شكلت المنطقة الخضراء في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ "COP28" الذي تستضيفه دولة الإمارات في مدينة "أكسبو دبي" منصة تفاعلية جمعت أبرز الجهات الحكومية والشركات الخاصة لإبراز، جهودها وإطلاق خططها الرامية إلى التخفيف من الإنبعاثات الكربونية والتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة.

وضمت قائمة أبرز الجهات المشاركة في الحدث، مجموعة "بيئة" ومقرها إمارة الشارقة، والتي استعرضت في جناحها في المنطقة الخضراء، جهودها في تحقيق الاستدامة الوطنية وتمكين الاقتصاد الدائري من أجل غدٍ أفضل للجميع وتحقيق المستهدفات الوطنية ومستهدفات الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

وأكد فهد شهيل، الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة بيئة، أهمية استضافة دولة الإمارات هذا المؤتمر العالمي، الذي يعزز موقعها وريادتها على صعيد الاستدامة والحفاظ على المناخ ومعالجة التحديات البيئية، لافتا إلى أهم المبادرات التي أعلنت عنها المجموعة خلال الحدث العالمي، ومنها تطوير "محطة تحويل النفايات إلى هيدروجين أخضر ممتاز" الأولى من نوعها في العالم، وذلك بالتعاون مع عدد من الشركاء ذوي الخبرة، وإبرام شراكة مع شركة العاصمة للتنمية العمرانية بجمهورية مصر العربية بهدف تأسيس شركة جديدة توكل إليها مهمة توفير خدمات متكاملة لإدارة النفايات في العاصمة الإدارية الجديدة، إلى جانب مشروع تحويل مكب النفايات في منطقة الصجعة إلى مزرعة للطاقة الشمسية لإنتاج 120 ميغاواط من الكهرباء بالتعاون مع هيئة كهرباء مياه وغاز الشارقة وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر".

وسلطت دائرة الصحة-أبوظبي، ومركز أبوظبي للصحة العامة، من خلال المشاركة في مؤتمر الأطراف "COP28" الضوء على أثر التغير المناخي على ثلاث ركائز رئيسية لتحقيق استدامة خدمات الرعاية الصحية، هي أثر التغير المناخي على الأفراد والمجتمع ومنظومة الرعاية الصحية ككل.

وتأتي مشاركة الجهتين في الحدث تماشياً مع التزامهما بتسليط الضوء على العلاقة بين التغير المناخي والصحة العامة، وكيف ترتبط الأزمة المناخية بمجموعة من القضايا الصحية التي تلقي بتداعيات مباشرة على صحة وعافية السكان في عالم اليوم وتهدد مستقبل أجيال الغد.

وخلال هذه المشاركة نظم الجانبان برنامجا شاملا على مدار 12 يوماً، ركز على العلاقة الوثيقة بين الرعاية الصحية والتغير المناخي والاستدامة، وكيفية تأثير كلّ من هذه المجالات على الآخر، وتضمن أكثر من 29 جلسة حوارية واجتماعات تناولت ضمان جاهزية مؤسسات الرعاية الصحية العالمية للمستقبل، إضافة إلى إبرام عدة اتفاقيات وشراكات مع جهات محلية ودولية استهدفت تقليص البصمة الكربونية للقطاع الصحي في أبوظبي، وضمان استدامته وتخفيف الأعباء البيئية للأمراض على المجتمع وعلى منظومة الرعاية الصحية من أجل إنشاء أنظمة رعاية صحية قادرة على مقاومة تحديات المناخ.

كما أطلقت بلدية دبي في "COP28" حزمة من المشروعات النوعية الداعمة للعمل المناخي المؤثر، وسلسلة من المبادرات المناخية والبيئية في قطاعات مستقبلية حيوية مثل خفض الانبعاثات الكربونية والانتقال إلى الطاقة النظيفة، وتخضير المناطق الحضرية وحماية التنوع الحيوي والطبيعة، وتوسيع المحميات والمعالجة المستدامة والكاملة لمخلفاتها من نفايات وصرف صحي وتحقيق الحياد المناخي للعمليات كافة.

أخبار ذات صلة بحضور ذياب بن محمد بن زايد.. «مجلس الإمارات للتنمية» يوقع اتفاقية مع «جمعية الإمارات للطبيعة» بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة في COP28 "COP28" .. إقبال لافت من الزوار على المنطقة الخضراء

وتضمنت أبرز مبادرات بلدية دبي، تعاونها مع مركز محمد بن راشد للفضاء لتطوير مختبر دبي الفضائي الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة، والذي سيحدث نقلة نوعية غير مسبوقة في مجالات الخدمات التخصصية المخبرية وأعمال المعايرة وإطلاقها بالتعاون مع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" خططا لدراسة عدد من المبادرات لإزالة الكربون في دبي، من خلال إنشاء محطة لالتقاط الكربون، في خطوة تسهم في دعم مبادرة دولة الإمارات الإستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، بجانب تعاونها مع "إطارات كونتيننتال" لتعزيز البنية التحتية للملاعب الرياضية في الحدائق التابعة لبلدية دبي، من خلال إنشاء ملعب لكرة الطائرة من إطارات معاد استخدامها في حديقة المنخول واتفاقها مع مجموعة "دلسكو" الرائدة في حلول البيئة بهدف تعزيز ممارسات إدارة النفايات المستدامة والتحول نحو اقتصاد دائري لدعم تحقيق أهداف المبادرة الإستراتيجية للحياد المناخي لدولة الإمارات بحلول عام 2050، وإطلاقها مشروع توليد الطاقة الكهربائية من الغازات الحيوية المستخلصة من مكب النفايات في منطقة "المحيصنة 5"، بما يعزز ممارسات الاستدامة الريادية لدبي.

واستعرضت "M42"، شركة الرعاية الصحية العالمية القائمة على التقنيات الحديثة ومقرها أبوظبي، خلال الحدث، جهودها في الجمع بين التقنيات الطبية الفريدة القائمة على البيانات وأحدث أساليب تقديم الرعاية العالمية المستوى، حيث وفر لها المؤتمر منصة مثلى للتعريف بجهودها الرامية إلى تعزيز ثقافة الحوار، خصوصاً على مستوى العلاقة الوثيقة بين الرعاية الصحية والتقنيات الحديثة والاستدامة. وقد ركزت الشركة جهودها خلال هذا الحدث العالمي على قيادة تحول نوعي لمعالجة التحديات المناخية الملحّة في الوقت الذي تعمل فيه على تعزيز إسهاماتها لدفع عجلة التقدم في قطاع الرعاية الصحية.

وجاءت هذه المشاركة لتعزز حضور قطاع الرعاية الصحية في مؤتمر المناخ، في ضوء النتائج التي توصلت إليها المؤسسة الدولية غير الحكومية "هيلث كير وذ آوت هارم" التي تفيد بأن قطاع الرعاية الصحية العالمي يمثل حالياً خامس أكبر المتسببين بانبعاثات غازات الاحتباس الحراري عند تقييمه كانبعاثات دولة منفصلة.

ووقعت "M42" في إطار الجهود المبذولة لتعزيز مقومات الاستدامة والتميز التشغيلي في قطاع الرعاية الصحية، اتفاقية تعاون مع شركة "سيمنس" لتعزيز كفاءة استخدام الطاقة في جميع مرافق الرعاية الصحية التابعة لها بدولة الإمارات، إذ تعتبر إزالة الكربون من البنية التحتية جزءاً من نهجها المزدوج لتقليل الانبعاثات الكربونية واستخدام الحلول الصحية الوقائية المدعومة بالتكنولوجيا لتقليل عدد المرضى الذين يحتاجون إلى زيارة هذه المرافق المستهلِكة للطاقة بكثافة.

وأكدت "شنايدر إلكتريك" المتخصصة في توفير حلول رقمية للطاقة والأتمتة لضمان الاستدامة، من خلال مشاركتها في "COP28" التزامها الثابت بتطوير مسارها نحو الاستدامة في القطاعات الصناعية ونشر أفضل الممارسات في كفاءة إدارة الطاقة، وذلك بتوقيعها مذكرة تفاهم لتعزيز ممارسات الاستدامة مع كلٍ من "مجموعة ماينهارت" و"إينوفو"، بهدف تعزيز التقدم التكنولوجي وتقليل الأثر الكربوني من أجل مستقبل أكثر استدامة للجميع، كما أبرمت عقداً استشارياً في مجال إزالة الكربون والاستدامة مع مجموعة شلهوب شريك ومصمم التجارب الفاخرة في الشرق الأوسط لتحقيق تغيير إيجابي في طريقة تعامل الموردين في قطاع التجزئة مع البصمة الكربونية، ومذكرة تفاهم مع المركز الدولي للزراعة الملحية "إكبا" لاستكشاف فرص التعاون في تمكين الشباب والمرأة الإماراتية والإسهام في دعم ممارسات الزراعة المستدامة وتعزيز الأمن الغذائي، وفي مبادرة "رايز RISE"، وهي عبارة عن سلسلة فيديوهات وثائقية عالمية تساعد صناع القرار في القطاعين الحكومي والخاص على تنفيذ حلول جديدة تجمع بين المعرفة المحلية والطبيعة والتكنولوجيا والعلوم.

وتوجت "شنايدر إلكتريك" مشاركتها في "COP28" بإعلان الفائزين في مسابقة "التحدي الأخضر" لأفكار الشباب، المبادرة المشتركة بالتعاون مع "مركز الشباب العربي"، والتي تهدف إلى تشجيع طلاب الجامعات في دولة الإمارات على إيجاد حلول استراتيجية ومبتكرة للحد من انبعاثات الكربون المرتبطة بالقطاع الصناعي.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: كوب 28 قطاع الرعایة الصحیة المنطقة الخضراء دولة الإمارات بالتعاون مع من خلال فی قطاع

إقرأ أيضاً:

منظمة أطباء بلا حدود تدين عرقلة الاحتلال الرعاية الصحية بالضفة الغربية

قالت منظمة أطباء بلا حدود في تقرير نشر اليوم الخميس، إن نظام الرعاية الصحية بـ الضفة الغربية المحتلة في حالة طوارئ دائمة منذ أكتوبر 2023.

وأضافت المنظمة، أن تصعيدا دراماتيكيا في العنف اتسم بتوغلات عسكرية إسرائيلية لفترات طويلة وقيود أكثر صرامة على الحركة أعاق بشدة الوصول إلى الخدمات الأساسية، خاصة الرعاية الصحية، مما أدى إلى تفاقم الظروف المعيشية المزرية بالفعل للعديد من الفلسطينيين.

وقال التقرير، إنه منذ 7 أكتوبر 2023 سجلت منظمة الصحة العالمية 694 هجوما على الرعاية الصحية في الضفة الغربية، مع وقوع المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية غالبا تحت حصار القوات العسكرية.

ونظر التقرير في الهجمات وعرقلة الرعاية الصحية في سياق ما وصفته محكمة العدل الدولية بالفصل العنصري، وكشف عن نمط من تدخل منهجي من جانب القوات الإسرائيلية والمستوطنين في تقديم الرعاية الصحية الطارئة.

وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية والمستوطنين قتلوا 884 فلسطينيا على الأقل -بينهم العديد من المسلحين- في الضفة الغربية منذ بدء الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023.

ورأت منظمة أطباء بلا حدود أن منع الفلسطينيين من الوصول إلى الرعاية الصحية جزء من نظام أوسع لعقاب جماعي تفرضه إسرائيل تحت ستار حملتها على مسلحين فلسطينيين.

وقالت المنظمة إن نظام الرعاية الصحية الفلسطيني المجهد بالفعل في الضفة الغربية أصبح أكثر ضعفا منذ أكتوبر 2023، ويواجه قيودا كبيرة على الميزانية.

وأضافت أن نصف الأدوية الأساسية نفدت من المخازن، ولم تُدفع رواتب العاملين الصحيين منذ عام، مشيرة إلى أن معظم العيادات والمستشفيات تعمل بمستويات منخفضة إلى حد كبير.

وتابع التقرير أن الوصول إلى الرعاية الصحية يعرقله بشدة نظام واسع النطاق من نقاط التفتيش وحواجز الطرق التي تعيق حركة سيارات الإسعاف، ويتفاقم بسبب تصعيد الغارات العسكرية العنيفة التي تنطوي على استخدام تكتيكات غير متناسبة.

ويتفاقم ذلك بسبب هجمات متكررة على العاملين والمرافق الطبية، وغالبا ما تكون المستشفيات ومنشآت الرعاية الصحية مطوقة بقوات عسكرية، مع احتلال القوات المباني نفسها في بعض الأحيان، مما يزيد المخاطر على المرضى والموظفين.

واعتبرت أن أعمال عنف يرتكبها مستوطنون غالبا ما تؤدي إلى تفاقم هذه الظروف المزرية.

ودعت منظمة أطباء بلا حدود إسرائيل إلى وقف استخدامها غير المتناسب للقوة في الضفة الغربية، بما في ذلك على المرافق الطبية وضد العاملين الطبيين.

وطالبت بإجراء تحقيقات مستقلة في هجمات سابقة مماثلة، وتسهيل وصول المساعدات الطبية إلى المحتاجين، والسماح لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بمواصلة عملها.

اقرأ أيضاًوزير خارجية فرنسا: لا للتهجير من غزة ولا لضم الضفة الغربية

التوتر يخيم على الضفة الغربية.. الاحتلال ينسف عشرات المنازل في مخيم جنين

خبير: الاحتلال يحاول نقل ما جرى في غزة إلى الضفة الغربية تدريجيا

مقالات مشابهة

  • نايس دير تعزز التحول الرقمي في الرعاية الصحية
  • «التغير المناخي والبيئة» و«الفاو» تطلقان تقييم نظام الرقابة الغذائية في الإمارات
  • 1.9 مليار درهم إيرادات فندقية خلال «أجمل شتاء في العالم»
  • لتحقيق هدف 30 مليون زائر سنويا.. ماذا فعلت مصر للنهوض بملف السياحة؟
  • منظمة أطباء بلا حدود تدين عرقلة الاحتلال الرعاية الصحية بالضفة الغربية
  • أطباء بلا حدود تدين عرقلة الاحتلال الرعاية الصحية بالضفة
  • مذكرة تفاهم بين التخطيط والبنك الأوروبي لتنفيذ مشروعات القطاعين العام والخاص
  • مذكرة تفاهم بين مصر والبنك الأوروبي لدعم مشروعات الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص
  • 63 مركزاً بـ«الإمارات الصحية» توفر خدمات الرعاية المجتمعية
  • البرلمان العربي للطفل يطلق منصة إلكترونية تفاعلية بدورته المقبلة