سلطت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الضوء على تطورات الحرب، بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في غزة، والتي دخلت يومها الـ67، في غياب أي مؤشر عن إمكانية توقف العدوان الجنوني من قبل جيش الاحتلال على ما تبقي من سكان القطاع الذين يعيشون ظروف مأساوية. 

وخلف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، حتى مساء الإثنين 18205 قتلى و49645 جريحا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة" 

ووفق تقرير ميداني أجراه جيريمي بوين مراسل "بي بي سي" للشؤون الدولية من إسرائيل، فإن إسرائيل عازمة على مواصلة عدوانها من أجل تحقيق هدفيها المعلنين وهما القضاء على حماس وإعادة أسراها القطاع.

 

بينما في المقابل تظهر حقيقة تواصل استهداف تل أبيب بالصواريخ القادمة من غزة أن حماس لم تهزم بعد حتى الآن. 

كل شيء تغير 

وأوضح المراسل أنه في الوقت التي عادت فيه الحياة لطبيعتها بطريقة أو أخرى في وسط إسرائيل، وهي المنطقة الواسعة من الأرض الواقعة بين القدس وتل أبيب، فإن سماء العاصمة لا تزال تشهد ظهور صواريخ القسام. 

وأشار إلى تل أبيب تعيش في حالة رعب وفوضى بشكل متواصل، بسبب الصواريخ التي يتواصل إطلاقها من غزة منذ أكثر من شهرين، إذ يهرع السكان إلى المخابئ وتسبب حالة الارتباك في عدد من الحوادث، لاسيما بعد الانفجارات المدوية الناتجة عن اعتراض غالبية القذائف وسقوطها على الأرض أو المباني. 

وأوضح المراسل أن حالة الارتباك الناتجة عن إطلاق صواريخ عزة يدل على عمق الصدمة التي ألحقتها حماس بإسرائيل، وهو بلا شك خبر جيد لقادة حماس، الذين تعتقد إسرائيل أنهم موجودون في مكان ما تحت غزة، في جزء من نظام الأنفاق. 

وتعليقا على تلك الأوضاع غير المسبوقة، قال عاموس يادلين وهو طيار سابق تقاعد وهو في منصب رئيس للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، "بادئ ذي بدء، انسَ كل ما ظننت أنك تعرفه عن إسرائيل قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول. لقد تغير كل شيء". 

مزيد من الوقت 

ووفق بوين فإن يادلين الذي لايزال يقدم المشورة لخلفائه في الجيش الإسرائيلي، يعتقد أن إسرائيل لا تزال تحتاج إلى مزيد من الوقت لتحقيق أهدافها الطموحة في غزة، والمتمثلة في إعادة أسراها والقضاء على قادة حماس واقتلاع تشكيلها العسكري حتى لا يتعرض الإسرائيليون للتهديد مرة أخرى.  

ورغم استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار أممي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة حتى تتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها، لكنها أشارت فيما بعد أن إسرائيل يجب أن تنهي ما ما تريد في القطاع خلال أسابيع وليس أشهر. 

واعتبر  يادلين أن مهلة الأسابيع غير كافية ولا يمكن لإسرائيل تحقيق أهدافها فيها، معقبا "إذا كان هناك وقف لإطلاق النار دون إعادة بقية الأسرى فلن يكون هناك وقف لإطلاق النار". 

اقرأ أيضاً

نتنياهو عن سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة: لن أسمح بأن يكون القطاع بعد الحرب "فتحستان"

ووفق المراسل البريطاني فإن إسرائيل تمتلك جيشاً قوياً للغاية وتحظى بدعم الولايات المتحدة، ولكنها تكتشف أنه على الرغم من اقتناعها العميق بأنه ليس لديها خيار آخر غير تدمير غزة للقضاء على حماس، فإن حلفائها ومنتقديها يشعرون بالفزع إزاء الطريقة التي قتلت بها أكثر من 18 ألف فلسطيني، ربما كان نصفهم من الأطفال. 

وخلال تصاعد المعركة مع حماس، اكتشفت إسرائيل أيضاً، كما حذر الأمريكيون وآخرون، أن قتال عدو مصمم ومجهز في منطقة مبنية هو من أصعب المهام العسكرية. 

وكما أشار عاموس يدلين، يبدو أن الإسرائيليين مصممون على المضي قدمًا في الانتقادات للوصول إلى أهدافهم. وبعد ذلك تأتي القضية الشائكة المتعلقة بالحكم وإعادة إعمار غزة. 

وقال السيد يادلين إنه لن يكون هناك احتلال إسرائيلي طويل الأمد لغزة، ولكن إذا لم يتغير تصميم القيادة الحالية على السيطرة على القطاع في المستقبل المنظور، فإن الاحتلال يبدو مؤكدا 

معاناة المدنيين  

وذكر مراسل بي بي سي، أن يادلين قارن مرارا حرب إسرائيل ضد حماس بالحرب العالمية الثانية، من أجل الدفاع عن العدد الهائل من عمليات القتل التي تقوم بها إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، ويشير إلى أن القضاء على حماس أمر حيوي لمستقبل إسرائيل. 

وفي إشارة إلى تدمير مدينة دريسدن في ألمانيا على يد سلاح الجو الملكي البريطاني عام 1945، قال يدلين: "لقد قصفتم مدينة دريسدن بـ 120 ألف شخص، وقتلتم النساء والأطفال. 

ونحن نحاول تجنب هذه الأضرار الجانبية، نطلب منهم المغادرة "نطلب منهم التوجه إلى الجزء الجنوبي من غزة." 

وأوضح المراسل البريطاني أن إسرائيل تقصف أيضًا المناطق التي قالوا للفلسطينيين إنها ستكون آمنة، لكن  يادلين أصر على أن جيش الاحتلال يقصف حماس، وليس المدنيين. 

وقال يادلين: "لا، لم نقصفهم. لقد قصفنا أهداف حماس. فقط أهداف حماس وحماس تستخدمها كدرع بشري" 

ورفض يادلين انتقادات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن إسرائيل تقتل عددًا كبيرًا جدًا من المدنيين الفلسطينيين، قائلا إن: إسرائيل كانت أكثر حرصا بشأن تجنب سقوط ضحايا من المدنيين مما كانت عليه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عندما كانتا تقصفان الجماعات الجهادية في سوريا والعراق. 

اقرأ أيضاً

نيويورك تايمز تتهم إدارة بايدن بتجاهل خسائر المدنيين في غزة وتذكرها بحرب أوكرانيا

 

المصدر | جيريمي بوين/ بي بي سي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الحرب الإسرائيلية على غزة القضاء على حماس معاناة سكان غزة بی بی سی فی غزة

إقرأ أيضاً:

تل أبيب تزعم أن إحدى الجثث التي تسلمتها بغزة ليست لأسير إسرائيلي

زعم الجيش الإسرائيلي، فجر الجمعة، أن إحدى الجثث التي تسلمها من الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة الخميس، ليست لأسير إسرائيلي، فيما تتواصل الانتقادات الداخلية ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب إدارة ملف الأسرى.

 

وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي: "خلال عملية التشخيص التي أجراها المعهد العدلي، تبيّن أن إحدى الجثث التي تم تسليمها الخميس لا تعود لشيري بيباس، ولا لأي محتجز أو محتجزة آخرين"، واصفًا الجثة بأنها "مجهولة الهوية ولم يتم التعرف عليها بعد".

 

وادعى البيان أن جثة شيري بيباس لا تزال في قطاع غزة، وزعم أنه تم التعرف على جثتي طفليها أرئيل وكفير، مدعيًا أنهما قُتلا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 على يد مسلحين فلسطينيين.

 

في المقابل، أكدت حركة "حماس" زيف الرواية الإسرائيلية، حيث أعلنت الخميس، أن الجثث الثلاث التي تم تسليمها تعود إلى شيري سلفرمان بيباس وطفليها، الذين قتلوا جراء قصف إسرائيلي على غزة في 29 نوفمبر 2023.

 

وكان رئيس معهد الطب العدلي الإسرائيلي، خان كوجل، أعلن الخميس أن إحدى الجثث تعود للأسير الإسرائيلي عوديد ليفشيتس.

 

من جهته، قال أبو بلال، الناطق باسم "كتائب المجاهدين" الذراع العسكري لـ"حركة المجاهدين" الفلسطينية، إن مقاتلي فصيله هم من أسروا أفراد عائلة بيباس الثلاثة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

 

وأضاف: "حُفظت حياتهم وعوملوا وفق تعاليم الإسلام قبل أن يتم قصفهم بصواريخ الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى مقتلهم واستشهاد المجموعة التي كانت تحتجزهم".

 

وسبق أن حذرت حركة "حماس" أكثر من مرة من أن الجيش الإسرائيلي قصف أماكن احتجاز الأسرى الإسرائيليين خلال الحرب، متهمةً نتنياهو بالسعي إلى التخلص منهم لمنع استخدامهم كورقة تفاوض ضده.

 

وعقب تسليم جثامين الأربعة الخميس، حملت الحركة الجيش الإسرائيلي المسؤولية عن مقتلهم، قائلةً إن الفصائل "عاملتهم بإنسانية وحاولت إنقاذهم"، كما أشارت إلى أن القصف الإسرائيلي أسفر عن مقتل 17 ألفًا و881 طفلًا فلسطينيًا في غزة.

 

وقالت الحركة في بيان: "يتباكى المجرم نتنياهو اليوم على جثامين أسراه الذين عادوا إليه في توابيت، في محاولة مكشوفة للتنصل من مسؤولية قتلهم".

 

ولفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يواجه غضبًا متصاعدًا في الشارع الإسرائيلي بعد عودة الأسرى في نعوش للمرة الأولى ضمن صفقة التبادل الجارية.

 

وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، فإن تصاعد الانتقادات أجبر نتنياهو على التراجع عن المشاركة في مراسم استقبال جثامين الأسرى الأربعة، بعدما كان يسعى إلى استغلال الحدث سياسيًا، لكن الأمر تحول إلى نقمة عليه وسط اتهامات له بإطالة أمد الحرب وعرقلة صفقات التبادل.

 

وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والتي تتضمن ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يومًا، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل استكمال المرحلة الجارية.

 

ولا تزال إسرائيل تماطل في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كان من المفترض أن تبدأ في 3 فبراير/ شباط الجاري، رغم أن المرحلة الأولى تتضمن تسليم تل أبيب 33 أسيرًا إسرائيليًا، بينهم أحياء وأموات.

 

وحتى الآن، تسلمت إسرائيل 19 أسيرًا حيًا و4 جثث، ومن المقرر أن تتسلم السبت 6 أسرى أحياء، إضافة إلى 4 جثامين أخرى الأسبوع المقبل، لتنتهي المرحلة الأولى من الاتفاق.

 

في المقابل، أفرجت إسرائيل عن 1135 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم عشرات ممن صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد، ومن المتوقع أن تفرج عن 602 آخرين خلال الأسبوعين المقبلين، ليصل إجمالي المفرج عنهم ضمن المرحلة الأولى إلى 1737 أسيرًا فلسطينيًا.

 

وبدعم أمريكي، شنت إسرائيل حربًا على غزة بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، أسفرت عن أكثر من 160 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، وفق معطيات فلسطينية.


مقالات مشابهة

  • معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: حماس أذلت “إسرائيل” عسكريا وأفشلت قطار التطبيع 
  • مع اقتراب شهر رمضان.. معاناةُ اليمنيين تتفاقم مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة! (تقرير خاص)
  • في ظل تفاقم معاناة الأهالي.. الإعلام الحكومي بغزة ينفي إدخال بيوت متنقلة للإيواء مطلقا
  • انفجارات تهزّ تل أبيب.. إسرائيل تعلن: إحدى الجثث التي تم تسليمها «مجهولة الهوية» وتتوعد!
  • تل أبيب تزعم أن إحدى الجثث التي تسلمتها بغزة ليست لأسير إسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي تسلمتها إسرائيل من حماس ليست للرهينة شيري بيباس
  • إسرائيل تؤكد هوية أحد الجثامين التي استلمتها من حماس
  • إسرائيل تواصل عملياتها العسكرية في مخيمات شمالي الضفة الغربية
  • الكشف عن عدد الجثامين التي تحتجزها إسرائيل
  • الصليب الأحمر يتسلم جثامين 4 صهاينة في غزة (تقرير مفصل)