لماذا يعاني أطفال بريطانيا من القصر؟ كيف وصلوا إلى المرتبة الـ100 عالميا؟
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
نقلت صحيفة "لوفيغارو" (Le Figaro) الفرنسية تساؤلات طرحتها صحيفة "تايمز" (Times) البريطانية بخصوص متوسط نمو الأطفال البريطانيين الذين يقل متوسط طولهم بواقع 7 سنتيمترات مقارنة بجيرانهم الأوروبيين.
وقد لاحظت "تايمز" هذا المعطى الأساسي الذي يؤثر على المملكة المتحدة، فمنذ العام 1985 كان التباطؤ في متوسط نمو الأطفال في سن الخامسة تدريجيا.
ومنذ العام 2010 "حدث شيء لا يصدق"، فقد أصبح الأطفال البريطانيون أقصر، وهو ما جعل الأمر مقلقا، فعلى سبيل المثال يبلغ متوسط ارتفاع الأولاد البريطانيين في الخامسة من العمر 112.5 سنتيمترا، ومتوسط طول الفتيات من العمر نفسه 111.7 سنتيمترا، مقارنة بـ 114.7 سنتيمترا و113.6 سنتيمترا على التوالي في فرنسا.
وفي العام 1985، احتل الشباب البريطانيون المرتبة 69 من 200 جنسية حسب تصنيف دولي طورته شبكة دولية من الباحثين، عن معدلات النمو.
Pourquoi les enfants britanniques sont-ils de plus en plus petits ?https://t.co/CGZxwXLWJn
— Madame Figaro (@Madamefigaro) July 12, 2023
معطيات وتراجعأما المعطيات الحديثة فتظهر تراجعا، إذ أصبحت بريطانيا قريبة من المرتبة الـ100، وعن هذا الأمر يقول المتخصص في معدلات نمو الأطفال في يونيفرسيتي كوليدج لندن البروفيسور تيم كور لصحيفة "تايمز"، لقد "فقدوا 30 مركزا، وهو أمر مثير للدهشة تماما"، وأضاف "السؤال هو لماذا؟".
تم طرح عدة أسباب لشرح هذه الظاهرة، منها سياسات التقشف، فبالنظر إلى انخفاض مستويات المعيشة وتدهور النظم الغذائية، بدأ البريطانيون الصغار في "الانكماش" حسب وصفه.
وبالنسبة لتيم كول فإنه من المؤكد أن الطول هو مؤشر على الظروف المعيشية العامة للسكان، وبالتالي، فإن عوامل مثل الأمراض والالتهابات والإجهاد والتغذية والفقر ونوعية النوم لها تأثير مباشر على نمو الأطفال.
أما المستشار الغذائي الحكومي السابق هنري ديمبلبي فيقول، "في بريطانيا اليوم، تعد الطريقة التي نأكل بها واحدة من أوضح علامات عدم المساواة، التي يمكن ملاحظتها بسهولة تامة".
يقول الخبراء إن اتباع نظام غذائي يعتمد على الوجبات السريعة الرخيصة يتسبب في زيادة الوزن ونقص التغذية ويؤثر على النمو (بيكسابي)نظام غذائي
ويضيف "إن اتباع نظام غذائي يعتمد بالأساس على الوجبات السريعة الرخيصة يمكن أن يجعلك تعاني من زيادة الوزن ونقص التغذية"، وبيّن أن الأطفال (في سن العاشرة والـ11) في الأجزاء الفقيرة من إنجلترا أكثر وزنا وأقصر بكثير من الأطفال في الأجزاء الأكثر ثراء.
وخلص ديمبلبي إلى أن الطفل البالغ من العمر 5 سنوات في المملكة المتحدة أقصر (في المتوسط) من أقرانه في جميع البلدان الأخرى ذات الدخل المرتفع تقريبا.
وبحسب المختصين، فإن تغيير هذا الوضع يظل معقدا لسبب وجيه، وهو أنه من أجل تناول نظام غذائي متوازن، يجب على الأسر الأكثر فقرا التي تشكل 20% تخصيص نصف دخلهم للطعام، بحسب مجلة "الإيكونوميست" (The Economist) البريطانية، نقلا عن تقرير مؤسسة "ثينك تانك ريزولوشن فاونديشن" (Think Tank Resolution Foundation).
وبسبب عدم تمكنهم من القيام بذلك، فإن العديد من هذه العائلات يستهلكون طعاما رخيصا يحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية، ولكنه منخفض القيمة الغذائي، مما يؤدي إلى زيادة معدلات السمنة ويؤثر على نمو الأطفال.
في ضوء الأزمة الاقتصادية المستعرة في المملكة المتحدة، حيث التضخم هو الأعلى بين دول مجموعة السبع، فإن هذا الأمر ليس من المرجح أن يتغير.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نظام غذائي بدائي لمكافحة الأمراض المزمنة وتعزيز خسارة الوزن
شمسان بوست / متابعات:
أظهرت دراسة جديدة أن اتباع نظام غذائي محدد، مستوحى من عادات الأكل التقليدية، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، ويساعد على إنقاص الوزن.
ويشمل هذا النظام الغذائي استبعاد الألبان ولحم البقر والقمح، ويعتمد بشكل رئيسي على النباتات والبقوليات، ما يعد خيارا صحيا مقارنة بالوجبات الحديثة المعالجة.
وفي الدراسة، جنّد فريق من جامعة كوليدج كورك 30 شخصا، طلب منهم إما مواصلة تناول طعامهم المعتاد أو تجربة نظام غذائي يسمى “استعادة الميكروبيوم غير الصناعي” (NiMe) لمدة 3 أسابيع. ويتضمن هذا النظام الغذائي الذي يعتمد على عادات الأكل في المناطق الريفية ببابوا غينيا الجديدة، تناول وجبات غنية بالألياف، مثل الخضروات والعدس والحمص، مع استهلاك محدود جدا للأطعمة المصنعة.
ووفقا للنظام، يتناول المشاركون أيضا وجبة صغيرة واحدة من البروتين الحيواني يوميا، مثل سمك السلمون أو الدجاج، بينما يتم استبعاد الألبان ولحم البقر والقمح.
وفيما يلي أمثلة للوجبات: الفطور – البطاطا الحلوة والفاصوليا السوداء مع وعاء من اليوسفي. الغداء – سلطة كينوا وتبولة مع خضروات طازجة، تليها الكمثرى. الوجبات الخفيفة – اللوز والمشمش المجفف. العشاء – وجبة بروتين حيواني مع البطاطا المشوية وسلطة الكرنب.
وتتضمن الوجبات الأخرى التي تم تناولها في هذه المجتمعات الريفية: الأرز والخيار والملفوف والبازلاء والبصل.
وأظهرت النتائج أن هذا النظام الغذائي أسهم في تحسين صحة المشاركين بشكل كبير. وعلى مدار الدراسة، تم تقليل مستويات الكوليسترول “الضار” بنسبة 17%، وانخفضت مستويات السكر في الدم بنسبة 6%، كما تراجعت مستويات البروتين التفاعلي “سي”، الذي يشير إلى الالتهابات وأمراض القلب، بنسبة 14%. ورغم أن المشاركين لم يتناولوا سعرات حرارية أقل، فقد فقدوا وزنا أكبر مقارنة بالمجموعة التي تناولت طعامها بشكل طبيعي.
ووُجد أن التحسينات الصحية كانت مرتبطة بتغيرات إيجابية في ميكروبيوم الأمعاء، وهو موطن البكتيريا المفيدة التي تؤثر بشكل كبير على صحتنا العامة.
وقال البروفيسور جينز والتر، قائد الدراسة: “لقد أدى التصنيع الغذائي إلى تغيير كبير في ميكروبيوم الأمعاء، ما ساهم في زيادة خطر الأمراض المزمنة. من خلال هذا النظام الغذائي البدائي، الذي يحاكي العادات الغذائية غير الصناعية، يمكننا تعزيز صحة الأمعاء وتقليل المخاطر الصحية”.
وفي تعليقه على نتائج الدراسة، قال البروفيسور بول روس، مدير APC Microbiome Ireland: “تظهر هذه الدراسة أنه يمكن تحسين صحة الأمعاء من خلال أنظمة غذائية معينة، ما يساعد على تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. يمكن لهذه النتائج أن تساهم في وضع إرشادات غذائية مستقبلية وتطوير منتجات غذائية جديدة، بالإضافة إلى العلاجات التي تستهدف الميكروبيوم”.
نشرت الدراسة في مجلة Cell.
المصدر: ديلي ميل