مستقبلنا مبهم.. فلسطينيون فقدوا وظائفهم في إسرائيل يشكون الحصار
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
منذ بدأت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، قبل أكثر من شهرين، فقد الفلسطيني إبراهيم القيق، ومثله عشرات آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة، عمله في إسرائيل، مما أغرقه اليوم في الحزن والديون.
فقد ألغت الدولة العبرية منذ هجوم حماس غير المسبوق عليها في السابع من أكتوبر، تصاريح عمل الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
ويقول القيق (37 عاما)، وهو أب لثلاثة أولاد، لوكالة فرانس برس "نحن العمال نعمل يوما بيوم. لقد صرفنا ما ادخرناه. أثّر علينا الوضع كثيرا لأننا لا نعمل".
ويضيف الرجل المقيم في خاراس بالضفة الغربية: "تراكمت علينا الديون، فنحن بحاجة لشراء المؤون ودفع إيجار البيت وفاتورة المياه والكهرباء"، مشيرا الى أنه اضطر حتى الآن لاستدانة "نحو سبعة آلاف شيكل"، أي ما يناهز ألفي دولار أميركي، لتغطية مصاريفه.
وكان ابراهيم يتقاضى قرابة ستة آلاف شيكل شهريا من عمله في قطاع البناء داخل إسرائيل، أي ما يعادل 1550 دولارا شهريا.
وتشكّل بلدة خاراس الجبلية، الواقعة قرب مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية، نموذجا مصغّرا لمجتمع العمال الفلسطينيين الذين كانوا يعبرون الحواجز الإسرائيلية يوميا للعمل في مجالات مختلفة داخل الدولة العبرية.
ويبلغ عدد سكان البلدة 12 ألفا، وكان 70 بالمئة من قوتها العاملة يعملون في إسرائيل، بينما يتولى الباقون وظائف لدى السلطة الفلسطينية.
ويقول طارق حلاحلة (54 عاما)، الذي يعيل عائلة من عشرة أشخاص تضم أرملة ابنه وأولادهما "ما قمت بادخاره صرفته خلال شهرين بدون عمل أو دخل".
ويضيف "من كان لدى زوجته مجوهرات من الذهب، باعها ليطعم أولاده".
وأدى هجوم حماس الى مقتل 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم من المدنيين قضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.
وتردّ الدولة العبرية بقصف مدمّر على قطاع غزة يترافق مع عمليات برية منذ 27 أكتوبر. وأدى القصف الإسرائيلي الى مقتل نحو 18 ألف شخص على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق أرقام حكومة حماس.
ومنذ بدء الحرب، أوقفت إسرائيل تصاريح عمل نحو 130 ألف عامل فلسطيني من الضفة، وفق مسؤول فلسطيني.
وكان العمال يتوجهون من خاراس وغيرها إلى عملهم عند الفجر، ولا يعودون إلى منازلهم سوى في المساء، ويقضون جزءا طويلا من هذا الوقت على حواجز التفتيش.
ولا يحصل العمال الفلسطينيون على ضمان اجتماعي أو تعويضات بطالة للعمال من إسرائيل، كما هي الحال بالنسبة إلى العمال الإسرائيليين. كذلك، لا يوجد أي نظام ضمان اجتماعي يشملهم من السلطة الفلسطينية.
ويعرب جميل سياعرة، وهو في أواسط الخمسينات، وكان ينتقل إلى إسرائيل أيضا للعمل في مجال البناء، عن تشاؤمه قائلا "مستقبلنا مبهم. الوضع الذي نعيشه معقّد جدا. هناك ضغط نفسي، ولا توجد مدخرات".
ويشير سياعرة الى أن إسرائيل لم تفرض حصارا على قطاع غزة فحسب، بل أيضا على الضفة الغربية. ويقول "فرضوا على بلداتنا وعلينا حصارا قاسيا، أغلقوا الطرق ويقومون بمداهمات وتعقيد الحياة وتجويع الناس".
وفرضت إسرائيل "حصارا مطبقا" على قطاع غزة منذ بدء الحرب، وقطعت إمدادات الوقود والمواد الغذائية والماء والكهرباء. وتصاعد التوتر في الضفة الغربية على خلفية الحرب، وتحصل مداهمات يومية للقوات الإسرائيلية وهجمات من مستوطنين ومواجهات بين فلسطينيين وإسرائيليين قتل فيها أكثر من 250 فلسطينيا.
الأرقام تكشف "الأزمة".. ماذا فعلت الحرب بسوق العمل في غزة والضفة الغربية؟ كشفت منظمة العمل الدولية، عن أن الحرب التي تشنها إسرائيل منذ ستين يوما أدت إلى آثار كارثية فيما يتعلق بسوق العمل، حيث فقد 61 في المئة من العمال وظائفهم في غزة، وأنها أثرت أيضا على سكان الضفة حيث خسر 24 في المئة وظائفهم. "من سيء الى أسوأ"وبدأ انقطاع الدخل هذا ينعكس سلبا على الاقتصاد المحلي.
ويقول أحمد رضوان، وهو صاحب سوبرماركت في البلدة، "الوضع من سيء الى أسوأ".
ويضيف لفرانس برس "كمية المبيعات نقصت حاليا بنسبة 70%، والتجار باتوا لا يقبلون تزويدنا بالبضائع إلا (بعد الدفع) نقدا ولا توجد عندنا سيولة".
ويوضح أن "الديون تراكمت على الزبائن ووصلت الى 40% من نسبة المبيعات، لذلك أوقفت التعامل بالدين نهاية شهر أكتوبر".
ويشير الى أن الناس باتوا يشترون فقط "الأساسيات مثل الحليب والأرز والسكر والطحين، ومن كان يأخذ ربطتي خبز، صار يشتري نصف ربطة".
وطالب المؤسسات المعنية بدعم العمال بمساعدتهم على الأقل بتوفير الطحين والأرز والسكر لعائلاتهم، "لأن الوضع كارثي".
ولم تقتصر تبعات الحرب على العمال الفلسطينيين في إسرائيل، بل طالت الرواتب التي تمنحها السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في كل الضفة الغربية، والتوظيف بشكل عام.
ويقول رضوان "كان يعمل عندي ستة عمال، أنهيت الشهر الماضي عمل ثلاثة منهم، وسأنهي عمل اثنين مع نهاية الشهر"، مشيرا الى أن "العامل كان يقترض منا في السابق، لكنه كان يسدّد (ديونه) نهاية الشهر. أما الآن، فلا أمل".
وتقول وكيلة وزارة الاقتصاد الفلسطينية، منال قرحان "بعد السابع من أكتوبر، بدأت خسائرنا اليومية تصل الى 24 مليون دولار، بسبب تراجع في العمالة في إسرائيل والسياحة الداخلية (في الضفة) من جانب عرب إسرائيل".
وتضيف لفرانس برس أن الموظفين التابعين للسلطة "لم يتقاضوا رواتبهم لأن إسرائيل تحتجز 600 مليون شيكل من مقاصة الضرائب التي تحصّلها على البضائع الفلسطينية".
وذكرت وزارة الاقتصاد أن إسرائيل "نشرت حوالى 130 حاجزا عسكريا ثابتا ومتنقلا في الضفة الغربية، مما يجبر الفلسطينين على التنقل بطرق فرعية وعرة في غاية الخطورة، تعرضهم لاعتداءات المستوطنين عليهم".
وتعيق الحواجز والاعتداءات حركة التنقل، ونقل الإنتاج الزراعي مثلا، أو حتى العمل في الحقول، وفق مسؤولين ومزارعين فلسطينيين.
وأعلن مركز الإحصاء الفلسطيني أن هناك "تاّكلا في القاعدة الإنتاجية الفلسطينية، وتشير التقديرات الأولية الى أن إنتاج القطاعات الاقتصادية في الضفة الغربية خلال شهر أكتوبر 2023 تراجع بنسبة 37%".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الضفة الغربیة فی إسرائیل فی الضفة قطاع غزة الى أن
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يقصف مخيم طولكرم وينفذ عمليات عسكرية واسعة في الضفة الغربية
شنت الطائرات الإسرائيلية، فجر اليوم الخميس، غارات استهدفت مجموعة من المسلحين في مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية، وفقا لما أعلنه الجيش الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال عدداً من قرى شمالي طولكرم، حيث أفادت مصادر محلية بانتشار 11 آلية عسكرية في بلدات قفين وزيتا وعتيل ودير الغصون والجاروشية وضاحية شويكة، وجابت الشوارع الرئيسية في تلك المناطق، ونفذت عمليات تفتيش واسعة.
تغطية صحفية: قوة كبيرة من جيش الاحتلال تقتحم مخيم نور شمس في طولكرم pic.twitter.com/hx9ZNS8EGZ
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) November 7, 2024كما شهدت الضفة الغربية اقتحامات أخرى، حيث داهمت قوات الاحتلال بلدة نعلين غرب رام الله، وحي أم الشرايط في مدينة البيرة وسط الضفة، وقامت بتفتيش عدد من المنازل.
وفي شمال شرق القدس المحتلة، أطلقت قوات الاحتلال النار على شاب فلسطيني قرب حاجز عناتا، وزعمت وسائل إعلام إسرائيلية أن الشاب حاول تنفيذ عملية دهس قرب الحاجز.
مصادر محلية: تصاعد أعمدة الدخان بعد استهداف المقاومة لقوات الاحتلال بعبوة ناسفة في مخيم نور شمس بطولكرم. pic.twitter.com/zhcuCo0gLE
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) November 7, 2024وتأتي هذه الاعتداءات في ظل تصاعد العنف منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث أسفرت العمليات عن استشهاد 778 فلسطينياً في الضفة الغربية، وإصابة نحو 6,300 آخرين، وفق مصادر فلسطينية رسمية.
أما في غزة، فقد أدت الحرب إلى استشهاد وإصابة نحو 146 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، مع تدمير واسع للبنية التحتية، وتزايد حالات المجاعة، مما يُعد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
وسام نصر الله كاتب وصحفيكاتب وصحفي متخصص في الشؤون السياسية والدولية، وعضو في نقابة الصحفيين الأردنيين واتحاد الصحفيين العرب. يعمل محررا في قسم الأخبار في "البوابة" منذ عام 2011، حيث يتابع ويحلل ويغطي أبرز الأحداث الإقليمية والدولية.
الأحدثترند "الاحتلال" يقصف مخيم طولكرم وينفذ عمليات عسكرية واسعة في الضفة الغربية سعر اليورو مقابل الليرة السورية اليوم الخميس 7 نوفمبر 2024 أسعار الذهب اليوم في سوريا الخميس 7 نوفمبر 2024.. عيار 21 الآن سعر الدولار اليوم في السودان الخميس 7 نوفمبر 2024.. انخفاض الجنيه سعر الدولار اليوم في لبنان الخميس 7 نوفمبر 2024.. الليرة تقاوم Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter