بوابة الوفد:
2024-10-05@00:16:01 GMT

بأى لغة نخاطبكم؟

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

وماذا بعد؟ لقد عجزت معكم كل لغات العالم ورسائل الشعوب التى تحركت بها الإنسانية المجردة وغضبت وثارت ضد مذابحكم المتواصلة لأهل غزة، فماذا نخاطب فيكم لوقف جرائمكم الوحشية؟ وقد صمت كبار الساسة وفى الصمت قبول وتهاون وتخاذل سيسألون عنه دنيا وآخرة؟، فماذا نخاطب فيكم؟، الدين!.

أنتم شعب بلا دين، فقد حرفتم التوراة وفصلتم أسفارها على أهوائكم، أدخلتم فيها كل ما ليس منها من ميولكم ونزعاتكم الفاسدة والدموية وكل ما أشرب فى قلوبكم من وثنية، وأسأتم إلى الخالق عز وجل ووصفتموه «سبحانه» بما لا يليق بذاته وصفاته، وطعنتم فى أنبيائه الذين اصطفاهم، وجعلتموهم زورًا من أشرار البشر وأكثرهم وقوعًا فى الفحشاء والمنكر، وصببتم فى أسفاركم الكراهية والحقد على جميع الأمم، تتمسحون بأنكم أمة الله التى تلقت التوراة على يد نبى الله موسى بطور سيناء، بل أنتم أمة عبدت العجل عندما غاب عنكم موسى أربعين يومًا، فكيف حالكم وقد غاب عنكم 3335 عامًا؟!.

ماذا نخاطب فيكم لتوقفوا مذابحكم الوحشية ضد الأطفال والنساء والرجال العزل، مذابح لا ترتكبها أعتى الوحوش البرية شراسة، وأكثر سفاحى العالم دموية، ولكنكم لم ترتووا حتى الآن من دماء ما يقرب من 20 ألف فلسطينى، وكل يوم تسفحون المزيد من الدماء.

بأى أسلوب نخاطبكم؟، بلغة الإنسانية والبكائيات التى أتقنتموها على مدى عقود منذ الحرب العالمية الثانية، وظللتم «تحلبون أموال العالم» بالتعويضات وأنتم تروجون دعاية الهلوكوست النازية، فهل ما فعله بكم أدولف هتلر يعادل نقطة فيما ترتكبونه الآن من إبادة وحشية بكل هذا الفجر؟

بماذا نخاطبكم؟ بلغة المصالح!، أو تنتظرون المزيد؟ وأنتم تحصلون على المليارات من أمريكا ومن دول أوروبا، لأجل عيونكم وطواقيكم السوداء الكريهة وضفائركم القذرة، تخنق هذه الحكومات شعوبها بالضرائب وبأوضاع اقتصادية قاسية لأجل أن ترسل لكم المليارات والأسلحة، لأنكم ذراعها وشوكتها التى زرعوها فى حلقوم المنطقة العربية، ولأنهم لا يرغبون فى أن تفارقوا أرض فلسطين وتعودوا إليهم، وقد تخلصوا منكم ومن فسادكم الذى مارستموه فى دولهم فى عقود ما قبل الملحد السويدى اللعين تيودور هرتزل مؤسس صهيونيتكم ومشجع آباءكم وأجدادكم الملاعين على الهجرة إلى فلسطين ليخلص العالم الغربى منكم، ولتُبتلى بكم أرض فلسطين.

فى الواقع لا أجد لغة، ولا مدخلًا لأخاطبكم به، لا دين، لا إنسانية، لا مصالح إضافية يمكن أن تغريكم لتوقفوا مذابحكم، لكن أصدقكم القول، ما يحدث ليس عيبكم، المحتل لا يهمه إلا توطين نفسه بأرض غيره ولو على حساب أرواح أصحاب الأرض، المحتل سيتوسع طولًا وعرضًا ما لم يجد قوة موحدة رادعة تواجهه، تتصدى له ولأطماعه.

وأنتم منذ أزمنة وجدتم فى فرقة العرب قوتكم، وفى تصارع الفصائل الفلسطينية فرصتكم لتحقيق المزيد من أطماعكم، لكنكم نسيتم وجود إرادة شعب صلب اعتاد الاستشهاد، واعتاد الفقد، واعتاد الجوع والحصار، ولم يعد يرهبه منكم شيء، ولن يغادر الأرض صامدًا أو حتى مجبرًا، شعب يعلم أن اللجوء لوطن الغير عرى من الستر ومذلة ومهانة للكرامة، وأن الموت دفاعًا عن الوطن هو قمة الكرامة. 

وما أشبه اليوم بتاريخ الأمس، فى فترة مقاومة الفلاحين الفلسطينيين لحملة إبراهيم باشا، شرد أهالى قرى بأكملها، ذبح الرجال بالمئات، دمر أشجار الزيتون للانتقام، وحين تمكن الاحتلال الإسرائيلى من فلسطين، جاست آلياته تسحق القرى عن آخرها، ودهست البلدوزرات أكواخ الخشب والصفيح فى المخيمات، وسممت الطائرات مئات الفدادين من المحاصيل.

لكن شعب فلسطين لا يموت، مكان الشهيد سيولد ألف شهيد، وسينتصرون، صمودهم فى حد ذاته انتصار، أنتم تدقون المسامير فى نعشكم الأخير بإذن الله، لقد كشفتم أمام شعوب العالم حقيقتكم، وفى هذا مكسب للقضية الفلسطينية طال أمدها أو قصر، فلا تشربوا فى كؤوس ديارهم المهدومة دماءهم نخب انتصاراتكم، نهايتكم قادمة، هذه ثقتنا فى عدالة الله ووعده، فحين يعجز البشر يأتى الحل من السماء. 

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فكرية أحمد المنطقة العربية أرض فلسطين الفصائل الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلى

إقرأ أيضاً:

حرب أكتوبر.. «نَصْرٌ اللَّهِ الْمُبِينُ»

قال تعالى: «وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» الآية رقم ( ١٠) من سورة الأنفال، لقد مضى واحد وخمسين عاما، على حرب العزة والكرامة ونَصْرٌ اللَّهِ الْمُبِينُ لمصر وللأمة العربية والإسلامية ، وهو نصر السادس من أكتوبر العاشر من رمضان عام ١٩٧٣م، وهذا النصر الذى هو من عند الله، جاء بقوة واصرار وعزيمة قواتنا المسلحة الباسلة، فى إعادة بناء جيشها الوطنى القوى، على أسس نفسية ومعنوية ودعمه ماديا لكى يجتاز فيها أصعب الفترات بعد نكسة ٥ يونيو من عام ١٩٦٧م، والتى تسببت فى وجود جُرْحاً عميقاً غائِراً، ليس فى جسد كل مواطن مصرى فحسب، بل فى جسد الشعوب العربية والإسلامية كلها، لأن بسبب هذه النكسة فقدت مصر سيادتها على جزء عزيز غال من أرضها وهى «سيناء المباركة»، اغتصبها عدو غادر وجعلها متسعاً لأراضيه العربية التى اغتصبها، ولكن لم يستمر الاحتلال الصهيونى للأرض «المباركة» طويلاً، إذ سرعان ما التأمت صفوف خير أجناد الأرض من جديد، بروابطهم التى تزداد تماسكا وقوة، وتلك هى العقيدة السائدة  لأبناء المؤسسة العسكرية المصرية، منذ نشأتها وإلى أن يرِثُ الله الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا.

وعلى ذلك رفضت مصر الاخضاع أو الاستسلام، فى أن يفرض الاحتلال الإسرائيلى البغيض سيطرته الكاملة على أرض «سيناء»، ونهب ثرواتها النفيسة سواءً كانت مادية أو تاريخية، حيث بدات مرحلة الصمود بعد سواد الهزيمة الدامس إلى مرحلة الردع وصد العدوان ، ثم بداية حرب الاستنزاف فى الربع الأول من عام ١٩٦٩- الى بعد منتصف عام ١٩٧٠، والتى جذبت انتباه العالم عن مدى القوة العظيمة للقوات المسلحة  فى تحقيق أهدافها، فى تكبيد قوات العدو خسائر فادحة فى عدد  الأرواح والمعدات... وإذا كانت هذه الحرب قد جذبت الأنظار إليها فى شجاعة وتفوق سواعد  قواتنا الباسلة، إلا أنها كانت النور الوهاج لمعركة النصر والعبور لأ كتوبر العظيم ، حيث إنه لا سبيل أمام هذه السواعد سوى الحرب الحتمية، لاسترداد الأرض المباركة التى أخذت بغطرسة قوة الاحتلال وصلف غروره ، وهذا ما تحدث به الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى إحدى خطبه، بقوله «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، ثم أن للجيش المصرى هدف آخر هو محو عار الهزيمة والثأر لكرامته، وتحطيم أسطورة قوة الجيش الذى لا يقهر، وقد تحقق ذلك بتسلح قواتنا بالعلم والإيمان بالله، ومواصلت التدريبات والمشاريع العسكرية الشاقة... من أجل التخطيط والتمهيد للعبور العظيم، مُهْتَدِينَ بقول الله تعالى «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ» الآية رقم (١٠) من سورة الأنفال.

وقد جاء قرار العبور من  الرئيس الراحل محمد أنور السادات وتوقيته، الساعة الثانية وخمس دقائق بعد ظهر السادس من أكتوبر ١٩٧٣م، وعلى أساسه عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس، وحطمت أقوى خط دفاع تحصن به جيش الاحتلال الصهيونى، وهو «خط بارليف» وهذا الخط على غرار «خط ماجينو» والتى اعتمدت عليه الجمهورية الفرنسية كقوة محصنة ضد زحف القوات الألمانية وكان ذلك بعد انتهاء الحرب الكونية الأولى ١٩١٤-١٩١٨، إلا أن الخط الذى شيده العدو على الضفة الشرقية لقناة السويس طول امتداد الساحل الشرقى لها، كان فيه أكبر العوائق الطبيعية وأقوى التحصينات العسكرية التى تخيل لجيش الاحتلال، بأن جيش مصر لا يستطيع عبور القناة، ولا حتى الزحف إلى تحرير أرض سيناء، ولكن تجاوز الأبطال كل هذه العقبات لتسلحهم بالعلم والمثابرة وبذل الجهد والعطاء، واستطاعو أن يخترقو هذا الخط الحصين والساتر الترابى الضخم المنيع، ثم انطلقت نيران المدافع على أرض «سيناء»، حولتها إلى حمم وبركان فوق رؤوس جيش الاحتلال، الذين لا يستطيعون الصمود أمام هدير قوات جيشنا العظيم، وانتهت الحرب فكان النصر حليف مصر والعرب، وأصبح هذا النصر طريق مصر إلى السلام، وهنا تتجلى عبقرية «السادات» فى قراره للحرب وقراره للسلام واسترداد ما تبقى من الأرض الأسيرة التى تحت سيطرة الأعداء، بالحرب ثم التفاوض إلى معاهدة السلام سنة ١٩٧٩، هذا هو جيش مصر العظيم قلب مصر النابض وخط دفاعها الشرعى الأول، وقوة ردع لكل عدو متغطرس تسول له نفسه المساس بكيان البلاد أو يهدد أمنها واستقرارها، واختتم مقالى هذا بالآية الكريمة قال تعالى «يَاَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ» الآية رقم (٧) من سورة محمد ثم اختتمه أيضا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله الشريف فى تعظيم وتمجيد جيش مصر بهذا القول، عن عمرو بن العاص رضى الله عنه: حدثنى عمر رضى الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدى فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض» فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة».

مقالات مشابهة

  • غالانت: لدى إسرائيل المزيد من المفاجآت لحزب الله
  • حرب أكتوبر.. «نَصْرٌ اللَّهِ الْمُبِينُ»
  • «الجارديان»: الهجمات المروعة بين إسرائيل وإيران ووكلائها لن تجلب إلا المزيد من الموت والكوارث
  • حماس تدعو إلى الحشد يوم غدٍ الجمعة لوقف العدوان على فلسطين ولبنان
  • “حماس” تدعو أبناء الأمة للحشد يوم بعد غد الجمعة لوقف العدوان على فلسطين ولبنان
  • المزروعي: التغيرات العالمية تتطلب المزيد من الاستثمارات لتلبية الطلب على الطاقة
  • العالم يتخلى عن بايدن ويتجاوزه.. مايكل هيرش: خطاب الرئيس الأمريكى حول النظام العالمى عكس فشل دبلوماسية واشنطن فى الشرق الأوسط
  • حزب الله يدكّ مواقع صهيونية شمال فلسطين المحتلة
  • هل ستتلقى إسرائيل المزيد من الضربات من إيران؟
  • حزب الله يستهدف المزيد من المستوطنات صباح اليوم