الجزيرة:
2025-02-12@01:35:32 GMT

رحلة البحث عن سد الرمق في مدينة تحولت إلى كومة ركام

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

رحلة البحث عن سد الرمق في مدينة تحولت إلى كومة ركام

"تعبتُ وأنا أبحث تحت القصف وبين ركام البيوت المدمرة وخاطرت بنفسي من أجل أن أجد أي شيء قد يسد جوع أهل البيت وخاصة ابنتي الصغيرة، وفي النهاية لم أجد إلا 3 حبات من البسكويت".

بهذه الكلمات، وصف الشاب حسونة إسكافي رحلة البحث عن الطعام في غزة، حيث يكافح المدنيون للحصول على المياه والطعام في مهمة باتت شبه مستحيلة مع استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع.

وحتى الحين، أدى العدوان على غزة إلى سقوط نحو 19 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال.

ويتزامن العدوان مع تشديد الحصار على القطاع حيث يمنع إدخال المساعدات عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.

ويقول إسكافي إن رحلة البحث عن الطعام والمياه في غزة أصبحت مهمة شبه مستحيلة، بعدما قطعت إسرائيل كافة إمدادات الغذاء والماء والكهرباء والوقود عن القطاع مع بداية العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكان هذا الشاب يقطن في حي الشجاعية شرق مدينة غزة مع عائلته المكونة من زوجته وابنته الرضيعة ووالدته وشقيقيه وعمته وعمه المقعد.

رحلة شاقة

وفي البداية، رفض إسكافي وعائلته النزوح من حي الشجاعية وفضّلوا البقاء في منزلهم، حتى أُجبروا على المغادرة.

ويقول "خرجنا من المنزل تحت وابل من القصف الجوي العنيف سيرًا على الأقدام، حتى وصلنا إلى إحدى المدارس التي تؤوي آلاف النازحين من غزة والشمال".

ويتابع بصوت حزين "جلسنا في الشارع على باب المدرسة لنلتقط أنفاسنا بعد رحلة عذاب شاقة، قبل أن ننتقل إلى منزل لأحد الأصدقاء في حي الصبرة جنوب المدينة".

ويقضي إسكافي وشقيقاه وقتا طويلا بحثا عن الطعام والمياه في المدينة المحاصرة التي عزلها جيش الاحتلال عن باقي مدن القطاع، واستهدف أسواقها الشعبية ومراكزها التجارية وآبار المياه فيها والمصانع ومخازن البضائع، لتضييق الخناق على ساكنيها ودفعهم إلى النزوح.

ويشير إلى أنه يضطر إلى السير لمسافات طويلة وصولا إلى بئر مياه تستطيع البلدية تشغيلها لساعات محدودة، حتى يتمكن من تعبئة 20 لترا، ويشاركه في هذه المعاناة الكثير من المواطنين الذين لا يزالون في غزة والشمال.

أما رائد النجار من سكان مخيم جباليا شمال قطاع غزة، فيقول "لم نعد نبحث عن الطحين، فالمهمة أصبحت مستحيلة وإن توفر الطحين فلا غاز ولا حطب لطهيه أو خبزه".

ويوضح الشاب الثلاثيني أن الجيش الإسرائيلي يحاصر مدرسة عوني الحرثاني التي نزح إليها مع عائلته المكونة من 7 أفراد.

ويضيف "الوضع خطير جدا، ونحن محاصرون داخل المدرسة منذ عدة أيام ولا نتمكن من الدخول أو الخروج بسبب كثافة النيران".

ويؤكد وجود نقص في المياه والطعام داخل المدرسة وخارجها بسبب العزلة التي فرضها الجيش الإسرائيلي على شمال غزة ومنعه وصول المساعدات إليها إلا بكميات محدودة جدا، محذرا من ارتقاء شهداء في شمال غزة جوعا وعطشا.

ويبين النجار أن مهمة الحصول على المياه شاقة وكانت تتطلب السير لمسافة طويلة للتعبئة، وقد تتكرر أكثر من مرة يوميا لجمع أكبر كمية ممكنة للاستخدامات المختلفة للعائلة.

قصف الأسواق الشعبية

المتحدث اسم بلدية غزة حسني مهنا، يقول إن تعداد سكان المدينة الأصليين والنازحين إليها من شمال القطاع، يقدر بـ500 ألف نسمة يعيشون في ظروف إنسانية وصحية وبيئية كارثية، نظرا لعدم توفر أبسط مقومات الحياة، وسط غارات متواصلة على مدار الساعة تمنع المواطنين من الحركة.

ويؤكد أن المدينة تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية، خاصة أن المساعدات التي وصلت إلى غزة والشمال لا تلبي الاحتياجات الدنيا للمواطنين والنازحين في المدينة وغالبيتها تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية من الدقيق والأرز والمعلبات.

ويوضح أن الاحتلال استهدف الأسواق الشعبية والمراكز التجارية الكبرى في المدينة، حتى أصبح كل شيء في غزة كومة ركام، والشلل أصاب كل مفاصل الحياة بسبب العدوان والحصار.

وفيما يتعلق بأزمة نقص المياه، يؤكد أن البلدية لم تستلم منذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أي لتر من الوقود، الأمر الذي فاقم الأزمات الإنسانية، ما اضطرها إلى وقف خدمات جمع النفايات وتشغيل محطات الصرف الصحي، وذلك لتوفير كمية الوقود المحدودة لضمان استمرار عمل آبار المياه.

ويشير إلى تدمير الجيش الإسرائيلي عددا من آبار المياه في مدينة غزة، وتوقف عدد آخر منها نتيجة نفاد الوقود، ولم يتبق حاليا سوى 3 آبار فقط تعمل لـ3 ساعات يوميا لضمان وصول المياه لسكان المدينة والنازحين إليها من شمال القطاع.

ويحذر المسؤول الفلسطيني من تفاقم أزمة العطش والغذاء في غزة حال إصرار الجيش الإسرائيلي على عدم إدخال المساعدات الإغاثية والمواد الغذائية إلى غزة والشمال، وعدم تزويد البلديات بالوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومحطات الصرف الصحي وتشغيل الآليات لفتح الشوارع المغلقة بفعل القصف الإسرائيلي.

ويقول إن "المواطنين في غزة يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة وسط المخاطر المحدقة من نقص المياه والغذاء، ودخول فصل الشتاء والمنخفضات الجوية، وحاجة المواطنين إلى أغطية وملابس ووسائل تدفئة وغيرها الكثير".

ويختم مهنّا حديثه مطالبا بتدفق المساعدات ومحذرا من أن "المساعدات التي وصلت نقطة في بحر احتياجات المواطنين".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی غزة والشمال آبار المیاه المیاه فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

البطولة: الرجاء البيضاوي يحقق انتصارا ثمينا على نهضة الزمامرة في الرمق الأخير من المباراة

حقق الرجاء الرياضي انتصارا ثمينا على نهضة الزمامرة بهدفين لهدف، في الرمق الأخير من المباراة التي جرت أطوارها اليوم الأحد، على أرضية ملعب أحمد شكري بالزمامرة، لحساب الجولة 20 من البطولة الاحترافية في قسمها الأول.

وبدأ أبناء لسعد جردة الشابي، المباراة في جولتها الأولى بدون مقدمات، بعدما تمكنوا من افتتاح التهديف منذ الدقيقة الثالثة عن طريق اللاعب حسين رحيمي، واضعا فريقه في المقدمة، ومبعثرا أوراق محمد أمين بنهاشم ولاعبيه، الذين كانوا يودون التقدم أولا، ومن ثم البحث عن أهدافا أخرى لكسب النقاط الثلاث، بغية العودة إلى الوصافة التي تنازلوا عنها لصالح الجيش الملكي.

وحاول نهضة الزمامرة إدراك التعادل بشتى الطرق الممكنة، من خلال المحاولات التي أتيحت له، إلا أن الإخفاق كان العنوان الأبرز لكل الفرص، في ظل قلة تركيز اللاعبين في إنهاء الهجمات بعد الوصول لمربع العمليات، سواء أثناء التسديد أو التمرير، في الوقت الذي لم يفلح الرجاء الرياضي في إضافة الهدف الثاني، نتيجة تسرع لاعبيه في اللمسة الأخيرة، لتنتهي بذلك الجولة الأولى بتقدم رفاق ازريدة بهدف نظيف.

وتبادل الرجاء الرياضي ونهضة الزمامرة الهجمات فيما بينهما خلال أطوار الجولة الثانية، بحثا عن الهدف الثاني من قبل رفاق رحيمي، وأملا في إحراز التعادل من طرف أبناء أمين بنهاشم، للعودة في أجواء اللقاء، وهو ما كادوا أن يحققوه في الدقيقة 65 عن طريق اللاعب زكريا بحرو من ضربة جزاء، لولا التصدي الجيد للحارس المهدي الحرار، الذي حافظ على نظافة شباكه، وتقدم فريقه.

وظل نهضة الزمامرة يبحث عن التعادل، إلى أن تمكن من تحقيق مبتغاه في الدقيقة 78 عن طريق اللاعب عبد الله فرح، بتسديدة قوية من خارج مربع العمليات، لم تترك أية فرصة للمهدي الحرار للتصدي، معيدا بذلك المباراة إلى نقطة البداية، ليبحث مجددا كل فريق عن هدف الانتصار، الذي سيرتقي بأبناء بنهاشم إلى الوصافة، ناهيك عن تقليص الفارق مع المتصدر، وسيجعل الرجاء الرياضي يواصل الهروب عن المراكز المؤدية للقسم الاحترافي الثاني، وتجنب خوض إحدى مبارتا السد.

واستمرت الأمور على ماهي عليه فيما تبقى من دقائق، هجمات متكررة من الطرفين، على أمل زيارة الشباك للمرة الثانية، إلا أن كا محاولاتهما باءت بالفشل، جراء التصديات الجيدة للحارسين المهدي الحرار، ومروان فخر، ناهيك عن تسرع اللاعبين في اللمسة الأخيرة، ليتواصل الشد والجذب، إلى أن تمكن نهضة الزمامرة من إضافة الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع عن طريق اللاعب أمين عزري، إلا أن الحكم ألغاه بعد العودة إلى تقنية الفيديو المساعد « الڤار »، مانحا ضربة جزاء للرجاء الرياضي، ترجمها آدم النفاتي إلى هدف، ومنهيا المباراة بانتصار فريقه بهدفين لهدف.

ورفع الرجاء الرياضي رصيده إلى 28 نقطة في المركز الثامن، فيما تجمد رصيد نهضة الزمامرة عند النقطة 37 في الرتبة الثالثة، متساويا في عدد النقاط مع الجيش الملكي الوصيف، وعلى بعد تسع نقاط من المتصدر نهضة بركان، المنقوص من مباراة، سيلعبها اليوم الأحد أمام الفتح الرياضي، بداية من الساعة السادسة مساء، على أرضية الملعب البلدي بالقنيطرة.

كلمات دلالية البطولة الاحترافية الرجاء الرياضي نهضة الزمامرة

مقالات مشابهة

  • التعليم العالي: 400 طالب يشاركون في برامج تدريبية بمدارس مدينة الأبحاث العلمية 2025
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل ثلاثة فلسطينيين من مدينة جنين
  • جهود مصرية حثيثة لإيصال المساعدات لقطاع غزة.. محافظ شمال سيناء يوضح
  • محافظ شمال سيناء يشهد اصطفاف شاحنات التحالف الوطني
  • الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر الجديدة لسكان قطاع غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن إتاحة عودة سكان غزة سيرا إلى شمال القطاع عبر محورين رئيسيين
  • الجيش الإسرائيلي يوجه رسالة لسكان غزة بشأن العودة إلى الشمال
  • البطولة: الرجاء البيضاوي يحقق انتصارا ثمينا على نهضة الزمامرة في الرمق الأخير من المباراة
  • رحلة علم تحولت إلى كابوس.. إصابة 4 طلاب في انقلاب أتوبيس بسوهاج |القصة الكاملة
  • دبلوماسية البلقان التي تنتهجها إدارة ترامب الجديدة في كوسوفو تثير التساؤل والحيرة