جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-13@01:20:25 GMT

التطبيع وادعاءات تحقيق "السلام"

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

التطبيع وادعاءات تحقيق 'السلام'

 

 

صالح البلوشي

 

ما بين اتفاقية أوسلو سنة 1993، وعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 والعدوان الصهيو-أمريكي على غزة العزة والصمود، مضت ثلاثون عامًا كاملة.

عُرفت هذه الاتفاقية- التي وُقِّعَت بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني- باسم "إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي"، لكنها فتحت الباب واسعًا للكيان الصهيوني للتغلغل في الدول العربية رسميًا، تحت مسمى "السلام"، وخلال الثلاثين عامًا لم تتقدم عملية السلام في الشرق الأوسط خطوة واحدة نحو الأمام؛ بل نرى أن العكس هو الذي يحدث؛ إذ يتم احتلال أراض جديدة، مع مواصلة قتل الفلسطينيين برعاية دولية، ومزيد من الغطرسة والإجرام الصهيوني.

وفي ظل ذلك حاول الكيان الصهيوني أن يرسم لنفسه صورة جميلة في الشرق الأوسط، بأنه دولة تحب السلام ويسعى إلى الانفتاح على الشعوب العربية.

ولم تمض أيام قليلة على اتفاقية أوسلو حتى انطلقت بعدها حفلات التطبيع وتوافد المسؤولون الصهاينة لزيارة العواصم العربية وافتتاح مكاتب تجارية ومراكز أبحاث، وكأنَّ الذئب الذي ارتكب كل الجرائم المروعة بحق الفلسطينيين منذ أول يوم وطأ فيه أول صهيوني أرض فلسطين -مرورًا باحتلال أراضٍ عربية في مصر وسوريا والأردن سنة 1967 والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وقتل القيادات الفلسطينية اغتيالا في مختلف العواصم العربية والأوروبية- قد تحوَّل فجأة إلى حمل وديع بمجرد أن وقع إسحاق رابين رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق اتفاقية أوسلو والذي دفع حياته بعد ذلك ثمنًا على يد صهيوني متعصب اسمه إيجال عامير، ويمكن قراءة كتاب "دولة الإرهاب.. كيف قامت إسرائيل الحديثة على الإرهاب" للباحث الأمريكي توماس سواريز، للتعمق أكثر في معرفة جرائم هذا الكيان وكيف تأسس.

ومنذ اتفاقية أوسلو ثم ما يسمى بـ"الاتفاقيات الإبراهيمية"، تهافتت بعض الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني تحت عناوين براقة مختلفة، مثل أن التطبيع من أجل مصلحة القضية الفلسطينية ودفع عملية "السلام" في المنطقة إلى الأمام، أو أن الغرض منه ممارسة الضغط السياسي على الكيان الصهيوني من أجل استرجاع الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني وتأسيس دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف، وغيرها من الشعارات السياسية المضللة التي لم تخف على الشعوب العربية التي رفضت التطبيع بكافة أشكاله وصوره، وأثبتت أنها تملك وعيًا سياسيًا وحسًّا وطنيًا وقوميًا، بحيث لا تنطلي عليها هذه الشعارات التي بدأت تتساقط سريعًا بعد العدوان الصهيوني الغاشم على أهلنا في غزة العزة والصمود؛ إذ لم نشهد أية مبادرة حقيقية من الدول العربية والإسلامية التي لديها علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني لوقف إطلاق النار أو حتى إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة كأضعف الإيمان، وإنما شهدنا العكس تمامًا؛ حيث أعلنت بعض الدول إدانتها الصريحة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإعلان تعاطفها ومواساتها بعد قتل عدد من الصهاينة في عملية 7 أكتوبر.

إنَّ الهمجية الصهيونية في القتل والتدمير في عدوانها الغاشم على غزة والتواطؤ العالمي معها، تؤكد حقيقة أن هذا الكيان لا يوجد في قاموسه السياسي كلمة "السلام" أو مصطلح "التعايش" وإنما يعرف حقيقة واحدة فقط وهي الإجرام والتوسع، ولذلك ترفض الشعوب العربية كل شكل من أشكال التطبيع مع هذا الكيان الاستيطاني العنصري، ولقد قامت عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالكشف عن المتصهينين العرب الذين باعوا دينهم وضمائرهم وأخلاقهم وأقلامهم للعدو الصهيوني، وللأسف فإن منهم أدباء معروفين من أجل عيون بعض الجوائز الأدبية والثقافية.

وفي ظل هذا الوعي المجتمعي العربي، يجب أن تتوسع عمليات المقاطعة لتشمل مقاطعة الكيان سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا ورياضيًا وفي جميع المجالات دون استثناء، ومقاطعة كل من يتعامل مع هذا الكيان.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أشادتا في بيان مشترك بمتانة الروابط وأهمية تنمية التبادل التجاري.. السعودية وأوكرانيا تستعرضان جهود تحقيق السلام الشامل

البلاد – جدة
أشادت المملكة العربية السعودية وأوكرانيا بمتانة الروابط الاقتصادية، وأهمية العمل المشترك؛ لتنمية حجم التبادل التجاري، ورحبتا بإعادة إنشاء مجلس الأعمال السعودي الأوكراني المشترك خلال العام الحالي 2025م. وأكد الجانبان في بيان مشترك، في ختام الزيارة الرسمية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمملكة، عزمهما على تعزيز العلاقات الاستثمارية، من خلال إنشاء شراكات استثمارية واقتصادية واعدة في القطاعات ذات الأولوية للبلدين.
وقال البيان:” استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، فخامة رئيس أوكرانيا السيد/ فولوديمير زيلينسكي في قصر السلام بجدة، وعقدا جلسة مباحثات رسمية، استعرضا خلالها أوجه العلاقات المميزة بين البلدين الصديقين، وعبرا عن رغبتهما في تعزيزها في جميع المجالات. وقدم فخامة رئيس أوكرانيا السيد فولوديمير زيلينسكي التهنئة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بمناسبة فوز مدينة الرياض باستضافة معرض إكسبو الدولي 2030، وفوز المملكة باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034″. ولفت البيان إلى أن الجانبان أشادا بمتانة الروابط الاقتصادية بين البلدين الصديقين، ونوها بأهمية العمل المشترك لتنمية حجم التبادل التجاري، الذي بلغ نسبة نمو9% في العام 2024م، واتفقا على ضرورة تذليل التحديات، التي تواجه تنمية العلاقات التجارية، وأهمية تكثيف الزيارات الرسمية، وزيارات الوفود التجارية والاستثمارية المتبادلة، وتشجيع إقامة المشاريع المشتركة، وبحث الفرص المتاحة في البلدين، بما في ذلك مشاريع رؤية المملكة 2030، وبرامج إعادة إعمار أوكرانيا. ورحب الجانبان بإعادة إنشاء(مجلس الأعمال السعودي الأوكراني المشترك) خلال العام الحالي 2025م.
وأكد الجانبان عزمهما على تعزيز العلاقات الاستثمارية، من خلال إنشاء شراكات استثمارية واقتصادية واعدة في القطاعات ذات الأولوية للبلدين، بما فيها قطاع الطاقة، والصناعات الغذائية، والبنى التحتية، ورحبا بالتواصل المستمر للقطاعين الحكومي والخاص في البلدين من خلال ورش العمل، وتبادل الزيارات، وعقد المنتديات والفعاليات الاستثمارية المشتركة، وتمكين القطاع الخاص، وتهيئة البيئة المناسبة للاستثمار، ومعالجة أي تحديات تواجه المستثمرين. وعبر الجانبان عن تطلعهما لبحث فرص التعاون المشتركة في مجالات النفط، والغاز، ومشتقاتهما، والبتروكيماويات.
ورحب الجانبان بالتوسع في دخول القطاع الخاص في البلدين بشراكات استثمارية في المجالات الزراعية والصناعات الغذائية، واتفقا على أهمية تعزيز التعاون بينهما في مجالي الزراعة والأمن الغذائي. كما بحث الجانبان آخر المستجدات والتطورات ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر حيال القضايا، التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وأكدا عزمهما على تعزيز التعاون والتنسيق المشترك تجاهها.
واستعرض الجانبان الجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم وعادل وشامل في أوكرانيا. وأعرب الجانب السعودي عن أمله في أن تتكلل تلك الجهود بالنجاح في إنهاء هذه الأزمة؛ تماشيًا مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك احترام مبادئ السيادة والحدود المعترف بها دوليًا، وبما يؤدي إلى إنهاء تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار الدوليين، ووقف المعاناة الإنسانية، التي يعاني منها المدنيون، وتحقيق الأمن النووي والغذائي، وحماية البيئة، ونزع الألغام من الأراضي. وعبر الجانب الأوكراني عن تقديره للجهود التي تبذلها المملكة في هذا الشأن، كما عبر عن شكره وامتنانه للمساعدات الإنسانية والتنموية، التي قدمتها المملكة لأوكرانيا. وفي ختام الزيارة، أعرب فخامة رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على ما لقيه والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وعن أطيب تمنياته للشعب السعودي الصديق المزيد من التقدم والرخاء. كما أعرب سموه عن أطيب تمنياته بموفور الصحة والعافية للرئيس زيلينسكي، والمزيد من التقدم والرقي للشعب الأوكراني الصديق.

مقالات مشابهة

  • أشادتا في بيان مشترك بمتانة الروابط وأهمية تنمية التبادل التجاري.. السعودية وأوكرانيا تستعرضان جهود تحقيق السلام الشامل
  • الحوثيون يتحدون : رفعنا الجاهزية وسوف نبادل حصار غزة بحصار الكيان الصهيوني
  • البنك الدولي يؤكد تورط دول الخليج في دعم الكيان الصهيوني
  • لافروف: زيلينسكي لا يرغب في تحقيق السلام بأوكرانيا
  • البنك الدولي يؤكد تورط دول الخليج وعلى رأسها السعودية في دعم الكيان الصهيوني
  • الكيان الصهيوني في حالة رعب واستنفار بعد انتهاء مهلة “الأربعة أيام”
  • بيان أوكراني سعودي.. نأمل نجاح جهود تحقيق السلام
  • زيلينسكي يشيد بجهود ولي العهد في تحقيق السلام خلال مباحثات جدة
  • لا محرمات في الدبلوماسية السرية
  • لبنان في مركز مُتقدّم.. إليكم ترتيب الدول العربية التي لديها نساء متعلمات أكثر من رجالها