الكنيسة والانتخابات الرئاسية
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
حثَّ بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قداسة البابا تواضروس الثانى، المصريين على المشاركة بالتصويت فى الانتخابات الرئاسية ٢٠٢٤.
وأضاف قداسته أن التصويت فى الانتخابات حق دستورى وقانونى لكل مواطن مصرى، قائلا: «نحن نقول مش هسيب حقى».
ووجه قداسته النداء لكل المصريين والأقباط، مؤكدا بأن المشاركة هى ما يهم، وشجع البابا الآباء الكهنة وكل أبنائه، على تحفيز وتوعية كل من حولهم، وأكد أن فرصة التصويت جيدة لأنها متاحة لثلاثة أيام.
وأضاف: "نشجع كل المصريين لتكون صورة الانتخابات صورة جديرة بمصر"، وقال: "نخصص صلوات شهر كيهك لبلادنا وسلامة أرضنا وسلام العالم"، ثم أكد ثانية: “لازم كلنا نشتغل ونشترك فى الانتخابات.. لا تهمل فى حقك وحق وطنك”.
ذلك ما طلب به رأس الكنيسة المصرية القبطية جموع المصريين قبل بدء الانتخابات الرئاسية بأيام والتى بدأت الأحد ١٠ ديسمبر وانتهت الثلاثاء ١٢ ديسمبر، فالكنيسة المصرية هى الموروث الحضارى والتاريخى للهوية المصرية ومكون أساسى من مكونات الدولة المصرية وفى الصفوف الأمامية فى الدفاع عن الوطن فى كل المعارك والأحداث على مر التاريخ، ولن ينسى التاريخ موقف الكنيسة المصرية بقيادة قداسة البابا تواضروس الثانى فى أحداث ثورة ٣٠ يونيو العظيمة ودورها فى الحفاظ على أمن واستقرار الوطن رغم ما تعرضت له من اعتداءات كانت تهدف إلى جر الوطن لحرب أهلية لكن كان موقف قداسة البابا عظيما عندما قال مقولته الشهيرة: "وطن بدون كنائس خير من كنائس بدون وطن" وأنا شخصيا كمواطن مصرى قبل أن أكون قبطيا أعتبر دور قداسة البابا تواضروس محوريا وعظيما فى الحفاظ على أمن واستقرار الوطن فى أصعب مراحله التاريخية فهو البابا الأهم فى كل تاريخ الكنيسة لأنه تواجد فى أصعب مراحل تاريخية يمر بها الوطن.
وعن المشاركة الانتخابية فهى حق دستورى لكل مواطن ولكن الأهم من ذلك وظهر فى تصريحات قداسة البابا، أن يكون مشهد المشاركة هو جدير بمكانة مصر، وفى تلك الظروف التى تواجه فيها مصر حربا شرسة تستهدف وجودها لابد أن يصطف المواطنون أمام اللجان لكى نرسل رسالة قوية للخارج بأن الشارع المصرى يدعم مؤسسات الدولة ويصطف خلف القيادة السياسية، وهذا ما يسمى بالشرعية الشعبية التى يتناولها الخارج بدراسة وتحليل عندما يتعامل مع أى نظام حاكم، وهذا ظهر جليا فى الانتخابات التركية التى أجريت منذ أشهر قليلة وخروج ٨٠٪ من القوة التصويتية، وذلك أدى إلى إشادة كل الدوائر السياسية والإعلامية العالمية بقوة تلك الانتخابات التى رسخت نظام حكم الرئيس التركى أردوغان رغم فوزة بفارق ضئيل وهو ٥١٪.
ورغم عدم وجود إحصائية رسمية لعدد الأقباط فى القوة التصويتية المستحقة إلا أن كل المؤشرات تقول إنها لا تقل عن ١٠ ملايين صوت انتخابى على أقل تقدير يشملون أقباط الداخل والخارج وتلك قوة تصويتية لا يستهان بها، مخطئ من يعتبر حث الكنيسة للمواطنين بالذهاب والمشاركة فى العملية الانتخابية تدخل فى السياسة وهذا ليس من اختصاص أو عمل الكنيسة، لأن تصريح قداسة البابا وكل رجال الكنيسة لم يتناول توجيه الناخب إلى مرشح بعينه بل كان التوجيه من أجل صورة مصر أمام العالم وتلك رسالة وطنية عظيمة تدعم وتساند القيادة السياسية التى تفرز عنها العملية الانتخابية، وهذا هو دور الكنيسة فى كل الأحداث السياسية التى تمر بالوطن ومن خلالها تعلن الكنيسة عن دعمها ومساندتها لمؤسسات الدولة التى تمثل المكونات التى يرتكز عليها الوطن فى الأمن والاستقرار.
ودور الكنيسة لا يقتصر على الداخل المصرى فقط بل ممتد بقوة وتأثير فى الخارج، وهذا ما يظهر دوما فى جولات بابوات الكنيسة المصرية ولقاءاتهم ومقابلاتهم الرسمية والإعلامية التى تخدم مصلحة الوطن فى الخارج، وهنا الدور العظيم الذى يقوم به قداسة البابا تواضروس فى الخارج فقبل أن يكون دورا رعويا لأبناء الكنيسة، فهو دور وطنى عظيم يخدم مصالح مصر الدولية ويسهم فى رسم صورة عظيمة لداخل الوطن، ولما لمكانة الكنيسة المصرية القبطية من اسم ومكانة فى الخارج هكذا يكون تأثير رأس الكنيسة عندما يزور الخارج.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بابا الإسكندرية البابا تواضروس الثاني الاباء الكهنة الكنيسة المصرية القبطية الانتخابات الرئاسية 2014 قداسة البابا تواضروس الکنیسة المصریة فى الانتخابات فى الخارج الوطن فى
إقرأ أيضاً:
قام بإصلاحات كثيرة.. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى نياحة البابا مرقس الثامن
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، اليوم الأحد ، الموافق الثالث عشر من شهر كيهك القبطي، بذكرى نياحة البابا مرقس الثامن البطريرك 108 من بطاركة الكرسي المرقسي.
البابا مرقس الثامنوقال كتاب السنكسار الكنسي الذي يدون سير الآباء الشهداء والقديسين، إنه في مثل هذا اليوم من سنة 1526 للشهداء ( 1809م ) تنيَّح البابا مرقس الثامن البطريرك 108 من بطاركة الكرازة المرقسية.
سيامة دياكونيين جدد بكنيسة "العذراء ومارجرجس" بأبوتشت .. صوروصل لدرجة السياحة الروحانية.. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى نياحة الأنبا بيجيمي السائحواضاف السنكسار : وُلِدَ ببلدة طما محافظة سوهاج، وربَّاه والداه تربية مسيحية، وعندما كبر ترَّهب بدير القديس الأنبا أنطونيوس، ثم اختاره البابا يوأنس ( 18 ) ليقيم معه بالدار البطريركية. وبعد نياحة البابا يوأنس ( 18 ) اختير هذا الأب للبطريركية.
وتابع السنكسار: فاهتم بوعظ الشعب وتعليمه وتثبيته على الإيمان المستقيم، وقام بإصلاحات كثيرة في الكنائس والأديرة، ورسم عدداً من الآباء الأساقفة منهم الأنبا مكاريوس مطراناً للحبشة، واشتهر هذا البابا بعمل الخير والإحسان وكان مداوماً على النسك بسيطاً في مأكله وملبسه وهو الذي نقل الدار البطريركية من حارة الروم إلى الكنيسة المرقسية الكبرى التي قام بتكريسها - بالأزبكية سنة 1517 للشهداء ( 1801م ).
واختتم السنكسار: وكان محباً للتسبيح ويتمتع بموهبة تأليف المدائح ومازالت الكنيسة تردد قطع عشيات آحاد كيهك التي وضعها. ولما أكمل سعيه الصالح تنيَّح بسلام.
كتاب السنكسار الكنسيجدير بالذكر أن كتاب السنكسار يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
ويستخدم السنكسار ثلاثة عشر شهرًا، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
والسنكسار بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.