البشت الحساوي.. أصالة سعودية تعتلي المحافل العالمية
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
مع مرور عقود من الزمن بقي البشت الحساوي بحياكته اليدوية وصناعته التقليدية؛ مطلبًا للرجال والشباب لارتدائه في المحافل والمناسبات المحلية والخليجية والعربية والعالمية، مفضيًا أناقةً وجمالاً، بما يتميز من تصميم؛ وجودة؛ ودقة عالية التطريز.
وعلى الرغم من تكلفته الباهظة، ودخول الآلات والوسائل الحديثة في تصنيع وإنتاج أنواع المشالح المختلفة؛ ظلت الصناعة اليدوية محافظة على شعبيتها بين الشخصيات والأعيان الكبيرة؛ وأصحاب المناصب الذين يفضلون لباسها بألوانها المتنوعة؛ مع ما تحمله من إرث تاريخي وثقافي ورمزية اجتماعية تعكس صورة وهوية المجتمع في المملكة.
البشت الحساوي - واس
البشت الحساويفي مدينة الهفوف، تحديدًا بسوق القيصرية، وبين ممراته الضيقة، يقف علي الشهاب ذو الـ27 عامًا، مع أدواته في دكانه الصغير في حياكة البشوت أو المشالح وبيعها، وارثاً المهنة من أبيه عن جده، بعد أن تعامل مع إبرتها وغرزتها وخياطتها صغيراً، ممسكاً بتفاصيلها الدقيقة، ومهارات نقوشها، وتشكليها وتطريزها، مما أكسبه خبرة واسعة في مجال إنتاجها وتجهيزها يدويًا.
البشت الحساوي - واس
وأكد أهمية التأني في العمل، والدقة والتركيز في صناعة البشت يدويًا، منذ البداية وهي الأساس أو القاعدة إلى أن تنتهي من حياكته وتطريزه كاملًا، وهو مما يأخذ وقتًا طويلًا، يستغرق نحو 15 يوميًا أو أكثر، في عمل شاق يمتد لـ 7 ساعات أو أكثر يوميًا؛ لتجويد العمل وإتقانه، بالصورة المطلوبة، وهو مرهق ومتعب بالنسبة للحائك، مع أن دخلها أحيانًا يكون غير مجز، لذلك هناك الكثير من الأجيال الحالية لا تبحث عن هذه الحرف أو المهن ومتاعبها، في ظل وجود وظائف وخيارات أخرى.
البشت الحساوي - واس
وبين الشهاب، أن أسعار البشوت تختلف باختلاف الخام أو القماش ونوع وجودة الزري الذي يتكون من نوعين "ذهبي وفضي"، بعضهم يفضل الجودة العالية أو أقل، ومن أبرز أنواع الأقمشة المطلوبة هي الياباني، والكشميري، والنجفي، والحساوي، والأردني، والسوري، والهندي، فيما تكون الخيوط أو الزري المفضل لدى الكثير هو الألماني وهو السائد، والفرنسي ويكون لونه مختلفًا عن سابقه، والهندي، مشيرًا إلى أن الخيط يكون من ثلاث طبقات، حرير، وفضة، ومطلي بذهب، مبينًا أن متوسط أسعار البشوت تتراوح بين 1200 إلى 10 آلاف ريال وما فوق، وقد تصل إلى 50 ألف ريال.
البشت الحساوي - واس
وأشار إلى أن هناك الكثير من الشخصيات الخليجية والعربية المعروفة، تطلب البشت الحساوي المصنوع يدويًا، مع وجود عدد من الدول المجاورة تصنعه، نظرًا لتميزه، ودقته، ونقوشاته، وهو انعكاس لأهمية القائم بالعمل وهو الحائك من خلال ما يتقنه من مهارة وإبداع في التصميم، والتفنن والدقة في عملية النقش والتطريز، مبينًا أن بعض العوائل فتحت مجالسها لتعليم وصناعة وحياكة المشالح سابقًا، حيث يعود بعضها في ممارسة المهنة إلى 80 عامًا.
البشت الحساوي - واس
ومن أنواع النقوشات التي يرغبها الزبائن، هي الملكي، والمتوسع، والمروبع، والمخومس، والطابوق، وغيرها، حيث يفضل البعض أن تكون النقوشات عريضة في البشت لتضفي جمالًا عليه، مبينًا أن الأدوات المستخدمة هي البطانة وهي القطعة التي تتركب فوق القماش ويتخيط عليها الزري، والقماش، والزري، والإبرة.
البشت الحساوي - واس
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واس الدمام البشت الحساوي أخبار السعودية الشرقية الأحساء
إقرأ أيضاً:
أمين «البحوث الإسلامية» يفصل أنواع العقل واستراتيجية التعامل مع الملحدين
ألقى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد الجندي، محاضرة للطلاب الوافدين عن مخاطر الإلحاد على الفرد والمجتمع والدين، ضمن فعاليات الدورة التثقيفية الأولى التي تقيمها كلية العلوم الإسلامية للوافدين تحت عنوان: “مواجهة الشُّبُهات الإلحادية”.
وقال الأمين العام، إن هناك عقلا لا يقبل ولا يصدق ولا يسلم ولا يؤمن بالنقل ولا بالسمع ولكن بغيته المادة والأشياء المحسوسة.
وأضاف أنه لا بد من تشخيص الأسباب والدوافع التي أدت إلى الإلحاد، فيمكن أن يكون هذا الشخص مريضا نفسيا أو عقله غير مستقر، فهذا يحتاج إلى المناقشة للتغلب على ما عنده من اكتئاب أو أزمة نفسية، فلابد من تقييم العقل من الجانب التفسي أولًا ثم من جانب الإدراك ثانيًا.
وذكر الجندي أنه يوجد عقل متحرر، وهذا العقل يناقش ويجادل وفي النهاية قد يستوعب، وكذلك يوجد عقل متقلب يمكن أن يستقر في النهاية مع الجدل، خصوصا عند المجادلة بالعلم.
وأضاف أنه يوجد كذلك عقل متعصب، وهذا العقل لا يتزعزع، وهذا النوع قد توقف عند هذا النمو، وكذا يوجد العقل الجاهل، والعقل الجبان فصاحبه يتخوف أن يواجه ويخاف أن يفهم حيث إنه في النهايه يقحم نفسه ليفهم ويثبت ويقهر خوفه.
وأوضح الأمين العام أنه لدينا العقل المزدوج فهو غير مقتنع بما يقول أو يفعل، وكذلك العقل الرجعي وهو العقل المتخلف الذي ليس بمتطور، فتشخيص العقل مهم جدا قبل الدخول في الجدل مع الملحد، والحديث في التعامل مع نوعين من العقل: أحدهما العقل التقني والثاني العقل الإنساني.
وذكر أن العقل التقني مشكلته المعارف الافتراضية وهي ليست مقيدة وغير مقننة وغير محدودة، فهي معارف مجهولة، فهو يقول لا نؤمن إلا بالمحسوس كما قالوا لسيدنا موسى عليه السلام قبل ذلك [أرنا الله جهرة].
وأشار الجندي إلى أنه يوجد تناقض في الفكر الإلحادي بين الشخص الواحد، حيث يطرح نظرية ويطرح عكسها، كما تطرق في هذا اللقاء إلى الأدلة التي يمكن أن نناقش بها الملحد مثل: الدليل التجريبي أو التقني.