كشف وزير العدل التركي، يلماز تونج، اليوم الثلاثاء، عن حبس ثلاثة أشخاص على خلفية حادثة الاعتداء الذي تعرض لها حكم المباراة التي جمعت “أنقرة غوجو” بـ “ريز سبور”، أمس الإثنين بالعاصمة أنقرة.

وأضاف المسؤول، في تغريدة على منصة (إكس)، أن النيابة العامة استمعت إلى إفادات المشتبه فيهم الثلاثة، بمن فيهم رئيس نادي أنقرة غوجو، فاروق كوكا، قبل إحالتهم إلى المحكمة التي قررت حبسهم بتهمة إصابة “موظف عام أثناء تأدية مهامه”.

وطلبت النيابة فرض رقابة قضائية على ثلاثة مشتبهين آخرين تبين من خلال تحليل المشاهد نزولهم إلى أرض الملعب في نهاية المباراة، وفقا للمصدر ذاته.

وكان رئيس نادي “أنقرة غوجو”، فاروق كوكا، قد قام بتوجيه لكمة عنيفة للحكم، خليل أوموت ميلر، على أرضية الملعب بعد صفارة نهاية المقابلة. وانهار الحكم، البالغ من العمر 37 عاما، على الأرض، قبل أن يتعرض للركل من قبل عدد من الأشخاص الآخرين، محاولا حماية نفسه عن طريق الالتفاف بالكرة.

وأثارت هذه الحادثة موجة إدانات واسعة في الأوساط السياسية والرياضية التركية. وقرر، في هذا السياق، رئيس الاتحاد التركي لكرة القدم تأجيل جميع مباريات الدوري التركي حتى إشعار آخر.

وأدان رئيس الاتحاد التركي حادثة الاعتداء، قائلا “ندين بشدة الاعتداء غير الإنساني والخسيس على الحكم خليل أوموت ملر (…) نتابع حالته الصحية عن كثب ونتمنى له الشفاء العاجل”.

وأضاف أن “كل من استهدف الحكام وشجع على ارتكاب الجرائم ضدهم فهو شريك في هذا الاعتداء البشع”.

كما أدانت أغلب الأندية، المنافسة في الدوري التركي (سوبر ليغ)، هذا الهجوم، داعية إلى “محاسبة المسؤولين”، و”حماية كرة القدم من أعمال العنف”.

المصدر: مراكش الان

إقرأ أيضاً:

وسط ترقب لرسالة أوجلان.. ماذا يريد حزب ديم الكردي من زيارة كردستان العراق؟

أنقرة- يعتزم وفد من حزب المساواة الشعبية والديمقراطية "ديم" الكردي في تركيا، التوجه غدا الأحد إلى إقليم كردستان العراق، حيث سيجري اجتماعات مع قيادات بارزة في أربيل والسليمانية، ضمن سلسلة لقاءات تهدف إلى مناقشة تطورات الملف الكردي في المنطقة.

ومن المقرر أن يلتقي الوفد الأحد في أربيل كلا من رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، ورئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني، قبل أن ينتقل يوم الاثنين إلى السليمانية لعقد اجتماعات مع رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، ونائبه قوباد طالباني، ومسؤولين آخرين.

ويأتي هذا التحرك في ظل تطورات متسارعة بشأن الملف الكردي في تركيا، لا سيما بعد اللقاءات التي أجراها الحزب مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي.

زيارة مهمة

تشير مصادر سياسية إلى أن الزيارة تكتسب أهمية خاصة، وذلك على ضوء المبادرة التي أطلقها زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي والتي دعا فيها أوجلان لحل الحزب وإلقاء السلاح مقابل الاستفادة من العفو.

يأتي ذلك في إطار تحركاته المكثفة حول القضية الكردية، حيث أجرى وفد من حزب ديم خلال الشهرين الماضيين لقاءين مع الزعيم الكردي أوجلان، أحدهما في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والآخر في 22 يناير/كانون الثاني الماضي.

إعلان

كما عقد الوفد اجتماعات موسعة مع أطراف سياسية فاعلة، شملت رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، إلى جانب لقاء غير مسبوق مع بهتشلي، إضافة إلى ممثلين عن أحزاب أخرى.

وقد حظيت هذه التحركات باهتمام كبير في الأوساط السياسية التركية، مع تزايد التوقعات بإمكانية حدوث تطورات ملموسة في الملف الكردي خلال الفترة المقبلة.

من جهته، كشف الرئيس المشترك لحزب "ديم" تونجر باقرهان، الأسبوع الماضي أن أوجلان قد يوجه "رسالة تاريخية" خلال الأيام المقبلة، وأوضح خلال اجتماع لكتلة حزبه النيابية أن هناك دعما واسعا من المعارضة ومنظمات المجتمع المدني لمسار الحل السياسي، مؤكدا أن هذه "فرصة تاريخية" ينبغي عدم تفويتها.

منطقة كردستان التي استوطنها الأكراد عبر التاريخ وفقا لما أوردته الموسوعة البريطانية (الجزيرة) ترتيبات سياسية

يرى الباحث في الشأن التركي علي أسمر، في حديث للجزيرة نت، أن زيارة وفد حزب "ديم" لإقليم كردستان العراق تأتي في إطار تحولات معقدة تشهدها الساحة الكردية الإقليمية.

وبحسب أسمر، فإن هذه الزيارة قد تعكس محاولة لإعادة ترتيب التوازنات داخل الحركة الكردية، خاصة في ظل المستجدات السياسية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، والتي أسهمت في إعادة تشكيل الخريطة الكردية في المنطقة.

ويضيف أسمر أن الأحزاب الكردية العراقية، مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، تسعى إلى ترسيخ موقعها كلاعب رئيسي في تحديد مستقبل الأكراد، وهو ما قد يفتح المجال أمام حزب "ديم" ليكون جزءا من هذه الترتيبات الجديدة.

 ويرى أن تراجع نفوذ "ديم" في الداخل التركي دفعه للبحث عن تعزيز شرعيته الإقليمية عبر هذه الزيارة، خاصة في ظل المساعي التركية لإعادة رسم العلاقة مع الأكراد في إطار سياسي جديد.

وبحسب الباحث التركي، فإن تركيا تعتبر قوات سوريا الديمقراطية "قسد" تهديدا إستراتيجيا وامتدادا لحزب العمال الكردستاني، وبالتالي فإن أي ترتيبات سياسية جديدة قد تصب في إستراتيجية أنقرة الرامية إلى عزل "قسد" إقليميا، ومن المحتمل -وفقا له- أن تكون هذه الزيارة جزءا من تحركات أوسع تهدف إلى إيجاد بديل سياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يقود "قسد"، مما قد يُضعف موقفها دبلوماسيا على المدى البعيد.

إعلان

وعلى الصعيد العسكري، يرى أسمر أن التقارب بين أنقرة وبعض القوى الكردية العراقية -مثل البشمركة– قد يكون ورقة لتعزيز النفوذ التركي في مواجهة "قسد" داخل سوريا. كما أن "هذه الزيارة لا تنفصل عن مسار التسوية الداخلية التركية مع الأكراد، حيث تحاول أنقرة دفع حزب ديم لتبني خطاب أكثر اعتدالا وأقل ارتباطا بحزب العمال الكردستاني، مما قد يسهم في إضعاف شرعية قسد".

رسالة عبد الله أوجلان ستشكل توجهات الحركة الكردية في المرحلة المقبلة بحسب ما يرى محللون (الأناضول) رسالة أوجلان

وفيما يخص الرسالة المنتظرة من عبد الله أوجلان، يعتبر أسمر أن لها انعكاسات عميقة على مستقبل حزب العمال الكردستاني وخياراته السياسية والعسكرية، فإذا جاءت الرسالة بروح تصالحية تجاه تركيا، فقد يمهد ذلك لتحولات كبيرة في إستراتيجيات الحزب، خصوصا مع تراجع الدعم الدولي له واستمرار الضغط العسكري التركي.

بالمقابل، إذا حملت الرسالة تصعيدا، فقد يعزز ذلك موقف الجناح العسكري المتشدد داخل الحزب، ويدفع نحو مزيد من المواجهة مع أنقرة بدلا من التوجه نحو تسوية سياسية.

ويؤكد أسمر أن توقيت الرسالة بالغ الأهمية، خصوصا مع احتمالات الانتخابات المبكرة في تركيا، كما أن الحكومة التركية تسعى إلى تفاهمات مع أطراف كردية غير مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، في محاولة لإعادة ترتيب المشهد السياسي الداخلي.

وإقليميا، يرى أسمر أن التغيرات في سوريا والعراق قد تدفع حزب العمال الكردستاني لإعادة تقييم خياراته، خاصة مع استمرار الضغوط العسكرية التركية في العراق، ومساعي أنقرة لتحجيم نفوذ "قسد" في سوريا.

من جانبه، يرى الباحث الأكاديمي في جامعة أنقرة جنك سراج أوغلو أن رسالة أوجلان ليست مجرد موقف سياسي عابر، بل ستكون اختبارا مهما لتوجهات الحركة الكردية في المرحلة المقبلة.

ويضيف في حديث للجزيرة نت أن هناك قناعة متزايدة داخل بعض الأوساط الكردية بأن الظروف الإقليمية والدولية لم تعد مواتية لاستمرار الصراع المسلح بالشكل التقليدي، حيث بدأ الدعم الدولي لحزب العمال الكردستاني بالتراجع، خاصة في ظل تركيز الولايات المتحدة على مصالحها الإستراتيجية في المنطقة، وعدم رغبتها في صدام مباشر مع تركيا.

إعلان

ويرى سراج أوغلو أن "حزب العمال الكردستاني قد يكون أمام لحظة حاسمة: إما التكيف مع المتغيرات الإقليمية عبر تقليل حضوره العسكري والتحول إلى العمل السياسي، أو مواجهة مزيد من العزلة والضغوط من الفاعلين الإقليميين والدوليين".

أما فيما يتعلق بتأثير الرسالة على الوضع داخل تركيا، فيشير الباحث إلى أن أي دعوة من أوجلان للحوار قد تعزز موقع حزب "ديم" داخل المشهد السياسي التركي، وربما تعيد النقاش حول مسار الحل السياسي للقضية الكردية. لكنه في الوقت ذاته يحذر من أن أي تباين في مواقف أجنحة حزب العمال الكردستاني تجاه رسالة أوجلان قد يؤدي إلى انقسامات داخلية، تجعل من الصعب التوصل إلى موقف موحد.

مقالات مشابهة

  • لبنان: مقتل ثلاثة أشخاص في هجمات إسرائيلية
  • وسط ترقب لرسالة أوجلان.. ماذا يريد حزب ديم الكردي من زيارة كردستان العراق؟
  • تركيا.. اعتقالات بسبب تعذيب مروّع وبث الجريمة عبر الإنترنت
  • لبنان.. توقيف 25 شخصاً على خلفية الاعتداء على اليونيفيل
  • توجيهات رئيس حكومة لبنان للجيش لردع فلول حزب الله بعد أحداث شغب عارمة
  • صفعة لرغبة الشعب.. تركيا تعزل رئيس بلدية ثان مؤيد للكورد
  • وزير الداخلية اللبناني: اعتقال 25 شخصا على خلفية الاعتداء على موكب يونيفيل
  • استبدلته بمسؤول حكومي.. تركيا تقيل رئيس بلدية منتخب موالياً للأكراد
  • حصري. التهاون وغياب الإطفاء بعين المكان ساهم في مصرع ثلاثة أشخاص بقصر مؤتمرات مراكش
  • إغلاق 320 طريقًا محليًا في تركيا بسبب الثلوج!