شفق نيوز:
2024-06-30@03:00:25 GMT

آفسـتا: كتـاب زرادشـت المقـدس والملاك فروهر

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

آفسـتا: كتـاب زرادشـت المقـدس والملاك فروهر

نشر ويسترغارد N.L.Westergard نصوص الزند (افستا) المتبقية من العصور السابقة، والمحفوظة في جامعة كوبنهاغن، والتي نجح ايراسموس راسك Erasmus Rask في الحصول عليها خلال زيارة علمية لبومبي عام 1820م وبعض النصوص التي حصل عليها من صديقه الدكتور جون ويلسون من بومبي Dr.John Wilson ونصوصا اخرى تعود للمتحف البريطاني ومكتبة اوكسفورد ومكتبة الامبريال في باريس ، وتلك التي تعود ليوجين بورنوف.

نشرها في الجزء الاول من كتابه الزند افستا وترجمها الى الانجليزية ، والبروفسور ويسترغارد كان استاذ اللغات الشرقية في جامعة كوبنهاغن، ونشر كتابه في ثلاثة اجزاء بين عامي 1852 و1854م.(1)

جاء ذكر زرادشت نبي الديانة الزرادشتية لدى مؤلف اغريقي في القرن الرابع قبل الميلاد، اي قبل ظهور الاسلام بالف عام، وكتاب الزند افستا هو الكتاب المقدس عند الزرادشتيين، ونلاحظ في لغة الزند افستا لهجتين متميزتين اقدم من اللغة الفارسية القديمة التي عرفت في زمن داريوس – وهي اللغة التي استخدمت الكتابة المسمارية التي تم حل رموزها من قبل علماء الاشوريات والسومريات، من خلال اللوح السومري في عيلام / كردستان- وهي اقرب فرع للغة الزند افستا،(عيلام هي إحدى محافظات  كردستان ايران، وعاصمتها التاريخية تسمى في العربية سوسة، والحضارة العيلامية إحدى الحضارات القديمة المعروفة والمعاصرة لحضارة وادي الرافدين.)* استطاعت الديانة الزرادشتية المحافظة على تعاليمها رغم تغير الازمان ومازال لها أتباع في ايران والهند – في الهند يطلق عليهم البارسي Parsi -.

 كتبت الزرادشتية بلغتين، الاولى هي زند، تعود لحقبة قديمة وتشمل النص الاقدم، واللغة الاخرى البهلوية، وتعود لحقبة أحدث وتستخدم في ترجمة نصوص الزند. يتكون الزند افستا من مجموعة نصوص مقدسة توارثها أبناء الديانة الزرادشتية، وهي النصوص المتبقية من العصر الزرادشتي في ايران، وقد نجح الباحث الدانمركي ويسترغارد في نشر ماجمع منها في ثلاثة اجزاء منفصلة، الجزء الاول هو نصوص كتب الزند افستا، والجزء الثاني يتعلق بلغة الافستا وفحص نصوصها وقواعدها ومقارنتها باللغة الفارسية القديمة التي تعود للعصر الاخميني، والجزء الثالث ترجمة نصوص الزند افستا من السنسكريتية الى اللغة الانجليزية. وأنقـل في هذه المقالة أهم ما جاء في مقدمة كتاب ويستغارد من الانجليزية الى العربية اضافة لملاحظاتي، لتكون معينا للاطلاع على هذه الديانة العريقة وكتابها المقدس الزند افستا، علما انها كانت ديانة شائعة في ايران وكردستان والعراق، وانحسرت بعد الفتوحات الاسلامية، وهي التي اطلق على اتباعها عبدة النار دون وجه حق، من أجل التقليل من مكانتهم الدينية، وتسهيل القضاء عليهم. ان كلمة زند Zend زند بكسر الزاي، او زند Zand بفتح الزاي ترجمة لكلمة أفستا، فان لغة الزند هي البهلوية التي تستخدم من قبل الفرس، ومنهم مجموعة في الهند تدعى البارسي Parsi - وهم الزرادشتيون في الهند، وهم جالية صغيرة غنية تعيش في بومبي، هاجرت الى الهند من ايران بعد سقوط الدولة الساسانية، وهم الذين استخدموا السنسكريتية في كتابة الافستا. يقول نيريوسنغ Neriosangh مترجم الافستا الى السنسكريتية، انه ترجم كتاب الياسنا الى السنسكريتية من البهلوية – والياسنا نص زرادشتي وهو جزء من الزند افستا–. إن سوء فهم كلمة زند تعود للعصور الحديثة، اذ يذكر W.Jones عام 1789 م . ان بهمن – كاهن زرادشتي - أخبره أن حروف كتاب نبيه زرادشت تسمى زند، ولغة الكتاب تسمى افستا، ويقول ويسترغارد أن جميع نسخ الزند افستا التي حصلنا عليها في حقب مختلفة، رغم اختلافها، فان النص الوارد فيها هو نفسه في جميع النسخ. 

إن النسخ تختلف كثيرا في اسلوب هجاء الكلمات، ولكن مهما كان اختلاف الهجاء كبيرا الا أن الكلمة هي نفسها، حتى وإن كنا لانستطيع تتبع ومعرفة شكلها الاصلي أحيانا بسبب تعرضها للحوادث والاهمال، الا اننا نجد أن الكلمة تتبع الكلمة بنفس النظام، والعبارة تاتي إثر العبارة، والقطعة بعد القطعة، والفصل بعد الفصل، بترتيب متسق. ونلمس حقيقة أخرى من تشابه النسخ هي ان الحقبة التي جُمعت فيها، ليست عين الحقبة التي ألفت فيها، ونستطيع القول إن النص القديم للزند افستا الذي لدينا يعود لزمنين، الاول هو زمن انتاج النص، والاخر هو زمن جمع النص – النص المتبقي والذي حصلنا عليه بصورته الحالية. لقد اثرت التقاليد القديمة في الزرادشتية، ومن الطبيعي ان لا يكون هذا السفر – الزند افستا – من ابداع شخص واحد فقط ، سواء أكان زرادشت نفسه أو أحد تلامذته، ولاتحتوي الزند افستا على تعاليم محددة او نظام ديني قانوني شخصي، عقائدي وتعليمي. 

وفي نفس النسق فان اناشيد الفيدا واغاني الايدا – مقطوعات في الزند افستا- لابد وانها ذات جذور قديمة وانها جاءت من مختلف الشعراء والاساتذة ، الذين قدموا مختلف المواضيع، كل واحد استنادا الى رؤياه الخاصة. وتدل كتابة الزند افستا على انها تعود لشمال بلاد ايران، وتتألف من لهجتين، اللهجة الاولى هي التي نجدها في كتاب ياسنا - الجزء الاول من الافستا- وهي لهجة قوم من سكان الجبال الوعرة، بينما اللهجة الثانية تعود لاقوام من سكان السهول، وبذلك تكون اللهجة الاولى هي اللهجة المبكرة التي تعود للفرع الشمالي من ايران واللهجة الثانية تعود لعهد داريوس من غرب ايران. (غرب ايران مصطلح يطلق على عيلام ، وهي بلاد اللور الكرد

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي

إقرأ أيضاً:

أشكال القصة القصيرة خلال أربعة عقود في كتاب “القصة القصيرة في سورية” للدكتور الناقد ياسين فاعور

دمشق-سانا

يتناول كتاب “القصة القصيرة في سورية” للدكتور الناقد ياسين فاعور أغلب أشكال القصة التي قدمت في مختلف المحافظات خلال أربعة عقود، بعد أن قطعت شوطاً كبيراً في البنية الفنية القصصية وتنوعت مواضيعها التي عالجت كثيراً من القضايا الاجتماعية والإنسانية.

ورأى الدكتور فاعور أن الموضوعات التي تناولتها القصة القصيرة في سورية واكبت الأحداث التاريخية التي عاشتها سورية والوطن العربي والقضية الفلسطينية، مبيناً وفاء الكتاب في نقل المواضيع المعبرة عن حياة المجتمع العربي السوري خاصة والعربي بشكل عام.

وأشار الناقد فاعور إلى أن هناك قصصاً عبرت عن واقع الحياة والبيئة وتداعياتها بما في ذلك العادات والأعراف والتقاليد والتراث، ونقلت صورة المجتمع السوري إلى المجتمعات الأخرى وعالجت مشكلات المجتمع وقدمت الحلول المناسبة لها.

ولفت فاعور إلى تميز لغة كتاب القصة بفصاحتها وتعبيرها الفني عن الموضوعات واستخدامها بعض الألفاظ العامية المتداولة في بيئة القاص لتوثيق الصلة بين القصة والبيئة وشخوصها.

وأوضح فاعور أن المجموعات القصصية تميزت بعناوين جذابة قادرة على التعبير والتنوع إلى جانب تميز الكتاب باللغة وعرض الأحداث وطرائق السرد المختلفة.

واتصفت رؤية القاص بحسب فاعور بالقدرة الفنية على التقاط الحدث وامتلاك ذاكرة الاحتفاظ فيه، مع قدرة فنية على صياغته وعرضه، فالقاص يستلهم موضوعاته من المجتمع الذي يعيش فيه وأحياناً ينطلق إلى الموروث بقصد التوثيق والمقاربة والتناص.

وفي الكتاب وظف كتاب القصة التراث بشكل مميز فاستلهموا الحكم والأمثال لدعم الفكرة أو المشهد، وسبروا أغوار شخوصهم، ولم يغفلوا أسلوب التخييل وعبروا عن ذلك بالسرد المعبر، ووصل بعضهم إلى البوح بالمسكوت عنه.

وسلط فاعور الضوء على دور كتاب القصة الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة ودور الكتاب السوريين، موضحاً أنها اشتركت بخصائص فنية في حكاية معاناة الإنسان الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وفي المخيمات وفي الشتات بصورة لا تخلو من المرارة ومن السخرية أحياناً، ما ميز هذا الفن بهوية خاصة جنبته الوقوع في النمطية والخطابية والتكرار.

وعرض فاعور كثيراً من ميزات الكتاب وطرائق تناولهم للقصة والأساليب الفنية وذلك في إطار تسليط الضوء على الإيجابيات واختيار النمط الإيجابي غالباً في طرح المنهج النقدي الذي قد يخالفه بعض النقاد فيه.

الكتاب من منشورات اتحاد الكتاب العرب يتمتع مؤلفه بخبرة في قراءة القصة، وله كثير من المؤلفات في النقد الأدبي والدراسات منها كتاب اللغة العربية كلية التربية لمعلم الصف “بالمشاركة”، وكتاب اللغة العربية كلية التربية لمعلم الصف “الصف الثاني” بالمشاركة، وهمسات العمر مجموعة شعرية، والسخرية في أدب إميل حبيبي دراسة نقدية، والقصة القصيرة الفلسطينية منذ ميلادها.

محمد خالد الخضر

مقالات مشابهة

  • صاحبة فيديو رقصة التخرج باكية: ملابسي كانت محتشمة ولم تكن خارجة عن المألوف
  • العثور على 5 قنابل داخل مسجد النوري التاريخي في العراق
  • اكتشاف نوعين جديدين من الحفريات بالمغرب تعود إلى 515 مليون سنة
  • عمل غنائي بعنوان «أولالا» يعكس معاناة اللآجئين السودانيين العالقين بأثيوبيا
  • «زراعة كفر الشيخ» تصدر كتاب مشروعات تخرج طلاب المستوى الرابع
  • أشكال القصة القصيرة خلال أربعة عقود في كتاب “القصة القصيرة في سورية” للدكتور الناقد ياسين فاعور
  • تعرف على وحدة عوكتس للكلاب العسكرية بجيش الاحتلال.. جذورها تعود للهاغاناه
  • روسيا.. العثور على مخطوطة باللغتين العربية واليونانية تعود إلى القرن الـ15
  • السينما المتجولة .. ليت ايامك تعود !
  • الصورة الشعريّة الحديثة