تكريم الإيرانية مهسا أميني بجائزة ساخاروف بغياب عائلتها.. وسخط أوروبي
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
سلم البرلمان الأوروبي الثلاثاء جائزة ساخاروف التي منحها لمهسا أميني بعد وفاتها، والتي أصبحت "رمزاً للحرية"، بحسب عائلتها التي غابت عن مراسم الحفل بعدما منعتها طهران من مغادرة البلاد.
ومُنحت جائزة ساخاروف لحرية الفكر، وهي أهم مكافأة في مجال حقوق الإنسان صادرة من الاتحاد الأوروبي، في تشرين الأول/أكتوبر إلى الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني التي توفيت عن عمر 22 عاما في 16 أيلول/سبتمبر 2022 بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية.
وأطلقت وفاتها احتجاجات واسعة مناهضة للقادة السياسيين والدينيين في ايران، وأصبحت اميني رمزاً للنضال ضد فرض الحجاب. وأدى قمع هذه الاحتجاجات إلى مقتل المئات كما أوقفت السلطات آلاف الأشخاص.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، فرضت الحكومة البريطانية، الجمعة، عقوبات على مسؤولين إيرانيين بارزين بمناسبة الذكرى الأولى لوفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها من قبل "شرطة الأخلاق" الإيرانية.
وأوضحت وزارة الخارجية البريطانية في بيان أن "العقوبات تستهدف كبار صناع القرار الذين يطبقون قانون الحجاب الإلزامي في إيران، وتم تنسيقها مع تحركات مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة وكندا وأستراليا".
وطالت العقوبات البريطانية وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمد مهدي إسماعيلي ونائبه محمد هاشمي، ورئيس بلدية طهران علي رضا زاكاني، إضافة للمتحدث باسم الشرطة الإيرانية سعيد منتظر المهدي، وفقا للبيان.
وكانت عائلة أميني تنوي حضور حفل تسليم جائزة ساخاروف في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، لكنها لم تتمكن من المجيء بسبب منعها من مغادرة البلاد.
كتبت موجان افتخاري، والدة مهسا أميني، في رسالة قرأها محامي العائلة صالح نيكبخت الذي تسلم الجائزة نيابة عنها "كنت أود الحضور إلى مجلسكم الكريم لأمثل جميع النساء في بلادي وأعرب عن امتناني لمنح جائزة ساخاروف".
وأضافت "للأسف حُرمنا من هذه الفرصة، في انتهاك لكافة المعايير القانونية والإنسانية".
ولدى حديثها عن ابنتها التي شبهتها بجان دارك، أكدت أن "حياتها انتزعت ظلما".
وقالت "أعتقد بشدة أن اسمها، إلى جانب اسم جان دارك، سيظل رمزا للحرية".
واستنكرت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا قرار النظام الإيراني بمنع أقارب مهسا اميني من القدوم إلى فرنسا، مشيرة إلى أن "الطريقة التي عوملوا بها هي مثال آخر على ما يواجهه الشعب الإيراني يومياً".
وأكدت "أن شجاعة المرأة الإيرانية وصمودها في نضالها من أجل العدالة والحرية وحقوق الإنسان لن يُكبحا. ولن يمكن إسكاتهن".
كذلك، ندد أكثر من مئة عضو في البرلمان الأوروبي في رسالة مفتوحة بالقرار الذي يهدف، في نظرهم، إلى "إسكات" عائلة مهسا أميني "ومنعها من التنديد بالقمع الفاضح لحقوق النساء، وحقوق الإنسان، والحريات الأساسية من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران".
ويأتي تسليم جائزة ساخاروف بعد يومين على مراسم تسليم جائزة نوبل للسلام التي منحت لنرجس محمدي والتي لم تتمكن من الذهاب إلى أوسلو لتسلم جائزتها بسبب احتجازها منذ 2021 في سجن بطهران.
الثلاثاء، مثلت ناشطتان إيرانيتان حركة "امرأة حياة حرية" التي نالت جائزة ساخاروف أيضا، في البرلمان الأوروبي، وهما أفسون نجفي التي قُتلت شقيقتها حديث عن عمر يناهز 22 عاماً خلال مشاركتها في تظاهرة اثر وفاة أميني في أيلول/سبتمبر 2022، ومرسيده شاهين كار التي أصيبت في عينها خلال تظاهرة مناهضة للنظام الإيراني في تشرين الأول/أكتوبر 2022.
وغادرت كلاهما إيران في 2023.
وقالت شاهين كار التي تعيش الآن في ألمانيا، خلال مؤتمر صحافي "نحن هنا باسم جميع النساء، لقد سئمنا من النظام الإيراني".
ودعت أفسون نجفي المجتمع الدولي إلى مزيد من الضغط على النظام الإيراني.
وكان البرلمان الأوروبي قد اعتمد عدة قرارات غير ملزمة للتنديد بحملة القمع التي شنها النظام في ايران ضد المتظاهرين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإيرانية البرلمان الأوروبي إيران البرلمان الأوروبي سخاروف مهسا اميني سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البرلمان الأوروبی جائزة ساخاروف مهسا أمینی
إقرأ أيضاً:
زعماء العالم يعقدون اجتماعا للمناخ بغياب الولايات المتحدة
شارك عدد من رؤساء الدول والحكومات، من بينهم الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في اجتماع افتراضي أمس الأربعاء بهدف تجديد الالتزام العالمي بالعمل المناخي، وذلك بغياب الولايات المتحدة، وفق بلومبيرغ.
وعُقد الاجتماع الذي استمر ساعتين بمبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
ورغم أهمية الاجتماع غابت الولايات المتحدة عن المشاركة، في وقت تزايد فيه القلق من تراجع الالتزام الأميركي تجاه اتفاقية باريس للمناخ، خاصة بعد انسحاب الرئيس دونالد ترامب منها. لكن صحيفة غارديان نقلت عن مصادر أن واشنطن لم تدعَ إلى الاجتماع.
التزام الصينوخلال الاجتماع، شدد الرئيس الصيني على التزام بلاده الثابت بمكافحة تغيّر المناخ، مؤكدًا أن "الصين لن تتراجع عن جهودها المناخية، ولن تتباطأ عن دعم التعاون الدولي، ولن تتخلى عن هدف بناء مجتمع عالمي بمستقبل مشترك".
ولم يُسمِّ الرئيس الصيني الولايات المتحدة أو ترامب، لكنه أشار إليهما بوضوح، لافتا إلى أن الصين "بنت أكبر وأسرع أنظمة الطاقة المتجددة نموًا في العالم، بالإضافة إلى أكبر وأكمل سلسلة صناعية للطاقة الجديدة".
إعلانوقال شي "على الرغم من أن إصرار بعض الدول الكبرى على اتباع الأحادية والحمائية قد أثّر بشكل خطير على القواعد الدولية والنظام الدولي، فما دمنا نعزز الثقة والتضامن والتعاون، فسنتغلب على الرياح المعاكسة ونمضي قدما بثبات في حوكمة المناخ العالمية وجميع المساعي التقدمية في العالم".
وبعد الاجتماع، قال غوتيريش إنه لا يمكن لأي حكومة أو مصلحة في مجال الوقود الأحفوري أن تمنع العالم من السعي نحو مستقبل الطاقة النظيفة.
ولم يذكر غوتيريش ترامب بشكل مباشر، لكن تصرفات الرئيس الأميركي طغت بوضوح على الاجتماع.
وأتى الاجتماع في وقت يواجه العالم خطر تجاوز حدود الاحتباس الحراري المتفق عليها، إذ سجّل العام الماضي ارتفاعا سنويا بدرجة حرارة فاقت 1.5 درجة مئوية لأول مرة، مع توقعات بوصول هذا الارتفاع إلى 2.6 درجة مئوية بنهاية القرن إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة.
وفي ظل هذه الأرقام المقلقة، أظهرت التقارير أن 19 دولة فقط من أصل 195 موقعة على اتفاقية باريس قدمت مساهماتها الجديدة المحددة وطنيا، وهي خطط وطنية تهدف إلى خفض الانبعاثات حتى عام 2035.
ومن بين هذه الدول المملكة المتحدة، كندا، اليابان، البرازيل، الإمارات، والولايات المتحدة، التي قدمت خطتها إبان إدارة جو بايدن. بينما لا تزال كل من الصين والاتحاد الأوروبي في طور الإعداد لتقديم خططهما.
وأعلن الرئيس الصيني خلال الاجتماع أن بلاده ستكشف عن خططها المناخية الجديدة قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30)، المقرر عقده في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في مدينة بيليم الأمازونية بالبرازيل.
وستشمل هذه الخطة أهدافا شاملة تغطي كافة قطاعات الاقتصاد وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
ويُتوقع أن يلعب مؤتمر الأطراف الثلاثين دورا حاسما في رسم خارطة طريق طموحة للعمل المناخي، تشمل تعبئة ما لا يقل عن 1.3 تريليون دولار سنويا لتمويل المناخ في الدول النامية بحلول عام 2035، فضلا عن التزام الدول الغنية بمضاعفة تمويل التكيّف إلى 40 مليار دولار سنويا على الأقل.
إعلان