دراسة لباحث عماني تكشف "ورطة" في جيش الاحتلال
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
مسقط- الرؤية
تمكن الباحث العماني خالد بن زايد الخنبشي، طالب ماجستير في العلاقات والاتصال الاستراتيجي بالمملكة المتحدة، من فك لغز فيديوهات المجندات الإسرائيليات التي زاد انتشارها مؤخرا على منصة "تيك توك" وتظهر الجنديات الإسرائيليات بالزي العسكري للجيش الإسرائيلي.
وتعود جذور القصة إلى نشر قناة DW الألمانية على يوتيوب بالعربي "السلطة الخامسة" بتاريخ 25 أكتوبر 2023 مقطع فيديو بعنوان: كيف أطلقت إسرائيل حملة علاقات عامة بملايين الدولارات؟ تم الكشف فيه عن سبب دخول دولة الاحتلال إلى منصة تيك توك كجزء من استراتيجيتها في حملة العلاقات العامة، إذ إنه بحسب القناة فإن السبب وراء إظهار المجندات للرقص هو أن الاحتلال يمارس هذا الأسلوب ليخدم مساعيه في الاستيطان وفرض سلطته للموت والحياة على المقيمين في المكان، وذلك حسبما أوردته دراسة سابقة أعدتها جامعة كامبريدج البريطانية.
لكن الباحث تحقق من تلك الدراسة، وتبين أنها كانت تتعلق بجنود صهاينة قديمًا، وهي مختلفة تمامًا عن الفيديوهات التي ينشرها الاحتلال على تيك توك اليوم، فشرع الباحث بتحليل عينة من الفيديوهات (12 فيديو) على منصة تيك توك، وانتهج منهجين للكشف عن السبب، أولها التأطير البصري، من خلال متابعة زاوية التقاط الفيديوهات واستخدام الحامل للكاميرا والإيحاءات التي تنفذها الجنديات ومكان التصوير والموسيقى المستخدمة في كل مقطع، وجميعها أثبتت أن هذه الفيديوهات تعد اتصالاً استراتيجيًا أعد لاستمالة الشباب للانضمام للجيش الإسرائيلي، حيث إن النظريات في هذا النوع من الإيحاءات تنفذ بهدف جذب الشباب، وهذه الفيديوهات وجهت أكثر إلى الدول اللاتينية التي تتحدث الإسبانية، حيث إن الكثير من تلك الفيديوهات استخدمت أغنية موحدة "مي جوستا تو" وهي باللغة الإسبانية.
بجانب التحليل المرئي لهذه الفيديوهات، يشير الباحث إلى وجود أخبار سابقة وحديثة تتحدث عن محاولات وزارة الدفاع الإسرائيلية استقطاب جنود للعمل لدى الجيش الإسرائيلي من خلال عمل فيديوهات مفبركة فيها روابط تقود إلى صفحة التجنيد لدى الجيش الإسرائيلي، أهمها الفيديو المفبرك الأخير الذي يظهر أحد الجنود الإسرائيليين وهو يتحدث الأوكرانية، موضحا مزايا الالتحاق بالجيش الإسرائيلي، وقد انتشر هذا الفيديو في أوكرانيا، وتبين لاحقاً أنه يعود لجندي إسرائيلي لكن الفيديو خضع لعمليات تعديل بالذكاء الاصطناعي ليحمل لغة أوكرانية.
بجانب هذا الفيديو، شهد الوسط الإعلامي انتقادات واسعة لمحاولات الاحتلال إجبار الطائفة الحريدية للدخول للجيش، والتقارير التي توضح تغيير استراتيجية هذا الجيش للاهتمام بالأمن الجوي والسيبراني أكثر من البري، فضلا عن وجود تقرير سابق نشرته مجلس الهجرة واللاجئين في كندا على صفحة منظمة اللاجئين بعنوان "إسرائيل: بدائل الخدمة العسكرية وإمكانية الخدمة بواجبات معدلة على سبيل المثال دون حمل سلاح أو خارج منطقة معينة"، وقد أشار ممثل منظمة "نيو بروفايل"- وهي منظمة غير حكومية سلمية تعارض الخدمة العسكرية الإجبارية- إلى أن الخدمة البديلة غير متوفرة بشكل عام في إسرائيل.
ويقول الباحث، إنه من خلال هذا التحليل والمؤشرات، فإن الاحتلال يعاني على كافة المستويات، ومن خلال سياساته التي ينتهجها يتبين أن نهايته باتت أقرب من أي وقت مضى.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
“عقلنا أبطأ مما نعتقد”.. دراسة تكشف الحد الأقصى لسرعة الدماغ البشري!
يمانيون../
في اكتشاف مثير، تمكن العلماء من تحديد الحد الأقصى لسرعة معالجة الدماغ للأفكار البشرية، مما يفسر قدرتنا المحدودة على التركيز على فكرة واحدة فقط في كل لحظة.
ورغم أن الحواس البشرية، كالعينين والأذنين والجلد والأنف، تجمع بيانات من البيئة المحيطة بسرعة تصل إلى مليار بت في الثانية، إلا أن الدماغ يعالج هذه الإشارات بسرعة لا تتجاوز 10 بتات في الثانية فقط، وهو معدل أبطأ بملايين المرات من سرعة المدخلات.
على سبيل المقارنة، يعادل هذا الأداء العقلي سرعة اتصال “واي فاي” ضعيف جداً مقارنة بالسرعات الحديثة التي قد تصل إلى 50 مليون بت في الثانية.
شبكة عصبية هائلة.. وأداء بطيء
على الرغم من أن الدماغ يحتوي على أكثر من 85 مليار خلية عصبية، يشارك ثلثها في التفكير المعقد داخل القشرة الدماغية، إلا أن العلماء وجدوا أن سرعة معالجة الأفكار البشرية تبقى محدودة للغاية.
ووفقاً للدراسة التي نشرتها مجلة Neuron، يقول ماركوس ميستر، أحد مؤلفي البحث:
“في كل لحظة، نستخلص فقط 10 بتات من بين التريليون التي تستقبلها حواسنا. نستخدم هذه البتات العشرة لنشكل تصورنا عن العالم واتخاذ القرارات، مما يثير التساؤل: كيف يفلتر الدماغ كل هذه المعلومات؟”
لماذا لا نستطيع التفكير في أكثر من فكرة واحدة؟
توضح الدراسة أن الخلايا العصبية الفردية قادرة على معالجة المعلومات بسرعة أكبر، إلا أن الدماغ البشري يعمل بآلية تجعلنا نركز على تسلسل واحد من الأفكار فقط.
على سبيل المثال، لاعب الشطرنج لا يمكنه التفكير في عدة تحركات ممكنة دفعة واحدة، بل يتابع سيناريو واحداً في كل مرة.
هل البشر مبرمجون على البطء؟
يعتقد الباحثون أن هذا البطء العقلي قد يكون إرثاً بيولوجياً من أقدم الكائنات التي كانت تستخدم أدمغتها للملاحة فقط، مثل التحرك نحو الطعام أو الهروب من المفترسات.
الآلات قد تسبقنا!
في حين أن سرعة معالجة الدماغ قد تكون كافية للبقاء في بيئة طبيعية تتغير ببطء، إلا أن التطور السريع للتكنولوجيا قد يجعل الآلات تتفوق على البشر.
ويحذر العلماء من أن البشر قد يجدون أنفسهم عاجزين عن مواكبة الآلات الذكية، تماماً مثل الحلزونات التي لا يمكنها التكيف مع الطرق السريعة.
مستقبل العقل البشري في عالم سريع
تثير نتائج هذه الدراسة تساؤلات عميقة حول مستقبل التفاعل بين الإنسان والآلة، وكيف يمكن للبشر التكيف مع عالم تكنولوجي يتسارع يوماً بعد يوم.
هل سنحتاج إلى تقنيات تعزز من سرعة معالجة أدمغتنا؟ أم أننا سنعتمد بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي لتعويض هذا البطء الطبيعي؟
إنها أسئلة تضعنا أمام مفترق طرق في علاقة البشر بالتكنولوجيا المتقدمة.