جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-05@09:28:58 GMT

حالات ومسارات

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

حالات ومسارات

 

مدرين المكتومية

 

تستهويني بشدة الكتابة عن النفس وما يجول داخلها من خواطر وأفكار، والبحث عن تفسيرات منطقية أو حتى شعورية حول سلوكيات الإنسان ومشاعره وأحساسيه تجاه نفسه وتجاه الآخرين، وكيف يتأثر المرء منَّا بما يجري من حوله؛ سواء في محيطه الاجتماعي الخاص أم المحيط العام.

هنا أجدني أغوص في أعماق النفس البشرية، أبحث عن المختلف، وغير المألوف في علاقات البشر ببعضهم البعض، أسعى لفهم هوية واستيعاب كينونة الذات ومن حولها.

وحتى لا أخوضُ كثيرًا في التنظير، أودُ هنا التوضيح بأنَّ هناك نظرتين شائعتين في حياة أي إنسان؛ الأولى: نظرة ذاتية، تتأمل في الشخصية، والثانية: موضوعية، تنظر إلى الآخر وتقتفي أثره.

وبالحديث عن النظرة الذاتية، أعتقد أنَّ كل إنسان يرى في نفسه فردًا يعيش في هذا المجتمع يؤثر ويتأثر به، فمثلاً الموظف في بيئة عمله، يلتقي يوميًا بزملائه ورؤسائه، ويتفاعل معهم ويؤثر فيهم ويؤثرون فيه، لكن في اللحظة التي تتباين الآراء وتتداخل المواقف وربما المصالح، يصبح هذا التأثير سلبيًا، وذلك التأثر غير مُثمِر. وهنا يجب على المرء منّا أن يضع حدًا فاصلًا بين ما هو شخصي وما هو وظيفي، فاختلاف وجهات النظر مع زملاء العمل بل وحتى الرؤساء، لا يعني بأي حال من الأحوال إساءة شخصية لأي طرف. فعندما أطلب من زميل العمل أداء مُهمة بعينها ويعتذر عن القيام بها، لأسباب قد تكون موضوعية أو لا تكون، فلا ينبغي اعتبار الأمر بأنه رفض تجاه من أصدر التكليف أو الأمر الوظيفي، وهنا الحل يكون في اتباع الإجراءات التأديبية وفقًا لما تنص عليه اللوائح الداخلية في كل مؤسسة، أو حتى بما يتوافق مع قانون العمل.

ولذلك أُخبر زملائي دائمًا أن علينا أن نُنحي الخلافات الشخصية جانبًا، وأن أي تباين في الآراء بشأن كيفية أداء العمل لا يتعلق بالأشخاص، بل بطريقة الإدارة، وهو حق مكفول لكل موظف ومدير ورئيس.

وحتى على مستوى العلاقات الخاصة الشخصية، يجب أن يكون الاحترام والتقدير بمثابة القاعدة التي تتأسس عليها العلاقة، وحقيقةً أندهش كثيرًا من العلاقات التي تخلو من الاحترام أو يتراجع فيها مستوى التقدير، فما الذي يُجبر إنسان على إقامة علاقة منزوعة الاحترام؟! وهنا لا أجدُ سبيلًا سوى الحُب والود ليكونا أساسين من أساسيات أي علاقة، فالحُب هو الذي يمنحنا الأسباب الكافية من أجل مواصلة العلاقة مع الطرف الآخر. والحب الذي أتحدث عنه ليس هذا الحب الغريزي، بل الحب الفطري الذي يتحقق بين شخصين أو مجموعة من الأشخاص بطريقة لا إرادية، أو كما نقول في العامية "حب لله في لله". هذا النوع من العلاقات يمنحنا الشعور بالدفء والفرحة، يُعزز في داخلنا السعي نحو تقديم الأفضل في حياتنا، سواء وظيفيًا أو شخصيًا أو عائليًا، فلا يُمكن تصوُّر الحياة دون محبة الآخرين، ولذلك استغرب للغاية من أولئك الذين يعيشون حياتهم في عراك وخلاف مع جميع من حولهم، وأتساءل في نفسي: كيف يتحمل هؤلاء تلك القسوة في الحياة، ولماذا يقسون على أنفسهم هكذا؟

لقد تولّدت لديَّ قناعة لا تتزحزح بأننا يجب أن نحافظ على علاقات طيبة ووطيدة مع الجميع، وأن نتبع أسلوب التجاهل مع أولئك الذين يُصرون على الاحتكاك بنا ومضايقتنا، لأننا إذا توقفنا عند كل ما يقومون به من تصرفات، سنجد أنفسنا وقد خسرنا كل شيء، وفقدنا الأمل في المستقبل، وضعفت في داخلنا العزيمة على مواصلة العمل والعطاء. أيقنتُ أن اللُطف في التعامل مع الآخرين لا يعود إلّا بلطف مُماثل، حتى وإن لم يتحقق بنسبة 100%، فلا حقيقة مطلقة في هذا العالم، والحياة كلها نسبية، لذلك لا أنشغل كثيرًا بالنسبة الضئيلة التي لا تتوافق معي؛ بل أنظر دائمًا إلى الأغلبية الساحقة التي نتماهى معها في الكثير من التصرفات والأفعال.

وأخيرًا.. أقولها صريحة لكل من يقرأ كلماتي هذه، وينتقل بين سطوري.. لا تبخلوا يومًا بمنح الحب والعطاء لكل من حولكم، وابذلوا جهدكم في أن تعيشوا حياة مليئة بالطمأنينة والاستقرار، ولا تتوقفوا كثيرًا عند الصغائر، وابتعدوا عن الخوض في التفاصيل، وليكن شعارنا جميعًا الحب من أجل السعادة، والرفق من أجل الوفاق، والتسامح من أجل استمرار الحياة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قصائد وأشعار عن عيد الحب

الحب هو إحساس لطيف يشعر به المحبّ، الحب هو الراحة التي يسعى إليها الجميع، الأمان دون مأوى، العطاء دون مقابل، تتمازج المشاعر بين غرة وعشق، ابتعاد واقتراب، احتراق وبرودة،  وأجمل ما يُقال عن عيد الحب أو ما يسمى عيد العشاق، والفالنتاين، وفيما يلي أجمل قصائد وأشعار عن عيد الحب:

اقرأ ايضاًأفكار هدايا عيد الحب 2025قصائد وأشعار عن عيد الحبقصيدة عن الحب

فيما يلي أجمل قصيدة غير منتهية في تعريف العشق للشاعر نزار قبّاني:

عندما قرّرتُ أن أكتب عن تجربتي في الحب 
فكّرت كثيرا ما الذي تُجدي اعترافاتي؟ 
وقبلي كتب الناس عن الحب كثيرا صوّروه فوق 
حيطان المغارات، وفي أوعية الفخّار والطين
قديما نقشوه فوق عاج الفيل في الهند وفوق 
الورق البردي في مصر وفوق الرز في الصين 
وأهدوه القرابين، وأهدوه النذورا.. عندما قرّرت 
أن أنشر أفكاري عن العشق. تردّدت كثيرا.. فأنا لست بقسيس
ولا مارست تعليم التلاميذ، ولا أؤمن أن الورد
مضطرّ لأن يشرح للناس العبيرا.. ما الذي أكتب يا سيدتي؟ 
إنها تجربتي وحدي.. وتعنيني أنا وحدي.. إنها السيف الذي يثقبني وحدي
فأزداد مع الموت حضورا. عندما سافرت في بحرك يا سيدتي
لم أكن أنظر في خارطة البحر، ولم أحمل معي زورق مطّاط.
ولا طوق نجاة.. بل تقدّمت إلى نارك كالبوذي.. واخترت المصيرا
لذتي كانت بأن أكتب بالطبشور.. عنواني على الشمس
وأبني فوق نهديك الجسورا. حين أحببتك.. لاحظت بأن الكرز الأحمر 
في بستاننا أصبح جمراً مستديرا.. وبأن السّمك الخائف من صنّارة الأولاد
يأتي بالملايين ليلقي في شواطينا البذورا.. وبأن السرو قد زاد ارتفاعا
وبأن العمر قد زاد اتساعا.. وبأن الله .. قد عاد إلى الأرض أخيرا.

شعر في عيد الحب

فيما يلي أجمل الأجعار عن عيد الحب:

البَينُ جَرَّعَني نَقيعَ الحَنظَلِ وَالبَينُ أَثكَلَني 
وَإِن لَم أُثكَلِ ما حَسرَتي أَن كِدتُ أَقضي 
إِنَّما حَسَراتُ نَفسي أَنَّني لَم أَفعَلِ نَقِّل 
فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِنَ الهَوى ما الحُبُّ 
إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ كَم مَنزِلٍ في الأَرضِ 
يَألَفُهُ الفَتى وَحَنينُهُ أَبَداً لِأَوَّلِ مَنزِلِ

وما الحب إلا صورة أزلية 
لها في قلوب العالمين منازل يعيش 
مع الإنسان في كل لحظة وتجري له 
في كل قلب جداول وليس بمحتاج 
لعيد وحفلة فما تصنع الحب العميق 
المحافل سألت عن الحب العميق 
فقال لي حبيبك يعطيك الذي أنت 
سائل لديه عن الحب العميق حكاية 
يطيب بها قول ويصدق قائل فقلت 
له أحسنت إن أحبتي لديهم ينابيع الهوى 
والمناهل هو الحب عيد دائم في قلوبنا 
أواخره تحلو وتحلو الأوائل

كلمات دالة:قصائد وأشعار عن عيد الحبقصائدأشعارعيد الحب تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

نادين طاهر مُحررة قسم صحة وجمال

انضمّتْ إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" عام 2013 كمُحررة قي قسم صحة وجمال بعدَ أن عَملت مُسبقًا كمحُررة في "شركة مكتوب - ياهو". وكان لطاقتها الإيجابية الأثر الأكبر في إثراء الموقع بمحتوى هادف يخدم أسلوب الحياة المتطورة في كل المجالات التي تخص العائلة بشكلٍ عام، والمرأة بشكل خاص، وتعكس مقالاتها نمطاً صحياً من نوع آخر وحياة أكثر إيجابية.

الأحدثترند قصائد وأشعار عن عيد الحب 14 دولة هنأت الشرع برئاسة سوريا.. من هي؟ أشهر أسئلة وأجوبة عن عيد الحب "صفقة الشيطان" تؤجج الاحتجاجات في ألمانيا تأثير الحجامة على الدورة الشهرية Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • منظمة التحرير: نرفض دعوات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه
  • "وحيد في المنزل".. سامح حسين بعرض مسرحي مميز في دبي
  • نكت صباح الخير
  • الرئيس الإماراتي وولي العهد السعودي يؤكدان أن "حل الدولتين" أفضل ضمان لاستقرار الشرق الأوسط
  • بدء مقرأة كبار القراء برواية «البزي عن ابن كثير» في مسجد الحسين
  • فوح الموجي تحيي حفلا غنائيا في عيد الحب
  • رونالدو يتحدث عن مبابي.. أحبه كثير ولو كنت في الريال لساعدته
  • محافظ أسيوط يتابع سير العمل بمستشفى أسيوط العام
  • قصائد وأشعار عن عيد الحب
  • شبانة : صفقة بن شرقي أرضت جماهير الأهلي كثيرًا