حرص حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ منذ توَلِّيه مقاليد الحُكم على تقوية أواصر العلاقات الدبلوماسيَّة الرَّاسخة مع الدوَل الصَّديقة والشَّقيقة عَبْرَ إقامة شبكة من العلاقات القائمة على المصالح والمنافع المشتركة، الَّتي تواكِب تطلُّعات الشعوب وطموحاتها، حيث تسعى الرؤية السَّامية لإيجاد اقتصاد متنوِّع منطلِقٍ من رؤية «عُمان 2040» الطموحة، لتعزيز الاستفادة من الموارد الطبيعيَّة وتعظيم القِيمة المحليَّة المضافة، وجعل سلطنة عُمان قِبلة لرؤوس الأموال المستثمرة، والَّتي تُشكِّل العلاقات الدبلوماسيَّة حجَر الزاوية في عمليَّة جذبها، حيث تؤدِّي الدبلوماسيَّة الاقتصاديَّة العُمانيَّة دَوْرًا مُهمًّا في ضمان استفادتها من الاتِّجاهات الاقتصاديَّة الإقليميَّة والعالَميَّة من خلال تعزيز مكانة سلطنة عُمان كلاعب رئيسٍ على السَّاحتين الإقليميَّة والعالَميَّة، بما تملكه من علاقات دبلوماسيَّة قائمة على الودِّ وأُسُس الاحترام المتبادل.


وتأتي زيارة الدَّولة الَّتي يقوم بها جلالة السُّلطان المُعظَّم ـ أبقاه الله ـ إلى جمهوريَّة سنغافورة اليوم الأربعاء الموافق الثالث عشر من شهر ديسمبر الجاري لعام 2023م، امتدادًا للعلاقات الطيِّبة بَيْنَ البَلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ، ومناسبةً لبحْثِ كُلِّ ما من شأنه الارتقاء بأوْجُه التعاون القائمة بَيْنَ سلطنة عُمان وجمهوريَّة سنغافورة في مختلف المجالات، وسُبل تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة، ويُحقِّق للشَّعبَيْنِ مزيدًا من الخير والازدهار حاضرًا ومستقبلًا، حيث يسعى البَلدانِ إلى تعظيم الاستفادة من علاقاتهما الوطيدة القائمة على أُسُس من الصَّداقة الرَّاسخة، واللَّذانِ شهدا خلال السنوات الماضية حراكًا على مختلف المستويات والمجالات، أبرزها السِّياسيَّة والاقتصاديَّة والثقافيَّة، عكَسَ رغبتهما في دفع مستويات التعاون بَيْنَهما إلى مزيدٍ من التقدُّم والتطوير.
وتنطلق أهمِّية الزيارة التاريخيَّة لجلالة القائد المُفدَّى لجمهوريَّة سنغافورة؛ كون جلالته الزعيم والقائد الأوَّل الَّذي يزور الجمهوريَّة الآسيويَّة، منذ انتخاب فخامة الرئيس ثارمان شانموجاراتنام رئيس جمهوريَّة سنغافورة الَّذي فاز في الانتخابات الرئاسيَّة في شهر سبتمبر الماضي، ما يؤكِّد التقدير الكبير الَّذي تكنُّه القيادة السنغافوريَّة الجديدة لسلطنة عُمان قيادةً وشَعبًا. لذا من المتوقَّع أنْ تطلقَ زيارة جلالة السُّلطان المُعظَّم لسنغافورة حقبة جديدة من مجالات التعاون الثنائي بَيْنَ البَلدَيْنِ في مَسيرة العلاقات المتميِّزة بَيْنَ البَلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ، خصوصًا في مجالات الطَّاقة المُتجدِّدة والأمن الغذائيِّ والاقتصاد الرَّقميِّ والتجارة الإلكترونيَّة وتكنولوجيا التعليم والتدريب الذَّكيِّ والصِّناعات اللوجستيَّة والنَّقل البحريِّ، وغيرها من المجالات الَّتي تُعزِّز التعاون البنَّاء المُثمِر القائم، وتبني عَلَيْه.
ولعلَّ ما يؤكِّد عُمق العلاقات بَيْنَ البَلدَيْنِ، الَّتي شهدت نقلة نوعيَّة هذا العام، هو الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائيَّة إلى المستوى الاستراتيجيِّ، فتمَّ الإعلان خلال الحوار الاستراتيجيِّ الأوَّل الَّذي عُقد بسنغافورة عن رفع مستوى التمثيل الدبلوماسيِّ بَيْنَهما وذلك بترقية القنصليَّات العامَّة في كلا البَلدَيْنِ إلى سفارات مُقِيمة ابتداءً من الأوَّل من يناير هذا العام، بالإضافة إلى قيام عددٍ من الوفود الرسميَّة العُمانيَّة بزيارات لجمهوريَّة سنغافورة أسهَمت في تعزيز حجم التبادل التجاري بَيْنَ البَلدَيْنِ؛ إذ حقَّق نُموًّا بنسبة (80) بالمئة، وهي خطوة كبرى يُمكِن أنْ تبنيَ زيارة الدَّولة وما سيتمُّ خلالها من مناقشات ومباحثات مع القيادة السنغافوريَّة منطلقًا وأساسًا لِتوطيدِ هذه العلاقات بما يخدم المصالح المشتركة، خصوصًا وأنَّ البَلدَيْنِ لدَيْهما العديد من القواسم المشتركة الَّتي يُمكِن أنْ يُبنى عَلَيْها علاقات قائمة على تبادل المصالح.
حفظ الله جلالة السُّلطان في حلِّه وترحاله، وأسبغ عَلَيْه نِعمه ظاهرةً وباطنة، وسدَّد على طريق الخير خُطاه.. إنَّه سميع مجيب.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ة سنغافورة

إقرأ أيضاً:

جلالةُ السُّلطان المعظم يستقبل وزير خارجية المملكة المتحدة

العُمانية/ استقبل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللّهُ ورعاهُ/ معالي ديفيد لامي وزير الخارجية والكومنولث والتنمية بالمملكة المتحدة صباح اليوم بقصر البركة العامر.

جرى خلال المقابلة تناولُ أوجه العلاقات التاريخية والاستراتيجية القائمة بين البلدين الصديقين والشراكة العُمانية البريطانية الداعمة للتنوع الاقتصادي في سلطنة عُمان، حيث أشاد معالي الضيف بالسياسات التنموية الحديثة لجلالةِ السُّلطان المعظم /أيّدهُ اللهُ/ وانعكاساتها الملموسة في ربوع البلاد، مؤكدا على حرص الحكومة البريطانية على تشجيع وتعميق علاقات التعاون والاستثمار في مختلف المجالات.

وعبّر جلالةُ السُّلطان المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ عن تقديره لمستوى التعاون والتنسيق بين حكومتي البلدين وارتياحه لمسارات الشراكة وآفاقها المستقبلية.

ومن جانبه تطرق معالي وزير الخارجية والكومنولث والتنمية البريطاني إلى عدد من القضايا والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية واستمع إلى مرئيات جلالةِ السُّلطان المعظم بشأنها حيث أبدى معالي الوزير الضيف اهتمامًا بالغًا بالمساعي الداعية لوقف إطلاق النار في غزة وتحقيق السّلم والاستقرار، فضلا عن الجهود الجارية في إطار المحادثات الأمريكية الإيرانية عبر الوساطة العُمانية للتوصل إلى اتفاق جديد حول برنامج إيران النووي للاستخدامات السلمية.

حضر المقابلة معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، ومن الجانب البريطاني السير أوليفر روبنز الوكيل الدائم لوزارة خارجية المملكة المتحدة، وسعادة السفيرة الدكتورة ليان سوندرز سفيرة المملكة المتحدة المعتمدة لدى سلطنة عُمان.

مقالات مشابهة

  • وزيرة التضامن الاجتماعي تتوجه إلى سنغافورة للمشاركة في المؤتمر الدولي لـ "مجتمعات الفرص 2025"
  • وزيرة التضامن تتوجه إلى سنغافورة للمشاركة في مؤتمر مجتمعات الفرص 2025
  • جلالةُ السُّلطان المعظم يستقبل وزير خارجية المملكة المتحدة
  • عاجل - الرئيس السيسي يستقبل الحاكم العام لأستراليا في زيارة رسمية بقصر الاتحادية
  • أمير جازان: آفاق واسعة من التقدم والازدهار
  • اللواء رضا فرحات لـ «الأسبوع»: زيارة ترامب للشرق الأوسط نقطة فارقة في العلاقات الأمريكية بدول المنطقة
  • عُمان والرسوخ الدبلوماسي
  • مفكر سياسي: الدور الدبلوماسي الذي تقوم به الخارجية المصرية سيذكره التاريخ
  • «ليون سيتي» يقترب من لقب دوري سنغافورة قبل مواجهة الشارقة آسيوياً
  • جلالةُ السُّلطان المعظّم يهنئ الرئيسة التنزانية