طرق لتقدير العمر المفترض لأعضاء الجسم
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
نموذج تعلم آلي لتحليل بروتينات الدم لتقدير العمر البيولوجي لأعضاء الجسم للتنبؤ بحالات قصور القلب والزهايمر والسكري
استخدم فريق باحثين من جامعة ستانفورد الأميركية نموذجًا للتعلم الآلي لتحليل بروتينات الدم لتقدير العمر البيولوجي، بدلاً من العمر الزمني، لأعضاء الجسم، وهي طريقة للتنبؤ بخطر إصابة الشخص الذي يتمتع بصحة جيدة بحالات مثل قصور القلب ومرض الزهايمر والسكري التي يمكن أن تؤدي إلى علاج مبكر، بحسب ما نشره موقع "New Atlas" نقلًا عن دورية "Nature".
الشيخوخة البيولوجية
لا يتوافق العمر الزمني دائمًا مع العمر البيولوجي، ويمكن أن تسبب عملية الشيخوخة تدهورًا في بنية ووظيفة الأعضاء مما يزيد من خطر الإصابة بمعظم الأمراض المزمنة، في حين أن هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تقييم الشيخوخة البيولوجية، فإن معظمها يوفر قياسًا واحدًا لكامل الجسم وليس معلومات حول عمر أعضاء معينة.
مؤشرات حيوية للبروتين
وقاد الباحثون دراسة حددت المؤشرات الحيوية للبروتين، التي يمكنها تقدير العمر البيولوجي لعضو ما، وبناءً عليه يمكن تحديد خطر إصابة الفرد بالمرض.
وقال توني ويس كوراي، أحد الباحثين في الدراسة: "يمكن تقدير العمر البيولوجي لأي عضو في جسد شخص يتمتع بصحة جيدة، وهو ما يمكن بدوره أن يساعد في التنبؤ بخطر إصابة الشخص بمرض مرتبط بهذا العضو."
بروتينات 11 عضوا
ونظر الباحثون إلى 11 عضوًا أو جهازًا عضويًا أو أنسجة، بما يشمل القلب والرئة والدماغ والكلى والكبد والبنكرياس والأمعاء والعضلات والدهون والجهاز المناعي والأوعية الدموية. وقاموا بقياس 4979 بروتينًا في 5676 شخصًا بالغًا تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 90 عامًا والبروتينات المميزة التي تم التعبير عن جيناتها في عضو واحد أعلى بأربع مرات على الأقل من أي عضو آخر. وحقق 856 بروتين/ من بين جميع البروتينات التي تم قياسها، بنسبة 17.9% هذا التعريف.
خوارزمية التعلم الآلي
وتم تدريب خوارزمية التعلم الآلي لتقدير العمر الزمني للأعضاء الأحد عشر باستخدام البروتينات عالية التعبير كمدخلات. كما تم تدريب نموذج "عضوي" باستخدام بروتينات بلازما غير محددة للأعضاء، ونموذج "تقليدي" يستخدم جميع البروتينات بغض النظر عن خصوصيتها لمقارنة مساهمة أعضاء معينة في توقيع اكتساب مشترك. بالنسبة لكل فرد، أنتجت الخوارزمية "فجوة عمرية"، وهي مقياس للعمر البيولوجي لهذا الفرد مقارنة بأقرانه من نفس العمر.
الفجوات العمرية وخطر الوفاة
كانت الدراسات السابقة قد توصلت إلى وجود علاقة بين الفجوات العمرية وخطر الوفاة، ولاحظ الباحثون أن الأفراد الذين لديهم نفس الفجوة العمرية التقليدية لديهم سمات متنوعة لشيخوخة الأعضاء، حيث يعاني بعض الأفراد من شيخوخة شديدة في واحد أو أكثر من الأعضاء مقارنة بعامة السكان.
يشير وجود عضو واحد متسارع للشيخوخة إلى احتمال خطر الوفاة بنسبة 20% إلى 50%، في حين تبين أن خطر الوفاة لديهم يزداد بشكل ملحوظ بين 1.7% فقط من الأفراد، الذين أظهروا شيخوخة شديدة في أعضاء متعددة.
شيخوخة القلب والدماغ
وفيما يتعلق بأعضاء معينة، فإن أولئك الذين يعانون من تسارع شيخوخة القلب لديهم خطر متزايد بنسبة 250% للإصابة بفشل القلب، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والرجفان الأذيني. إن زيادة انحراف معياري واحد في الفجوة العمرية للدماغ تمنح زيادة بنسبة 34% في خطر حدوث زيادة ذات صلة سريريًا في التدهور المعرفي على مدى خمس سنوات.
الزهايمر وضغط الدم
وتنبأ تسارع شيخوخة الدماغ والأوعية الدموية بتطور مرض الزهايمر بشكل مستقل عن مستويات بروتين تاو، وهو المؤشر الحيوي الحالي القائم على الدم للمرض. وكانت هناك أيضاً ارتباطات قوية بين شيخوخة الكلى الشديدة ــ أي انحرافين معياريين فوق المعدل الطبيعي ــ وكل من ارتفاع ضغط الدم والسكري.
العلاج المبكر بنهج مبتكر
إن تحديد الأعضاء التي تشيخ بسرعة لدى الأشخاص الأصحاء ظاهريًا قد يعني علاجها مبكرًا. كما أن تحديد البروتينات الخاصة بالأعضاء، والتي تشير إلى الشيخوخة المفرطة وما يرتبط بها من مخاطر الأمراض، يمكن أن يؤدي إلى التوصل لإنتاج أدوية جديدة مستهدفة.
واختتم الباحثون موضحين أن "النهج المبتكر، هو بمثابة حد أدنى من التدخل، ولا يتطلب سوى عينة دم صغيرة، ويمكن تطبيقه بسهولة لفهم آثار التدخلات الصحية، مثل تعديلات نمط الحياة والعلاجات الدوائية، على مستوى الأعضاء."
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدم قصور القلب الزهايمر السكري الشيخوخة البيولوجية شيخوخة العمر البیولوجی
إقرأ أيضاً:
كيف تحولت شبكية العين إلى أداة لقياس الشيخوخة وصحة القلب؟
كشفت النتائج أن الأفراد الذين كانت أوعية شبكيتهم أقل تفرعًا وأكثر تبسيطًا كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أظهرت تحاليلهم الحيوية مؤشرات تسارع الشيخوخة البيولوجية، بما في ذلك ارتفاع الالتهاب وتقليل احتمالية طول العمر.
أظهرت دراسة حديثة أن الأوعية الدموية الدقيقة في شبكية العين قد تحمل دلائل دقيقة عن مدى سرعة التقدم في العمر البيولوجي، وكذلك عن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأجرى البحث فريق من علماء جامعة ماكماستر ومعهد أبحاث الصحة السكانية (PHRI)، التابع لمستشفى هاميلتون الصحي وجامعة ماكماستر في كندا.
فحوصات غير جراحية لتقييم صحة الأوعية الدمويةنشرت نتائج الدراسة في مجلة Science Advances، وأشارت إلى أن المسح البصري للشبكية قد يصبح مستقبلًا أداة سريعة وبسيطة لتقييم صحة الجهاز الوعائي ومعدل الشيخوخة البيولوجية.
وتفتح هذه الطريقة آفاقًا جديدة للكشف المبكر عن الأمراض، مما يتيح التدخل الوقائي بشكل أكثر فعالية.
وقالت الدكتورة ماري بيغير، الكاتبة الرئيسية للدراسة وأستاذة الطب المساعدة في جامعة ماكماستر: "لقد مكننا الربط بين نتائج فحوصات الشبكية والبيانات الجينية والمؤشرات الحيوية في الدم من كشف المسارات الجزيئية التي تفسر كيف تؤثر الشيخوخة على الجهاز الوعائي."
وأضافت: "تمثل العين نافذة فريدة وغير جراحية لرصد الدورة الدموية في الجسم. فالتغيرات التي تطرأ على الأوعية الدموية في الشبكية غالبًا ما تعكس ما يحدث في الأوعية الدقيقة في مختلف أنحاء الجسم."
Related سبع نصائح للحفاظ على صحة العينينقاعدة 20-20-20: استراحة بسيطة لتقليل إجهاد العين المرتبط بالعملتحذير طبي: سيروم الرموش قد يسبب تشوهات دائمة وأضراراً في العين دراسة شاملة على أكثر من 74 ألف شخصحلل الفريق العلمي صور الشبكية جنبًا إلى جنب مع البيانات الجينية والفحوص الدموية لأكثر من 74 ألف مشارك من أربع دراسات كبرى: الدراسة الكندية الطولية حول الشيخوخة (CLSA)، ودراسة علم الوراثة في مرض السكري (GoDARTS)، والمصرف الحيوي البريطاني (UK Biobank)، بالإضافة إلى دراسة PURE الخاصة بمسح الصحة الحضرية والريفية.
وكشفت النتائج أن الأفراد الذين كانت أوعية شبكيتهم أقل تفرعًا وأكثر تبسيطًا كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أظهرت تحاليلهم الحيوية مؤشرات تسارع الشيخوخة البيولوجية، بما في ذلك ارتفاع الالتهاب وتقليل احتمالية طول العمر.
البروتينات الحيوية كمفتاح لفهم الشيخوخة الوعائيةبالإضافة إلى الصور، أظهر تحليل المؤشرات الحيوية في الدم والبيانات الجينية أن هناك أسبابًا بيولوجية محتملة وراء التغيرات في الأوعية الدموية للشبكية، وهو ما ساعد الباحثين على تحديد بروتينات محددة قد تكون مسؤولة عن الشيخوخة والأمراض القلبية.
ومن أبرز هذه البروتينات: MMP12 ومستقبل Fc للبروتين المناعي IgG من النمط IIb (IgG–Fc receptor IIb)، وكلاهما مرتبط بـ الالتهاب والشيخوخة الوعائية.
وأشارت بيغير إلى أن هذه البروتينات قد تمثل أهدافًا واعدة لتطوير أدوية مستقبلية، وتابعت "تشير نتائجنا إلى وجود إمكانات علاجية لتقليل الشيخوخة الوعائية، والحد من عبء أمراض القلب والأوعية الدموية، وتعزيز متوسط العمر الصحي للإنسان".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة مرض تحليل الجينات - الفحص الجيني دراسة أمراض القلب
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم