البوابة نيوز:
2025-04-26@15:02:19 GMT

براثن الزبونية السياسية

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

الزبونية تمثل شكلًا من أشكال الفساد السياسي الذي ينخر في النظم الديمقراطية؛ هي ليست غريبة على المجتمعات العربية غيرها من المجتمعات. إن طبيعة الزبونية في الدول العربية ذات علاقة قوية بالدولة ببعدها السياسي تقوم على تبادل المغانم والمكاسب بين موقعين غير متكافئيين؛ نجد دائما الرعاة في قمة الهرم والزبناء في أسفله؛ يتلقون مصادر معلوماتهم من الرعاة من الدرجة العالية مما يعني انهم عملاء وليسوا وسطاء.

مع استخدام السياسيين لشبكات المحسوبية والممارسات الزبونية للحفاظ على سلطتهم ونفوذهم، أدى ذلك الى نشوء ساحة سياسية منقسمة، تحولت الحقوق فيها إلى خدمات يؤمنها الراعي السياسي فيمنح الوظائف والرواتب الخيالية لأتباعه ليحصل في المقابل على ولائهم الأبدي له. وهذا ما اشار إليه الكواكبي "إن الناس وضعوا الحكومات لأجل خدمتهم، والاستبداد قلب الموضوع، فجعل الرعية خادمة الرعاة فقبلوا وقنعوا".
في ظل غياب البرامج السياسية الوطنية نمت الزبونية في سياق التنافسية الانتخابية والتعددية الحزبية. حشدت النخب إلى تعبئة أنصارها انطلاقًا من أسس ريعية زبائنية من أجل التصدي للمرشحين المستقلين. فتلك النخب قد تخشى من فقدان مكانتها ومصالحها الذاتية، فتصبح تابعة للسلطة. وقد تتعمد النخب أيضًا؛ استغلال حاجات الناس وتقدم لهم وعودًا بمنافع في حال امتثالهم لإرادتها. وأحيانً تلجأ النخب وأتباعهم، بصورة متزايدة، إلى الترهيب والمضايقات الجسدية لمن هم خارج مؤسسة السلطة الذين لا يمتلكون الوسائل اللازمة لمواجهة الأحزاب الأكبر حجمًا. كل ذلك من أجل الإمساك والسيطرة على مصادر الريع والاستحواذ عليها من قبل الزبناء، لضمان آليات إعادة إنتاج الهيمنة والسيطرة والنفوذ من قبل الراعي.
إن الاستراتيجية التي تتبعها الزبائنية السياسية؛ إذ تستهدف فئة صغيرة من المواطنين أو الأحزاب السياسية، تملك حضورًا ونفوذًا كبيرين داخل الدولة بدلًا من مشاركة كافة مواطنيها. إن أهداف هذه الاستراتيجية غالبا ما تعطي الأولوية لمصالح سياسية معينة على حساب المصلحة العامة للدولة وتلبية الاحتياجات الجماعية للمجتمع، وهذا ما يثير القلق بشأن حيادية عملية صنع القرار وفعاليته داخل أى بلد. ونتيجة لذلك فإن الوصول الى الحقوق والخدمات والموارد يتحدد على أساس الانتماء السياسي أو العلاقات الشخصية، وليس على أساس الجدارة أو الحاجة. وهذا يخلق ضعفًا كبيرًا للدور الوجودي للمواطن في العملية السياسية الديمقراطية، ومما يحبط أيضًا التطلعات إلى تكافؤ في الفرص والمحددات التنافسية، ويعوق طموحات التنمية الاجتماعية، فيصبح المواطن أداة اقتصادية خاضعة لسيطرة الطبقة الحاكمة؛ وليس له دور حقيقي في الدولة الديمقراطية.
د. دعاء حسن: حاصلة على دكتوراه فى الفلسفة السياسية

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: دعاء حسن

إقرأ أيضاً:

الجبهة الديمقراطية تعلن الانسحاب من جلسة المجلس المركزي الـ32

أعلنت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، مساء الاربعاء 23 أبريل 2025 ، تعليق مشاركتها والانسحاب من جلسة المجلس المركزي الـ32 التي عقدت اليوم وتستمر ليوم غد في مدينة رام الله .

نص بيان الجبهة الديمقراطية كما وصل وكالة سوا الإخبارية

«الجبهة الديمقراطية» تعلق مشاركتها وتعلن انسحابها من جلسة المجلس المركزي 32 

اعلنت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تعليق مشاركتها وانسحابها من جلسة المجلس المركزي الفلسطيني 32 بجميع مندوبيها المتواجدين في رام الله وفي خارج فلسطين، وذلك احتجاجا على عدم التجاوب مع ما طرحه وفد الجبهة من محددات لجهة استعادة الوحدة الوطنية وصياغة استراتيجية عمل وطني لمواجهة تداعيات حرب الابادة في قطاع غزه ومخطط الضم في الضفة وعدم تطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي ومخرجات اعلان بكين..

وتعتبر الجبهة الديمقراطية بأن طريق انقاذ الأهل والقضية هو طريق الوحدة لا غيره.. والوحدة تتحقق ليس بتعميق الخلافات بل بالبحث عن قواسم مشتركة. وقد توصلنا في بكين إلى قواسم مشتركة ثمينة وقعنا عليها جميعاً وهي تصلح أساساً متيناً لانجاز الوحدة. وكنا نأمل أن تكون هذه الدورة للمجلس المركزي هي التي تنهض بهذه الوظيفة التوحيدية.

لذلك دعونا إلى التحضير الجاد لها في اجتماع على مستوى الأمناء العامين يضم الكل الفلسطيني بما في ذلك حركة حماس والجهاد الاسلامي. ولكن ذلك لم يتم للأسف، بل افتقرت التحضيرات لهذه الدورة حتى إلى الحد الأدنى من الحوارات بين فصائل المنظمة للتوافق على مخرجاتها السياسية والتنظيمية كما يحصل عادةً، ورغم ذلك شاركنا في أعمال هذه الدورة تأكيداً لحرصنا على الائتلاف في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وعلى مكانتها التمثيلية ودور مؤسساتها، وهو حرص سيبقى قائما على الدوام مهما كانت الظروف.

ونظراً لخطورة القضايا التي سوف تبحثها الدورة فقد قمنا بمحاولة أخيرة لتقديم اقتراح خلال الجلسة، بتعليق أعمال الدورة لبضعة أسابيع ليتسنى استكمال الحوارات الوطنية بالتوافق على مخرجاتها، لكن للأسف لم تسمح الرئاسة بطرح هذا الاقتراح. في ضوء ذلك، ولأن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لا يمكن أن تكون طرفاً في تحمل المسؤولية عن النتائج وما يمكن أن يترتب عليها من عواقب وخيمة على مصير القضية الوطنية، فانها تعلن تعليق مشاركتها فيما تبقى من أعمال هذه الدورة وانسحابها منها.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين فصيل فلسطيني يُعقّب على تصريحات الرئيس عباس ويطالبه بالاعتذار اعتداءات "جنسية".. شهادات مروعة لأسرى من غزة في سجني النقب وعوفر شاهد: "القسام" تبث رسالة مُصوّرة جديدة لأسير إسرائيلي محتجز لديها الأكثر قراءة نتنياهو يوعز باستمرار الدفع بخطوات الإفراج عن الأسرى 10 شهداء في قصف استهدف خيمة نازحين غربي خانيونس سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الخميس 17 إبريل طقس فلسطين اليوم: أجواء ربيعية وارتفاع على درجات الحرارة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • مصر ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونجو الديمقراطية ورواندا
  • 27 أبريل.. محطة مضيئة في مسار الديمقراطية اليمنية
  • مصر ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا
  • بويصير: مصالح واشنطن في ليبيا النفط والاستقرار لا الديمقراطية
  • قطر ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا
  • اتفاق سلام مرتقب بين الكونجو الديمقراطية ورواندا
  • «الشيباني»: ما قاله محمد الرعيض تحليل خاطئ للوضع الراهن
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم الخليل ويطلق الغاز السام على مدخل مخيم «الفوار» جنوبا
  • أطفال خارج السوق: خطة عراقية لانتشال الصغار من براثن العمل والتسوّل
  • الجبهة الديمقراطية تعلن الانسحاب من جلسة المجلس المركزي الـ32