إعداد: رنا الدياب | رومان بروني إعلان اقرأ المزيد

مني وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان بهزيمة قاسية بشأن مشروع قانون الهجرة المثير للجدل، إذ تمت الموافقة على مقترح لرفضه، تقدم به نواب من "أنصار حماية البيئة" الاثنين 11 ديسمبر/كانون الأول بأغلبية 270 صوتا مقابل 265 صوتًا، ما أوقف تمريره رغم أنه تم تبنيه في نوفمبر/ تشرين الثاني في مجلس الشيوخ.

 

وإثر ذلك، قدم دارمانان استقالته إلى الرئيس إيمانويل ماكرون الذي "رفضها"، حسب الإليزيه، متوقعا مقترحات من الحكومة لرفع "العوائق" و"التوصل إلى نص قانوني فعال". ودعت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن الوزراء المعنيين ورؤساء المجموعات البرلمانية للأغلبية مساء الاثنين لاجتماع أزمة. ودارمانان، الذي كان واثقا من النجاح في العثور على أغلبية برلمانية حول هذا النص، على الرغم من التحذيرات المتعددة من أحزاب اليسار، لم ينجح في نهاية المطاف في رهانه. 

ويعد ملف الهجرة الملف الثاني من حيث الأهمية في البلاد بعد تعديل نظام التقاعد الذي فُرض بتطبيق المادة 49.3 من الدستور وأحدث موجة مظاهرات عارمة.

ما الخيارات المطروحة أمام الحكومة بعد هذه الانتكاسة الجديدة؟

وتم دعم اقتراح الرفض، بالإضافة إلى النواب اليساريين، من النواب الجمهوريين وكذلك التجمع الوطني. وكان أمام الحكومة ثلاثة خيارات لتجاوز هذه المرحلة: السحب الكامل للنص، أو إحالته للقراءة الثانية إلى مجلس الشيوخ، أو انعقاد لجنة مشتركة. وقال دارمانان على قناة TF1 "من الواضح أنه فشل، لأنني أريد أن أعطي الشرطة والدرك والمحافظين والقضاة الوسائل لمكافحة الهجرة غير الشرعية".

وفي نهاية الأمر، اعتمدت الحكومة الخيار الثالث وهو إحالة النص إلى اللجنة المشتركة (CMP) "بأسرع وقت". وعادة ما تتكون هذه اللجنة من سبعة نواب وسبعة أعضاء من مجلس الشيوخ.

مارين لوبان

"Le gouvernement croit que la politique c'est du rodéo, il s'agit de rester sur le cheval, même si celui-ci essaye de vous éjecter", estime @MLP_officiel. "Aujourd'hui [la majorité] vient de se rendre compte qu'elle est véritablement une minorité". #PJLimmigration #DirectAN pic.twitter.com/G9Ap1ZZDPN

— LCP (@LCP) December 11, 2023

 

على ماذا ينص هذا المشروع؟

هو القانون التاسع والعشرون الذي يخص الهجرة في البلاد منذ عام 1980، وبعض مواده تقلق المنظمات الحقوقية التي ترى أن فيه إجراءات "تقوض أكثر حقوق الأجانب". وهذه المواد الرئيسية هي التالية: اشتراط حيازة إقامة متعددة السنوات بالحصول على مستوى أدنى من التحدث باللغة الفرنسية. منح إقامة خاصة للعاملين في "مهن شاقة" كالعمل في المطاعم والبناء وقيادة وسائل النقل العامة وخدمة كبار السن وغيرها بشرط مضي ثمانية أشهر على العمل فيها والتواجد في البلاد لمدة ثلاث سنوات دون انقطاع، وتكون مدة الإقامة سنة مع عدم منح حق لم شمل عائلات العاملين. زيادة الغرامات بحق المشغلين لعمال لا يملكون أوراق إقامة. سحب الإقامة من الذين "لا يحترمون مبادئ الجمهورية" ويشكلون خطرا على النظام العام. إلغاء الاستفادة من المساعدة الصحية التي تقدمها الدولة للمهاجرين غير النظاميين وتحويلها إلى "مساعدة صحية طارئة". إلزام البلدان الأصلية للمهاجرين على استقبال رعاياها المطرودين من فرنسا. السماح لبعض العاملين القادمين من "بلدان تحت الخطر" بالعمل فور دراسة ملفاتهم، لكن لم يُكشف عن قوائم هذه الدول.

اقرأ أيضاريبورتاج – فرنسا: "لا يمكننا العلاج بدونها"..مهاجرون يتخوفون من حرمانهم من المساعدات الطبية

ما الاعتراضات بشأنه؟ 

أرادت الحكومة إرضاء 72% من الفرنسيين الذين يرون أن تحسين إجراءات ضبط الهجرة أمر ضروري، وفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة "أودوكسا" مؤخرا لصالح مجلس الشيوخ العام والصحافة الإقليمية. وحظي مقترح المشروع بتأييد اليمين أكثر من اليسار، لكنه لم يكن كافيا لإرضاء اليمين عموما واليمين المتطرف، الذين يريدان إلغاء المساعدات الطبية المقدمة من الدولة ولا يريدان مطلقا تسوية أوضاع العمال الذين لا يملكون أوراقا. في حين أن اليسار لا يمكنه تجاهل القيود المفروضة على الحصول على تصاريح الإقامة من أجل الرعاية الصحية أو تشديد لم شمل الأسر وكذلك النقاشات السنوية بشأن أعداد المهاجرين السنوية المقرر تسوية أوضاعهم.

والشيء المهم الآخر هو أن الماكرونيين منقسمون بشأن نص القانون، فالجناح اليساري من حزب النهضة الحكومي الذي ينتمي إليه الرئيس ماكرون وعلى رأسه النائب ساشا هوليه، رئيس لجنة القوانين، لم يتقبل كثيرا فكرة التنازلات التي قدمها دارمانان لمجلس الشيوخ ولا سيما فيما يتعلق بالمساعدة الطبية وتسوية أوضاع المهاجرين غير النظاميين وجرم الإقامة غير الشرعية الذي حذفته اللجنة.

وكان هوليه قد أعلن الأحد في صحيفة Les Échos أنه "لدينا خطوط حمراء"، و"من غير المسؤول تجاوز حمضنا النووي السياسي (...). واعتماد النص لا يمكن أن يتم على حساب انقسام الأغلبية".

أين يكمن الخلل حتى تم رفض مقترح القانون؟

الخلل بداية يكمن في الاختلاف بين النص الذي صوت عليه مجلس الشيوخ والذي تم التوافق على رفضه الاثنين. وهذا يعود إلى الاختلاف في موازين القوى بين مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية. في هذه الأخيرة، الجناح اليساري للغالبية الرئاسية والنواب اليساريين (من الحزب الاشتراكي والخضر والشيوعي وفرنسا الأبية) ألغوا في الفترة من 27 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 2 ديسمبر/كانون الأول مجمل الإجراءات التي كان مجلس الشيوخ قد أدخلها. وهذا ما يفسر التباين في النصوص. 

وكان أوليفييه مارليكس، رئيس كتلة الجمهوريين، قد قال بعد الرفض "نطلب من رئيس الجمهورية مراجعة النسخة التي تسلمها (...) والحكومة ملزمة بالعودة إلى نص مجلس الشيوخ المشدد". 

أوليفييه مارليكس

"Cela n'a rien à voir avec M. Darmanin. C'est vraiment un choix politique", affirme @oliviermarleix. "Le gouvernement, s'il veut reprendre ce texte, est obligé de partir de la version durcie par le Sénat, et ça ça nous va très bien."#PJLimmigration #DirectAN pic.twitter.com/8XDo2kGKv6

— LCP (@LCP) December 11, 2023

 

هذا الرفض يهز صورة دارمانان و"يقوض رأسماله السياسي" 

يعزو برونو كوتريس، المختص في السياسة في مركز (CEVIPOF) المختص في الأبحاث والعلوم السياسية، الأمر إلى إنه "من الصعب للغاية التوصل إلى توافق بالآراء بشأن الهجرة، فهي نقطة خلاف رئيسية بين اليمين واليسار"، ويكشف هذا النوع من المواضيع "التناقضات في حزب الرئيس ماكرون". أما بالنسبة لدارمانان، الذي كان يأمل في تحقيق انتصار بتمرير القانون كما فعل قدوته الرئيس السابق ساركوزي في عهده، فإن رفض تمرير المشروع يعد فشلا سياسيا. وبما أن رئيسة الوزراء إليزابيت بورن هي التي طلبت منه الحصول على الأغلبية، فإنه يعلم أن رفض المشروع يكاد يكون أكثر ضرراً من اللجوء إلى المادة 49.3 من الدستور -التي تم اعتمادها سابقا في ملف تعديل قوانين التقاعد لاعتماد النص.

لكن هذا الرفض لقانون الهجرة في الجمعية الوطنية محرج قبل كل شيء للسلطة التنفيذية ككل، وخاصة لإليزابيت بورن، التي تخاطر، إذا كانت تنوي اعتماد هذا النص على الرغم من كل شيء، بالاضطرار إلى استخدام المادة 49.3 مرة أخرى خلال عام ونصف. وهذا كاف لإثارة مشاكل سياسية خطيرة، وخاصة بعد استخدامه المثير للجدال في الربيع بشأن تعديل نظام التقاعد.

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل قمة المناخ 28 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج مشروع قانون الهجرة البرلمان الفرنسي قانون الهجرة غير الشرعية عمال الحرب بين حماس وإسرائيل غزة حماس إسرائيل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا مجلس الشیوخ

إقرأ أيضاً:

مناقشة 47 تقرير للجان النوعية.. تفاصيل جدول أعمال مجلس "الشيوخ" الأسبوع الجاري

 

 

 

 

يستأنف مجلس الشيوخ، جلساته العامة الأسبوع الجاري، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، حيث يناقش خلال جلسته يوم الثلاثاء تقرير لجنة الزراعة والري عن دراسة بشأن تطبيق نظم الري الحديثة في محافظات، مصر:" الجدوى - الفرص – التحديات".

 


وينظر المجلس نحو 47 تقريرا للجان النوعية منهم  43 تقريرا عن اقتراحات برغبات و4 تقارير عن طلبات مناقشة بشأن استيضاح سياسة الحكومة بشأن عدد من القضايا.


ومن المنتظر أن يقوم المجلس باحالتها جميعا إلى الحكومة لاتخاذ اللازم بشأن تنفيذ ما جاء بها من توصيات.

 

 وجاءت تلك التقارير على النحو التالي:

 


1- 6 تقارير للجنة الشئون المالية والاقتصادية والاستثمار عن اقتراحات برغبات مقدمة منها 4 بشأن: وضع خطة زمنية لإعادة هيكلة بنك الاستثمار القومي، وتحويل مصلحة الضرائب المصرية إلى الهيئة القومية للضرائب، وإصدار تقرير سنوي عن نتائج تطبيق الحياد الضريبي ونشر تقرير سنوي من وزارة المالية تحت مسمى (تقرير النفقات الضريبية)، واقتراحين من النائب محمود القط، بشأن " إصدار كتاب دوري يوضح كيفية التعامل الجمركي مع الركب الطائر، ومن النائب محمد فريد، بشأن " قياس الإنفاق العام الموجه للطفل.

 


2- تقرير لجنة الشؤون الخارجية والعربية والأفريقية عن الاقتراح برغبة بشأن  الاحتفال بيوم المصريين المغتربين (المصريين بالخارج) .

 

3- تقريرا لجنة الصناعة والتجارة والمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر عن
الاقتراحين برغبة المتقدمين بشأن التوسع في توطين الصناعات الاستراتيجية المختلفة وذلك تماشيًا مع توجهات الدولة المصرية بتوفير سلاسل الإمداد الأساسية، وتفعيل دور وزارة التموين والتجارة الداخلية في إصدار السجل التجاري للشركات الافتراضية دون التقيد بوجود مقر.

 

4- 12 تقرير للجنة الإسكان والإدارة المحلية والنقل عن اقتراحات برغبة بشأن 


-إعادة رصف ورفع كفاءة طريق قويسنا - بجيرم مرورًا بقرية قويسنا البلد وحتى الكوبري الفاصل بينهما  وإنشاء سلم كهربائي أعلى مزلقان قويسنا.


-النائب  حسين عبد المجيد خليفة، بشأن إنشاء كوبري علوي لعبور السيارات بمركز ومدينة دراو بمحافظة أسوان.

 

-النائب أبو النجا المحرزي، بشأن سرعة الانتهاء من إنشاء ثلاثة كباري علوية بمحافظة قنا.


-النائب  رمضان إمام بشأن إنشاء كوبرى عبور مشاة على ترعة السويس بدلًا من صال أبو سليم الموجود حاليًا بعزبة الرباعية بنطاق محافظة الإسماعيلية.


-النائب  علاء طاحون، بشأن سرعة مد خدمة الصرف الصحي بزمام قرية الأنجب مركز أشمون المنوفية علمًا بأنها داخل الحيز العمراني.


النائبة نهال المغربل، بشأن تعظيم الاستفادة من مدينة بورسعيد الجديدة في إطار تعزيز التكامل بين العمران الجديد والعمران القائم.


-النائب محمد عبد العليم الشيخ، بشأن: إنشاء فرع للهيئة العامة للنقل النهري في مدينة الأقصر - محافظة الأقصر"، وسرعة إنشاء مدينة الأقصر الجديدة بمحافظة الأقصر" والانتهاء من مشروع الصرف الصحي بقرية عزبة ميت الموز وقرية ميت الموز وقرية العسالتة بقرية مليج بمركز شبين الكوم وعزبة الماحي ببندر شبين الكوم، والنهوض بصناعة الطيران لجذب المزيد من الاستثمارات، وإنشاء خط سكك حديدية بين محافظتي أسيوط والوادي الجديد، وتشغيل خط سير ميني باص ركاب داخلي في مدينة الخارجة بالوادي الجديد تابع للنقل العام.

 

5- اقتراح بشأن استيضاح سياسة الحكومة بشأن استراتيجية تطوير قطاع النقل في مصر وسبل تعزيز نسبة مشاركة القطاع الخاص في توطين صناعات وسائل النقل الذكي وعملية تطوير وإدارة وتشغيل مشروعات النقل في ظل تفعيل وثيقة سياسة ملكية الدولة.

 

6- كما تتضمن التقارير التى ينظرها المجلس تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الإسكان والإدارة المحلية والنقل ومكتب لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام عن الاقتراح برغبة بشأن إعادة تشغيل الرحلات بين مطار أسيوط ومطار القاهرة الدولي وكذلك تشغيل الرحلات بين مطار أسيوط والعلمين أو مطار برج العرب خلال فترات الصيف تشجيعًا للسياحة الداخلية.

 

7- طلب مناقشة عامة بشأن: استحداث مادة بعنوان التراث الشعبي لطلاب التعليم ما قبل الجامعي، والنائبة عائشة عبد الغني بشأن: تدريس مادة التخاطب – لغة الإشارة – في المدارس الإعدادية والثانوية كمجال من المجالات التي لا تضاف للمجموع وتدريسها في الجامعات كمادة اختيارية.

 

8- استيضاح سياسة الحكومة بشأن تحقيق جودة التعليم العالي ومدى فعالية دور الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد.

 

9- وتشمل التقارير التى ينظرها المجلس أيضا تقرير اللجنة المشتركة من لجنة التعليم والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومكتب لجنة الشئون الخارجية والعربية والأفريقية عن الاقتراح برغبة بشأن دور الجامعات المصرية في جذب الطلاب الوافدين لتعزيز التعاون الدولي وأثره الإيجابي على علاقات مصر الخارجية.

 

10- تقرير اللجنة المشتركة من لجنة التعليم والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومكتب لجنة الصحة والسكان عن الاقتراح برغبة بشأن "افتتاح وتشغيل المستشفى الجامعي التابع لكلية الطب جامعة بورسعيد".

 

11- تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الشئون الخارجية والعربية والأفريقية ومكتب لجنة التعليم والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن طلب المناقشة العامة لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن الخطة المقررة للاستفادة والتواصل مع الطلاب المصريين الدارسين بالخارج".
 
 

مقالات مشابهة

  • لماذا أقرت لجنة النقل والمواصلات مشروع قانون تمويل الميناء الجاف؟
  • بعد غدِ.. جلسة مشتركة بين الدولة والشورى لمناقشة 3 قوانين
  • مناقشة 47 تقرير للجان النوعية.. تفاصيل جدول أعمال مجلس "الشيوخ" الأسبوع الجاري
  • الثلاثاء.. مجلس الشيوخ ينظر 47 تقريرا للجان النوعية
  • مشروع قانون جديد لإنشاء مجلس أعلى للتعليم
  • ننشر حصاد مجلس النواب خلال أسبوع
  • في 5 أسئلة.. لماذا تستمر احتجاجات كينيا رغم التراجع عن زيادة الضرائب؟
  • الشورى يُحيل مشروع قانون ضريبة الدخل على الأفراد إلى مجلس الدولة
  • نموذج محاكاة مجلس الشيوخ يعلن انضمامه للحملة الوطنية لتوفير الطاقة ودعم البيئة
  • قريبًا: جلسة مشتركة بين مجلسي الدولة والشورى