آفسـتا: كتـاب زرادشـت المقـدس والملاك فروهر
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
نشر ويسترغارد N.L.Westergard نصوص الزند (افستا) المتبقية من العصور السابقة، والمحفوظة في جامعة كوبنهاغن، والتي نجح ايراسموس راسك Erasmus Rask في الحصول عليها خلال زيارة علمية لبومبي عام 1820م وبعض النصوص التي حصل عليها من صديقه الدكتور جون ويلسون من بومبي Dr.John Wilson ونصوصا اخرى تعود للمتحف البريطاني ومكتبة اوكسفورد ومكتبة الامبريال في باريس ، وتلك التي تعود ليوجين بورنوف.
جاء ذكر زرادشت نبي الديانة الزرادشتية لدى مؤلف اغريقي في القرن الرابع قبل الميلاد، اي قبل ظهور الاسلام بالف عام، وكتاب الزند افستا هو الكتاب المقدس عند الزرادشتيين، ونلاحظ في لغة الزند افستا لهجتين متميزتين اقدم من اللغة الفارسية القديمة التي عرفت في زمن داريوس – وهي اللغة التي استخدمت الكتابة المسمارية التي تم حل رموزها من قبل علماء الاشوريات والسومريات، من خلال اللوح السومري في عيلام / كردستان- وهي اقرب فرع للغة الزند افستا،(عيلام هي إحدى محافظات كردستان ايران، وعاصمتها التاريخية تسمى في العربية سوسة، والحضارة العيلامية إحدى الحضارات القديمة المعروفة والمعاصرة لحضارة وادي الرافدين.)* استطاعت الديانة الزرادشتية المحافظة على تعاليمها رغم تغير الازمان ومازال لها أتباع في ايران والهند – في الهند يطلق عليهم البارسي Parsi -.
كتبت الزرادشتية بلغتين، الاولى هي زند، تعود لحقبة قديمة وتشمل النص الاقدم، واللغة الاخرى البهلوية، وتعود لحقبة أحدث وتستخدم في ترجمة نصوص الزند. يتكون الزند افستا من مجموعة نصوص مقدسة توارثها أبناء الديانة الزرادشتية، وهي النصوص المتبقية من العصر الزرادشتي في ايران، وقد نجح الباحث الدانمركي ويسترغارد في نشر ماجمع منها في ثلاثة اجزاء منفصلة، الجزء الاول هو نصوص كتب الزند افستا، والجزء الثاني يتعلق بلغة الافستا وفحص نصوصها وقواعدها ومقارنتها باللغة الفارسية القديمة التي تعود للعصر الاخميني، والجزء الثالث ترجمة نصوص الزند افستا من السنسكريتية الى اللغة الانجليزية. وأنقـل في هذه المقالة أهم ما جاء في مقدمة كتاب ويستغارد من الانجليزية الى العربية اضافة لملاحظاتي، لتكون معينا للاطلاع على هذه الديانة العريقة وكتابها المقدس الزند افستا، علما انها كانت ديانة شائعة في ايران وكردستان والعراق، وانحسرت بعد الفتوحات الاسلامية، وهي التي اطلق على اتباعها عبدة النار دون وجه حق، من أجل التقليل من مكانتهم الدينية، وتسهيل القضاء عليهم. ان كلمة زند Zend زند بكسر الزاي، او زند Zand بفتح الزاي ترجمة لكلمة أفستا، فان لغة الزند هي البهلوية التي تستخدم من قبل الفرس، ومنهم مجموعة في الهند تدعى البارسي Parsi - وهم الزرادشتيون في الهند، وهم جالية صغيرة غنية تعيش في بومبي، هاجرت الى الهند من ايران بعد سقوط الدولة الساسانية، وهم الذين استخدموا السنسكريتية في كتابة الافستا. يقول نيريوسنغ Neriosangh مترجم الافستا الى السنسكريتية، انه ترجم كتاب الياسنا الى السنسكريتية من البهلوية – والياسنا نص زرادشتي وهو جزء من الزند افستا–. إن سوء فهم كلمة زند تعود للعصور الحديثة، اذ يذكر W.Jones عام 1789 م . ان بهمن – كاهن زرادشتي - أخبره أن حروف كتاب نبيه زرادشت تسمى زند، ولغة الكتاب تسمى افستا، ويقول ويسترغارد أن جميع نسخ الزند افستا التي حصلنا عليها في حقب مختلفة، رغم اختلافها، فان النص الوارد فيها هو نفسه في جميع النسخ.
إن النسخ تختلف كثيرا في اسلوب هجاء الكلمات، ولكن مهما كان اختلاف الهجاء كبيرا الا أن الكلمة هي نفسها، حتى وإن كنا لانستطيع تتبع ومعرفة شكلها الاصلي أحيانا بسبب تعرضها للحوادث والاهمال، الا اننا نجد أن الكلمة تتبع الكلمة بنفس النظام، والعبارة تاتي إثر العبارة، والقطعة بعد القطعة، والفصل بعد الفصل، بترتيب متسق. ونلمس حقيقة أخرى من تشابه النسخ هي ان الحقبة التي جُمعت فيها، ليست عين الحقبة التي ألفت فيها، ونستطيع القول إن النص القديم للزند افستا الذي لدينا يعود لزمنين، الاول هو زمن انتاج النص، والاخر هو زمن جمع النص – النص المتبقي والذي حصلنا عليه بصورته الحالية. لقد اثرت التقاليد القديمة في الزرادشتية، ومن الطبيعي ان لا يكون هذا السفر – الزند افستا – من ابداع شخص واحد فقط ، سواء أكان زرادشت نفسه أو أحد تلامذته، ولاتحتوي الزند افستا على تعاليم محددة او نظام ديني قانوني شخصي، عقائدي وتعليمي.
وفي نفس النسق فان اناشيد الفيدا واغاني الايدا – مقطوعات في الزند افستا- لابد وانها ذات جذور قديمة وانها جاءت من مختلف الشعراء والاساتذة ، الذين قدموا مختلف المواضيع، كل واحد استنادا الى رؤياه الخاصة. وتدل كتابة الزند افستا على انها تعود لشمال بلاد ايران، وتتألف من لهجتين، اللهجة الاولى هي التي نجدها في كتاب ياسنا - الجزء الاول من الافستا- وهي لهجة قوم من سكان الجبال الوعرة، بينما اللهجة الثانية تعود لاقوام من سكان السهول، وبذلك تكون اللهجة الاولى هي اللهجة المبكرة التي تعود للفرع الشمالي من ايران واللهجة الثانية تعود لعهد داريوس من غرب ايران. (غرب ايران مصطلح يطلق على عيلام ، وهي بلاد اللور الكرد
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي
إقرأ أيضاً:
بمناسبة مرور 30عاما.. مكتبة مصر العامة ستصدر كتاب تذكاري بأقلام الزوار
تستعد مكتبة مصر العامة الرئيسية بالدقي، برئاسة السفير عبد الرؤوف الريدي، للإحتفال بمرور 30عاما على افتتاحها، وتزامنا مع هذه المناسبة المهمة، تتطلع المكتبة إلى إصدار كتاب تذكاري بالتعاون مع إحدى دور النشر؛ يجمع انطباعات المستفيدين من جميع الأعمار الذين تعاملوا مع مكتبة مصر العامة وفرعيها بالزيتون والزاوية من خلال الإجابة عن أحد التساؤلات التالية: (ماذا تعني لك المكتبة؟، موقف حدث لك في المكتبة لا تنساه؟ ذكرى سعيدة أو حزينة في المكتبة؟).
كما يتناول الكتاب العديد الإنجازات التي حققتها المكتبة على مدار الأعوام الماضية، وتأثيرها في المجتمع، من خلال روادها من مختلف الأعمار، وسيتم إهداء أصحاب المشاركات المؤثرة والمعبرة عن انطباعاتهم وذكرياتهم وأحلامهم عن المكتبة جوائز عينية مميزة بالإضافة إلى نشر ذكرياتهم وإنطباعاتهم مذيلة بأسماءهم.
تقدم مكتبة مصر العامة مجموعة من الفعاليات والأنشطة الثقافية التي تلبي كافة احتياجات المجتمع المصري مثل تعزيز القيم الإيجابية في المجتمع، تحقيق العدالة الثقافية، تنمية الموهوبين والنابغين والمبدعين، تحقيق الريادة الثقافية «قوة مصر الناعمة»، ودعم الصناعات الثقافية، وتطوير المؤسسات الثقافية، وحماية وتعزيز التراث الثقافي، كما تقدم المكتبة أنشطة لمواجهة الآثار المترتبة على التغيرات المناخية والتحول إلى المكتبة الخضراء من خلال استخدام ضوء النهار، وتركيب الإضاءة الموفرة للطاقة، وجودة زجاج النوافذ للعزل الحراري، وإطفاء الأنوار والأجهزة الإلكترونية، وآليا تقليل المطبوعات الورقية، وإعادة استخدام الأوراق، وإقامة محاضرات وندوات ثقافية حول الموضوعات البيئية.
ويعتبر اسم مكتبة مصر العامة نموذجا فريدا وعلامة مضيئة في طريق المكتبات العامة الرائدة على مستوى الوطن العربي بأكمله؛ وستظل كذلك في الأعوام القادمة ما دام يجمع العاملين فيها رابط العمل الجماعي والإبداع والتميز وبما تملكه من أدلة إرشادية ونماذج معرفية رائدة، ورؤية استراتيجية ثاقبة تستشرف المستقبل على مدى عمرها الطويل الذي يقرب من 30 عاما في خدمة الثقافة.