تقرير بريطاني: حماس لم تهزم وإسرائيل تواصل عملياتها بغزة رغم معاناة المدنيين
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
سلطت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الضوء على تطورات الحرب، بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في غزة، والتي دخلت يومها الـ67، في غياب أي مؤشر عن إمكانية توقف العدوان الجنوني من قبل جيش الاحتلال على ما تبقي من سكان القطاع الذين يعيشون ظروف مأساوية.
وخلف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، حتى مساء الإثنين 18205 قتلى و49645 جريحا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"
ووفق تقرير ميداني أجراه جيريمي بوين مراسل "بي بي سي" للشؤون الدولية من إسرائيل، فإن إسرائيل عازمة على مواصلة عدوانها من أجل تحقيق هدفيها المعلنين وهما القضاء على حماس وإعادة أسراها القطاع.
بينما في المقابل تظهر حقيقة تواصل استهداف تل أبيب بالصواريخ القادمة من غزة أن حماس لم تهزم بعد حتى الآن.
كل شيء تغير
وأوضح المراسل أنه في الوقت التي عادت فيه الحياة لطبيعتها بطريقة أو أخرى في وسط إسرائيل، وهي المنطقة الواسعة من الأرض الواقعة بين القدس وتل أبيب، فإن سماء العاصمة لا تزال تشهد ظهور صواريخ القسام.
وأشار إلى تل أبيب تعيش في حالة رعب وفوضى بشكل متواصل، بسبب الصواريخ التي يتواصل إطلاقها من غزة منذ أكثر من شهرين، إذ يهرع السكان إلى المخابئ وتسبب حالة الارتباك في عدد من الحوادث، لاسيما بعد الانفجارات المدوية الناتجة عن اعتراض غالبية القذائف وسقوطها على الأرض أو المباني.
وأوضح المراسل أن حالة الارتباك الناتجة عن إطلاق صواريخ عزة يدل على عمق الصدمة التي ألحقتها حماس بإسرائيل، وهو بلا شك خبر جيد لقادة حماس، الذين تعتقد إسرائيل أنهم موجودون في مكان ما تحت غزة، في جزء من نظام الأنفاق.
وتعليقا على تلك الأوضاع غير المسبوقة، قال عاموس يادلين وهو طيار سابق تقاعد وهو في منصب رئيس للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، "بادئ ذي بدء، انسَ كل ما ظننت أنك تعرفه عن إسرائيل قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول. لقد تغير كل شيء".
مزيد من الوقت
ووفق بوين فإن يادلين الذي لايزال يقدم المشورة لخلفائه في الجيش الإسرائيلي، يعتقد أن إسرائيل لا تزال تحتاج إلى مزيد من الوقت لتحقيق أهدافها الطموحة في غزة، والمتمثلة في إعادة أسراها والقضاء على قادة حماس واقتلاع تشكيلها العسكري حتى لا يتعرض الإسرائيليون للتهديد مرة أخرى.
ورغم استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار أممي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة حتى تتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها، لكنها أشارت فيما بعد أن إسرائيل يجب أن تنهي ما ما تريد في القطاع خلال أسابيع وليس أشهر.
واعتبر يادلين أن مهلة الأسابيع غير كافية ولا يمكن لإسرائيل تحقيق أهدافها فيها، معقبا "إذا كان هناك وقف لإطلاق النار دون إعادة بقية الأسرى فلن يكون هناك وقف لإطلاق النار".
اقرأ أيضاً
نتنياهو عن سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة: لن أسمح بأن يكون القطاع بعد الحرب "فتحستان"
ووفق المراسل البريطاني فإن إسرائيل تمتلك جيشاً قوياً للغاية وتحظى بدعم الولايات المتحدة، ولكنها تكتشف أنه على الرغم من اقتناعها العميق بأنه ليس لديها خيار آخر غير تدمير غزة للقضاء على حماس، فإن حلفائها ومنتقديها يشعرون بالفزع إزاء الطريقة التي قتلت بها أكثر من 18 ألف فلسطيني، ربما كان نصفهم من الأطفال.
وخلال تصاعد المعركة مع حماس، اكتشفت إسرائيل أيضاً، كما حذر الأمريكيون وآخرون، أن قتال عدو مصمم ومجهز في منطقة مبنية هو من أصعب المهام العسكرية.
وكما أشار عاموس يدلين، يبدو أن الإسرائيليين مصممون على المضي قدمًا في الانتقادات للوصول إلى أهدافهم. وبعد ذلك تأتي القضية الشائكة المتعلقة بالحكم وإعادة إعمار غزة.
وقال السيد يادلين إنه لن يكون هناك احتلال إسرائيلي طويل الأمد لغزة، ولكن إذا لم يتغير تصميم القيادة الحالية على السيطرة على القطاع في المستقبل المنظور، فإن الاحتلال يبدو مؤكدا
معاناة المدنيين
وذكر مراسل بي بي سي، أن يادلين قارن مرارا حرب إسرائيل ضد حماس بالحرب العالمية الثانية، من أجل الدفاع عن العدد الهائل من عمليات القتل التي تقوم بها إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، ويشير إلى أن القضاء على حماس أمر حيوي لمستقبل إسرائيل.
وفي إشارة إلى تدمير مدينة دريسدن في ألمانيا على يد سلاح الجو الملكي البريطاني عام 1945، قال يدلين: "لقد قصفتم مدينة دريسدن بـ 120 ألف شخص، وقتلتم النساء والأطفال.
ونحن نحاول تجنب هذه الأضرار الجانبية، نطلب منهم المغادرة "نطلب منهم التوجه إلى الجزء الجنوبي من غزة."
وأوضح المراسل البريطاني أن إسرائيل تقصف أيضًا المناطق التي قالوا للفلسطينيين إنها ستكون آمنة، لكن يادلين أصر على أن جيش الاحتلال يقصف حماس، وليس المدنيين.
وقال يادلين: "لا، لم نقصفهم. لقد قصفنا أهداف حماس. فقط أهداف حماس وحماس تستخدمها كدرع بشري"
ورفض يادلين انتقادات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن إسرائيل تقتل عددًا كبيرًا جدًا من المدنيين الفلسطينيين، قائلا إن: إسرائيل كانت أكثر حرصا بشأن تجنب سقوط ضحايا من المدنيين مما كانت عليه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عندما كانتا تقصفان الجماعات الجهادية في سوريا والعراق.
اقرأ أيضاً
نيويورك تايمز تتهم إدارة بايدن بتجاهل خسائر المدنيين في غزة وتذكرها بحرب أوكرانيا
المصدر | جيريمي بوين/ بي بي سي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الحرب الإسرائيلية على غزة القضاء على حماس معاناة سكان غزة بی بی سی فی غزة
إقرأ أيضاً:
الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين وتترك جثامينهم لتنهشها الكلاب
شمسان بوست / متابعات:
وجاء في البيان:”يواصل الجيش الإسرائيلي قتله المواطنين في قطاع غزة، ويترك جثامينهم في الشوارع والطرقات، ويمنع طواقمنا وفرق الإغاثة الطبية من الوصول إليها وإجلائها، رافضا دفنها حفظا لكرامة القتلى والأموات”.
وأضاف: “إن الجيش الإسرائيلي في كل منطقة يتوغل فيها يمنع طواقم الدفاع المدني والفرق الطبية من الوصول إلى جثامين القتلى، بزعم أنها مناطق قتال خطرة ويطلق نيرانه مباشرة على الطواقم كلما اقتربت من تلك المناطق”.
وتابع: “إن هذه الإجراءات التي تنتهجها إسرائيل تتنافى مع الشرائع السماوية ومع القوانين الدولية والإنسانية، حيث أدت هذه السياسة غير القانونية إلى تعريض جثامين القتلى لتنهشها الكلاب الضالة الجائعة التي وجدت فيها طعاما تتغذى عليها، تحت نظر القوات الإسرائيلية”.
وأردف البيان: “في تقارير وإفادات عديدة لطواقمنا لدى تعاملها مع عشرات جثامين القتلى في حالات إنسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض المناطق وجدت هذه الجثامين عبارة عن “هياكل عظمية”، وفي حالات أخرى شاهدت هذه الكلاب تنهش جثامين أخرى، وكان ذلك في مناطق مثل حي الزيتون والشجاعية وتل الهوا ومنطقة جباليا وتل الزعتر وبيت حانون وفي بعض المناطق الشرقية لخان يونس ورفح”.
وشدد البيان على أن “المواثيق والأعراف الدولية تقر بالحماية القانونية للقتلى، وتمنح ذويهم الحق في معرفة مصيرهم من خلال جمع المعلومات والبيانات وكافة الوثائق المتعلقة بالقتلى؛ إذ يجب أن يمكن ذويهم من البحث والاستقصاء لمعرفة مصيرهم أو طلب معلومات دقيقة ومفصلة عن أماكن دفنهم، وهذا ما أكدت عليه المادة (17) من اتفاقية “جنيف” الأولى لعام 1949، وكذلك في البرتوكول الإضافي الأول الملحق بهذه الاتفاقيات الصادر عام 1977 أكدت المادة (32) على هذه الأحكام وكفلت أحكام القانون الدولي الإنساني العرفية حماية خاصة للقتلى نفسهم، واحترام قدسية جثث القتلى وعدم المساس بها أو تشويهها أو التلاعب بها أو حرقها”.
وأضاف: “إن اتفاقيات “جنيف” واضحة، حيث تقضي بوجوب معاملة الموتى بكرامة وإنسانية، وتحظر بشكل صارم الأفعال التي تشوه أو تحط من قدر الجثث، وكذلك فإن نظام روما الأساسي يصنف أفعال الاعتداء على الكرامة الشخصية بما في ذلك المعاملة المهينة والحاطة بكرامة الموتى، باعتبارها جرائم حرب”.
ووفقا للبيان فإن الجيش الإسرائيلي يمنع تمكين طواقم الدفاع المدني من الوصول إلى جثامين آلاف القتلى بعد أن تحللت تحت أنقاض المنازل التي دمرها فوق سكانها، وعمد على تدمير كافة الأجهزة ومعدات الحفر الثقيلة للحيلولة دون الوصول إليها ودفنها بكرامة”.
وأكد البيان على ضرورة تحرك التحرك العاجل للدول والأطراف الموقعة على إتفاقية “جنيف” الرابعة، وإلزام إسرائيل بإحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني”.
وطالب البيان للجنة الدولية للصليب الأحمر بممارسة الضغط على إسرائيل لتطبيق دليل التعامل مع الجثث في أوقات الحروب؛ لما يضمن استمرار تقديم خدماتنا الانسانية.
كما طالب منظمة الصحة العالمية بالضغط على إسرائيل لإتباع الإجراءات المعيارية والمقياسية لإدارة الجثث والجثامين؛ بما يضمن كرامة الموتى وفق الأدلة المعيارية الصادرة عن منظمات الأمم المتحدة.
وفي الختام شدد البيان على “ضرورة منح طواقم الدفاع المدني وفرق الإغاثة الطبية حقها في التحرك بحرية في مناطق النزاع وفق البروتوكولات الدولية، والتعامل الفوري مع جثامين القتلى المنتشرة في شوارع قطاع غزة، والذين بات جزء منهم شهداء بعد أن كانوا مصابين”.