المقاومة تنتصر.. قادة إسرائيل يبحثون عن مخرج لورطة غزة فماذا هم فاعلون؟
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
تتواصل العملية العسكرية الغاشمة التي تشنها إسرائيل داخل قطاع غزة منذ 67 يوما، وسط سقوط عدد كبير من الشهداء غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما فشلت الجهود العربية والدولية لوقف الحرب التي تستخدم فيها تل أبيب كل ما هو محرم دوليا من أسلحة للقضاء على سكان القطاع.
إسرائيل تتراجعوقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت- خلال تصريحات صحفية، الإثنين، إن إسرائيل ليس لديها نية للبقاء طويلًا في غزة، مضيفًا أن حركة حماس باتت على وشك التفكيك والانهيار.
وأضاف جالانت، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاصر مخيم جباليا وحي الشجاعية وخان يونس من أجل محاصرة حماس، مضيفًا أن "المزيد من الضغط وتوسيع دائرة الحرب في غزة يفتح أبواب الهدنة مرة أخرى".
وشهد مخيم جباليا شمال قطاع غزة اشتباكات عنيفة من المسافة صفر بين جيش الاحتلال، وفصائل المقاومة الفلسطينية، حسبما أفادت كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، ما أدى لمقتل عدد من الجنود الإسرائيليين، وإصابة آخرين خلال المواجهات ما دفعهم للانسحاب من نقاط الاشتباك.
وشهدت مناطق مختلفة من القطاع غارات جوية إسرائيلية دامية ومعارك عنيفة، بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال، كما أعلنت كتائب سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي عن قتال عنيف في مدينة غزة بشمال القطاع، مشيرة إلى قيامها بتفجير منزل كان الجنود الإسرائيليون يحاولون العثور فيه على فتحة تؤدي إلى نفق تحت الأرض.
وخلال قصف إسرائيلي على عدة مناطق في قطاع غزة، استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا يعود لعائلة العرقان بدير البلح وسط القطاع، ومنزلا آخر لعائلة عيسي بمقبرة الشابورة في رفح، وكذلك قصف مخيم النصيرات وتم نقل الجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى.
وهناك جهود مصرية يقوم بها وسطاء مصريون وقطريون بالاتصال مع الفصائل الفلسطينية وإسرائيل للعودة إلى الهدنة، ومحاولة لتهدئة القطاع وبالتالي سلب إسرائيل مبرراتها الواهية لقصف غزة، باعتبارها مرحلة مبكرة للعودة نحو مسار الحل السياسي بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي.
والأيام القليلة الماضية ازدادت اللقاءات التي يعقدها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع زعماء أوروبا وأمريكا، للتشديد على استعادة الهدنة ومواصلة صفقات التبادل.
غزة تشل إسرائيل.. تدمير 136 آلية عسكرية وانهيار اقتصادي يضرب تل أبيب المقاومة تنتصر.. سريان الهدنة في غزة وتحالف مصري قطري يغير قواعد اللعبةوفي واشنطن أجرى وزير الخارجية سامح شكري مشاورات مكثفة مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي للدعوة لوقف العدوان على قطاع غزة، مشددا على رفض مصر التام لمخططات الاحتلال الإسرائيلي بتهجير الفلسطينيين قسرا من أرضهم.
وبحث وزير الخارجية سامح شكري، وأعضاء اللجنة العربية الإسلامية وزراء خارجية كل من السعودية والأردن وقطر، مع السيناتور بن كاردن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، سبل وقف الحرب التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة، وحماية الحقوق الفلسطينية، بحسب ما أكده المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبو زيد في بيان صحفي.
ووضعت القاهرة في أكتوبر الماضي خارجة طريق خلال قمة "القاهرة للسلام 2023"، تعتبر تصورا شاملا لحل جذور الصراع العربي - الإسرائيلي، وتوصف بالحل الأعم والأشمل مقارنة بالتصورات الغربية المنحازة لدولة الاحتلال الإسرائيلي وتسلب حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم.
مفتاح الاستقرارخارطة الطريق المصرية تعد مفتاح الاستقرار، وتستهدف أولا "انهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام، من خلال عدة محاور، تبدأ بالتدفق الكامل والآمن، والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة، ثم التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار، ثم البدء العاجل، في مفاوضاتٍ لإحياء عملية السلام، وصولًا لأعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التي تعيش جنبًا إلى جنب، مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولي، مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها، بشكل كامل، في الأراضي الفلسطينية".
وفي نفس السياق، سلطت الصحف الإماراتية الصادرة، صباح اليوم الثلاثاء، الضوء على عدد من الأخبار والقضايا المهمة في الشأن المحلي والإقليمي والدولي وكان الحدث الأكبر هو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد العملية الفلسطينية التي نفذتها المقاومة ضد الكيان الصهيوني في السابع من أكتوبر الماضي.
فقد أبرزت صحيفة البيان ما نقلته شبكة "سكاي نيوز عربية" عن مصادر مصرية مطلعة أن إسرائيل طلبت وساطة مصر وقطر لإبرام صفقة تبادل أسرى في إطار هدنة إنسانية جديدة.
وأوضحت المصادر أن الجانب المصري انخرط بالفعل في وساطة جديدة مع الجانبين القطري والأمريكي لتنفيذ صفقة تبادل أسرى جديدة قريبا بين حماس وإسرائيل، مشيرة إلى لقاءات مرتقبة بين إسرائيل ومصر وقطر برعاية أمريكية قريبا في هذا الإطار.
وشهدت هدنة إنسانية بين حماس وإسرائيل استمرت أسبوعا وانتهت في 1 ديسمبر إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيليا، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجينا فلسطينيا، لكن جهود تمديد الهدنة تعثرت، وتقول إسرائيل إن ما لا يقل عن 137 رهينة يعتقد أنهم لا يزالون لدى حماس.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تقترب اليوم الثلاثاء من طلب الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في الصراع المستمر منذ شهرين بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد تحرك مماثل في مجلس الأمن.
ولا تتمتع أي دولة بحق النقض في الجمعية العامة المكونة من 193 عضوا، والتي من المقرر أن تصوت على مشروع يشبه لغة القرار الذي اعترضت عليه الولايات المتحدة في مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا الأسبوع الماضي.
وتلقي الرئيس السيسي، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، ناقشا خلاله الأوضاع الإقليمية، وبالأخص في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، في ضوء الموقف المتأزم سياسياً وإنسانيا.
واستعرض الرئيس السيسي، الجهود والاتصالات المصرية للدفع في اتجاه وقف إطلاق النار لحماية المدنيين ومنع المزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعيشها أهالي القطاع.
كما استعرض الرئيس المساعي المصرية المكثفة لإدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية اللازمة لإعاشة وإغاثة أهالي غزة من المدنيين الأبرياء.
والجدير بالذكر، أن تتبنى مصر ثوابت تجاه القضية الفلسطينية تضمن حق الفلسطينيين المشروع في إقامة دولة مستقلة، لذلك قامت الدولة المصرية بجهود متعددة المستويات والأبعاد، لخدمة ملفات القضية، للوصول إلى الهدف النهائي هو إقرار تسوية عادلة للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني من خلال مبدأ حل الدولتين على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
القضية الفلسطينيةوهناك نظرة مختلفة من قبل روسيا فيما يخص القضية الفلسطينية على اعتبار أن روسيا تنظر إلى هذه القضية بمثابة تهديد خطير للأمن القومي في منطقة الشرق الأوسط، كما أن روسيا تسعى إلى العمل على حل مبدأ حل الدولتين اتفاقا واتساقا مع قرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، خاصة أن الكثير من الإجراءات الأمريكية الأخيرة التي اتخذت من قبل الرئيس الأمريكي السابق ترامب كانت تؤدي إلى وأد القضية الفلسطينية.
وبالتالي تسعى روسيا إلى لعب دور محوري وريادي في جميع القضايا العربية، والعمل على إيجاد حلول سياسية سلمية تتوافق مع الرؤية العربية، وأيضا الصين تتفق مع روسيا في هذا الاتجاه، وهذا الاتفاق في ظل أن العالم يتحول بشكل كبير جدا من عالم القطبية الأحادية إلى عالم الثلاثية القطبية، وبالتالي من الممكن جدا أن تلعب روسيا دورا مهما جدا في العمل على حلحلة المشهد المعقد.
وتلعب روسيا أيضا على دعم القضية الفلسطينية سياسيا على المستوى الدولي بإيجاد ظهير دولي حقيقي يكون دافعا للضغط على إسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات، والعمل على حلحلة هذا المشهد الذي من الممكن جدا أن يؤدي إلى بعد جديد في المنطقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة حركة حماس جيش الاحتلال وزير الخارجية سامح شكري الرئيس عبد الفتاح السيسي وقف إطلاق النار القضية الفلسطينية القضیة الفلسطینیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
غزة تنتصر
فايزة سويلم الكلبانية
faizaalkalbani1@gmail.com
"إنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد".. بهذه الكلمات الخالدة، يخط الشعب الفلسطيني أروع صفحات التضحية والصمود، متحديًا أعتى آلات الحرب الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر 2023، اليوم الذي شهد انطلاق شرارة الحرب الأشرس في تاريخ القضية الفلسطينية. على مدار أكثر من 100 يوم من العدوان الغاشم، تحملت غزة أقسى أنواع القصف والدمار، ولكنها بقيت شامخة، تُعانق أمل النصر الذي وعدت به المقاومة شعبها.
منذ اليوم الأول لهذه الحرب، أعلن الاحتلال حربًا شاملة على القطاع، مستهدفًا البشر والحجر، وكل مقومات الحياة، ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 46,707 شهيداً، بالإضافة إلى 110,265 جريحًا حتى 15 يناير 2025. من بين هؤلاء الشهداء، هناك 17,841 طفلًا و12,298 امرأة، مما يبرز التأثير الكارثي على المدنيين الأبرياء، ومعظمهم من النساء والأطفال.
مشاهد الدمار كانت مروعة؛ أحياء بأكملها محيت من الخريطة، ومستشفيات ومدارس تحولت إلى أنقاض. ومع ذلك، صمد أهل غزة، مؤمنين بوعد الله ووعد المقاومة: "لن تُكسر إرادتنا، ولن نستسلم مهما كان الثمن".
"أبو عبيدة"، الناطق باسم كتائب القسام، أعلن منذ اللحظة الأولى أن هذه المعركة هي معركة التحرير الكبرى، مؤكدًا أن "الاحتلال سيتحمل وزر جرائمه، وأن المقاومة لن تتراجع حتى تحقق أهدافها".
كانت كلمات المقاومة واضحة وصارمة: “إنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد”، وهو الشعار الذي حمله كل فلسطيني في هذه الحرب، معاهدًا الله والوطن على الصمود حتى النهاية.
وفي تطور محوري، أعطت حركة حماس الضوء الأخضر لتعلن اتفاق وقف إطلاق النَّار بعد فترة طويلة من العدوان، والذي سيتم في القاهرة وتضمن الاتفاق الإفراج عن 1000 أسير فلسطيني في المرحلة الأولى، وهو ما اعتبرته المقاومة إنجازًا كبيرًا وخطوة نحو تحرير كل الأسرى. وكما قال أبو عبيدة: "أسرانا أمانة في أعناقنا، ولن نهنأ حتى ينالوا حريتهم كاملة. هذا النصر هو ثمرة صمود شعبنا وتضحياته".
إن غزة، التي عاشت هذه الأيام العصيبة، قدمت للعالم درسًا جديدًا في معاني الصمود والتضحية. هذه المدينة التي تحولت إلى رمز عالمي للحرية، ترفض أن تستسلم أو تنحني، رغم كل محاولات الاحتلال لكسر إرادتها، الأمهات اللواتي ودعن أبناءهن، والأطفال الذين حُرموا طفولتهم، والشباب الذين عانقوا الشهادة، كلهم يؤمنون بأن الحرية قادمة، وأن هذه الدماء لن تذهب هدرًا.
"دماؤنا هي وقود النصر، وشهداؤنا هم منارات الحرية"، بهذه الكلمات رسم أبو عبيدة ملامح مستقبل قريب يتخلص فيه الفلسطينيون من الاحتلال، ويستعيدون وطنهم المسلوب، وعد المقاومة بالنصر ليس شعارًا أجوف، بل حقيقة تتجسد يومًا بعد يوم في صمود غزة وشعبها.
"نقول لشعبنا إن النصر أقرب مما تظنون، وإن الاحتلال إلى زوال"، بهذه الكلمات ختم أبو عبيدة رسالته، لتبقى غزة بأسرها تردد: "إنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد".
رابط مختصر