البوابة نيوز:
2025-04-10@18:46:23 GMT

الكنيسة والانتخابات الرئاسية

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

حثَّ بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قداسة البابا تواضروس الثانى، المصريين على المشاركة بالتصويت فى الانتخابات الرئاسية ٢٠٢٤.
وأضاف قداسته أن التصويت فى الانتخابات حق دستورى وقانونى لكل مواطن مصرى، قائلا: «نحن نقول مش هسيب حقى».
ووجه قداسته النداء لكل المصريين والأقباط، مؤكدا بأن المشاركة هى ما يهم، وشجع البابا الآباء الكهنة وكل أبنائه، على تحفيز وتوعية كل من حولهم، وأكد أن فرصة التصويت جيدة لأنها متاحة لثلاثة أيام.


وأضاف: "نشجع كل المصريين لتكون صورة الانتخابات صورة جديرة بمصر"، وقال: "نخصص صلوات شهر كيهك لبلادنا وسلامة أرضنا وسلام العالم"، ثم أكد ثانية: “لازم كلنا نشتغل ونشترك فى الانتخابات.. لا تهمل فى حقك وحق وطنك”.
ذلك ما طلب به رأس الكنيسة المصرية القبطية جموع المصريين قبل بدء الانتخابات الرئاسية بأيام والتى بدأت الأحد ١٠ ديسمبر وانتهت الثلاثاء ١٢ ديسمبر، فالكنيسة المصرية هى الموروث الحضارى والتاريخى للهوية المصرية ومكون أساسى من مكونات الدولة المصرية وفى الصفوف الأمامية فى الدفاع عن الوطن فى كل المعارك والأحداث على مر التاريخ، ولن ينسى التاريخ موقف الكنيسة المصرية بقيادة قداسة البابا تواضروس الثانى فى أحداث ثورة ٣٠ يونيو العظيمة ودورها فى الحفاظ على أمن واستقرار الوطن رغم ما تعرضت له من اعتداءات كانت تهدف إلى جر الوطن لحرب أهلية لكن كان موقف قداسة البابا عظيما عندما قال مقولته الشهيرة: "وطن بدون كنائس خير من كنائس بدون وطن" وأنا شخصيا كمواطن مصرى قبل أن أكون قبطيا أعتبر دور قداسة البابا تواضروس محوريا وعظيما فى الحفاظ على أمن واستقرار الوطن فى أصعب مراحله التاريخية فهو البابا الأهم فى كل تاريخ الكنيسة لأنه تواجد فى أصعب مراحل تاريخية يمر بها الوطن.
وعن المشاركة الانتخابية فهى حق دستورى لكل مواطن ولكن الأهم من ذلك وظهر فى تصريحات قداسة البابا، أن يكون مشهد المشاركة هو جدير بمكانة مصر، وفى تلك الظروف التى تواجه فيها مصر حربا شرسة تستهدف وجودها لابد أن يصطف المواطنون أمام اللجان لكى نرسل رسالة قوية للخارج بأن الشارع المصرى يدعم مؤسسات الدولة ويصطف خلف القيادة السياسية، وهذا ما يسمى بالشرعية الشعبية التى يتناولها الخارج بدراسة وتحليل عندما يتعامل مع أى نظام حاكم، وهذا ظهر جليا فى الانتخابات التركية التى أجريت منذ أشهر قليلة وخروج ٨٠٪ من القوة التصويتية، وذلك أدى إلى إشادة كل الدوائر السياسية والإعلامية العالمية بقوة تلك الانتخابات التى رسخت نظام حكم الرئيس التركى أردوغان رغم فوزة بفارق ضئيل وهو ٥١٪.
ورغم عدم وجود إحصائية رسمية لعدد الأقباط فى القوة التصويتية المستحقة إلا أن كل المؤشرات تقول إنها لا تقل عن ١٠ ملايين صوت انتخابى على أقل تقدير يشملون أقباط الداخل والخارج وتلك قوة تصويتية لا يستهان بها، مخطئ من يعتبر حث الكنيسة للمواطنين بالذهاب والمشاركة فى العملية الانتخابية تدخل فى السياسة وهذا ليس من اختصاص أو عمل الكنيسة، لأن تصريح قداسة البابا وكل رجال الكنيسة لم يتناول توجيه الناخب إلى مرشح بعينه بل كان التوجيه من أجل صورة مصر أمام العالم وتلك رسالة وطنية عظيمة تدعم وتساند القيادة السياسية التى تفرز عنها العملية الانتخابية، وهذا هو دور الكنيسة فى كل الأحداث السياسية التى تمر بالوطن ومن خلالها تعلن الكنيسة عن دعمها ومساندتها لمؤسسات الدولة التى تمثل المكونات التى يرتكز عليها الوطن فى الأمن والاستقرار.
ودور الكنيسة لا يقتصر على الداخل المصرى فقط بل ممتد بقوة وتأثير فى الخارج، وهذا ما يظهر دوما فى جولات بابوات الكنيسة المصرية ولقاءاتهم ومقابلاتهم الرسمية والإعلامية التى تخدم مصلحة الوطن فى الخارج، وهنا الدور العظيم الذى يقوم به قداسة البابا تواضروس فى الخارج فقبل أن يكون دورا رعويا لأبناء الكنيسة، فهو دور وطنى عظيم يخدم مصالح مصر الدولية ويسهم فى رسم صورة عظيمة لداخل الوطن، ولما لمكانة الكنيسة المصرية القبطية من اسم ومكانة فى الخارج هكذا يكون تأثير رأس الكنيسة عندما يزور الخارج.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بابا الإسكندرية البابا تواضروس الثاني الاباء الكهنة الكنيسة المصرية القبطية الانتخابات الرئاسية 2014 قداسة البابا تواضروس الکنیسة المصریة فى الانتخابات فى الخارج الوطن فى

إقرأ أيضاً:

عُمان أكبر مما تتوقعون

 

 

علي بن سالم كفيتان

تابعتُ باهتمامٍ بالغٍ ككاتب رأي عام مُهتم بالشأن الوطني، ما أثير خلال الأسابيع وربما الأشهر الماضية عبر منصات التواصل الاجتماعي، عمَّا سُمِّيَّ بالهجمة على سلطنة عُمان، على مستويين، وسأتطرق لهما بشيء من التفصيل لاحقًا في هذا المقال.

وكان استغرابي الشديد حول تضخيم الحدث لمستويات لم يكن ليبلغها، لولا الدفع من الداخل ممن يُحسبون على "المؤثرين" ومن العامة وبعض المثقفين والكُتَّاب، الذين وجدوا في ذلك مائدة دسمة يقتاتون عليها طيلة الأسابيع الماضية، ولا زالوا واضعين الوطن في زاوية الضعف والهشاشة، مُنساقين خلف آراء مُتباينة لأفراد لديهم أوضاع خاصة وتحديات حياة، لا يُمكن إسقاطها على وطنٍ بأكمله. وللأسف فإنَّ جبهة الداخل الإلكترونية ساهمت في تكبير الصورة وتضخيمها، وقد تفاعل الشارع معها في البداية من باب الفضول، ثم مع هذا الزخم انتقل الأمر لمستويات أخرى لم يكن يحلم بها من أثار هذا اللغط من الخارج؛ سواء في هيئة أفراد لديهم توجهات مختلفة أو حسابات وهمية بعضها معروف والآخر مجهول، والبعض دخل على الخط. ونعتقد أن هذا مرجعه غياب سياسة إعلامية تستطيع قراءة الأحداث والتفاعل معها والتنبؤ بسيناريوهاتها المختلفة. وخفوت الإعلام الرسمي والتماهي مع الحملة عبر ضخ الأغاني الوطنية وغيرها، ساهم لا شعوريًا في تغذية الحالة، واستغل مثيرو هذا اللغط- في الخارج- الوضعَ لتأجيج الرسالة التي يرغبون في بثها إلى الداخل، لا سيما فيما يتعلق بالقضايا المحورية التي تشغل الرأي العام.

لا شك أن قضية الباحثين عن عمل، تمثل بيضة القبان في المستوى الأول من التفاعل مع قضايانا الوطنية، وهي الخاصرة الرخوة التي يلج منها كل مختلف في الرأي من الداخل أو الخارج، لتبرير قضاياهم. وفي الحقيقة، معظم المُروِّجين لفكرة الوقفات الاحتجاجية، ممن يعيشون في الخارج، لم يخرجوا من الوطن لأنهم لم يجدوا وظيفة؛ فالمتابع للمواد التي يبثونها عبر تغريداتهم ومساحات النقاش التي يطرحونها في منصات التواصل، يتضح أن قضية الباحثين عن عمل تشكل نسبة 99% من عناوين الحوارات التي يتبنونها، وهذا أقوله من واقع متابعة شخصية لما يُطرح في تلك المساحات كمستمع خلال الأسابيع الماضية. والملفت هو العدد الكبير من الحضور، وتزايده يومًا بعد آخر. وأعتقدُ- ولست جازمًا- أن من يُغذِّي هذا الحضور، هم الذين تبنُّوا مبدأ الدفاع عن الوطن عبر بث منشورات ومقاطع فيديو تُظهر أن الوطن في خطر داهم، والبعض ذهب بعيدًا- دون وعيٍ- لإحياء المناطقية وربطها بمستوى الولاء، بينما المتابعون لهم من العامة أخذهم الفضول للبحث عن مصدر مُثيري هذا الجدل الواسع في مواقع التواصل، وإحياء مساحاتهم بالحضور الصامت، الذي تحول لا شعوريًا فيما بعد، إلى ناقل لما يُطرح لدوائر أوسع من النَّاس؛ مما حقق مبدأ إثارة الرأي العام الذي يسعى له عدد قليل في الخارج يُعد على أصابع اليد الواحدة، وأصبح لديهم أعداد كبيرة من المتابعين في الداخل.

الحل هنا، يكمن في إيجاد حلول ناجعة لقضية الباحثين عن عمل؛ كونها قضية وطنية تهم قطاعًا واسعًا من العُمانيين وتقُض مضاجعهم، بينما يتم استغلالها في المقابل للنيل من مكتسبات الوطن.

أما الجزئية الثانية المرتبطة بمواقف سلطنة عُمان الثابتة من القضايا الإقليمية والدولية؛ فهي ليست جديدة، وبدأت منذ زمن مُبكِّر، عندما اختارت عُمان الحياد الإيجابي، وعدم التدخل في شؤون الغير، والسعي لإطفاء الحرائق السياسية التي أشعلها البعض ممن لا يملكون رؤية سياسية ناضجة؛ فانعكست وبالًا عليهم وعلى المنطقة. وعقب كل تلك المغامرات السياسية غير المحسوبة لا يجدون بابًا لإخراجهم منها إلّا بوابة مسقط. وربما علينا تذكر مواقف بلادنا المُشرِّفة من القضية الفلسطينية، ومن مقاطعة العرب لمصر في سبعينيات القرن الماضي، ومن الحرب العراقية الإيرانية، وحرب الكويت، وحرب اليمن، وفتنة سوريا وليبيا ولبنان؛ ففي كل تلك الأزمات وقفت عُمان موقفًا مدروسًا بعناية، لما يخدم مصالحها، ويتوافق مع توجهاتها التي تُغلِّب لغة السِلم على الحرب، وبما ينسجم مع روح الشعب العُماني بمختلف أطيافه، ويعكس عروبته وإسلاميته الخالصة، ووفائه للثوابت الإنسانية. ويكفينا أن نورد تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي هذا الأسبوع، تحدث فيه عن مباحثات مباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، تستضيفها مسقط. وذلك يعني أننا فاعلون بما يكفي ولسنا "كمًّا مهملًا" كما يُروِّج البعض، ويحاول إقناع الرأي العام بذلك عبثًا.

إنَّ عُمان التي تبسط رداء السلام وتُغذِّي روح الحوار، لا يمكنها أن تُهرِّب السلاح أو أن تكون طرفًا في أي تآمر على دولة شقيقة أو صديقة في هذا العالم؛ لهذا لن يصدق أحد هذا الطرح الهزيل، وتلك المزاعم العارية عن الصحة.

وحفظ الله بلادي.

******

المتحدث الرسمي باسم الحكومة أصبح ضرورة مُلحَّة وخاصة في هذه المرحلة الحرجة، من أجل تفنيد كل ما يمُس الوطن ويقطع دابر التكهنات من قبل مثيري الجدل في الداخل والخارج؛ لأن الصمت لم يعد مُجديًا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • رئيس الطائفة الإنجيلية يهنئ البابا تواضروس بعيد القيامة ..صور
  • البابا تواضروس يتأمل آية هكَذَا يَكُونُ الآخِرُونَ أَوَّلِينَ وَالأَوَّلُونَ آخِرِينَ
  • البابا تواضروس الثاني يعلن توقف الاجتماع الأسبوعي خلال فترة الخمسين المقدسة
  • البابا تواضروس يعلن توقف الاجتماع الأسبوعي خلال فترة الخمسين المقدسة
  • عُمان أكبر مما تتوقعون
  • محافظ الإسكندرية يتسلم وسام القائد من بطريرك الروم الأرثوذكس بمصر
  • محافظ الإسكندرية يتسلم وسام «أسد الرسول مرقس» من البابا ثيودوروس الثاني
  • بطريرك الروم الأرثوذكس يسلم محافظ الإسكندرية "وسام القائد من رتبة أسد الرسول مرقس"
  • كوريا الجنوبية تحدد موعد الانتخابات الرئاسية
  • قداسة البابا تواضروس يلتقي مغتربي و مغتربات الإسكندرية.. صور