صدى البلد:
2025-02-07@10:21:01 GMT

عبد المعطي أحمد يكتب: زبيدة ثروت صاحبة أجمل عيون

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

مساء الثلاثاء 13 ديسمبر عام2016 رحلت فنانة شفافة جميلة كزهرة أمتعها الله سبحانه وتعالى بنعمة الابتسامة العذبة، إنها زبيدة ثروت التى سبق اسمها اسم عمر الشريف يوما ما، والتى أحببتها نعيمة عاكف فى السينما ومنحتها شادية قبلة الحياة الفنية، وقدمت عبر مشوارها نحو 30 فيلما بعضها يعد من كلاسيكيات السينما المصرية.

ولدت الراحلة فى مدينة الاسكندرية يوم 14 يونيو 1940 لأب ضابط بحرى, وفى طفولتها سميت بـ"أميرة البحر"، لأن والديها كانا قد ألبساها وهى فى الرابعة من عمرها رداء البحرية، وظهرت بهذا الرداء فى احتفال عيد الزهور , وكانت تقف فوق إحدى العربات وتلوح بيدها للجماهير التى كانت تحتشد على جانبى كورنيش الإسكندرية، وفى سن العاشرة بدت عليها موهبة الرسم، حيث رسمت لوحة بريشتها تعبر عن عاطفة الأمومة حصلت من خلالها على جائزة مهمة جعلتها تعشق فن الرسم.

ولم يكن حلم التمثيل يراودها على الاطلاق، وعندما كان أحد يسألها ماذا تريدين ان تكونى يا زبيدة عندما تكبرين؟ كانت تردد أمام زميلاتها وأفراد عائلتها:"أحب أن أكون صحفية"، وذات يوم اصطحبها والدها إلى السينما لأول مرة، وشاهدت فيلم"العيش والملح" بطولة نعيمة عاكف وسعد عبد الوهاب، فخرجت مسحورة بالفيلم، وبأداء نعيمة عاكف، ومن يومها تحولت أحلامها من الصحافة إلى الشاشة، وأصبحت تتمنى أن تكون نجمة سينمائية مثل نعيمة عاكف التى عشقتها ودأبت على حضور أفلامها.

وفى سن الخامسة عشرة أطلت على أهل السينما لأول مرة من خلال مسابقة أقامتها مجلة "الجيل" لانتخاب أجمل فتاة فى الشرق التى تقدمت للاشتراك فيها هى وشقيقتها التوأم" حكمت" والتى تكبرها بعشر دقائق فقط، وأجمعت اللجنة التى كان يرأسها الرسام المشهور بيكار على أن هناك مشتركتين فقط يجب أن يتم اختيار إحداهما ملكة لجمال الشرق هما: زبيدة ثروت وشقيقتها حكمت ثروت، وقال رئيس اللجنة: إن الآنسة زبيدة جميلة جدا حقا، ولكن جمالها غير شرقى، وأنا أقترح اختيار شقيقتها ملكة لجمال الشرق، وردت عليه زبيدة :" يا أستاذ بيكار اختار اللى عاوزها، لكن ماتقولش إن جمالى مش شرقى، تفضل حضرتك وبص فى عينى هترى انهما عينان شرقيتان مائة بالمائة"!

وأعجب بيكار بجرأة الفتاة، وقبل أن ينطق  بكلمة واحدة، فاجأته شقيقتها حكمت، وهو مع اللجنة التحكيمية بانسحابها من المسابقة وفازت زبيدة فعلا باللقب وظهرت صورها على غلاف مجلة الجيل، وكان هذا الغلاف هو مدخلها إلى عالم السينما، حيث لفت جمالها أنظار العاملين فى الوسط الفنى من منتجين ومخرجين.

والطريف أن حلوة العينين لم تنس لمجلة الجيل هذا الفضل، وعندما أصبحت نجمة سينمائية ملء السمع والبصر, أصرت عام 1959على اشتراك الكاتب الصحفى الكبير موسى صبرى رئيس تحرير المجلة فى فيلمها "شمس لا تغيب"، حيث لعب دوره فى الحياة، ولم تقتصر على هذا فقد استعانت أيضا بالمحرر الفنى بالمجلة الأستاذ ثروت فهمى ليلعب هو الآخر دورا مهما فى الفيلم.

وشاركت زبيدة ثروت فى دور بسيط أقرب إلى الكومبارس فى فيلم "دليلة" لعبد الحليم حافظ وشادية, ورغم سعادتها البالغة بالاشتراك فى هذا الفيلم لإعجابها الشديد بالعندليب الأسمر الذى كان يخطو خطوات واسعة فى السينما ويصبح فارس أحلام كثير من الفتيات، لكن سعادتها لم تكتمل، وكاد الفيلم يصبح أول وآخر فيلم تشارك فيه، حيث انفجر فيها مخرج الفيلم محمد كريم أثناء إجراء "التيست"، وقال لها  كلمات غاضبة مما جعلها تنهار فى البكاء وتترك الاستوديو، وتخرج هاربة، وفى نيتها عدم العودة مرة أخرى إليه، وترك التمثيل نهائيا، والتفرغ لدراستها فى كلية الحقوق، لكن النجمة الكبيرة شادية رحمها الله التى كانت موجودة بالصدفة فى البلاتوه خرجت وراءها مسرعة وطيبت بخاطرها وأعطتها أول درس فنى  فى مشوارها، حيث قالت لها:"عليك أن تتحملى غضب المخرج لأنه يرى أفضل منك، وعندما تسمعين كلامه، وتصبرين على انفعالاته هذا سيجعل منك ممثلة كبيرة"، وبالفعل عادت زبيدة إلى الاستديو, وأكملت تصوير مشهدها، وكان هذا الفيلم هو البداية وتوالت أفلامها.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

في ذكرى رحيل نادية لطفي.. محطات مهمة في حياة صاحبة النظارة السوداء

تحل اليوم الثلاثاء 4 من فبراير، الذكرى الخامسة لوفاة الفنانة نادية لطفي، إحدى أيقونات السينما المصرية، فهي من النجمات اللاتي حفرن أسمهاءهن بحروف من ذهب في تاريخ الفن العربي، وتركت بصمه وإرثًا فنيًا خالدًا جعلها رمزًا للإبداع والموهبة، حيث أطلق عليها الجمهور «صاحبة النظارة السوداء».

نشأة نادية لطفي

ولدت نادية لطفي، بحي عابدين في محافظة القاهرة يوم 3 يناير 1937 واسمها الحقيقي بولا محمد مصطفى شفيق، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955، وكان والدها يعمل محاسبا، وكان مهتما بالفن والسينما، فورثت عنه هذا الحب.

وقفت نادية لطفي، على مسرح المدرسة في العاشرة من عمرها، لتواجه الجمهور لأول مرة، ودرست في مدرسة راهبات الفرنسيسكان ثم التحقت بالمعهد الألماني، قبل أن يكتشفها المخرج رمسيس نجيب، الذي رأى فيها نجمة صاعدة واختار لها اسم نادية لطفي، مستوحًى من شخصية "نادية" في رواية إحسان عبد القدوس "لا أنام".

نادية لطفي البدايات الفنية لـ نادية لطفي

تألقت لطفي خلال فترة الخمسينيات والستينيات، وقدمت مجموعة من أنجح الأفلام في تاريخ السينما المصرية، حيث دخلت أفلامها قائمة أفضل 100 فيلم سينمائي، حيث استحوذت على 6 أفلام ضمن تصنيف أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهي "الناصر صلاح الدين، المستحيل، أبي فوق الشجرة، الخطايا، السمان والخريف، والمومياء التي ظهرت خلاله كضيفة شرف.

نادية لطفي

كانت نادية لطفي، بجانب كونها نجمة سينمائية، صاحبة المواقف الوطنية والإنسانية، خلال حرب أكتوبر 1973، حيث قامت بزيارة الجبهة لدعم الجنود، وسجلت بكاميرتها أحداث الحرب، مما جعلها واحدة من الفنانات القلائل اللواتي قدمن دعمًا عمليًا للوطن، ودافعت عن القضايا الفلسطينية، وسجلت مجازر صبرا وشاتيلا عام 1982 بكاميرتها الشخصية، مما أثار اهتمام الإعلام العالمي.

زيجات نادية لطفي

تزوجت الفنانة نادية لطفي، 3 مرات، الأولى كانت من ظابط بحرى عادل البشارى، والثانية من المهندس إبراهيم صادق، والثالثة من المصور محمد صبرى، وانجبت ابن وحيد يدعى أحمد، وهو من زوجها الأول عادل البشرى.

نادية لطفي وفاة نادية لطفي

ورحلت الفنانة نادية لطفي، عن عالمنا في 4 من فبراير عام 2020، عن عمر يناهز 83 عاما، إثر تدهور حالتها الصحية نتيجة إصابتها بنزلة شعبية حادة أدت إلى فقدان وعيها ودخولها العناية المركزة.

اقرأ أيضاًفي ذكرى رحيلها.. كيف دعمت نادية لطفي المقاومة الفلسطينية؟

نادية لطفي في ذكرى ميلادها.. مواقف وطنية لـ بولا شفيق جميلة جميلات السينما

مقالات مشابهة

  • المركز القومي للسينما يعرض 3 أفلام بنادي السينما المستقلة غدا
  • محمد مصطفى بكري ينتهي من مونتاج مسلسل «الكنبة»
  • عادل عزام يكتب: «يا كولر ارفع إيدك.. شعب مصر هو سيدك»
  • محافظ المنيا يكرم نماذج ناجحة من أصحاب المشروعات الصغيرة
  • نجوم ساعته وتاريخه يكشفون كواليس المسلسل في صاحبة السعادة
  • إجراء 352 ألف عملية عيون للمرضى غير القادرين بالدقهلية ومحافظات أخرى
  • د.حماد عبدالله يكتب: قراءة فى صفحات تاريخ الوطن !!
  • محمد عبدالقادر يكتب عن رحلة المخاطر والبشريات
  • د. محمد بشاري يكتب: الإمام أحمد الطيب .. خمس سنوات من ترسيخ الأخوة الإنسانية والتسامح
  • في ذكرى رحيل نادية لطفي.. محطات مهمة في حياة صاحبة النظارة السوداء