الأمة الإسلامية ووحدة الصف
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
خالد بن أحمد الأغبري
عانت الأمة العربية والإسلامية الكثير من الانكسارات والخيانات في صفوفها ومن أذرع المنافقين التي تمتد إلى عمق استراتيجياتها في مشاهد متكررة طغت عليها تلك النفوس المريضة التي تدار من قبل مجموعة من هذه الأذرع؛ وهي تقف وراء كل عمل من شأنه إعادة صياغة مواقف الدول الإسلامية المتأرجحة بين سياسة الانبطاح والتطبيع وبين القوة الإيمانية الفاعلة والقرارات السيادية النافذة.
كل ذلك فيما يتعلق بقضايا الأمة المصيريّة ومنظومتها الدينية والتشريعية والتي من شأنها تعزيز مكانتها وقدراتها الذاتية ومحاولة إعادة بناء حضارتها وانتشالها من بؤر الفساد الأخلاقي وما يحاك ضدها بشكل أو بآخر، من أجل أن تبقى مهزومة ومكبلة داخل تلك الدوائر المغلقة نتيجة تصرفات وإنحراف البعض ممن كان يفترض أن تأخذه الحمية الإيمانية ويفرض نفسه ليكون بديلًا إستراتيجيًا يعول عليه في بناء مستقبل هذه الأمة.
لكنه بالرغم من تلكم العوامل والخطوط الواضحة ومساراتها التي تحددت آفاقها وهيكلتها حسبما أراده الله لها لتكون حاضنة لما يحقق أهدافها وغاياتها وصولا بها إلى ذلك المستوى الأصيل والرفيع الذي تتشكل من خلاله قواعد ومرتكزات الفطرة السليمة وفقًا لمنهج خالقنا سبحانه وتعالى وشريعته السمحة، وبالرغم من المساعي الإيجابية التي تبذل بين وقت وآخر من قبل بعض الأطراف المخلصة من داخل المحيط الإسلامي، إلّا أن لغة الكراهية والتطرف تبقى ذات تأثير سلبي في الحياة المجتمعيّة؛ حيث إنها تعتمد على نقل تلك الصورة المشوهة والباهتة عبر قنواتها الخاصة ونظرتها الضيقة ويبقى وضعها مُخيفًا إلى حد التذمر والاحتقان الذي لا تحمد عقباه ويبقى إيمانها بقضاياها هشا ليس له ثوابت عقدية ويبقى سلوكها خاضعا لمتغيرات سلوك وأخلاقيات الآخرين.
وعندما يتفحص الإنسان ويدقق في حيثيات المواقف التي تتخذها الأمة تجاه هذه القضايا يجد من أنها تتعرض لفلترة من قبل أعدائها وهي مستوحاه بشكل مباشر من قبل تلك الأنظمة التي تسيطر على مجمل تحركات الدول الإسلامية لكي تفرض عليها إملاءاتها وقرراتها لا تفلت من قبضتها وتكون لها مواقف سياسية مستقلة خارجة عن تعليماتها وهيمنتها وهو أمر في غاية الخطورة من عدة جوانب ومن بينها تعميق الخلافات بين هذه الدول وإثارة القلاقل والنزاعات والفتن ما ظهر منها وما بطن.
وبذلك أصبح الإسلام عرضة لانتهاك حقوقة ومحاربة مبادئه وقيمه وثوابته، بالإضافة إلى استهداف المسلمين بشتى الطرق والوسائل الدخيلة التي لا تليق بسلوكهم وأخلاقياتهم بعد ما كانوا يشكلون قوة كبرى لصد أي عدوان خارجي، وقد أخذوا على عاتقهم تحمل مسؤولية إقامة العدل والمساواة وبث روح التسامح والعمل بمقتضيات شريعة الخالق جلت قدرته، في مقابل تطهير الأرض من الفساد والمفسدين والظلم والظالمين واحترام حقوق الإنسان في مختلف جوانب الحياة.
إن التطورات الأخيرة وما يشهده العالم من تطهير عرقي ومجازر وحشية وإبادة جماعية وسفك دماء الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن، بالأفعال المشينة والهمجية والعنجهية العنصرية دون وجه حق، وتوصيف المقاومات المشروعة ضد الاحتلال، بالإرهاب في غطاء علني لما تقوم به الصهيونية وأعوانها، من مخالفات واضحة وجلية للقيم الأخلاقية وانتهاك حقوق الإنسان، فالدول الإسلامية بمنظومتها الحالية تفتقر إلى نظرة شاملة وواعية ودراسة معمقة للتطورات والأحداث الراهنة حتى تعيد هيكلتها وتقيّم مصالحها وتنظّم علاقاتها وتضع لنفسها خارطة طريق واضحة ومستقلة ترتكز على سياسات متحررة وقائمة بذاتها، وثقة ببنية بين أطرافها تتبنى مشروعا وحدويا لمواجهة تلك التحديات والتداعيات التي تفرض عليها من خارج مكوناتها الدينية والسياسية والاقتصادية، فإياكم والاتكالية وإياكم وسياسة الانبطاح، فعدوكم يتربص بكم الدوائر وينتهك حقوق أمتكم ويقتل إخوانكم في غزة وفي فلسطين.
هذه الأحداث التي تتجلى أمامنا حاليًا ينبغي أن نأخذ منها دروسا وعبرة للقيام بواجباتنا والعمل على بناء جسور المحبة والوئام والتسامح فيما بين مجتمعاتنا الإسلامية ومكوناتنا القومية من أجل توحيد صفوف الأمة الإسلامية والاعتصام بحبل الله المتين؛ فالأمة الإسلامية بحاجة إلى توافق في الرؤى وعمل مشترك ونظرة ايجابية من أجل تطهير النفوس من الدرن، والحقد والعنصرية والكراهية، والله من وراء القصد.
"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" صدق الله العظيم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة يتفقد نقطة الإسعاف السريع ووحدة مركز طب أسرة مغاغة بمحافظة المنيا
تفقد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، يرافقة اللواء عماد الكدواني، محافظ المنيا، اليوم السبت، نقطة إسعاف سريع مغاغة، ووحدة مركز طب أسرة مغاغة، وذلك في إطار جولاته الميدانية لمتابعة سير العمل بالمنشآت الصحية، ومتابعة معدلات التنفيذ بالمشروعات الصحية الجاري تنفيذها.
وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الوزير بدأ جولته بتفقد نقطة إسعاف سريع مغاغة، والتي تقع على طريق “القاهرة - أسوان” الزراعي، ضمن مشروعات حياة كريمة لتطوير ورفع كفاءة مرافق الإسعاف بمحافظة المنيا.
وقال «عبد الغفار» إن نقطة إسعاف سريع مغاغة تعمل بقدرة 4 سيارات إسعاف، وتخدم مركز ومدينة مغاغة وطريق “القاهرة - أسوان” الزراعي.
وأضاف أن الوزير شدد على تجهيز جميع نقاط الإسعاف على الطرق السريعة بمحافظة المنيا، للتعامل السريع مع حوادث الطرق، حيث يبلغ عدد وحدات حياة كريمة المرحلة الأولى بمحافظة المنيا 33 وحدة إسعاف.
وحدة مركز طب أسرة مغاغةوأوضح «عبد الغفار» أن الوزير تابع جولته بتفقد وحدة مركز طب أسرة مغاغة، حيث تفقد غرفة الصحة الإنجابية، وتأكد من توافر جميع الوسائل، موجهًا بتكثيف حملات طرق الأبواب والتي تختص بالتوعية بأهمية الصحة الإنجابية.
كما حرص الوزير أثناء جولته على التحدث مع المواطنين المترددين على الوحدة، لمعرفة مدى رضاهم عن الخدمات المقدمة لهم.
ولفت «عبد الغفار» إلى أن الوزير تفقد عيادة الأسنان، واطلع على جدول تردد المرضى، والتداخلات التي تمت للمرضى، مؤكدًا حرص الوزارة على تسخير جميع الإمكانيات، وتوفير جميع المستلزمات، لتقديم أفضل الخدمات الطبية، والتدخلات الجراحية للمترددين على عيادات الأسنان بالوحدات الصحية على مستوى الجمهورية.
كما وجه الوزير بالتسويق لخدمات عيادة الأسنان لخدمة أعداد أكبر من المواطنين.
ونوه «عبد الغفار» إلى أن الوزير تفقد صيدلية الوحدة، وتأكد من توافر مخزون كافٍ من المستلزمات الدوائية، كما تابع منظومة ميكنة صرف الألبان، وكذلك توافر مخزون كافٍ من الألبان العلاجية، واطلع على معدلات صرف الألبان العلاجية، واطمأن على تطبيق إجراءات صرف الألبان لمستحقيها، كما تفقد غرفة المشورة الأسرية التي تقدم خدمات التوعية بالرضاعة الطبيعية، واطمأن على سير العمل بها لضمان استمرارية خفض معدلات صرف الألبان الصناعية.
يذكر أن مركز طب أسرة مغاغة يخدم 35259 مواطنا ويقدم الخدمات الطبية بالعيادة الخارجية، بالإضافة إلى التطعيمات، وخدمات المبادرات رئاسية، ومتابعة الحوامل، ومتابعة أطفال، وعيادة أسنان، ومعمل، والصحة الإنجابية، وتقديم المشورة، وبلغ اجمالي المترددين على المركز خلال شهر مارس الجاري 1179 مواطنا.
رافق الوزير خلال الجولة، الدكتور أنور إسماعيل، مساعد الوزير للمشروعات القومية، والدكتور بيتر وجيه، رئيس قطاع الطب العلاجي، والدكتورة مها إبراهيم، رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، والدكتورة رشا خضر، رئيس قطاع الرعاية الأساسية وتنمية الأسرة، والدكتور محمد زيدان، رئيس الإدارة المركزية للطب العلاجي ومدير إدارة المجالس الطبية المتخصصة، والدكتور محمد الصدفي، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة، والدكتور محمد عبد الحكيم، مدير مديرية الشئون الصحية بالمنيا، والدكتور ياسر الحسيني، مدير مرفق إسعاف محافظة المنيا.