دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- شهدت لجان الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المصرية مشاركة "غير مسبوقة" من الناخبين، حسبما قالت الهيئة المنظمة للانتخابات، في ظل توقعات سائدة بفوز الرئيس عبدالفتاح السيسي بفترة رئاسية ثالثة تمتد حتى عام 2030. وكشف مسؤول دراسة الهيئة مد ساعات عمل اللجان حال استمرار معدلات الإقبال في اليوم الثالث والأخير للتصويت.

قال المستشار أحمد بنداري، مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات ورئيس غرفة العمليات المركزية لمتابعة تصويت المصريين بالداخل، إن الهيئة أرسلت 50 مليون رسالة نصية على الهواتف المحمولة للناخبين المقيدين بقاعدة بيانات الهيئة ممن لهم حق التصويت في الانتخابات الرئاسية، لدعوتهم للمشاركة في الاستحقاق الدستوري، ضمن قرارات اتخذتها لتشجيع المواطنين على المشاركة.

وخلال مؤتمر صحفي، عُقد في اليوم الثاني للانتخابات، أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات مشاركة 30 مليون ناخب مع انتصاف مدة التصويت في ثاني أيام الاقتراع، من إجمالي 67 مليون ناخب لهم حق المشاركة.

أضاف بنداري، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن اللجان الانتخابية شهدت إقبالًا ملحوظًا خلال اليومين الماضيين، واستمر الإقبال بشكل مكثف خلال اليوم الثالث للتصويت، وهناك طوابير طويلة ممتدة أمام اللجان الانتخابية بمحافظتي القاهرة والجيزة، وسيتم حصر أعداد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم عقب الانتهاء من التصويت مساء الثلاثاء.

وتابع أنه من المحتمل مد ساعات التصويت في الانتخابات الرئاسية حال استمرار الكثافات المرتفعة أمام اللجان الانتخابية.

وخلال مؤتمر صحفي عُقد صباح الثلاثاء، كشف المستشار أحمد بنداري، عن طباعة بطاقات تصويت لنسبة 70% ممن لهم حق التصويت في الانتخابات الرئاسية، مستندة إلى نسب التصويت في الانتخابات السابقة، غير أن بعض اللجان الانتخابية شهدت نفاد بطاقات التصويت نتيجة الإقبال غير المسبوق، حسب قوله.

من جانبه، أرجع الأمين العام المساعد لحزب التجمع، عبد الناصر قنديل، أسباب الإقبال "غير المسبوق" للناخبين إلى عدة عوامل، أهمها - من وجهة نظره - التوترات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط، مما أظهر أهمية المشاركة في الانتخابات لضمان دعم القرار والموقف الوطني تجاه هذه الأحداث.

إلى جانب مشاركة كل الفئات العمرية من الناخبين في الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى، بحسب قنديل الذي أضاف أنه "لأول مرة تختفي عبارة عزوف الشباب عن المشاركة في الانتخابات، وذلك نتيجة لمجموعة من السياسات الحكومية التي كانت تستهدف الارتقاء بنسب مشاركة الشباب في الحياة العامة خلال السنوات الماضية، مثل مؤتمرات ومنتديات الشباب، وتحالف العمل الوطني الأهلي التنموي، وتنسيقية شباب الأحزاب".

وتابع "قنديل"، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن تسهيل الهيئة الوطنية للانتخابات تصويت الناخبين من ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن المشاركة الضخمة من الناخبين في المحافظات الحدودية "يؤكد نجاح السياسات الحكومية الخاصة بالمشروعات القومية وحياة كريمة التي استهدفت هؤلاء المواطنين".

وأشاد عبد الناصر قنديل بتعاون الهيئة الوطنية للانتخابات مع المنظمات الحقوقية، مُعتبرًا أنها "حرصت على الشفافية في الإعلان عن التحديات التي تواجه القضاة في كل المحافظات والمتابعة الدورية لتسهيل المشاركة في الانتخابات الرئاسية"، وذكر أنه "لم يتم توجيه الناخبين تجاه أي مرشح أو الانحياز لأي طرف".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية فی الانتخابات الرئاسیة التصویت فی الانتخابات الوطنیة للانتخابات اللجان الانتخابیة

إقرأ أيضاً:

٩٠٠ مليار دينار للانتخابات بين إقرار الصرف وفرصة البناء المهدورة

بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

أعلنت وزيرة المالية في العراق مؤخراً موافقتها على صرف مبلغ ٩٠٠ مليار دينار عراقي لتمويل العملية الانتخابية المقبلة، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً بين الأوساط السياسية والشعبية على حد سواء. وبينما ترى الجهات الرسمية أن تأمين هذا التمويل ضرورة لضمان سير الانتخابات بسلاسة وشفافية، تبرز تساؤلات حقيقية عن جدوى هذا الإنفاق الهائل، خصوصاً في ظل الأزمات المتراكمة التي يواجهها البلد، والتي كان من الممكن معالجة جزء منها لو تم توجيه هذه الأموال نحو مشاريع البناء والتطوير.

من الناحية الرسمية، تبرر الحكومة هذا الصرف باعتباره استحقاقاً وطنياً لا يمكن تأجيله أو التقليل من أهميته، باعتبار أن الانتخابات هي الركيزة الأساسية لأي نظام ديمقراطي يسعى إلى تجديد شرعيته الشعبية عبر صناديق الاقتراع. تأمين التمويل في الوقت المناسب يُعد رسالة على التزام الدولة بإجراء انتخابات نزيهة تحظى بالثقة المحلية والدولية. كما أن التحضيرات اللوجستية والأمنية، فضلاً عن ضمان مشاركة الناخبين في مختلف أنحاء البلاد، تتطلب ميزانية ضخمة لتغطية احتياجات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لكن وعلى الجانب الآخر من الصورة، لا يمكن تجاهل الشعور العام بأن هذا المبلغ الهائل كان من الممكن أن يُحدث أثراً ملموساً في حياة المواطنين لو وُجّه إلى مجالات أخرى أكثر إلحاحاً. فعلى سبيل المثال، لو تم توزيع هذا المبلغ البالغ ٩٠٠ مليار دينار على مشاريع البنية التحتية، لكان بالإمكان إصلاح العديد من الطرق المتهالكة، أو تحسين شبكات الكهرباء والمياه، أو حتى بناء مدارس ومستشفيات جديدة تخفف من معاناة الناس اليومية.

توجيه هذا المبلغ نحو التنمية كان من الممكن أن يحمل رسالة قوية للمواطنين بأن الدولة جادة في تحسين أوضاعهم المعيشية وتوفير حياة كريمة لهم. كما كان من شأنه أن يعزز ثقة المواطن بالحكومة أكثر من أي خطاب سياسي، فالتغيير الحقيقي يبدأ من توفير الخدمات الأساسية التي يشعر بها الناس في حياتهم اليومية.
إضافة إلى ذلك، من شأن استثمار مثل هذا المبلغ في مشاريع إنتاجية أن يساهم في تحفيز الاقتصاد المحلي، وخلق فرص عمل، وتقليل معدلات البطالة، وهو ما يشكّل في حد ذاته عاملاً مهماً لاستقرار البلاد سياسياً واجتماعياً، وربما يغني مستقبلاً عن الحاجة إلى إجراء انتخابات مكلفة مكررة بسبب عدم الاستقرار أو ضعف ثقة المواطن بالعملية السياسية.

في النهاية، لا شك أن الانتخابات محطة مهمة في مسار أي دولة تسعى إلى ترسيخ ديمقراطيتها، لكن الأهم أن يشعر المواطن بأن صوته في صندوق الاقتراع سيترجم لاحقاً إلى تحسين في نوعية حياته. فبدون بناء دولة قادرة على تلبية احتياجات الناس، تبقى الانتخابات مجرّد إجراء شكلي، مهما بلغت تكلفتها. وبينما تسير العملية الانتخابية إلى الأمام، تبقى الآمال معلقة بأن تدرك الحكومة قيمة الاستثمار الحقيقي، وهو الاستثمار في الإنسان العراقي ومستقبل بلاده.

user

مقالات مشابهة

  • الشباب والرياضة تتعاون مع الهيئة الوطنية للانتخابات في ندوة تفاعلية لتعزيز وعي الشباب
  • وزارة الرياضة تنظم ندوة تفاعلية لتعزيز وعي الشباب بالتعاون مع الهيئة الوطنية للانتخابات
  • المفوضية تحدد موعد نشر الإحصائية النهائية لعدد المسجلين بـ«سجل الناخبين»
  • رئيس جامعة جنوب الوادي يدلى بصوته في انتخابات مجلس إدارة صندوق علاج أعضاء هيئة التدريس
  • المفوضية تعلن قفل منظومة «سجل الناخبين»
  • الصومال: انطلاق عملية تسجيل الناخبين
  • ٩٠٠ مليار دينار للانتخابات بين إقرار الصرف وفرصة البناء المهدورة
  • الرئيس الإكوادوري الحالي يتصدر الانتخابات الرئاسية في البلاد بعد فرز 55 بالمئة من الأصوات
  • الإكوادور.. الرئيس نوبوا يعلن تقدمه في الانتخابات الرئاسية
  • فوز نوبوا بالانتخابات الرئاسية في الإكوادور