلطته ظن أنه سيحصل على ما يسعى إليه ويتمناه، وهكذا سوّلت له نفسه أن يعترض على حب مريم لزوجها غانم، وإنكار حقيقة صدود مريم وجفائها ناحيته.

وما يلفت الانتباه المجموعة الموسيقية الشعرية المكونة من عدة شباب يبعثون الإشارات ويسردون الحكايات، ويرسمون المسار، ويستجلون الأفكار، وكأنهم يستنبطون ما ستأتي به الأقدار، والتحول الكبير في المسرحية بعدم تمكن مبارك من استمالة مريم، فأبوابها مقفلة موصدة، فاختار لكسر إرادتها مفتاح الوقيعة انتصارًا لأنانيته، وإشباعًا لنرجسيته، وانتهت المسرحية تراجيديًا بخداع مبارك لغانم وغرس الشكوك في قلبه ناحية مريم، وهكذا خنق غانم بيديه محبوبته حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

وعن العرض المسرحي قال بطل العرض الفنان عبدالله مرعي: بداية، أتمنى أن نكون وُفقنا في توصيل رسالة قيمة وفنية للجمهور من خلال العرض، فهذا النص أقنعت المخرج عدي الشنفري القيام به وتجاوزنا جميع الصعاب التي واجهتنا لتنفيذه فالعرض ثقيل، وبعد انتهاء العرض شعرت أنني أزحت ثقلًا كبيرًا عن كاهلي، بالإضافة إلى أننا لم نقدم هذا العرض سعيا لنيل جوائز؛ بل هدفنا من خلاله لأن نسير على مبدأ أن تخلص للمسرح يعطيك مسرحا، وإذا خنت المسرح سيخونك.

أما مخرج العرض عدي الشنفري فقال: سعيد بمشاركة الفرقة بمهرجان ظفار المسرحي الثاني علمًا أنها حديثة التأسيس، وعرض «مساء للموت» تم العمل عليه منذ فترة قصيرة وبفضل جميع أبطال العمل، وأعضاء الفرقة، عُرض اليوم بشكل جميل، ومرضٍ، وأتقدم بالشكر للفنان عبدالله مرعي، والفنانة نهاد الحديدية، وعبدالله البحراني، ومحمد بيت سعيد، وخالد الشنفري، وجميع فريق العمل على ما بذلوه من جهد خلال الفترة الماضية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العرض المسرحی

إقرأ أيضاً:

كيف يمكن لترامب أن يكون صانع سلام؟

يستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض هذا الأسبوع، في أول زيارة لزعيم أجنبي إلى واشنطن في ولاية ترامب الثانية، وفي أعقاب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة.

وتقول مجلة "تايم" الأمريكية إن من غير المرجح أن يصمد وقف إطلاق النار إذا اعتقد نتانياهو أنه قادر على استئناف الحرب بدعم من الولايات المتحدة، ولهذا على ترامب أن يبذل قصارى جهده لإنهاء الحرب بشكل دائم، وأن يوضح لضيفه أنه إذا انهار وقف إطلاق النار واستؤنفت الحرب، فلن تتدخل الولايات المتحدة.
وترى المجلة أن الفرصة المتاحة أمام ترامب لهذا التضيق بالفعل. وهناك أدلة تشير إلى أن نتانياهو وشركاءه في الائتلاف لا يريدون انتهاء الحرب. فقد استقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير بالفعل بسبب وقف إطلاق النار، وهدد وزير المالية المتشدد بتسلئيل سموتريتش بإسقاط الحكومة إذا لم تستأنف إسرائيل الحرب بعد المرحلة الأولى التي تستمر 42 يوما من الاتفاق، وإذا رفض نتنياهو إعادة احتلال غزة.

Column: How Trump can be a Middle East peacemakerhttps://t.co/ljNnAuBLO9

— TIME (@TIME) February 1, 2025

وفي الأسابيع الأخيرة، كان نتانياهو يطمئن أعضاء ائتلافه المتطرفين على أن الحرب ستستأنف بدعم من الولايات المتحدة، إذا فشلت مفاوضات المرحلة الثانية  لإنهاء الحرب بشكل دائم. لكن العودة إلى القتال في غزة ستصبح عبئًا ثقيلًا على ترامب، تمامًا كما كانت على جو بايدن، وستتعارض بشكل أساسي مع المصالح الأمريكية.

الغايات المعلنة

والسبب الأول في ذلك حسب "تايم" هو أن هناك القليل من الأدلة على أن الحرب ستحقق الغايات المعلنة لنتانياهو، بما فيها تدمير حكم حماس في غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن. لم يفض تدمير غزة وقتل الكثير من قادة حماس حتى الآن أيًا من الهدفين. وتظل حماس القوة السياسية والعسكرية المهيمنة داخل القطاع.
وقال وزير الخارجية السابق أنتوني بلينكن أخيراً إن حماس جندت عدداً من المقاتلين يقارب عدد الذين خسرتهم في 15 شهراً من الحرب.
وذكرت صحيفة "جيروزالم بوست" أن الجهاد وحماس مجتمعتان تضمان أكثر من 20 ألف مقاتل. أما الرهائن، فقد أنقذ جنود إسرائيليون 8 منهم، لكن حماس أطلقت سراح أكثر من 100، بفضل الجهود الدبلوماسية.

How Trump Can Be a Middle East Peacemaker https://t.co/Ia8V4CBl0d

— #TuckFrump (@realTuckFrumper) February 1, 2025

إلى ذلك، من شأن تجدد القتال أن يصرف انتباه إدارة ترامب عن التركيز على الصين، أكبر تهديد جيوسياسي للولايات المتحدة. كما يمكن أن يساعد الصراع في غزة في جر الولايات المتحدة إلى حرب ضد إيران، والتي أوضح نتانياهو أنه يريدها، والتي ستكون خطأ استراتيجياً للمنطقة وتستنزف الأكسجين من جهاز السياسة الخارجية الأمريكية. وأخيراً، فإن الحروب في أوكرانيا وإسرائيل فرضت بالفعل ضغوطا على مخزونات الأسلحة الأمريكية الحيوية، واستخدامها قد يؤدي إلى تآكل الردع والاستعداد في مسارح أخرى.

مثل أي رئيس أمريكي

وتلفت المجلة إلى أن لترامب، مثله مثل أي رئيس أمريكي، نفوذ إذا كان على استعداد لاستخدامه. لقد رأت إدارة ترامب بالفعل فائدة النفوذ الأمريكي، حيث تشير التقارير إلى أنه وفريقه لعبا دوراً حاسماً في الضغط على نتانياهو لقبول صفقة كانت على الطاولة منذ أشهر. ولا تريد الولايات المتحدة أن تتخلى عن دعمها للحرب في الشرق الأوسط. بل عليها أن تشير بوضوح إلى نتانياهو أن الدعم الأميركي لهذه الحرب قد انتهى؛ وإذا قرر نتانياهو أن الحرب حيوية رغم ذلك، فعلى الولايات المتحدة أن تتوقف عن دفع ثمنها.
ولا شك أن صقور نتانياهو سيصورون هذا على أنه خيانة. ولكن ترامب، وأمريكا، ليس لديهما مصلحة كبيرة في العودة إلى حملة إسرائيلية مكلفة سياسياً ومشكوك فيها عسكرياً.

إن وقف إطلاق النار يحظى بشعبية هائلة بين الأمريكيين، ولا يسبب يذكر للاعتقاد أن إسرائيل اكتشفت الصيغة السرية لهزيمة حماس في النهاية، ولتحرير الرهائن.
لفترة طويلة، أغرقت الولايات المتحدة الشرق الأوسط بالأموال والبنادق، وحلت القليل من المشاكل بينما خلقت مشاكل جديدة. ولم تكن الأشهر الخمسة عشر الماضية مختلفة. ولدى ترامب الفرصة لتغيير هذا. وكما قال في خطاب تنصيبه: "سنقيس نجاحنا ليس فقط بالمعارك التي نفوز بها، بل وأيضا بالحروب التي ننهيها، وربما الأهم من ذلك، الحروب التي لا ندخل فيها أبداً. وسيكون إرثي الأكثر فخراً هو إرث صانع السلام والموحد".
وقد ينهار كل ذلك لم يوضح ترامب الآن أن الولايات المتحدة لن تدعم تجديد هذه الحرب المدمرة.

مقالات مشابهة

  • كيف يمكن لترامب أن يكون صانع سلام؟
  • الجمهور يتفاعل مع العرض المسرحي "مش كدة"
  • حينما احتفظت إسرائيل بملف لي
  • مدير «الفنون المسرحية»: المسرح المصري له دور كبير في دعم القضية الفلسطينية
  • عميد معهد الفنون المسرحية: الأعمال الفنية تقوم بدور هام وقت الأزمات
  • باحث: إسرائيل تسعى للعودة لما قبل اتفاق أوسلو والسيطرة على الضفة الغربية
  • الرقب: لا وطن إلا في فلسطين.. وتحملنا الدمار والقتل على مدار ١٦ شهرا ولم نتجه للحدود المصرية
  • وزير الزراعة : استيراد بيض المائدة لضبط الأسعار والسيطرة على السوق
  • وزير الزراعة: فتحنا باب استيراد البيض لضبط الأسعار والسيطرة على الأسواق
  • اجتماع بين الثنائي الشيعي وسلام.. مفاجأة تُكشف عن حقيبتي المال والصحة!