مسقط ـ «الوطن»:
استقبلت معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بمكتبها بديوان عام الوزارة الدكتور أنس بوهلال المسؤول عن التعليم العالي والتقني بمكتب اليونسكو في الدوحة. تمَّ خلال اللقاء بحث أوْجُه التعاون المشتركة بين الوزارة ومنظَّمة اليونسكو في التعليم العالي والتقني، وسُبل دعم اليونسكو لمؤسَّسات التعليم العالي في سلطنة لتحويلها إلى جامعات خضراء، إضافة إلى فرص إنشاء كراسي اليونسكو للتنمية المستدامة في المؤسَّسات التعليمية بسلطنة عُمان.

وأكَّدت معاليها على أهمية توطيد العلاقة بين مؤسَّسات التعليم في السَّلطنة ومنظَّمة اليونسكو لتعظيم الاستفادة من الخبرات التراكمية للمنظَّمة، مشيرةً إلى أنَّ سلطنة عُمان مؤهلة لتكونَ مركزًا إقليميًّا للبحث العلمي والابتكار في المنطقة بفضل علاقاتها الاستراتيجية مع دول الخليج وبقية دول العالم، منوِّهةً إلى سعي الحكومة لتأسيس كراسي بحثية في مجالات الطاقة المتجدِّدة والصحة والبيئة والحياد الصفري والمياه وتقنيات الذَّكاء الاصطناعي. من جانبه، أوضح الدكتور أنس بوهلال مسؤول التعليم العالي والتقني بمكتب اليونسكو بالدوحة أنَّ هناك تعاونًا وثيقًا نفتخر به بين سلطنة عُمان واليونسكو في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، مؤكدًا حرص اليونسكو على تعزيز هذا التعاون مع مؤسَّسات التعليم العالي في سلطنة عمان، مشيرًا إلى تبنِّي المنظَّمة لـ(951) كرسيًّا بحثيًّا، 8% منها فقط في دول عربية، وتسعى المنظَّمة إلى تقديم مزيدٍ من الدعم في هذا الجانب، مؤكدًا حرص اليونسكو على التركيز على المؤسَّسات التعليمية ذات التميز البحثي المواكب للرؤية والأولويات الوطنية للبلد.
واتفق الجانبان على تنظيم لقاء يجمع مؤسَّسات التعليم العالي في سلطنة عُمان والمنظَّمة على هامش المؤتمر الذي تنظمه اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم في فبراير المقبل بالجامعة الألمانية للتكنولوجيا في السلطنة لبحث مجالات التعاون بين مؤسَّسات التعليم العالي واليونسكو، كما اتفق الطرفان على تشكيل فريق مشترك بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة التربية والتعليم، ممثلة في اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم ومنظَّمة اليونسكو لمتابعة مستجدَّات التعاون لتأسيس الكراسي البحثية المقترحة ودعم تنفيذ أهداف التنمية المستدامة التي أقرَّتها منظَّمة الأُمم المُتَّحدة.

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

المجال المهاري في برامج التعليم العالي

 

 

 

د. مسلم بن علي المعني **

 

تطرقنا في المقالة السابقة إلى المجال المعرفي وأكدنا أن المعرفة تشكل الأساس في التعليم، إلّا أن هناك مجال آخر لا يقل أهمية عن المجال المعرفي؛ بل يفوقه من حيث التحصيل العلمي وهو التركيز على المهارات التي يكتسبها الطالب أثناء دراسته الجامعية الأولى وهذا المجال يُعرف بالمجال المهاري.

ومن الأهمية أن ندرك أن هذا المجال يلعب دورا مهما في التعليم الجامعي؛ كونه لا يركز على الجانب النظري؛ بل يركز على تطوير المهارات لدى الطالب والتطبيق العملي والتعلم القائم على التجربة. ففي حين يركز المجال المعرفي على اكتساب المعرفة، يُركز المجال المهاري على تطوير الكفايات القائمة على التجربة والتي هي مُهمة للغاية في التخصص لدى الطالب كونه يتطلب أن يمتلك الطالب المعرفة الفنية الكافية حتى يُطبقها بطريقة إبداعية مع امتلاك القدرة على اتباع الإجراءات.

ولعلَّ إحدى الفوائد المُهمة في المجال المهاري أنه يركز على اكتساب الطالب للمهارة عبر تدرج مبني بصورة جيدة بدءًا من العام الدراسي الأول ووصولًا إلى السنة الأخيرة له من الدراسة. ففي المستوى الخامس (السنة الأولى) حسب الإطار الوطني للمؤهلات، يبدأ الطالب بتطوير مهارات أساسية تتمثل في المُلاحظة مع تطبيق عملي لا يمكنه القيام به بشكل مستقل وإنما بإشراف من أستاذ المقرر. فيبدأ الطالب بمراقبة ما يفعله المختصون في مجال التخصص من خلال حضور الورش والعروض التقديمية وعروض الأداء التي يقدمها المختصون مع المشاركة في التمرينات والمناقشات حتى يتطور لديه فهم قائم على التفكير الناقد. وعلى الرغم من أن التركيز على الجانب المعرفي المتمثل في فهم النظريات في مجال التخصص مهم جدا في المرحلة الأولى من الدراسة، إلّا أن الطالب يبدأ في تطوير مهارات أساسية ككتابة مقالة أو رسم الخطوط الأساسية.

أما في السنة الثانية فيبدأ الطالب في ممارسة ما تعلمه في السنة الأولى مع حصوله على توجيه وإسناد من أستاذ المقرر، وهنا يبدأ الطالب في الأنشطة العملية لكنه لا يزال بحاجة إلى مساعدة وتصحيح. فعلى سبيل المثال يبدأ طالب الحقوق في صياغة مسودات تتعلق بالعقود أو المشاركة في المحاكمات الصورية بإشراف من أستاذ المقرر. وفي هذه المرحلة، تبدأ الثقة لدى الطالب من خلال الأدوات التي يتحصل عليها في الممارسة.

أما في السنة الثالثة، فيبدأ الطالب في امتلاك المهارة والعمل بشكل مستقل؛ إذ يتوقع من الطالب أن تكون لديه الثقة اللازمة في إجادة ما يقوم به من خلال قدرته على تنفيذ بشكل مستقل مهام وتدريبات أكثر تقدما وتعقيدا. وهنا يبدأ الطالب في التحول إلى الكفاية الذاتية رغم أنه قد يحتاج إلى تعليقات من فترة إلى أخرى من أستاذ المقرر. فطالب التصميم الجرافيكي يستطيع أن يقوم بعمل تصميمي متكامل اعتمادًا على ما يمتلكه من معرفة نظرية، مما ينتقل من مرحلة تلقي المعرفة إلى مرحلة القدرة على التنفيذ بشكل مستقل دون الحاجة إلى إشراف أو متابعة متواصلة. لذا يبدأ الطالب في مستوى السنة الثالثة في تطوير الثقة وإجادة المهارة مما يمكنه من تنفيذ المهام بأقل جهد ممكن وبجودة عالية.

وفي السنة الرابعة والأخيرة من الدراسة الجامعية الأولى يتوقع من الطالب أن يمتلك مهارات الابتكار وتكييف مهاراته للتعامل مع تحديات جديدة ومواقف معقدة مما يظهر قدرته على الإبداع وحل المشكلات. لذا تجد في تصميم البرامج الأكاديمية التركيز على طرح مقررات مثل مشاريع التخرج أو المشاريع ذات الطبيعة البينية حيث يستطيع الطالب العمل بشكل مستقل والتكيف مع المسائل الجديدة ليتمكن من التعامل مع مشاكل واقعية في مجال تخصصه. وتتجلى صور تمكن الطالب في المجال المهاري في القيام بإنتاج عمل أصيل له من خلال قدرته على التعامل مع التحديات التي يواجهها مع طرح أفكار جديدة وأساليب مبتكرة.

** عميد كلية الزهراء للبنات

مقالات مشابهة

  • كل ماتريد معرفتة عن حقوق ذوي الإعاقة في المؤسسات التعليمية وفقا للقانون
  • المجال المهاري في برامج التعليم العالي
  • محافظ البحيرة تعتمد المخطط التفصيلي لـ4 مراكز
  • وزير التعليم العالي يبحث تعزيز التعاون مع السفير الفرنسي في مصر
  • هزاع بن زايد: نعول على المؤسسات التعليمية لتعزيز الكفاءات الوطنية
  • المغرب.. تعليق الدراسة في المؤسسات التعليمية بسبب الاضطرابات الجوية
  • وزير التعليم العالي: إنشاء تحالفات إقليمية لتحفيز الابتكار وريادة الأعمال
  • السودان واليونسكو يؤكدان أهمية التنسيق الإقليمي لمواجهة تحديات التعليم العالي لفترة ما بعد الحرب
  • "التعليم العالي": فتح باب التقديم لمشروع إنشاء مركز سلامة وأمان الذكاء الاصطناعي
  • فتح باب التقديم لمشروع إنشاء مركز سلامة وأمان الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي