الثورة نت|

دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، كافة الجامعات اليمنية إلى إيلاء عناية كبيرة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي سواء في أنشطتها التعليمية أو العلمية والبحثية.

وعبر الدكتور بن حبتور في افتتاح المؤتمر العلمي الرابع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وضمان جودة التعليم العالي، الذي تنظمه وزارة التعليم العالي ممثلة بمركز تقنية المعلومات في التعليم العالي بالشراكة مع مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة على مدى يومين، عن الشكر لقيادة الوزارة والمؤسسات التابعة لها على تنظيم هذه الفعالية العلمية التي تتصل بواحد من أهم الموضوعات المتعلقة بآخر الإنتاج العلمي في هذا المجال المسمى بالثورة الرابعة.

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يمثل اليوم أهمية للمجتمع ككل وأكثر أهمية للمجتمع الأكاديمي الذي يحرص على استخدامه في جوانب التطوير الأكاديمي والأبحاث والانتاج العلمي وخلافه.

واعتبر تبني مركز تقنيات المعلومات لهذا الموضوع عملا سليما يساهم في خدمة وتطوير هذا القطاع ممثلا بمختلف المؤسسات الاكاديمية التي استطاعت في زمن العدوان والحصار أن تراكم مجموعة من الخبرات البحثية في مختلف المجالات العلمية.

وبين الدكتور بن حبتور أن معظم الجامعات اليمنية استطاعت أن تخطو خطوات جادة وجريئة في المجال التطبيقي وتتواصل مع العالم وتتبادل وجهات النظر معه.. مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي له فوائد مهمة للكادر الأكاديمي الذي ينبغي ان يقدم آخر إنتاجه المتصل بأحدث ما توصل إليه العلم في مجال اختصاصه لطلابه وقسمه والمجال الذي ينتمي إليه في هذه المؤسسة أو تلك.

وأفاد بأن الذكاء الاصطناعي كغيره من العلوم له وجهان ويمكن تسخيره فيما يفيد الإنسانية أو يوظف سلبا ضد المجتمعات.. موضحا أن الحديث يدور اليوم عن النانو تكنولوجي الذي بدأ استخدامه عمليا في الكثير من المجالات والصناعات بما في ذلك السيطرة المباشرة على العقول.

وأكد أهمية استفادة الأساتذة الجامعيين وبالذات المختصين من التطورات التي يشهدها العالم في هذا المجال من خلال كافة الوسائل المتاحة المعرفية والتكنولوجية ونقلها إلى الطلاب.

وقال الدكتور بن حبتور ” إن مركز تقنية المعلومات يخوض التجربة الرابعة في هذا المجال من خلال هذا المؤتمر وبإشراف من قيادة الوزارة، وهي واحدة من الانجازات المهمة جدا التي ينبغي أن يشار إليها بالبنان”.. مشيدا بجهود وزارة التعليم العالي التي استطاعت بإمكانات شحيحة أن تقدم نموذجا للعمل المثمر من خلال الندوات والمؤتمرات العلمية والرقابة على أداء الجامعات ودعمها.

وتطرق إلى العدوان المستمر الذي يشنه العدو الصهيوني على الأشقاء في غزة منذ أكثر من شهرين والعمليات التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية ضد أهداف تابعة للكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالتزامن من استمرار فرض الحظر البحري على كافة السفن الاسرائيلية وغيرها من الجنسيات المحملة ببضائع تخص العدو الغاصب.

وأكد أن اليمن وهو ينصر إخوانه في قطاع غزة الذين يتعرضون للقتل اليومي يقوم بما يمليه عليه الواجب الديني والإنساني والأخلاقي.. مباركا في هذا السياق العملية التي نفذتها القوات المسلحة اليوم ضد السفينة النفطية التي كانت متجهة إلى الكيان الصهيوني.

ولفت رئيس حكومة تصريف الأعمال إلى أن ما يرتكبه الصهاينة من إجرام يومي بحق الشعب الفلسطيني أظهر الوجه الحقيق القبيح لليهود الصهاينة الذين يحتقرون الإنسان وينظرون إلى غيرهم من البشر بدونية.. موضحا أن الصهيونية الامريكية والصهيونية اليهودية وجهان لعملة واحدة فهم على استعداد لإبادة كل البشر في سبيل بقائهم وضمان مصالحهم.

ونوه بموقف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي منذ اليوم الاول للعدوان على غزة والذي كان واضحا ومبدئيا في نصرة أهالي قطاع غزة المحاصر والذين لا يمكن أن يقبل بما يتعرضون له من قتل ومجازر يومية إلا الصهاينة الإسرائيليين والأمريكان والغرب المتصهين أو الحكام العرب الذين تم فرضهم على الأمة العربية.

ووصف الدكتور بن حبتور مشاركة اليمن بالمشرفة والمحمودة وسيتحدث التاريخ بأن محور المقاومة الذي التزم بقضية المقاومة ضد المشاريع الصهيونية أثبت بجدارة حضوره العملي في الانتصار للقضية الفلسطينية ولمظلومية الشعب الفلسطيني.

وقال “اليوم يثبت اليمن أن ما كان يطرحه قائد الثورة بشأن ضرورة مواجهة العدو الإسرائيلي لم يكن لمجرد الاستهلاك الاعلامي فقط، وإنما كان توجها صادقا أكده الفعل المؤلم ضد العدو الغاضب”.

من جانبه أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة تصريف الأعمال – رئيس المؤتمر حسين حازب، حرص الوزارة والمؤسسات التابعة لها، على مواصلة الجهود الرامية للنهوض بالتعليم العالي من خلال تعزيز أداء مؤسساته في مختلف الجوانب.

وأشار إلى الإنجازات التي حققتها الوزارة ضمن الرؤية الوطنية وفي مقدمتها تطوير الأداء الجامعي وتوفير مقومات العملية التعليمية وتجويد خدماتها ومخرجاتها ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية والتركيز على البحث العلمي وتوجيه الباحثين والأكاديميين نحو البحوث والدراسات التي تخدم التنمية والمجتمع.

وذكر أن المؤتمر يركز على أحد أهم علوم العصر المتمثل في تقنيات المعلومات والتطبيقات الحديثة المعروفة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.. لافتا إلى أهمية مواكبة هذه الثورة العلمية التي لها عظيم الأثر على التعليم العالي.

وعبر الوزير حازب عن الشكر لقيادتي مركز تقنية المعلومات ومجلس الاعتماد الأكاديمي لما حققاه من إنجازات ملموسة خاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والأتمتة وإعداد المعايير الوطنية وتوصيف البرامج الأكاديمية.

وفي المؤتمر الذي حضره وزيرا الأشغال بحكومة تصريف الأعمال غالب مطلق، والدولة الدكتور حميد المزجاجي، ونائبا وزير التعليم العالي الدكتور علي شرف الدين، والأشغال المهندس محمد الذاري، أشار رئيس مجلس الاعتماد الأكاديمي الدكتور أحمد الهبوب إلى دور التكنولوجيا الذكية في تحسين حياة الإنسان والتي تقتضي استيعاب المخاطر المصاحبة لهذه التقنية الذكية وحوكمة استخدامها في مختلف المؤسسات.

ولفت إلى أهمية استجابة الجامعات اليمنية لهذا النوع من التكنولوجيا لترقى إلى مستوى التحدي.. مبينا أن هذا المؤتمر يمثل إضافة نوعية واستجابة واقعية لمتطلبات استخدام الثورة التقنية الذكية في مؤسسات التعليم العالي في اليمن.

بدوره أكد المدير التنفيذي لمركز تقنية المعلومات – رئيس اللجنة التنظيمية الدكتور فؤاد عبد الرزاق، أهمية المؤتمر لمواكبة التطورات العالمية والاستفادة من التقنيات لتجويد مؤسسات التعليم العالي بدءًا بالقيادات ومروراً بأعضاء هيئة التدريس والإداريين وصولاً إلى الطلبة المعول عليهم بناء الوطن.

وأشار إلى اهتمام المركز بالأتمتة والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وتوجيهها لخدمة التعليم والتنمية في البلد.. منوها بمستوى الشراكة مع مجلس الاعتماد الأكاديمي الذي استطاع خلال فترة وجيزة تحقيق الكثير من الإنجازات على المستويين الوطني والدولي.

فيما أوضح رئيس اللجنة العلمية الدكتور محمد ضيف الله، أن الذكاء الاصطناعي وجودة التعليم يتكاملان مع بعضهما كثورة تكنولوجية لها القدرة على إحداث تحول جذري في مختلف المجالات.

واستعرض الإنجازات التي تحققت على المستوى العربي والدولي في استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، وكذا تطلعات اليمن في هذا المجال بالاستفادة مما يمتلكه من خبرات.. مشيرا إلى أن المؤتمر يسعى لتشجيع المؤسسات التعليمية على استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل فعال وآمن ورفع مستوى الجودة وتعزيز فرص الطلاب والمعلمين لتحقيق أفضل النتائج.

تخلل المؤتمر الذي حضره عضو مجلس الشورى حسن عبد الرزاق، ووكلاء وزارة التعليم العالي والجهات ذات العلاقة ورؤساء الجامعات وممثلو الوزارات والهيئات والمؤسسات وقطاع الاتصالات والقطاع الخاص، قصيدة للدكتور شفيق القوسي، وعرض لمراحل إعداد المؤتمر.

ويناقش المؤتمر بمشاركة 700 من مختلف الجامعات اليمنية، نحو 50 بحثاً وورقة عمل، يقدمها خبراء وباحثون في الذكاء الاصطناعي من اليمن ودول عربية وأجنبية، يتناولون فيها أحدث التطورات في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وعلاقتها بجودة التعليم العالي.

وتناولت الجلسة الأولى للمؤتمر برئاسة الدكتور شرف الحمزي، أربعة أبحاث وأوراق علمية، حول الحوكمة الذكية مدخل لتطوير الجامعات اليمنية، والذكاء الاصطناعي ثورة جديدة في إدارة المنظومة التعليمية والجامعات، ورؤية مقترحة لتطوير النظام الإداري في التعليم العالي في ضوء تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

واستعرضت الجلسة الثانية برئاسة الدكتور ماهر السنباني أربع أوراق علمية، حول واقع التحول الرقمي وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مؤسسات التعليم العالي، ودور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير وظائف الجامعات، والذكاء الاصطناعي الجغرافي المكاني والصور الفضائية وتطبيقاتها على الزراعة في اليمن، إلى جانب تصور لتطبيق الذكاء الاصطناعي في الجامعات اليمنية.

وتناولت الجلستان الثالثة والرابعة افتراضياً أوراق عمل تمحورت حول أثر التدريب الإلكتروني على تنمية الكفاءات البشرية، ومتطلبات استثمار الذكاء الاصطناعي في الموارد التعليمية المفتوحة للتعليم العالي، واستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المكتبات ومرافق المعلومات، وواقع استخدام طلبة الدراسات العليا في جامعة إب للذكاء الاصطناعي، والتحديات القانونية لدى المشرع اليمني نحو توظيف الذكاء الاصطناعي في مؤسسات التعليم العالي.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: المؤتمر العلمي الرابع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي صنعاء تکنولوجیا الذکاء الاصطناعی مجلس الاعتماد الأکادیمی مؤسسات التعلیم العالی الذکاء الاصطناعی فی أن الذکاء الاصطناعی الجامعات الیمنیة الدکتور بن حبتور تقنیة المعلومات تصریف الأعمال فی هذا المجال فی مختلف من خلال

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي: هكذا اغتالت إسرائيل حسن نصر الله

ما إن أكد حزب الله مقتل زعيمه حسن نصر الله حتى ضجت الضاحية الجنوبية في بيروت بالصرخات المتألمة ورشقات الرصاص المليئة بالغضب. حالة الذهول لم تكن فقط في لبنان، بل أيضا في معظم البلدان المجاورة التي طالما شاهدت العدو الأبرز لإسرائيل وهو يخطب عبر الشاشة المتلفزة رمز الاحتياط الأمني الشديد.

شكّل مقتل الأمين العام لحزب الله صدمة لمؤيديه ومتابعيه وحتى المراقبين، نظرا لأنه اعتبر طوال الوقت "محصنا" ولا يمكن الوصول إليه أو المساس بأمنه قياسا إلى الحراسة الأمنية المشددة التي ترافقه وتحيط به.

ستبقى واقعة الاغتيال محل تساؤل كبير، وفي محاولة لفهم ما جرى تمت الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، وطرحنا مجموعة من الأسئلة على برنامج "شات جي بي تي" (chatgpt) لفهم كيف استطاعت إسرائيل اختراق الحزب وقتل حسن نصر الله، خصوصا أن الاغتيال جاء في غضون أسبوعين ناريين عمدت فيهما تل أبيب إلى هز الحزب بعنف عبر اختراق شبكات الاتصال لديه وقتل قادته العسكريين والميدانيين بشكل سريع ومتتابع.

تاليا الحوار مع "شات جي بي تي"، ونؤكد أن إجابات هذا التطبيق التقني تبقى نسبية وآلية اصطناعية، وهي تحتمل أن تحوي ما يسميها التقنيون "الهلوسات" التي تصدر أحيانا عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي:

كيف استطاعت إسرائيل اختراق حزب الله وقتل حسن نصر الله؟

إسرائيل استطاعت اغتيال حسن نصر الله، زعيم حزب الله، بعد عملية استخباراتية معقدة وتنسيق عسكري متقدم. تفاصيل العملية لا تزال غير واضحة تمامًا، لكن هناك مؤشرات على أن الاختراق كان نتاجًا لعدة عوامل:
اختراق استخباراتي متقدم: وفقًا لعدة تقارير، يبدو أن إسرائيل قد طوّرت قدرة على اختراق الشبكات الأمنية لحزب الله. قد يكون هذا عبر استخدام أدوات استخباراتية متقدمة مثل التجسس الإلكتروني، أو حتى الحصول على معلومات من مصادر بشرية داخل الحزب. هذه القدرات مكّنت إسرائيل من تحديد مكان نصر الله بدقة، وهو أمر كان يعدّ صعبًا نظرا لاحتياطاته الأمنية العالية.

استخدام الطائرات المسيرة وتقنية المراقبة الجوية جزء من منظومة الاستخبارات الإسرائيلية (غيتي)

التكنولوجيا المتقدمة: الهجوم الذي استهدف نصر الله كان شديد الدقة، مما يدل على استخدام تكنولوجيا متطورة مثل الطائرات من دون طيار أو الصواريخ الموجهة بدقة. الهجمات على ضاحية بيروت الجنوبية أظهرت أن إسرائيل كانت قادرة على تنفيذ ضربات مركزة استهدفت مواقع محددة بدقة عالية، مما يدل على تخطيط محكم وتنفيذ تقني متطور​.

العمليات السيبرانية: بعض المحللين يشيرون إلى احتمال أن تكون إسرائيل قد نفذت هجمات سيبرانية على أنظمة الاتصالات داخل حزب الله، مما سمح لها بتحديد تحركات نصر الله والتوقيت المناسب للهجوم​.

هذه العوامل مجتمعة أدت إلى واحدة من أعقد العمليات التي نفذتها إسرائيل ضد حزب الله، مما أحدث صدمة كبيرة في المنطقة وأثار ردود فعل واسعة، خصوصًا من إيران وحلفائها الذين اعتبروا هذا الاختراق تهديدًا كبيرًا لمستقبل المقاومة.

لنفرض أن جاسوسا زوّد إسرائيل بالمعلومات، فمن هو؟ وفي أي مستوى يجب أن يكون؟

إذا كان اغتيال حسن نصر الله ناتجًا عن معلومات زود بها جاسوس إسرائيل، فمن المرجح أن يكون هذا الشخص في مستوى قيادي أو قريب من الدائرة الضيقة التي تحيط بنصر الله. حزب الله يعتمد على هيكل أمني محكم للغاية، مما يعني أن الشخص الذي يوفر معلومات دقيقة حول تحركات نصر الله يجب أن يكون في موقع قريب ومطلع على تفاصيل حياته اليومية.

هناك عدة احتمالات حول مستوى هذا الجاسوس:

المستوى الأمني: قد يكون الجاسوس أحد الأفراد في الدائرة الأمنية المحيطة بنصر الله. هذه الدائرة تتضمن أفرادًا مسؤولين عن تأمين تحركاته ومواقع إقامته. قد يكون الجاسوس مسؤولاً عن نقل المعلومات الحساسة المتعلقة بالتحركات أو اللقاءات الأمنية السرية.

المستوى السياسي: من الممكن أن يكون الجاسوس في مستوى سياسي كأحد القادة أو المستشارين داخل الحزب. هؤلاء الأفراد لديهم وصول إلى خطط الحزب الإستراتيجية وتحركات القادة.

المستوى الاستخباراتي أو اللوجستي: حزب الله يعتمد على جهاز استخبارات داخلي، وقد يكون الجاسوس جزءًا من هذا الجهاز، مما يتيح له الوصول إلى معلومات حساسة حول تحركات نصر الله والعمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل.

السيناريو الأكثر احتمالا هو أن الجاسوس يتمتع بمكانة كبيرة داخل الحزب، حيث تتطلب مثل هذه العمليات الثقة والقدرة على الوصول إلى معلومات عالية السرية، مثل توقيتات الاجتماعات أو الأماكن السرية التي يوجد فيها نصر الله.

اعتاد الأمين العام لحزب الله أن يخطب عبر الشاشة المتلفزة (غيتي) لنعد إلى فرضية الاختراق التقني والسيبراني، كيف يمكن أن تصل إسرائيل إلى مكان نصر الله وتحركاته من خلال التكنولوجيا؟

في حالة فرضية الاختراق التقني والسيبراني، يمكن لإسرائيل أن تصل إلى موقع حسن نصر الله وتحركاته عبر عدة وسائل تكنولوجية متقدمة، بالاعتماد على مجموعة من الأدوات الاستخباراتية التي تطورت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.

إليك بعض الطرق التي قد تكون استخدمتها إسرائيل في هذا السياق:

التنصت على الاتصالات: يمكن لإسرائيل استخدام أدوات تجسس سيبرانية متقدمة لاختراق أنظمة الاتصالات الخاصة بحزب الله. قد يشمل ذلك اعتراض المكالمات الهاتفية المشفرة أو التنصت على أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي يستخدمها نصر الله أو حراسه.

برامج التجسس المتطورة مثل "بيغاسوس" (Pegasus)، التي طورتها شركات إسرائيلية مثل "مجموعة إن إس أو" (NSO Group)، تُعرف بقدرتها على اختراق الهواتف المحمولة وجمع بيانات دقيقة عن موقع الشخص وتحركاته.

الهجمات السيبرانية: من خلال اختراق أنظمة الحاسوب الخاصة بحزب الله، يمكن لإسرائيل الحصول على معلومات حساسة عن تحركات نصر الله، وتوقيتات اجتماعاته، أو حتى رسائل البريد الإلكتروني السرية التي يستخدمها الحزب لتنظيم أنشطته. هذا النوع من الاختراق قد يتم عبر استهداف البنية التحتية الرقمية لحزب الله أو أجهزته المركزية.

استخدام الطائرات المسيرة (الدرونز) وتقنية المراقبة الجوية: الطائرات الإسرائيلية من دون طيار تراقب المناطق التي يعتقد أن نصر الله يتحرك فيها، خصوصًا الضاحية الجنوبية من بيروت. الطائرات المسيرة يمكنها جمع معلومات استخباراتية حية وتحديد التحركات، وذلك باستخدام تقنيات مثل الكاميرات الحرارية والتصوير بالأشعة تحت الحمراء، مما يتيح تتبع الأشخاص حتى في الليل أو في المناطق المغلقة.

تقنيات تحديد الموقع الجغرافي "جي بي إس" (GPS) عبر اختراق الأجهزة الشخصية: في حال استخدام نصر الله أو فريقه أجهزة محمولة أو تكنولوجيا تعتمد على "جي بي إس"، يمكن لإسرائيل استغلال ذلك لاختراق تلك الأجهزة وتحديد موقعه بدقة. حتى لو كانت تلك الأجهزة مؤمنة بشدة، يمكن للتقنيات الإسرائيلية المتقدمة تجاوز مستويات الحماية وجمع البيانات حول مواقع الأهداف.

استخدام برامج الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات: يمكن لإسرائيل استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات ضخمة من البيانات التي يتم جمعها من مختلف المصادر، مثل المكالمات، والاتصالات الإلكترونية، وتحركات المركبات. الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكشف عن أنماط سلوك أو تحركات غير عادية تدل على وجود نصر الله في مكان معين.

الشبكات الاجتماعية وتحليل البيانات المفتوحة: رغم السرية التي يحيط بها حزب الله قيادته، قد تتمكن إسرائيل من تتبع معلومات حساسة عن طريق التحليل السيبراني للمصادر المفتوحة، بما في ذلك مراقبة الأشخاص المقربين من نصر الله أو المناطق التي يتردد عليها. استخدام البيانات المفتوحة يمكن أن يكشف أحيانًا عن معلومات حساسة بطريقة غير مباشرة.

عبر دمج هذه التقنيات، تستطيع إسرائيل تكوين صورة دقيقة عن تحركات نصر الله، مما مكنها من تنفيذ عملية استهداف دقيقة للغاية. عمليات مشابهة تعتمد على تكنولوجيا متقدمة تعتبر محورًا في النزاعات الحديثة، خاصة ضد قادة ذوي حماية عالية مثل نصر الله.

حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفتها إسرائيل لاغتيال قيادات حزب الله (وكالة الأناضول) هل يمكن أن تكتفي إسرائيل فقط بالاختراق التقني والسيبراني لتنفيذ عملية اختراق الحزب وقتل نصر الله دون الحاجة إلى وجود جاسوس بشري؟

رغم أن الاختراقات التقنية والسيبرانية تعد أداة قوية وفعالة، فإنه من غير المرجح أن تعتمد إسرائيل بشكل كامل على هذه الوسائل دون وجود عنصر بشري (جاسوس) في تنفيذ عملية اغتيال حساسة ومعقدة مثل تلك التي تستهدف حسن نصر الله.

إليك الأسباب التي تجعل من الضروري دمج الاختراقات التقنية والسيبرانية مع العنصر البشري:

الدقة في تحديد الموقع والتحركات الفعلية: رغم أن إسرائيل قد تعتمد على تقنيات متطورة مثل التنصت على الهواتف، والطائرات من دون طيار، والأدوات السيبرانية، فإن هناك قيودًا على مدى دقة هذه الوسائل في بعض الأحيان. مثلاً، نصر الله يتخذ إجراءات أمنية صارمة لتجنب التعقب التكنولوجي، مثل عدم استخدام الهواتف أو التنقل في قوافل مزيفة. العنصر البشري يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في توفير معلومات دقيقة وفورية حول تحركات نصر الله، مثل التوقيتات والأماكن غير المتوقعة التي قد لا يمكن رصدها من خلال التكنولوجيا فقط.

الحصول على معلومات داخلية: حتى مع استخدام الاختراق السيبراني، تحتاج إسرائيل إلى معلومات داخلية حول نشاطات نصر الله، مثل جدول لقاءاته وأماكن وجوده الآمنة. هذه المعلومات قد لا تكون متاحة عبر الأجهزة الإلكترونية فقط، حيث قد يتم التواصل بطرق غير تقليدية. هنا يأتي دور الجواسيس الذين يستطيعون الوصول إلى هذه المعلومات من داخل حزب الله نفسه.

التكامل بين المصادر المختلفة: تعتمد العمليات الاستخباراتية الحديثة على تكامل المعلومات من مصادر متعددة، بما في ذلك التقنيات السيبرانية والمصادر البشرية. على سبيل المثال، قد تحتاج إسرائيل إلى تأكيد المعلومات التي تم جمعها عبر تقنيات الاختراق باستخدام الجواسيس للتأكد من دقتها.

التكيف مع إجراءات الحماية: قادة مثل حسن نصر الله يتخذون إجراءات أمنية مشددة تهدف إلى منع الاختراق التقني، مثل استخدام طرق غير تقليدية للتنقل أو التواصل. وجود عنصر بشري (جاسوس) داخل التنظيم أو بالقرب منه يمكن أن يوفر معلومات حول كيفية تجاوزه لهذه الإجراءات، مما يزيد من فاعلية الضربات التقنية.

التخطيط والتنفيذ على الأرض: حتى في حال توفر جميع المعلومات التكنولوجية، تحتاج أي عملية اغتيال إلى التخطيط الدقيق والتنفيذ على الأرض، وقد يتطلب ذلك وجود مصادر بشرية لتنسيق التوقيت والمكان المناسبين للهجوم، بالإضافة إلى تجنب الكشف عن العملية في اللحظات الأخيرة.

الخلاصة: بينما يمكن للاختراقات التقنية والسيبرانية أن توفر معلومات قيمة حول تحركات نصر الله، فإن الاعتماد على عنصر بشري لا يزال ضروريًا لتوفير دقة ومرونة في المعلومات وضمان نجاح العملية. الجمع بين التقنيات المتطورة والجاسوسية البشرية هو ما يزيد من فرص نجاح العمليات المعقدة مثل اغتيال قادة محميين بشدة.

حفرة عميقة أحدثتها الطائرات الإسرائيلية في مكان اغتيال الأمين العام لحزب الله (مواقع التواصل) وضّح كيف أن استخدام البيانات المفتوحة يكشف المعلومات الحساسة؟

استخدام البيانات المفتوحة (Open Source Intelligence – OSINT) هو تقنية متقدمة تعتمد على جمع وتحليل المعلومات المتاحة بشكل علني من مصادر مثل الإنترنت، والشبكات الاجتماعية، والصحافة، والمنصات العامة. حتى في حالة الأفراد أو المنظمات ذات الحماية العالية مثل حزب الله، يمكن لاستخدام البيانات المفتوحة أن يكشف معلومات حساسة بشكل غير مباشر من خلال تتبع النشاطات الرقمية للأشخاص المحيطين أو الأحداث ذات الصلة. هنا توضيح لكيفية استخدام البيانات المفتوحة لكشف معلومات حساسة:

مراقبة الشبكات الاجتماعية حتى في حالة عدم وجود نصر الله أو القادة المستهدفين على الشبكات الاجتماعية بشكل مباشر، قد يستخدم مساعدوه أو أفراد من عائلته هذه المنصات. يمكن تحليل المنشورات والصور أو المواقع التي يزورونها للحصول على معلومات غير مباشرة عن أنشطته. على سبيل المثال، إذا نشر أحدهم صورة أو تعليقا حول حدث معين أو مكان ما، يمكن أن يكشف توقيت أو موقع تحركاته أو تحركات القادة المحيطين به.

مثال: إذا قام أحد أفراد حاشية نصر الله بنشر صورة أو مشاركة في منطقة معينة، يمكن للمخابرات الإسرائيلية ربط هذه المعلومات مع مواقع أخرى أو أحداث متزامنة لتحديد مكانه المحتمل.

تحليل الصور ومقاطع الفيديو التي يتم مشاركتها على الإنترنت حتى من قبل أفراد عاديين، والتي قد تحتوي على "البيانات الوصفية" (metadata) مثل الموقع الجغرافي (Geo-Tagging) أو وقت التقاط الصورة. من خلال تحليل هذه البيانات، يمكن معرفة مكان وزمان الصورة، مما قد يسهل تتبع تحركات الهدف.

مثال: صورة لحدث أو لقاء، حتى لو لم يظهر فيها نصر الله، قد تكشف عن حضوره إذا تم تحليل تفاصيل الصورة مثل الخلفية أو الأشخاص الموجودين فيها.

الربط بين المعلومات المختلفة البيانات المفتوحة تشمل مصادر مثل الصحافة والمواقع الحكومية والتقارير والمدونات. من خلال الربط بين المعلومات المتاحة في أماكن متعددة، يمكن استخلاص معلومات حساسة حول التحركات والأنشطة. إذا نشرت صحيفة محلية خبرًا عن اجتماع غير معلن أو وجود أمني مكثف في منطقة معينة، يمكن استنتاج وجود قادة الحزب أو تجمعات مهمة.

مثال: تقرير إخباري عن حركة مرورية غير عادية أو إغلاق طرق في منطقة معينة قد يشير إلى وجود شخصية رفيعة المستوى مثل نصر الله في هذه المنطقة.

تحليل الحضور العام والنشاطات: رغم أن حزب الله يتخذ تدابير أمنية عالية، فإن النشاطات العامة كالمناسبات الدينية أو الاجتماعية قد تتضمن تحركات قيادية يمكن تتبعها. تحليل تواريخ وأماكن الأحداث العامة التي يحضرها مسؤولون مرتبطون بنصر الله قد يكشف عن وجودهم في منطقة محددة.

مثال: إذا تم رصد مسؤول كبير في حزب الله في حدث معين، وتم تحليل تواريخه ومواقع الأحداث السابقة، يمكن استنتاج أن نصر الله قد يكون قريبًا أو على تواصل مباشر معه.

تعليقات الجمهور والتسريبات غير المقصودة: أحيانًا يقوم أفراد الجمهور أو أشخاص أقل اطلاعًا بتسريب معلومات عن غير قصد على المنصات المفتوحة، مثل التعليقات على الأخبار أو الملاحظات العفوية على الشبكات الاجتماعية. هذه المعلومات قد تتضمن تفاصيل دقيقة يمكن استغلالها.

مثال: شخص يذكر في تعليق على خبر محلي أنه شاهد وجودًا أمنيا مكثفًا أو قافلة سيارات غير عادية، وهذا قد يشير إلى وجود شخصية مهمة في المكان.

التتبع الجغرافي والزمني: جمع بيانات عن التحركات السابقة للأهداف عبر المعلومات المتاحة في المصادر المفتوحة يمكن أن يساعد في التنبؤ بتحركاتهم المستقبلية. الأنماط الجغرافية والزمانية تكشف عن جدول أعمال أو خط سير معين.

مثال: إذا كان نصر الله أو حزبه قد أقاموا اجتماعات في تواريخ معينة في أماكن محددة سابقًا، قد يمكن استنتاج الأنماط المستقبلية.

الخلاصة: من خلال تحليل هذه البيانات وربطها ببعضها بعضا يمكن للمخابرات الإسرائيلية أو أي جهة أخرى جمع معلومات كافية لتحديد مكان وزمان وجود قادة مثل حسن نصر الله. استخدام البيانات المفتوحة يُعد جزءًا أساسيا من عمليات الاستخبارات الحديثة التي تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا والمعلومات المتاحة علنًا.

مقالات مشابهة

  • قوة صاعدة: فرص الإمارات في سباق الذكاء الاصطناعي
  • "جامعة التقنية" تستعرض "دور أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التعليم"
  • القومي للمرأة تنظم ندوة "نحو الاستخدام الآمن لتكنولوجيا الاتصال والتواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي"
  • الدكتور بن حبتور يدين جريمة اغتيال كيان العدو الصهيوني قادة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
  • الذكاء الاصطناعي: هكذا اغتالت إسرائيل حسن نصر الله
  • استعدادات نهائية لعقد المؤتمر العلمي الثالث لكلية التربية في سرت
  • تقديراً لتميزه العلمي.. جامعة ستانفورد تختار عميد الهندسة والحوسبة بكلية ليوا ضمن قائمة علماء الذكاء الاصطناعي البارزين دولياً
  • انطلاق أعمال منتدى دور الذكاء الاصطناعي في تحقيق التنمية المستدامة
  • سامسونج تطلق أقوى حواسيب جالاكسي بتقنيات الذكاء الاصطناعي (فيديو)
  • حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع