جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-05@10:15:01 GMT

الأمة الإسلامية ووحدة الصف

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

الأمة الإسلامية ووحدة الصف

 

خالد بن أحمد الأغبري

 

عانت الأمة العربية والإسلامية الكثير من الانكسارات والخيانات في صفوفها ومن أذرع المنافقين التي تمتد إلى عمق استراتيجياتها في مشاهد متكررة طغت عليها تلك النفوس المريضة التي تدار من قبل مجموعة من هذه الأذرع؛ وهي تقف وراء كل عمل من شأنه إعادة صياغة مواقف الدول الإسلامية المتأرجحة بين سياسة الانبطاح والتطبيع وبين القوة الإيمانية الفاعلة والقرارات السيادية النافذة.

كل ذلك فيما يتعلق بقضايا الأمة المصيريّة ومنظومتها الدينية والتشريعية والتي من شأنها تعزيز مكانتها وقدراتها الذاتية ومحاولة إعادة بناء حضارتها وانتشالها من بؤر الفساد الأخلاقي وما يحاك ضدها بشكل أو بآخر، من أجل أن تبقى مهزومة ومكبلة داخل تلك الدوائر المغلقة نتيجة تصرفات وإنحراف البعض ممن كان يفترض أن تأخذه الحمية الإيمانية ويفرض نفسه ليكون بديلًا إستراتيجيًا يعول عليه في بناء مستقبل هذه الأمة.

لكنه بالرغم من تلكم العوامل والخطوط الواضحة ومساراتها التي تحددت آفاقها وهيكلتها حسبما أراده الله لها لتكون حاضنة لما يحقق أهدافها وغاياتها وصولا بها إلى ذلك المستوى الأصيل والرفيع الذي تتشكل من خلاله قواعد ومرتكزات الفطرة السليمة وفقًا لمنهج خالقنا سبحانه وتعالى وشريعته السمحة، وبالرغم من المساعي الإيجابية التي تبذل بين وقت وآخر من قبل بعض الأطراف المخلصة من داخل المحيط الإسلامي، إلّا أن لغة الكراهية والتطرف تبقى ذات تأثير سلبي في الحياة المجتمعيّة؛ حيث إنها تعتمد على نقل تلك الصورة المشوهة والباهتة عبر قنواتها الخاصة ونظرتها الضيقة ويبقى وضعها مُخيفًا إلى حد التذمر والاحتقان الذي لا تحمد عقباه ويبقى إيمانها بقضاياها هشا ليس له ثوابت عقدية ويبقى سلوكها خاضعا لمتغيرات سلوك وأخلاقيات الآخرين.

وعندما يتفحص الإنسان ويدقق في حيثيات المواقف التي تتخذها الأمة تجاه هذه القضايا يجد من أنها تتعرض لفلترة من قبل أعدائها وهي مستوحاه بشكل مباشر من قبل تلك الأنظمة التي تسيطر على مجمل تحركات الدول الإسلامية لكي تفرض عليها إملاءاتها وقرراتها لا تفلت من قبضتها وتكون لها مواقف سياسية مستقلة خارجة عن تعليماتها وهيمنتها وهو أمر في غاية الخطورة من عدة جوانب ومن بينها تعميق الخلافات بين هذه الدول وإثارة القلاقل والنزاعات والفتن ما ظهر منها وما بطن.

وبذلك أصبح الإسلام عرضة لانتهاك حقوقة ومحاربة مبادئه وقيمه وثوابته، بالإضافة إلى استهداف المسلمين بشتى الطرق والوسائل الدخيلة التي لا تليق بسلوكهم وأخلاقياتهم بعد ما كانوا يشكلون قوة كبرى لصد أي عدوان خارجي، وقد أخذوا على عاتقهم تحمل مسؤولية إقامة العدل والمساواة وبث روح التسامح والعمل بمقتضيات شريعة الخالق جلت قدرته، في مقابل تطهير الأرض من الفساد والمفسدين والظلم والظالمين واحترام حقوق الإنسان في مختلف جوانب الحياة.

إن التطورات الأخيرة وما يشهده العالم من تطهير عرقي ومجازر وحشية وإبادة جماعية وسفك دماء الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن، بالأفعال المشينة والهمجية والعنجهية العنصرية دون وجه حق، وتوصيف المقاومات المشروعة ضد الاحتلال، بالإرهاب في غطاء علني لما تقوم به الصهيونية وأعوانها، من مخالفات واضحة وجلية للقيم الأخلاقية وانتهاك حقوق الإنسان، فالدول الإسلامية بمنظومتها الحالية تفتقر إلى نظرة شاملة وواعية ودراسة معمقة للتطورات والأحداث الراهنة حتى تعيد هيكلتها وتقيّم مصالحها وتنظّم علاقاتها وتضع لنفسها خارطة طريق واضحة ومستقلة ترتكز على سياسات متحررة وقائمة بذاتها، وثقة ببنية بين أطرافها تتبنى مشروعا وحدويا لمواجهة تلك التحديات والتداعيات التي تفرض عليها من خارج مكوناتها الدينية والسياسية والاقتصادية، فإياكم والاتكالية وإياكم وسياسة الانبطاح، فعدوكم يتربص بكم الدوائر وينتهك حقوق أمتكم ويقتل إخوانكم في غزة وفي فلسطين.

هذه الأحداث التي تتجلى أمامنا حاليًا ينبغي أن نأخذ منها دروسا وعبرة للقيام بواجباتنا والعمل على بناء جسور المحبة والوئام والتسامح فيما بين مجتمعاتنا الإسلامية ومكوناتنا القومية من أجل توحيد صفوف الأمة الإسلامية والاعتصام بحبل الله المتين؛ فالأمة الإسلامية بحاجة إلى توافق في الرؤى وعمل مشترك ونظرة ايجابية من أجل تطهير النفوس من الدرن، والحقد والعنصرية والكراهية، والله من وراء القصد.

"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" صدق الله العظيم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«مستقبل وطن»: رسائل الرئيس السيسي اليوم بمثابة دعوة لاستلهام وحدة الصف

قال المستشار شعبان رأفت عبد اللطيف، أمين الشئون القانونية المركزية لحزب مستقبل وطن، إن مصر تتبنى القضية الفلسطينية وتأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حفل تخرج الكليات العسكرية اليوم خير دليل على ذلك.

مصر لم ولن تتخلى عن القضية الفلسطينية

وأكد أمين الشئون القانونية المركزية لحزب مستقبل وطن، في بيان، أن مصر لم ولن تتخلى عن القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن العلاقات المصرية الإماراتية تتميز برسوخها ومتانتها والتاريخ خير شاهد على ذلك، وهو ما ظهر جليا في حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حضور فعاليات حفل تخرج دفعة جديدة من الأكاديمية والكليات العسكرية 2024، على الحضور رغم مشاغله.

وأوضح أن العلاقات بين البلدين شهدت دفعة كبيرة منذ تولي الرئيس السيسي، حيث أصبحت نموذجاً يحتذى في العلاقات العربية، وأدت العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين إلى زيادة التعاون، وأن قوة تلك العلاقات على الصعيد الاقتصادي تترجم البنيان المتين لتلك العلاقات على الصعيدين التاريخي والسياسي.

وأشار أمين الشئون القانونية لحزب مستقبل وطن، إلى أن الإمارات تُعد أكبر دولة مستثمرة في السوق المصرية، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 68 مليار دولار خلال 22 عاما فقط، وتتميز العلاقات بين البلدين أيضا بالدعم المتبادل في العديد من المواقف سواء الداخلية أو الإقليمية أو الدولية، وهناك تطابق في الرؤى والأفكار بين قيادة البلدين، وتحتل الإمارات المرتبة الأولى بين الدول العربية والأجنبية المستثمرة في مصر.

بلادنا راسخة صامدة وسط منطقة تموج بالمخاطر

من جانبه، قال عبد الله السعيد أمين مساعد العمل الجماهيري بحزب «مستقبل وطن»، إن كلمة الرئيس السيسي خلال حفل تخرج دفعات جديدة من طلاب الكليات العسكرية، حملت رسالة طمأنة للمصريين على مستقبل وطنهم، وأن بلادنا راسخة صامدة وسط منطقة تموج بالمخاطر.

مصر لا تنسى أبناءها المخلصين

أضاف في بيان، أن رسائل الرئيس السيسي بمثابة دعوة لاستلهام العزيمة والإصرار والتحدي ووحدة الصف وروح انتصارات أكتوبر المجيدة لتكون الزاد الحقيقي في مواجهة التحديات الراهنة.

أشار إلى أن تكريم الرئيس السيسي لروح الزعيم الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام يؤكد للجميع أن مصر لا تنسى أبناءها المخلصين ورجالها الأبطال الذين حملوا راية استرداد الأرض والعرض.

تعيين طالب بالأكاديمية العسكرية بعد وفاته أثناء السنة النهائية

وتابع: «شعرت بمزيد من الفخر والاعتزاز بمؤسستنا العسكرية الوطنية التي دائما ما تكون رمزًا وطنياً حقيقياً وذلك حينما صدق الرئيس على تعيين طالب بالأكاديمية العسكرية بعد وفاته أثناء السنة النهائية».

مقالات مشابهة

  • مدارس كفر الشيخ تحتفل باليوم العالمي للمعلم
  • «التعليم» تستعرض نماذج من المناهج تناولت انتصار حرب أكتوبر
  • مصارحة قبل المصالحة!
  • محمد علي حسن: الاغتيالات تطول الصف الثالث من حزب الله بعد حسن نصر الله
  • بالفيديو.. إيران تعرض الصواريخ التي قصفت إسرائيل وخامنئي: ما قمنا به الحدّ الأدنى من العقاب
  • «مستقبل وطن»: رسائل الرئيس السيسي اليوم بمثابة دعوة لاستلهام وحدة الصف
  • فعالية تأبين شهيد الأمة الإسلامية السيد حسن نصر الله في أمانة العاصمة
  • الهيئة النسائية بأمانة العاصمة تنظم فعالية تأبين شهيد الأمة الإسلامية السيد حسن نصرالله
  • الهيئة النسائية بالأمانة تنظم فعالية تأبين شهيد الأمة الإسلامية السيد حسن نصر الله
  • رابط الحصول على كتب وزارة التربية والتعليم pdf 2024