ألغى مسيحيو العراق الاحتفالات برأس السنة الجديدة وميلاد المسيح، لأسباب عدة أبرزها التضامن مع شهداء غزة، وكذلك ضحايا حادثة عرس الحمدانية في مدينة الموصل العراقية، بالإضافة إلى القلق من أن تكون السلطات العراقية "لا تأخذ حاجتهم للأمان بجدية".

وذكرت منظمة "أوبن دور" المسيحية، في بيان لها الثلاثاء، أن "قادة الكنائس وبدعوة من البطريرك الكاردينال لويس ساكو، اجتمعوا في قضاء عينكاوه ذي الغالبية المسيحية، التابع للعاصمة أربيل، وقرروا إلغاء الاحتفالات لهذا العام احترامًا للضحايا في غزة، وضحايا حريق قاعة الأعراس في الحمدانية.

ونقلت المنظمة حسبما نشر موقع "العربي الجديد" قلق الكنائس من تجاهل الحكومة العراقية حاجة المسيحيين إلى الأمان في العراق، لا سيما أنها لم تتخذ إجراءات جدية للحفاظ على حقوقهم".

احتجاج سلمي

وقالت ميرنا عماد، وهي مسؤولة في منظمة مسيحية تدعى "العين"، إن "وضع المسيحيين يتدهور في العراق، بسبب الاضطهاد المتعمد والتهميش والتعنت السياسي تجاه زعماء الدين المسيحيين، والتضييق على الكاردينال لويس ساكو، وكان لا بد من الاحتجاج على هذا الاستهداف بطريقة سلمية".

وأضافت عماد إن "حريق عرس الحمدانية صار جرحًا عند المسيحيين، ومن الصعب تجاوزه بسرعة، أما الوضع في غزة، فنحن نتابع بألم ما يجري هناك، وكلنا حسرة على المظلومين المدنيين الذين يتعرضون إلى الهجمة الإسرائيلية الوحشية، وقد أقامت الكنائس الصلوات لأجل غزة".

اقرأ أيضاً

غزة في اليوم 66 من العدوان.. مجازر واشتباكات والحديث عن هدنة

من جهته، قال عضو منظمة "سورايه"، أثير بولص إن "مسيحيي العراق يمرون بمرحلة صعبة، خصوصًا مع القرارات الأخيرة التي صدرت بحق إقالة الكاردينال ساكو، وكان قرارًا مجحفًا، لكن اللعبة السياسية والاتفاقات قضت بذلك، فبالتالي كان لا بد من ردة فعل".

 واعتبر بولص أن "إلغاء الاحتفالات برأس السنة، هو أقل ما يمكن تقديمه معنويًا لذوي ضحايا عرس الحمدانية الذي راح ضحيته، أكثر من مئة شخص، والجريمة الوحشية بحق المدنيين في غزة".

انتهاك حقوق المسيحيين

وسبق أن وجه رئيس أساقفة الكلدان في مدينة الموصل شمالي العراق، المطران نجيب موسى ميخائيل، انتقادات حادة للحكومة في بغداد، مؤكدًا انخفاض أعداد المسيحيين في العراق إلى الثلث، مشيرًا إلى أن "حقوق المسيحيين منتهكة بشكل أو بآخر، ولا يرون أي دعم من الحكومة المركزية (الحكومة العراقية ببغداد) بشكل خاص".

وأضاف ميخائيل أن "هنالك الكثير من الأمور في الدولة فيها إجحاف بحق المسيحيين، وكذلك الإخوة الأيزيديين والكاكائية والصابئة المندائية وغيرهم، وما يجري لهذه المكونات الأصيلة الجميلة التي تعطي نكهة للعراق وحضارته القديمة، يعد خسارة للجميع".

ورغم استعادة القوات العراقية مدينة الموصل وسهل نينوى ذي الأغلبية العربية المسيحية، منذ ما يزيد عن خمس سنوات، فإن عمليات عودة العراقيين المسيحيين لديارهم ما زالت تواجه مشاكل كثيرة، أبرزها هيمنة الجماعات المسلحة الحليفة لإيران على مناطق واسعة، وتنصل الحكومات المتعاقبة في بغداد، من تعهدات إعادة إعمار مدنهم.

اقرأ أيضاً

مذبحة غزة.. لكل هذا يجب على بايدن التوقف عن تدليل "بيبي"

 

 

 

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العراق الاحتفال برأس السنة حرب غزة الكنائس العراقية الأقليات الدينية

إقرأ أيضاً:

بـ80 ألف دولار.. الشرطة العراقية تقبض على أم حاولت بيع طفلتها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أحبطت قوات الأمن في العاصمة العراقية بغداد، محاولة لبيع طفلة مقابل 80 ألف دولار، في حادثة هزّت الأوساط العراقية وأثارت تساؤلات حول تصاعد الأزمات الاجتماعية في البلاد، وقد وقعت الحادثة في منطقة الكرادة وكشفت عن حجم الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها الأسر العراقية، ما يدفع بعضها لاتخاذ قرارات صادمة ومأساوية.

تأتي هذه الواقعة في ظل معاناة العراق من ارتفاع معدلات الفقر، حيث يعيش أكثر من 10 ملايين مواطن تحت خط الفقر، وفقًا لتقارير حكومية، ومع خلو موازنة عام 2024 من تخصيصات لدعم أكثر من مليون أسرة مستحقة للرعاية الاجتماعية، يبدو أن الأزمات الاقتصادية تُلقي بظلالها الثقيلة على المجتمع العراقي، وتزيد من تفاقم الظواهر السلبية مثل بيع الأطفال.

وقد تمكنت قوات الأمن العراقية من إحباط عملية بيع طفلة في أحد مطاعم منطقة الكرادة ببغداد، بعد متابعة دقيقة ومراقبة انتهت بنصب كمين مُحكم، وذكرت مصادر أمنية أن العملية جرت عندما حاولت والدة الطفلة بيعها لرجل مقابل 80 ألف دولار، وتم القبض على الأم والمشتري في الموقع، حيث يخضعان حاليًا للتحقيقات تمهيدًا لإحالتهما إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقّهما.

وتسلط الحادثة الضوء على ظاهرة بيع الأطفال التي باتت تظهر في المجتمع العراقي، مدفوعة بالأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها العديد من الأسر، فوفقًا لإحصاءات المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، يعيش أكثر من 25% من السكان، أي ما يزيد على 10 ملايين شخص، تحت خط الفقر، ورغم تقديم وزارة العمل العراقية مساعدات مالية لنحو مليوني أسرة عبر شبكة الحماية الاجتماعية، إلا أن أكثر من مليون أسرة مستحقة للدعم لم تُدرج في موازنة عام 2024.

ويُظهر تقرير المركز أيضًا أن هناك نحو 1.65 مليون عاطل مسجل لدى دائرة العمل، ما يشير إلى اتساع دائرة الفقر والبطالة في العراق، ويؤكد الخبراء أن استمرار غياب خطط الدعم والإصلاح سيؤدي إلى تفاقم الظواهر الاجتماعية الخطيرة، مثل الاتجار بالأطفال، التي تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وتهديدًا للمستقبل الاجتماعي للبلاد، وقد فتحت الحادثة الأخيرة بابًا للتساؤلات حول سبل تعزيز شبكة الحماية الاجتماعية ومكافحة الفقر في العراق، وسط دعوات للسلطات لتكثيف الجهود في حماية الفئات الأكثر هشاشة من المجتمع.

مقالات مشابهة

  • الحكومة تبشر بخلق 1800 منصب شغل في قطاع الرقمنة هذه السنة
  • الحكومة العراقية تستقطع 1% من رواتب الموظفين والمتقاعدين للتبرع لغزة ولبنان
  • بـ80 ألف دولار.. الشرطة العراقية تقبض على أم حاولت بيع طفلتها
  • السفيرة الأمريكية: لدينا ثقة بالمصارف العراقية والعلاقات مع العراق في تطور
  • الحكومة العراقية تكشف عن عدد سكان البلاد
  • المشهداني: ندعم الخارجية العراقية في مواجهة أي تدخل يمس بقراراتها السيادية
  • العنف ضد النساء.. ما وضع المرأة العراقية؟
  • أول تعليق سعودي على تهنئة مسئول إيراني لليهود بعيد السنة العبرية الجديدة
  • اليابان تدعو شركاتها إلى الدخول للسوق العراقية
  • حكم تبادل التهنئة في بداية السنة الميلادية الجديدة