ورطة أمريكا مع فيتنام الثانية
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
يبدو أن السحر قد انقلب على العصابة الدولية المكونة من أمريكا وأفراد عصابتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وأخص بالذكر بريطانيا حليفتها السابقة فى تدمير العراق، والتى تسير على نفس النهج وتلعب نفس الدور القذر فى قتل المدنيين بدم بارد، وتشريدهم دون أن يطرف لهم جفن أو يلح عليهم ضمير، أو حتى مراجعة قوانين بلادهم فى مجالات حقوق الإنسان فى السلم والحرب.
وعلى مدار شهرين متتابعين منذ بداية عملية طوفان الأقصى فى ٧ أكتوبر المجيد وحتى الآن مارست هذه الدول كافة الضغوط لتركيع الشعب الفلسطينى الأبى من قتل وحرق وهدم وتشريد، ولكن باءت كل محاولاتهم بالفشل، وآخر هذه المحاولات موافقة إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن على بيع طارئ لنحو 14 ألف قذيفة دبابة لإسرائيل، باستخدام إجراءات تجاوزية للكونجرس، وهذه القذائف من نوع M830A1 ذات الانفجار الشديد متعددة الأغراض، بقيمة تبلغ 106.5 مليون دولار. وسبقها فى أول أكتوبر قيام أمريكا بإرسال قنبلة BLU-109 الخارقة للتحصينات تحمل رأسًا حربيًا يزن 2000 رطل، وهى مصممة لاختراق الملاجئ الخرسانية، وهى ذاتها التى استخدمها الجيش الأمريكى فى حرب الخليج، والحرب فى أفغانستان.
وهذا الدعم غير المسبوق فى تاريخ إسرائيل والذى يتم الإعلان عنه دون استحياء فى وسائل الإعلام يقابله تضييق على الأغذية والأدوية والأكفان للجانب الفلسطينى، ورغم هذا كله أعاد جنود القسام البواسل إلى أذهان أمريكا هزيمتها فى فيتنام، ولقنوا حليفتها الصهيونية دروسًا فى معاملة الأسرى والالتزام ببنود الهدنة وفنون القتال، وتحدى أمريكا وإسرائيل على لسان المتحدث العسكرى الملقب بأبوعبيدة، بعدم استطاعتهم تحرير أسير واحد مهما بلغت قوة جنودهم وخبرتهم فى تحرير الرهائن.
العجيب فى الأمر أن القسام رغم هذا التضييق كبدت إسرائيل خسائر فى الآليات العسكرية بلغت نحو ٢١٤ آلية خلال عشرة أيام، وقتلت عشرات الجنود وشهدت برامج التوك شو الإسرائيلية فى الأيام الماضية تلاسنًا واتهامات بالفشل من رئيس الشاباك الإسرائيلى السابق لنتينياهو بالفشل وعدم قدرته على كسر المقاومة الفلسطينية، وأن الأسرى أصبح مصيرهم مجهولًا فى ظل هذا الفشل الذريع والمتواصل من مجلس الحرب الذى يتزعمه نتنياهو، وقد هاجم أقارب الأسرى أعضاء الكنيست الإسرائيلى أثناء اجتماعهم منذ يومين وأكدوا لهم بالحرف الواحد (لا ذنب لنا فى فشلكم العسكرى ونريد الإفراج عن الأسرى عن طريق الاتفاقيات).
هذه الانتكاسات أثلجت صدور الشعوب العربية والإسلامية، رغم الحزن الشديد على ما يقرب من ١٨٥٠٠ شهيد، وما يقرب من ٨٠ ألف مصاب، ولكن هناك آيات ربانية يشهد بها الأعداء قبل الأحباب، بأن يد الله عز وجل تتجلى فى مسرى الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتوقن بأن النصر قادم لا محالة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني الرئيس الامريكى طارق يوسف حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
صفقات المليارات النفطية: استثمار سياسي أم ورطة اقتصادية؟
17 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: في ذروة صخب الصفقات النفطية العالمية، يظهر العراق من جديد لاعبًا رئيسًا، ولكن بأسئلة أكثر من الأجوبة.
صفقة عراقية بريطانية تُقدّر بـ25 مليار دولار، وأخرى صينية لإدخال الروبوتات في صيانة الأنابيب، وسط توقعات بإضافة 150 ألف برميل فقط للطاقة الإنتاجية..
وهنا يكمن التناقض: مشاريع ضخمة مقابل مردود محدود، وتحذيرات من أن العائد قد لا يتجاوز الرمزية السياسية.
في 26 مارس/آذار الماضي، وقّع العراق اتفاقًا ضخمًا مع شركة “بي بي” البريطانية لتطوير أربعة حقول في كركوك، ما يُفترض أنه سيعزز إنتاجه بـ150 ألف برميل يوميًا. ورغم حجم الاستثمار المهول الذي يشمل الطاقة والغاز والمياه، يرى مراقبون أن تأثيره الفعلي سيكون محدودًا بسبب التزامات العراق داخل منظمة “أوبك” التي تمنعه من تجاوز سقف الإنتاج الحالي.
وعلى مدار شهرين متتاليين، تصدر العراق قائمة أكبر صفقات النفط العالمية، بمشاركة سعودية في فبراير وصفقة تكنولوجية جديدة في مارس، تضمنت توقيع شركة نفط الوسط اتفاقية مع “إي بي إس” الصينية لاستخدام الروبوتات في اكتشاف أعطال الأنابيب.
ورغم الحداثة التقنية، شكك الاقتصادي نبيل العلي بجدواها واعتبرها “لا ترقى لمستوى الحدث”.
الأصوات التحذيرية تتعالى. الخبير بلال خليفة وصف الصفقات بأنها “غير مدروسة”، وأشار إلى أن العراق قد يُجبر على تقليل إنتاجه من الحقول الوطنية لتفادي غرامات لصالح الشركات الأجنبية عند انخفاض الطلب.
كما تساءل عن منطق التوسع في التعاقدات دون القدرة على التصدير، متحدثًا عن أزمة سقوف الإنتاج التي تمنع أي استفادة حقيقية من طموح زيادة الإنتاج إلى 6 ملايين برميل.
ويبدو أن المكاسب السياسية لا تُخفي هشاشة العائد الاقتصادي، فالموازنة العراقية مبنية على سعر برميل بـ70 دولارًا، بينما نفط البصرة يباع حاليًا بنحو 60 دولارًا، أي أن كل برميل إضافي قد يفاقم الخسائر بدل أن يضيف إليها.
صفقات بالمليارات، وحقول تُفتح، لكن دون حرية تصدير أو قدرة على تعديل حصص الإنتاج، يظل العراق، كما يرى الخبراء، سجين سقوف “أوبك”، ويخاطر بزيادة الإنتاج على ورق لا على أرض الواقع.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts