غزت صور كثيرة منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإعلامية، تظهر مستوطنين إسرائيليين من مختلف الأعمار، يتجولون في شوارع الأراضي المحتلة حاملين أسلحة، وهم يمارسون نشاطهم الاعتيادي، وهو الأمر الذي أثار تفاعل مغردين.

وأحدثت عملية طوفان الأقصى هزة قوية وعنيفة داخل إسرائيل، تجاوزت المستوى العسكري والاستخباراتي، إلى المستوى الاجتماعي، ويرى مراقبون أن هذه الهزة لن يتعافى منها الاحتلال وسيلازمه آثارها وتبعاتها مدة طويلة.

وحسب تقارير إعلامية، فإن 250 ألف طلب تقدم به إسرائيليون من أجل الحصول على رخص حمل السلاح بعد عملية طوفان الأقصى وفق أرقام لجنة الأمن الوطني، في حين تزايد الإقبال على مراكز التدريب على استخدام السلاح، وحصل الآلاف من الإسرائيليين على سلاح لأول مرة.

وأطلق وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير حُمى السلاح في إسرائيل الذي دعا إلى توزيع السلاح على الإسرائيليين، وبدأ هو بنفسه توزيع أسلحة على سكان مدينة عسقلان جنوب إسرائيل، كما أمر كذلك بتسهيل الحصول على تراخيص الأسلحة للمواطنين العاديين.

ووصفت صحيفة ليبراسيون الفرنسية في تقرير لها ما يجري في إسرائيل بالاندفاع المقلق نحو اقتناء الأسلحة النارية، الذي رأت أنه ليس مجرد استجابة للقلق الطبيعي، بل هو سياسة حكومية تدفعها العناصر الأكثر تطرفا في ائتلاف بنيامين نتنياهو، وخصوصا من وصفته بوزير الحرائق، إيتمار بن غفير.

ويرى مراقبون، أن تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأخيرة بأن إسرائيل مستعدة لمحاربة قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وهي جاهزة لسيناريو تقلب فيه فوهات البنادق، وتوجهها نحو قوات السلطة، يأتي في سياق محاولة تبرير تغول المستوطنين على أهالي الضفة.

وأثارت مشاهد حمل المستوطنين الإسرائيليين للسلاح تعليقات مختلف الأطراف، ورصد برنامج شبكات (12/12/2023) جانبا منها، حيث أثارت تخوف إسرائيليين، في حين علق فلسطينيون على ازدواجية المعايير بشأن السماح بحمل المستوطنين للسلاح دون الفلسطينيين.

تخوف إسرائيلي واستنكار فلسطيني

وغرد حساب إسرائيلي باسم روني "هذا التوزيع المفرط للأسلحة سينفجر في وجوهنا، كونوا على يقين أن لا شيء جيدا سيأتي من هذه الهدايا المميتة.. الجيش هو الذي يجب أن يحمينا وليس نحن".

كذلك كتب باركر (إسرائيلي): "ألا تخشون من تداعيات تسليح الإسرائيليين بهذا الحجم؟ ستحفزون العنف والجريمة بصفوف الإسرائيليين أنفسهم".

ومن تفاعلات الفلسطينيين، ما كتبته ريما: "الفلسطيني إذا حمل سلاحا فهو إرهابي، أما الإسرائيلي فيحق له، ليدافع عن نفسه؟ ألا ترون الفرق؟ حياتهم أغلى من حياتنا كما يبدو".

أما باسيل فقال "هلا هم بدهم يخوفو الفلسطينيين بهاي الأسلحة أكيد وما تحكولي رح يسيطرو عليها لأنو بالنهاية البشر لا يمكن توقع تصرفاتهم وسيرون نتيجة هذه الأفعال الإجرامية".

وفي السياق، حذرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية من أن توزيع السلاح دون مراقبة يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في الديناميات الأسرية وزيادة في حالات العنف.

بينما رأت صحف إسرائيلية أخرى أن سياسة بن غفير أحدثت اضطرابات داخل الحكومة، إذ أعلن رئيس قسم ترخيص الأسلحة النارية في الوزارة استقالته، عقب اعترافه في جلسة استماع في الكنيست، أن مقربين من بن غفير وافقوا على منح تراخيص أسلحة دون تصديق قانوني.

كما لفتت صحف إسرائيلية أيضا إلى أن سياسة بن غفير بمنح تراخيص السلاح أثارت مخاوف لدى مشرعين أميركيين من توزيع قطع السلاح التي تقدمها واشطن لتل أبيب على المدنيين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: بن غفیر

إقرأ أيضاً:

خبراء أمميون ينتقدون قطع المساعدات عن غزة.. تسليح للمجاعة

أعرب خبراء الأمم المتحدة عن انزعاجهم إزاء قرار الاحتلال الإسرائيلي تعليق كل المساعدات الإنسانية إلى غزة، ووصفوا الوضع بأنه استخدام المجاعة كسلاح ضد المدنيين.

جاءت هذه التصريحات بعد قرار مجلس وزراء الاحتلال الإسرائيلي للحرب بخرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ودعوات الوزراء لإعادة فتح "أبواب الجحيم" في الجيب المحاصر.

وقال هؤلاء الخبراء "بصرف النظر عن قسوة هذه التصريحات في شهر رمضان المبارك، فإن هذه التحركات غير قانونية بشكل واضح بموجب القانون الدولي"، مشيرين إلى أن "إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة، ملزمة دائمًا بضمان ما يكفي من الغذاء والإمدادات الطبية وخدمات الإغاثة الأخرى".

وأكدوا "من خلال قطع الإمدادات الحيوية عمدًا، بما في ذلك تلك المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية، والأجهزة المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة، فإن إسرائيل تسلح المساعدات مرة أخرى". 


وشددوا أن "هذه انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي"، مضيفين أن وقف إطلاق النار "لم يضع حدًا أبدًا" لإطلاق النار ضد الفلسطينيين.

وقال الخبراء إنه منذ سريان وقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني/ يناير، قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 100 فلسطيني في غزة، ليصل إجمالي الشهداء إلى 48400 على الأقل.

وأضافوا أنه "من خلال استئناف حصارها وقصفها لغزة، غيرت إسرائيل من جانب واحد شروط اتفاق وقف إطلاق النار والخطوات التالية"، داعين وسطاء وقف إطلاق النار في غزة إلى لتدخل للحفاظ على الاتفاق بما يتماشى مع الالتزامات الدولية.

وأوضح الخبراء "نحث الدول في جميع أنحاء العالم على تذكر التزاماتها بموجب القانون الدولي والعمل على إنهاء هذا الهجوم الوحشي الذي لا نهاية له على الشعب الفلسطيني وحقوقه، خشية أن تجتاح العالم بأسره هذه العاصفة من الفوضى والظلم".


ويذكر أن وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش دعا إلى "فتح أبواب الجحيم" على قطاع غزة بعد قرار الحكومة بوقف المساعدات الإنسانية للجيب الفلسطيني المحاصر.

وأوقفت حكومة الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الممزق بالحرب بعد ساعات فقط من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

لقد أسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية إسرائيل على غزة، التي بدأت في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عن استشهاد أكثر من 48 ألف فلسطيني وتركت الكثير من الأراضي في حالة خراب.

مقالات مشابهة

  • اختراق يضع بيانات آلاف المستوطنين من حاملي السلاح في مهب الريح
  • مشهد يثير جدلاً واسعاً.. شاب يؤم المصلين بالتراويح ويتابع "تيك توك" بالمحمول
  • “هآرتس”: تسريب بيانات خطيرة تكشف عن هويات وعناوين الآلاف من حاملي الأسلحة في إسرائيل
  • حزب بن غفير يدفع بمشروع قانون لإلغاء اتفاقيات وقعتها إسرائيل مع السلطة الفلسطينية
  • العراق يسحب الأسلحة من الوزارات غير الأمنية ويبدأ بتنظيم السلاح
  • هكذا تحايلت إسرائيل على أميركا لبناء مفاعل ديمونة
  • مندوب تركيا بالأمم المتحدة يطالب مجلس الامن بإجراءات حاسمة ضد تصرفات إسرائيل التوسعية في سوريا
  • خبراء أمميون ينتقدون قطع المساعدات عن غزة.. تسليح للمجاعة
  • كاتس: إسرائيل تسعى لأن يكون جنوب سوريا منزوع السلاح
  • أثار حالة من «الرعب».. مسلسل مصري يثير جدلاً واسعاً!