هذه النعمة اختص الله بها مكة ومصر دون سائر البلاد.. تعرف عليها
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
قال الدكتور محمد نجيب، من علماء الأزهر الشريف، إن خير من علمنا وأدبنا على حب الأوطان هو سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لافتا إلى أن فطرة الله فى الإنسان أن يكون محبا لوطنه.
وأضاف العالم الأزهري، في تصريح له: "إذا تأملنا فى فعل النبي صلى الله عليه وسلم، كيف علمنا القدوة الحسنة فى حب الوطن، كل الكائنات الحية لها وطن، فالعصافير والأسود تدافع عن أعشاشها وأوكارها".
وتابع: "سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عندما خرج من مكة المكرمة علم البشرية إن كل إنسان حر له وطن يحبه، حيث قال: (لولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت)، وعندما وصل المدينة قال: (اللهم أحبب إلينا المدينة كم أحبب لنا مكة، وبارك فى أرضها وأهلها وجوها وثمارها)".
واستكمل: "علمنا النبي صلى الله عليه وسلم، إن مصر ليست كسائر أقطار الدنيا، وهى نعمة مشتركة فى القرآن الكريم بين مكة و مصر، ففى مكة قال الله (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ)، وفى مصر قال: (ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ)، وهذا لم يحدث مع أى بلد آخر سوى مصر".
دعاء للميت .. ردد أفضل 10 أدعية للمتوفى يفرح بها وتدخله الجنة لماذا حذر رسول الله الزوجات من وصف غيرها لزوجها؟.. منعا لـ9 مصائب لماذا حذر النبي من فتح النوافذ وخروج الأطفال عند أذان المغرب؟ حصن نفسك حذر منه النبي.. شجر الغرقد يختبئ وراءه الإسرائيليون فهل اقتربت الساعة؟ فضل مصر في القرآن
قالت دار الإفتاء، إن لمصر في الإسلام فضلاً عظيمًا، حيث تكرر ذكرها والثناء عليها في نصوص القرآن والسنة، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ﴾ [يوسف: 21]، وقوله أيضًا: ﴿ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾
[يوسف: 99]، وقوله كذلك: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [الزخرف: 51].
وأضافت الإفتاء على موقعها الرسمي، أن من الكتب التي اهتمت بذكر فضائل مصر كتاب "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" لابن تغري بردي، والذي جاء فيه (1/27): "ذكر ما ورد في فضل مصر من الآيات الشريفة والأحاديث النبوية: قال الكندي وغيره من المؤرخين: فمن فضائل مصر أن الله عز وجل ذكرها في كتابه لعزيز في أربعة وعشرين موضعًا، منها ما هو بصريح اللفظ، ومنها ما دلت عليه القرائن والتفاسيرـ.
وأشارت إلى أن هناك أحاديث تدل على فضل مصر فروى أبوذر -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: ((إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ، وَهِىَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا))، أَوْ قَالَ: ((ذِمَّةً وَصِهْرًا)) أخرجه مسلم في صحيحه، وعن أم سلمة – رضي الله عنها- قالت: قال النبي -صلى لله عليه وسلم-: ((اللهَ اللهَ في قبطِ مِصرَ؛ فإنَّكم ستظهرونَ عليهم، ويكونُون لكم عُدَّةً وأعوانًا في سبيل الله)) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، وعن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إَذَا فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ مِصْرَ فَاتَّخِذُوا فِيهَا جُنْداً كَثِيفاً، فَذَلِكَ الْجُنْدُ خَيْرُ أَجْنَادِ الْأَرْضِ))، فقال له أبو بكر: ولم يا رسول الله؟ قال: ((لِأَنَّهُمْ وَأَزْوَاجَهُمْ فِي رِبَاطٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)) أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (1/167) وابن عساكر في تاريخ دمشق (46/163)، والحديث ضعيف؛ لضعف ابن لهيعة.
وأما حديث: ((مِصْرُ كِنَانَةُ اللهِ فِي أَرْضِهِ مَا طَلَبَهَا عَدُوٌّ إِلَّا أَهْلَكَهُ اللهُ))، فقد قال السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص609): "لم أره بهذا اللفظ في مصر، ولكن عند أبي محمد الحسن بن زولاق -في فضائل مصر له- حديثًا بمعناه ، ولفظه : ((مِصْرُ خَزَائِنُ الْأَرْضِ كُلِّهَا، مَنْ يُرِدْهَا بِسُوءٍ قَصَمَهُ اللهُ))، وعزاه المقريزي في الخطط لبعض الكتب الإلهية".
وتابعت: وذكر السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص609) أيضا بتصرف: عن عمرو ابن الحمق مرفوعًا: ((تَكُونُ فِتْنَةٌ أَسْلَمُ النَّاسِ أَوْ خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا الْجُنْدُ الْغَرْبِيُّ))، قال: فلذلك قدمت عليكم مصر. أخرجه الحاكم في مستدركه 4/495 ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه - ووافقه الذهبي . وعن أبي بصرة الغفاري أنه قال: مصر خزائن الأرض كلها، وسلطانها سلطان الأرض كلها، ألا ترى إلى قول يوسف: ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ﴾ [يوسف: 55]، ففعل فأغيث بمصر، وخزائنها يومئذ كل حاضر وباد من جميع الأرضين. إلى غيرها مما أودعه في مقدمة تاريخه [يعني ابن يونس]، وعزا شيخنا لنسخة منصور بن عمار عن ابن لهيعة من حديث: ((مَنْ أَحَبَّ الْمَكَاسِبَ فَعَلَيْهِ بِمِصْرَ)).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مكة مصر القرآن فضل مصر فضل مكة صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
فوائد الصلاة والسلام على النبي: إزالة الهم وغفران الذنوب
سلط الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر الضوء على أهمية الإكثار من الصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مستندًا إلى أحاديث نبوية وأقوال العلماء التي تؤكد فضائل هذا العمل العظيم.
إزالة الهم وغفران الذنوبمن أبرز الفوائد التي أشار إليها مرزوق، أن الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يزيل الهموم ويغفر الذنوب، مستشهدًا بحديث أبي بن كعب رضي الله عنه عندما قال للنبي:
"يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟"
فأجابه النبي بأن كلما زاد في الصلاة عليه كان ذلك خيرًا له. وعندما قال أبي:
"أجعل لك صلاتي كلها؟"
أجاب النبي صلى الله عليه وسلم:
"إذاً تُكفى همك ويُغفر لك ذنبك."
هذا الحديث، الذي رواه الترمذي وأحمد والطبراني، يعد من الأحاديث التي تسلط الضوء على الأثر الروحي والعملي للصلاة على النبي، حيث أن الله سبحانه وتعالى يكافئ المصلي على نبيه بمضاعفة الرحمة والسكينة، بالإضافة إلى غفران الذنوب.
تفسير العلماءابن تيمية رحمه الله، في شرحه لهذا الحديث، أوضح أن جعل الدعاء صلاةً على النبي صلى الله عليه وسلم يؤدي إلى تحقيق الراحة النفسية والتخفيف من أعباء الدنيا والآخرة، لأن الله سبحانه وتعالى يُصلي على من يصلي على نبيه عشر مرات، ما يعني زيادة الرحمة والبركة في حياة المسلم.
دعوة للإكثار من الصلاة والسلامفي ختام حديثه، دعا الدكتور مختار مرزوق المسلمين إلى الإكثار من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن هذا العمل هو طريق لنيل رضا الله وزيادة الطمأنينة والسكينة في القلوب.
اسهل صيغة للصلاة على النبي
اسهل صيغة للصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وردت فيها أن الصحابة رضوان الله عليهم اهتموا أن يعرفوا صيغة الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فورد في صحيح البخاري، إِنَّ النَّبِىَّ - -صلى الله عليه وسلم- - خَرَجَ عَلَيْنَا فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ ، فَكَيْفَ نُصَلِّى عَلَيْكَ قَالَ « فَقُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».
وتعد اسهل صيغة للصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد صلاة المغرب، هي الصيغة الإبراهيمية في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- هي أفضلها، حيث إن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- مفتاح الخيرات، ومرقاة الدرجات، وسبب السعادة في الدنيا والآخرة، فبها تطهر النفس، ويسلم القلب، وينجو العبد، ويغفر له ذنوبه، ويقبلها الله حتى من غير المسلم، وذلك لتعلقها بجنابه الجليل، وليس معنى أنه يقبلها منه، أنه يثيبه عليها؛ فالثواب وقبول العبادة فرع على التوحيد، وإنما معنى قبولها من غير المسلم أنه إذا طلب من الله أن يصلي على نبيه ويرحمه ويرقيه في درجات الكمال؛ فإن ذلك سيحدث للنبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولكن بغير ثواب له لافتقاده شرط التوحيد.