صدى البلد:
2024-07-01@22:45:46 GMT

عبد المعطي أحمد يكتب: زبيدة ثروت صاحبة أجمل عيون

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

مساء الثلاثاء 13 ديسمبر عام2016 رحلت فنانة شفافة جميلة كزهرة أمتعها الله سبحانه وتعالى بنعمة الابتسامة العذبة، إنها زبيدة ثروت التى سبق اسمها اسم عمر الشريف يوما ما، والتى أحببتها نعيمة عاكف فى السينما ومنحتها شادية قبلة الحياة الفنية، وقدمت عبر مشوارها نحو 30 فيلما بعضها يعد من كلاسيكيات السينما المصرية.

ولدت الراحلة فى مدينة الاسكندرية يوم 14 يونيو 1940 لأب ضابط بحرى, وفى طفولتها سميت بـ"أميرة البحر"، لأن والديها كانا قد ألبساها وهى فى الرابعة من عمرها رداء البحرية، وظهرت بهذا الرداء فى احتفال عيد الزهور , وكانت تقف فوق إحدى العربات وتلوح بيدها للجماهير التى كانت تحتشد على جانبى كورنيش الإسكندرية، وفى سن العاشرة بدت عليها موهبة الرسم، حيث رسمت لوحة بريشتها تعبر عن عاطفة الأمومة حصلت من خلالها على جائزة مهمة جعلتها تعشق فن الرسم.

ولم يكن حلم التمثيل يراودها على الاطلاق، وعندما كان أحد يسألها ماذا تريدين ان تكونى يا زبيدة عندما تكبرين؟ كانت تردد أمام زميلاتها وأفراد عائلتها:"أحب أن أكون صحفية"، وذات يوم اصطحبها والدها إلى السينما لأول مرة، وشاهدت فيلم"العيش والملح" بطولة نعيمة عاكف وسعد عبد الوهاب، فخرجت مسحورة بالفيلم، وبأداء نعيمة عاكف، ومن يومها تحولت أحلامها من الصحافة إلى الشاشة، وأصبحت تتمنى أن تكون نجمة سينمائية مثل نعيمة عاكف التى عشقتها ودأبت على حضور أفلامها.

وفى سن الخامسة عشرة أطلت على أهل السينما لأول مرة من خلال مسابقة أقامتها مجلة "الجيل" لانتخاب أجمل فتاة فى الشرق التى تقدمت للاشتراك فيها هى وشقيقتها التوأم" حكمت" والتى تكبرها بعشر دقائق فقط، وأجمعت اللجنة التى كان يرأسها الرسام المشهور بيكار على أن هناك مشتركتين فقط يجب أن يتم اختيار إحداهما ملكة لجمال الشرق هما: زبيدة ثروت وشقيقتها حكمت ثروت، وقال رئيس اللجنة: إن الآنسة زبيدة جميلة جدا حقا، ولكن جمالها غير شرقى، وأنا أقترح اختيار شقيقتها ملكة لجمال الشرق، وردت عليه زبيدة :" يا أستاذ بيكار اختار اللى عاوزها، لكن ماتقولش إن جمالى مش شرقى، تفضل حضرتك وبص فى عينى هترى انهما عينان شرقيتان مائة بالمائة"!

وأعجب بيكار بجرأة الفتاة، وقبل أن ينطق  بكلمة واحدة، فاجأته شقيقتها حكمت، وهو مع اللجنة التحكيمية بانسحابها من المسابقة وفازت زبيدة فعلا باللقب وظهرت صورها على غلاف مجلة الجيل، وكان هذا الغلاف هو مدخلها إلى عالم السينما، حيث لفت جمالها أنظار العاملين فى الوسط الفنى من منتجين ومخرجين.

والطريف أن حلوة العينين لم تنس لمجلة الجيل هذا الفضل، وعندما أصبحت نجمة سينمائية ملء السمع والبصر, أصرت عام 1959على اشتراك الكاتب الصحفى الكبير موسى صبرى رئيس تحرير المجلة فى فيلمها "شمس لا تغيب"، حيث لعب دوره فى الحياة، ولم تقتصر على هذا فقد استعانت أيضا بالمحرر الفنى بالمجلة الأستاذ ثروت فهمى ليلعب هو الآخر دورا مهما فى الفيلم.

وشاركت زبيدة ثروت فى دور بسيط أقرب إلى الكومبارس فى فيلم "دليلة" لعبد الحليم حافظ وشادية, ورغم سعادتها البالغة بالاشتراك فى هذا الفيلم لإعجابها الشديد بالعندليب الأسمر الذى كان يخطو خطوات واسعة فى السينما ويصبح فارس أحلام كثير من الفتيات، لكن سعادتها لم تكتمل، وكاد الفيلم يصبح أول وآخر فيلم تشارك فيه، حيث انفجر فيها مخرج الفيلم محمد كريم أثناء إجراء "التيست"، وقال لها  كلمات غاضبة مما جعلها تنهار فى البكاء وتترك الاستوديو، وتخرج هاربة، وفى نيتها عدم العودة مرة أخرى إليه، وترك التمثيل نهائيا، والتفرغ لدراستها فى كلية الحقوق، لكن النجمة الكبيرة شادية رحمها الله التى كانت موجودة بالصدفة فى البلاتوه خرجت وراءها مسرعة وطيبت بخاطرها وأعطتها أول درس فنى  فى مشوارها، حيث قالت لها:"عليك أن تتحملى غضب المخرج لأنه يرى أفضل منك، وعندما تسمعين كلامه، وتصبرين على انفعالاته هذا سيجعل منك ممثلة كبيرة"، وبالفعل عادت زبيدة إلى الاستديو, وأكملت تصوير مشهدها، وكان هذا الفيلم هو البداية وتوالت أفلامها.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

القس د. أندريه زكي يكتب: 30 يونيو مصر لا تنهزم

فى حياة كل شعب أيامٌ مضيئة لا تنساها الأجيال المتعاقبة. تتعلم الشعوب من خلال هذه الأيام أن تثق بقدرتها على التغيير، وقدرة الجماهير على إحداث الفارق فى تاريخ الأمة ومستقبلها.

وفى مصر، كان يوم 30 يونيو 2013 أحد هذه الأيام المضيئة؛ إذ أثبت أن مصر العظيمة لا تنهزم، وأنه فى أحلك الظروف وأعتى التحديات يستطيع الشعب المصرى دائماً أن يجد مخرجاً.

وأن العقلية المصرية والمخزون الحضارى لهذا الشعب لا ينضب ولا يجف.

إن خروج ملايين المصريين فى يوم 30 يونيو 2013 حمل الكثير من الدلالات والرسائل التى تستحق أن نتأملها بعمق، ونوفيها حقها فى الدراسة والتفكير، ونتعلم منها كيف يستطيع المصريون إحداث الفارق ومواجهة التحديات والصعاب، إن 30 يونيو هى درس عظيم فى الأمل.

واحدة من أهم الدلائل التى حملتها 30 يونيو انحياز المصريين لدولة المواطنة؛ فقد كان الخطاب السياسى فيما قبل 30 يونيو؛ محمَّلاً بالكراهية والعداوة تجاه أى مختلف، ومتخذاً منطلقاً مبنياً على ادعاءات تتنافى مع قِيَم التسامح، وتهدِّد التماسك والسلم المجتمعيَّيْن.

وقد ظهر الوجه الآخر لهذا الخطاب بأعنف صوره فى الأحداث التى تلت ثورة 30 يونيو، من الاعتداءات التى طالت المجتمع المصرى كله، والشهداء الذين سقطوا جراء هذا العنف، والتخريب والهجوم الذى طال كافة أنحاء البلاد.

لكن صمود شعبنا العظيم وتماسكه حال دون نجاح هذه المخططات العنيفة.

وكذلك اتخذت الدولة ما بعد 30 يونيو خطوات جادة فى قضية المواطنة، فجاءت قرارات ترميم الكنائس المتضررة، وإعادتها أفضل مما كانت عليه، ثم صدور قانون دور العبادة، وتقنين أوضاع الكنائس، وغيرها من الخطوات والأحداث التى أكدت حرص الدولة المصرية على تفعيل المواطنة، ومعالجة قضايا عانت منها مصر على مدار عقود متصلة؛ وهذا الحرص استُلْهِم وتأسس على روح ثورة 30 يونيو العظيمة.

إن هدف تحقيق دولة المواطنة فى مصر قد صار الآن أقرب بكثير مما كان عليه سابقاً، والعمل على تعزيز المواطنة هو عمل مجتمعى يشترك فيه الجميع لأجل الجميع لبناء الجمهورية الجديدة.

إن المواطنة تظل مجرد فكرة وشعار سياسى ما لم تنتقل إلى الممارسات العملية ويستوعبها العقل الجمعى ويعمل فى إطارها، وكان يوم 30 يونيو هو إحدى الدلائل العظيمة على استيعاب العقل الجمعى المصرى لأهمية المواطنة.

واليوم، نعلم جميعاً حجم التحديات التى تواجهها الدولة المصرية؛ فالظروف العالمية والإقليمية فى غاية التعقيد والصعوبة، والتحديات الاقتصادية ليست سهلة وتحتاج لحلول غير تقليدية، لكننا نثق بالله أولاً ونؤمن بقدرته العظيمة على تغيير الواقع، ثم نثق بقدرة الشعب المصرى على تجاوز التحديات، ثم قدرة الدولة المصرية على قيادة الأمر بحكمة.

إن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد حدث سياسى، بل كانت تجسيداً لقوة وإرادة الشعب المصرى، واستناداً إلى مخزون حضارى عريق يمتد عبر آلاف السنين.

أثرت الثورة بشكل عميق على مفهوم دولة المواطنة فى مصر، وأكدت عظمة مصر كدولة ذات حضارة عظيمة.

ورغم التحديات، يظل الأمل مستمراً فى قدرة المصريين على تجاوز الصعاب وبناء مستقبل مشرق. إن مصر اليوم تحتاج للعمل أكثر من أى شىء آخر، والإخلاص والجهد فى تحقيق التنمية بكافة المجالات.

وواحدة من أهم ثمار المواطنة تعلم العمل معاً والتكاتف لتحقيق الأهداف والمصلحة العامة.

حين أتذكر ثورة 30 يونيو، أشعر بالفخر الكبير لانتمائى للشعب المصرى، وأتطلع وأصلى دائماً لأجل غدٍ أفضل، واثقاً أن تحقيق هذا الغد الأفضل ممكنٌ، بل أكيد، طالما أن هذا الشعب متماسك وواعٍ وحريص على استقرار الدولة والمجتمع.

لتكن ثقتنا دائماً فى قدرة مصر وعظمتها وأن «مصر لا تنهزم»

مقالات مشابهة

  • "Inside Out 2" يتخطى حاجز المليار دولار
  • موعد حفل ختام الدورة الـ50 من مهرجان جمعية الفيلم السنوي
  • موعد ختام اليوبيل الذهبي لمهرجان جمعية الفيلم
  • 13 يوليو.. ختام اليوبيل الذهبي لمهرجان جمعية الفيلم
  • حفل ختام اليوبيل الذهبي لمهرجان جمعية الفيلم 13 يوليو المقبل
  • د.حماد عبدالله يكتب: "البلطجة والسفالة" وسكان القصور!!
  • خالد ميري يكتب: حكايتي مع «الإخوان»
  • القس د. أندريه زكي يكتب: 30 يونيو مصر لا تنهزم
  • د. علي جمعة يكتب: سنوات التحدي والإنجاز
  • فيلم اللعب مع العيال يقترب من تحقيق 30 مليون جنيه إيرادات في دور العرض