منذ ما يقرب من قرن من الزمان عندما بدأت العصابات الصهيونية تتوالى على أرض فلسطين، وبدأت المواجهات مع أصحاب الأرض بالاعتداءات المختلفة بالقتل والنهب والسلب والاستيلاء على الأرض حتى جاءت نكبة ١٩٤٨، حيث تم الإعلان عن دولة إسرائيل واعترف بها العالم الغربى فورا، وقد استولت إسرائيل على ٧٨ فى المائة من مساحة فلسطين التاريخية وبقى لفلسطين ٢٢ فى المائة والتى تم الاستيلاء عليها فى حرب١٩٦٧.
ومنذ عام ١٩٤٨ ولم تهدأ إسرائيل عن الحروب، فشنت حربًا على مصر بمشاركة بريطانيا وفرنسا بهدف إيقاف النهضة والآمال فى التنمية، فى عام ١٩٥٦، ثم أعقب ذلك حرب عام١٩٦٧ والتى استولت فيها إسرائيل على جميع مساحة فلسطين التاريخية، وكذلك على سيناء المصرية والجولان السورية، ثم جاءت حرب الاستنزاف وبعدها حرب ١٩٧٣، ثم جاءت حرب لبنان وبعدها حروب غزة المتتالية وآخرها الحرب التى بدأت فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣.
هكذا نرى أن دولة الاحتلال بدأت بالحرب وعاشت فى الحرب وما زالت تعيش فى الحرب، ولا توجد حدود واضحة لدولة إسرائيل، ولكنها حدود تنتهى عند وجود آخر جندى إسرائيلى كما يقول قادتها، وهكذا فإن إسرائيل لم تهدأ يومًا من الحروب وهى تظن أن مخاطر الحرب تجمع شتاتهم، فإذا كان الخوف يجمع فإنه يجمع فى تقوقع وليس فى انتشار، فالأمن والأمان والسلام هى التى تجمع الناس فى انتشار، حيث المحبة والمودة والتعاون بين الجميع.
إننا نتمنى أن تجرب إسرائيل السلام، فإن السلام هو الأمان والنجاة، وهو حالة إيجابية مرغوبة تسعى إليه الجماعة البشرية، وتسعى إليه الدول فى عقد الاتفاقيات بينها للوصول إلى حالة من الهدوء والاستقرار التى يضمن لها الازدهار والأمن والأمان.
إن محاولات إسرائيل المستمرة بأن تحصل على التطبيع مع المنطقة على أنه نقطة بداية لتحقيق السلام إنما هى نظرة للأمور من منظور عكسى كمن يضع العربة أمام الحصان، فهل يمكن أن تجر العربة الحصان؟! لا شك أن الحصان هو الذى يجر العربة، إن أساس المشكلة هو حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته، فإن حدث ذلك فإن السلام سوف يتحقق وسوف يقوم الجميع ببناء الثقة وبناء التعاون، ولتعلم إسرائيل أن الحرب فى حق لدينا شريعة ومن السموم الناقعات دواء، فهذه هى عقيدة أمتنا فى الحرب، لذا نتمنى على إسرائيل أن تجرب السلام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ الشعب الفلسطيني غزة إسرائيل
إقرأ أيضاً:
وسط تحسن العلاقات والتواصل بين ترامب وبوتين.. الضمانات الأمنية حجر الزاوية لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية
البلاد- جدة، وكالات
في خطوة تُظهر ميلًا نحو التهدئة وتحسين العلاقات بين أكبر قوتين عسكريتين في العالم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مُرتقب اليوم (الثلاثاء)، في خطوة قد تكشف عن تحركات جديدة لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية. يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد تغيرات دبلوماسية بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يُظهر تواصلًا إيجابيًا مع بوتين وتلميحات لعقد صفقات كبرى بين الطرفين.
وخلال حديثه على متن طائرة الرئاسة عائدًا من فلوريدا إلى واشنطن، أمس، أشار ترامب إلى إمكانية الإعلان عن خطوات مشتركة غدًا بشأن روسيا وأوكرانيا، مُبرزًا أن “الكثير من العمل قد أنجز خلال نهاية الأسبوع”، وأن الهدف الرئيسي هو الوصول إلى نهاية للصراع الذي طال أمده. وفي تصريحاته، أكد الرئيس الأمريكي أهمية التوصل إلى اتفاق يُختم به العنف الدائر بين البلدين منذ فبراير 2022، مستعرضًا إمكانية التوصل إلى اتفاق يتضمن تقسيمًا للأراضي ومحطات الطاقة بين روسيا وأوكرانيا كجزء من حلول التسوية.
وتبدو معضلة “الضمانات” التي يطلبها الطرفان العقبة الكبرى في طريق السلام، إذ يشترط الجانب الروسي حصوله على ضمانات صارمة في أي اتفاق سلام. فقد أكدت موسكو مرارًا أن أي معاهدة سلام طويلة الأمد يجب أن تضمن بقاء أوكرانيا محايدة واستبعاد عضويتها من حلف شمال الأطلسي، كما شددت على ضرورة منع نشر قوات أجنبية على الأراضي الأوكرانية. هذه الشروط تعكس مخاوف موسكو من استمرار التوسع العسكري والتحالفات الغربية التي قد تزيد من الضغط على حدودها.
ومن جانب آخر، يصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرورة الحصول على ضمانات أمنية قوية لضمان عدم تكرار سيناريوهات الاعتداء الروسي، إذ أن الاتفاقيات السابقة التي مُنحت لأوكرانيا في التسعينيات لم تردع التدخلات الروسية في 2014 و2022.
وتُشير التصريحات الأخيرة إلى أن الولايات المتحدة تحاول إيجاد حل وسط يرضي الطرفين، حيث يسعى ترامب، إلى استخدام مفاوضاته لخلق مناخ دبلوماسي يسمح بالتوصل إلى اتفاق شامل. وفي ظل تبادل الضربات الجوية والصاروخية المكثفة بين روسيا وأوكرانيا خلال الأيام الماضية، تُعتبر مبادرات الاتصال المباشر بين ترامب وبوتين خطوة مهمة لكسر دوامة العنف بين الطرفين وإعادة رسم خريطة العلاقات في المنطقة.
ومن جهة أخرى، يبدي حلفاء أوكرانيا اهتمامهم بمبادرات السلام، إذ أعلنت بريطانيا وفرنسا عن استعدادهما لإرسال قوة حفظ سلام لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، فيما أبدى رئيس الوزراء الأسترالي أيضًا تأييده تجاه أي طلبات تتعلق بالمهمة الدولية. ورغم ذلك، يظل السؤال قائمًا: هل سيتمكن ترامب من تقديم الضمانات اللازمة لكلا الطرفين؟.
في نهاية المطاف، يواجه المجتمع الدولي تحديًا دبلوماسيًا جسيمًا، حيث إن أي اتفاق سلام يجب أن يُعيد ترتيب البنية الأمنية والسياسية في الساحة الأوروبية، ويمنع تكرار سيناريوهات الحرب كما حدث في الماضي. لذا تبقى الضمانات الأمنية حجر الزاوية في أي مسار لتحقيق السلام، ويظل الأمل معلقًا على التفاهمات بين ترامب وبوتين، وعلى قدرة القادة في تجاوز الخلافات وتحقيق تقدم ملموس نحو سلام دائم.