استنفار وطني عظيم ظهر في الحشود الكبيرة من الصباح الباكر لليوم الأول للانتخابات الرئاسية ٢٠٢٤، هكذا يظهر معدن هذا الشعب العظيم عندما يجد خطرًا يحدق بوطنه، ذلك الخطر الحالي لا يستهدف الضغط علي مصر أو إضعافها، بل يستهدف وجود مصر كوطن، المخطط الجهنمي "الشرق الأوسط الجديد" والذي بدأت أحداثه في ٢٥ يناير ٢٠١١ وما زال يتلون ويتنوع طبقًا للمعطيات والمتغيرات السياسية الإقليمية والعالمية، هنا آخر خطواته الحرب في غزة ليس من أجل القضاء على حماس بل من أجل تطويق وتركيع مصر وتنفيذ صفقة القرن التي ترمي إلى تحويل إسرائيل لمرتكز اقتصادي وسياسي وعسكري كبير للقوي الامبريالية الغربية عن طريق تفريغ قطاع غزة وإقامة قاعدة عسكرية لحلف الناتو تكون من ضمن أهدافها حفر قناة "بن جوريون الملاحية الإسرائيلية" كميناء لوجستي تجاري يربط دول الخليج والشام بإسرائيل وتكون تلك القناة لسان بحري لطريق الهند الآسيوي الإسرائيلي الأروبي، بجانب الاستيلاء على ثروات المنطقة.
هنا الهدف الرامي إلى حصار مصر بعد أن أحاطوها بسياج من النيران وزرعوا خنجر الموت في ظهرها "سد النهضة" ولذا كان رد الشعب المصري الكبير ضد هذا المخطط وظهور التكدس والاصطفاف أمام لجان الاقتراع ليس من أجل انتخاب الرئيس السيسي كرجل للمرحلة فقط بل لانتخاب مصر في شخص الرئيس، ففي قريتي البيهو مدينة سمالوط محافظة المنيا ذهبت في الصباح الباكر إلى لجان الاقتراع للتواجد مع أهلها وإذا بجموع غفيرة من جميع الأعمار تصطف أمام اللجان في مشهد وطني عظيم بالطبع كان صادمًا للأعداء في الخارج الذي حاول إعلامه الهروب من نقله.
وما جعلني سعيدًا ومطمئنًا على انتصار شعب مصر على هذا المخطط الشيطاني ما رأيته من تلاحم الجميع من أهل القرية والقرى والمدن الأخرى (على قلب رجل واحد) لحرصهم على تحويل ذلك الحدث إلى عرس وطني، والإشادة بالترتيبات والتجهيزات التي جعلت المواطن يقوم بعملية الاقتراع بكل سلاسة ويسر دون أي معوقات، وهنا لابد ان أتوجه بكامل الشكر والتقدير لكل المسئولين التنفيذين والأمنيين وخصوصًا رجال الشرطة وعلى الرأس جهاز الأمن الوطني بمحافظة المنيا، الذين بذلوا مجهودًا كبيرًا للغاية في إخراج هذا المشهد الوطني الحضاري في كل ربوع المحافظة دون وقوع أي مشكلة تذكر، هنا السيدة التي تحمل علي كرسي متحرك والشيخ الذي يرتكز على إبنه والرجل الذي يصطحب أطفاله في يديه وأعلام مصر الذي تكتسي المشهد وسط فرحة عارمة وأغاني وطنية تغلف الأجواء، حقا إنه عرس وطني جميل خرج ليس للمشاركة في العملية الانتخابية بل لمساندة القيادة السياسية ومؤسسات الدولة والقوات المسلحة والشرطة المصرية أمام ما تتعرض له مصر من مؤامرة شرسة للغاية تتطلب اصطفاف الجميع خلف الوطن.
وذلك مضمون كلمتي التي ألقيتها لأهل قريتي أثناء مؤتمر أقيم قبل الانتخابات بـ٤٨ ساعة: أعلم أن كثيرًا منكم يعاني من الحالة الاقتصادية وارتفاع الأسعار، ولكن ما أود قوله إن لكل مشكلة حلًا لكن لاقدر الله ضياع الوطن ليس له حل، فلا تنسوا نعمة الله علينا وهي الأمن والأمان والذي من خلاله بناتنا ونساؤنا وأولادنا يتحركون في كل مكان ونحن مطمئنين عليهم، ونذهب إلى زرعنا واشغالنا ونفتح بيوتنا ليل نهار ونتسامر ونتعانق بكل سرور وفرح وسعادة، ذلك الأمن هو البناء للقادم من خلاله نستطيع أن نخطط ونعمل لحل المشكلة ونبني ونتقدم ونتطور، إننا نحاط بمؤامرة تستهدف الوجود المصري ولا بد أن نمسك في الوطن بأيدينا وأسناننا ولا نفرط فيه علي الإطلاق ونساند القوات المسلحة والشرطة المصرية، وسينتهي عرس المشاركة الوطنية للانتخابات الرئاسية ولكن سنستمر في الاستنفار الوطني للحفاظ علي مصر التي استلمناها من الآباء والاجداد، كأمانه، لنسلمها للأولاد والأحفاد.
جمال رشدي: كاتب معنى بالشأن العام
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية 2024 جمال رشدي لجان الاقتراع محافظة المنيا الشرق الأوسط الجديد
إقرأ أيضاً:
جمال سليمان يدعو لحوار وطني في سوريا بمشاركة كل الأطراف.. ويؤكد وحدة البلاد
أعرب الفنان السوري جمال سليمان عن شكره لنقابة الصحفيين، على استضافته في ندوة «الفن والعروبة وسوريا»، مؤكدًا أن للنقابة مكانة مميزة في تاريخ مصر والعالم العربي.
وأوضح سليمان خلال كلمته أنه سُمِّي تيمناً بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، مشيرًا إلى أن والدته، رغم ابتعادها عن السياسة، كانت مشغولة بتربية أبنائها التسعة.
واختتم سليمان بالدعوة إلى حوار وطني شامل يجمع كل الأطياف السورية، مع التأكيد على وحدة البلاد واستقلال القضاء كشرط أساسي لبناء مستقبل سوريا.
وتابع: نحن في مرحلة إنقاذ سوريا وإعادة الحياة لكل مؤسساتها الوطنية، والحديث عن الانتخابات الرئاسية في الوقت الحالي ليس صحيحا، لأننا لكي نتحدث عن الانتخابات يجب أن يكون هناك وضع يسمح بها، ونحن الآن في مرحلة إنقاذ سوريا.