المسلمون الألمان مُحبَطون من دعم إسرائيل
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
بينما تشنّ إسرائيل هجوماً شاملاً على غزة رداً على هجمات حركة حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) التي أسفرت عن مقتل 1200 شخص، انتظرت لبنى شموط التي تقيم في ألمانيا بقلق أنباء من أقاربها وأصدقائها في غزة، الذين قتل بعضهم، من بين 18000 فلسطيني تشير وزارة الصحة التي تديرها حماس إلى أنهم فقدوا حياتهم.
في الوقت نفسه، أصبحت شموط، التي تدير دار رعاية للمسنين بألمانيا الغربية، قناة للمعلومات لأصدقائها وزملائها الذين يسعون إلى فهم الصراع.تقول لصحيفة "غارديان" البريطانية: "الأخبار العاجلة كانت تحطم هاتفي، وقلت في نفسي: لا.. ليس اليوم.. وعندما راجعت أخيرا تلك الأخبار كان كل نبأ عاجل أسوأ من سابقه". دعم إسرائيل وتوضح الصحيفة أن شموط مثلها مثل العديد من المسلمين الذين شاهدوا بإحباط متزايد ألمانيا كواحدة من أكثر الداعمين في أوروبا لاستراتيجية إسرائيل. حيث تحدث القادة السياسيون في البلاد مراراً وتكراراً دون تردد واضح عن هذه الاستراتيجية، وهي مبدأ يضع دعم إسرائيل في صميم الهوية الوطنية.
وقال نائب المستشار الألماني روبرت هابيك في رسالة بالفيديو إن "عبارة أمن إسرائيل تعد جزءا من ألمانيا، وهذا يعني أن أمن إسرائيل ضروري بالنسبة لنا كدولة"، مضيفا أن ألمانيا تتحمل "مسؤولية تاريخية" باعتبارها المسؤولة عن محرقة الهولوكوست التي قتل فيها 6 ملايين يهودي.
وقال هابيك: "كان جيل أجدادي هو الذي أراد إبادة الحياة اليهودية في ألمانيا وأوروبا. وبعد الهولوكوست، كان تأسيس إسرائيل بمثابة وعد بحماية اليهود، وألمانيا مضطرة للمساعدة في الوفاء بهذا الوعد. وهذا هو الأساس التاريخي لجمهوريتنا".
شموط تفهم هذا، لكنها تشعر أيضاً أن ذلك لا يترك مجالاً كبيراً لمنتقدي إسرائيل للتحدث أو التعبير عن رأيهم أو الشعور بتمثيل الحكومة الألمانية لهم.
تقول شموط للصحيفة: "أنا أحترم تاريخ ألمانيا.. أتفهم حقاً دعم إسرائيل كدولة، كمكان آمن لليهود، ولكن عندما تستخدم هذه المسؤولية التاريخية كذريعة لتبرير الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ولخرق القانون الدولي، فإنها تحزنني ولا أقبل بهذا". معاداة السامية منذ هجمات حماس، شهدت ألمانيا حالة من التوتر الشديد، ففي حين تم حظر المسيرات المؤيدة للفلسطينيين في العديد من البلدات والمدن، سمح للآخرين بإقامتها مع إرشادات صارمة. وقالت المفوضة الفيدرالية لسياسة حقوق الإنسان، لويز أمتسبيرج: "يجب عدم الاحتفال بالإرهاب. لقد حظرنا المظاهرات عندما كانت تنوي التحريض على معاداة السامية، ويجب عدم إساءة استخدام حرية التعبير لنشر الكراهية".
⚠️ GERMANY ACCUSED OF SILENCING PRO-PALESTINIAN VOICES AT U.N. RIGHTS FORUM
Full Story → https://t.co/kP7tTmoTw9
Germany faced accusations from Muslim countries of silencing pro-Palestinian voices and failing to do enough to tackle Islamophobia in a United Nations review of… pic.twitter.com/sEM5b3PFG3
وبحسب الصحيفة، في الشهر الماضي، وقبل انعقاد مؤتمر سنوي لمدة يومين جمع السياسيين والجماعات الإسلامية وممثلي الطائفتين المسيحية واليهودية، دعت وزيرة الداخلية نانسي فيسر الجماعات الإسلامية إلى إدانة هجمات حماس بوضوح والنأي بنفسها عن معاداة السامية.
وقالت للتلفزيون الألماني: "أتوقع من المنظمات الإسلامية أن توضح موقفها وأن تتحمل مسؤولياتها في المجتمع". وأضافت: "عليهم أن يدينوا هجوم حماس، ويجب أن يكون واضحاً تماماً أننا نقف إلى جانب إسرائيل". استهداف المسلمين لكن العديد من المسلمين، وهم جزء من ثاني أكبر جماعة دينية في ألمانيا ويبلغ عدد سكانها 5.5 مليون نسمة، يقولون إنهم مستهدفون بشكل غير عادل. كما تم تسجيل زيادة كبيرة في الهجمات المعادية للإسلام، ويشتبه في أن العديد منها لم يتم الإبلاغ عنه.
وقال شارجيل أحمد خالد، وهو إمام وعالم دين إسلامي، إن هناك إجراءات أمنية إضافية في مسجد خديجة في بانكوف، شمال برلين. وأوضح قائلا: "مثلما نمت هجمات معاداة السامية، ازداد العداء تجاه المسلمين أيضا"، بحسب الصحيفة البريطانية.
وتم الإبلاغ عن العديد من الهجمات على المساجد، بما في ذلك وضع المصاحف المحترقة وجثث الخنازير والفضلات بالقرب منها أو في صناديق الرسائل البريدية الخاصة بها، كما أنه تم وضع الصليب المعقوف على قبور المسلمين في ماغدبورغ.
وأثار متحدثون آخرون، مثل الكاتبة اليهودية الألمانية الأمريكية ديبورا فيلدمان، التي تتخذ من برلين مقراً لها، الشكوك في أن الصراع يستخدم من قبل اليمين المتطرف، بما في ذلك حزب البديل من أجل ألمانيا، كذريعة يتمكن أخيرا من القول بصوت عال بعيدا عن قضية المهاجرين، وقالت: "هذا يجعلني أشعر بالخوف لأنه يعيد ذكريات الوقت الذي أجبر فيه أجدادي على الفرار".
Most Muslims in Germany have Turkish origins, Turkey was the Ottoman imperial power in Palestine for centuries, ruling over the local Arabs... ‘I no longer feel at home here’: German Muslims frustrated by Israel backing. https://t.co/nFlrc2X9eH
— Dr Matthew Fraser ???????? (@frasermatthew) December 12, 2023 نائب المستشار الألماني روبرت هابيك تناول في خطابه الانقسامات المجتمعية قائلا إن المتطرفين اليمينيين "يتراجعون لأسباب تكتيكية بحتة عن الهجمات المعادية للسامية، من أجل التمكن من التحريض ضد المسلمين".وفي تعليقه على هذا الخطاب، يقول ديرفي أتشزارك، رئيس منظمة "كيغا"، وهي منظمة غير ربحية تهدف لمعالجة معاداة السامية ولكنها تجد نفسها بشكل متزايد تتعامل مع الإسلاموفوبيا أيضاً، "كان جيداً ومفيداً.. لكن تمنيت لو أنه طرح المزيد من الأسئلة والاقتراحات مثل التعلم من أخطائنا".
وتشير الصحيفة إلى أن صعود اليمين المتطرف والنمو المستمر في دعم حزب البديل من أجل ألمانيا كانا من الأسباب التي دفعت الألمان إلى التساؤل "عما إذا كنا في الواقع جديين بشأن عملية التصالح مع الماضي الذي كان أحد الركائز الأساسية للمجتمع الألماني بعد الحرب".
وشاركت لبنى شموط في تظاهرتين مؤيدتين للفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة، وهي تشعر أن هناك قيوداً واضحة على حرية التعبير. وتقول: "لا يُسمح لنا أن نقول إننا نريد وطناً حراً. نحن مقيّدون من قبل الشرطة لاستخدام عدد معين فقط من الأعلام.. لا أؤيد حماس، وأدين تماماً الهجمات، لكنني أحتفظ بحقي في الاحتجاج، حداداً على موتانا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ألمانيا معاداة السامیة دعم إسرائیل العدید من
إقرأ أيضاً:
الإرهاب يتسبب في تعليق صلاة التراويح بالكونغو.. ومرصد الأزهر يعلق
قرر المجلس الأعلى للمسلمين في الكونغو الديمقراطية تعليق صلاة التراويح في المدن الشرقية التي تسيطر عليها حركة إم 23 المتمردة.
وقال رئيس فرع المجلس الإسلامي في بوكافو، الشيخ ياسين كابونجو، إن الشيوخ أفتوا بعدم إقامة شعيرة صلاة التراويح في المساجد، إذ لا تسمح الأوضاع الأمنية التي تعيشها البلاد بخروج المواطنين في الليل أو تجمعهم في المساجد لأداء صلاة التراويح.
وشدد المجلس على ضرورة أن يجمع المسلمون الذين يقيمون بالقرب من المساجد بين صلاتي المغرب والعشاء، ومن ثم العودة إلى منازلهم قبل حلول الظلام.
كما دعا المجلس المسلمين الذين يسكنون بعيدًا عن المساجد إلى البقاء في أماكنهم وأداء الصلاة فيها، حفاظًا على أرواحهم من أي مخاطر.
ويتزامن شهر رمضان هذا العام مع الاضطرابات الأمنية وارتفاع وتيرة العنف الذي تشهده منطقة شرق الكونغو الديمقراطية منذ عدة أسابيع. ومع حلول شهر رمضان، تفاقمت معاناة المسلمين، ولم يعد بإمكانهم أداء شعائرهم الدينية.
كان شهر الصيام يمثل لهم فرصة للتواصل الاجتماعي، ونشر السلام والمحبة والقيم النبيلة بين الناس، بالإضافة إلى كونه مناسبة للتعاون والترابط، والاجتماع على العبادة والتعليم.
ويُعتبر المسلمون في جمهورية الكونغو الديمقراطية من الأقليات السكانية، حيث يبلغ عددهم حوالي 10 ملايين نسمة، وهو ما يعادل 15% من إجمالي عدد السكان الذي يقدر بنحو 77 مليون نسمة. يتركز معظم المسلمون في العاصمة كينشاسا وبعض المدن الشرقية مثل غوما وبوكافو وماسيس وماكاتو كاساي. ويعاني المسلمون، مثل بقية سكان الكونغو، من هجمات المتمردين في شرق البلاد.
بدوره، ادان مرصد الأزهر لمكافحة التطرف كافة أشكال العـ_نف والإرهاب التي تحدث في جمهورية الكونغو الديمقراطية على يد جماعات متمردة ومليشيات مسلحة تتبنى نهج العـ_نف والإرهاب.
وأكد مرصد الأزهر، أنه لا يوجد تباين بين الإرهاب الذي يتنكر تحت ستار الدين ويستخدم شعارات تخفي أجندات أخرى، وبين الإرهاب الذي يتذرع بالتمرد على الأنظمة الحاكمة ويعتمد على فرض السيطرة والنفوذ بواسطة القوة، وكذلك الإرهاب الذي يستمد قوته من مشاعر الكرا_هية والعنـ_صرية والتمـ_ييز، فالمحصلة في جميع هذه الأشكال هي واحدة: د_ماء تراق، وأوطان تعاني، ومجتمعات تتعرض للانهيار.
ودعا المرصد جميع الأطراف الفاعلة في القارة الإفريقية إلى تحمل مسؤولياتها في سبيل وقف نز_يف الد_ماء وتحقيق الأمن والاستقرار، خاصةً ونحن في شهر الخير والسلام والرحمة.