أمين الشرقية يرأس الاجتماع الأسبوعي لبرنامج تحسين المشهد الحضري
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
رأس معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير، اليوم الثلاثاء بمقر الأمانة، الاجتماع الأسبوعي لمتابعة برنامج تحسين المشهد الحضري للربع الرابع، مع الوكلاء ومدراء الإدارات ورؤساء البلديات، والذي يهدف إلى ضمان معالجة التشوهات البصرية في المنطقة.
عناصر خطة المعالجةواطلع خلاله على عرض غرفة عمليات تحسين المشهد الحضري، الذي تضمن الخطة الوطنية لمعالجة التشوهات البصرية، والتي تم التركيز من خلالها على المسار الأول، والمسار والثاني لعناصر المعالجة الفورية، حيث تضمن المسارين مؤشرات الأداء الاستراتيجية لخطة معالجة التشوه البصري، وشملت عنصر الحواجز الخرسانية، وحصر مظاهر التشوه البصري للمناطق ذات الأولوية، وتضمنت الخطة التصحيحية للمسار الأول، تكثيف الحملات الميدانية لرصد التشوهات البصرية مع التركيز على عنصر الحواجز الخرسانية، مع توثيق الرصد عبر منصة ممتثل، وتطبيق بلدي لنس، وكذلك التأكيد على كافة الشركات الخدمية بتطبيق دليل الحاجز المؤقتة.
خلال الاجتماع - اليوم
كما تضمن العرض الاطلاع على دليل استخدام الحواجز المؤقتة في مناطق العمل، والذي يهدف الى الحد من مظاهر التشوه البصري من خلال توحيد الإجراءات والعمليات والمواصفات والمتطلبات الخاصة بالحواجز الخرسانية، حيث تمثل الحواجز المؤقتة أحد عناصر التشوه البصري، كما تضمن العرض أيضًا نتائج آراء السكان عن مظاهر التشوه البصري في المملكة، ونسبة الرضا عن جهود البلدية لمعالجة التشوه البصري على مستوى مسارات المعالجة الفورية، للمسار الأول والثاني والثالث، ومقارنة النتائج ومعدل انتشار مظاهر التشوه البصري وتقييم الجهود البلدية للمعالجة، حول المحاور الرئيسية لأمانة المنطقة الشرقية.
خلال الاجتماع - اليوم
إجراءات شهادة الامتثالواستعرضت غرفة عمليات تحسين المشهد الحضري أيضا، طلبات شهادة امتثال المباني، والجهود التي قامت بها الأمانة، وزيادة تكثيفها من خلال تخصيص فرق عمل لزيارة المنشآت على المحاور المستهدفة لتسهيل استخراج شهادة امتثال في مواقعهم، وكذلك العمل على توعية المجتمع، وإطلاق مبادرات تطوعيه في المناطق ذات الأولوية للعناصر الفورية، وعقد ورش العمل لتوضيح متطلبات الشهادة.
إحصائيات إدارة الطوارئ والبلاغاتواطلع معاليه أيضًا على إدارة الطوارئ والبلاغات 940، والذي تضمن تقريرها للأسبوع من تاريخ 03/12/2023 وحتى 09/12/ 2023، والذي تضمن (2651) اجمالي المكالمات، و1530 استفسار، و4044 بلاغ، و718 طلب، و437 شكوى، على المباني، والإنارة والمرافق الخدمية، والبناء تحت الإنشاء، والطرق والشوارع، والفراغات والحدائق العامة، والأسواق والمتاجر، وكذلك التعديات، وبلاغات الكوارث والسيول والمكافحة.
واختتم الاجتماع بعرض بلدية مدينة الظهران لمبادرة معالي الأمين للطرق، حيث استهدفت البلدية 5 طرق رئيسية ضمن المبادرة، اطلع معاليه خلاله على عدد من المعالجات واعمال التحسين التي تمت، كما تضمن عرض البلدية المبادرات التي قامت بها خلال هذا العام 2023م، حيث نفذت 73 مبادرة وفعالية، استفاد منها 4406)
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم الدمام المنطقة الشرقية المشهد الحضري اجتماع تحسین المشهد الحضری مظاهر التشوه البصری
إقرأ أيضاً:
عبد الله مشنون يكتب..إستفحال مظاهر العنصرية في الجزائر ضد ذوي البشرة السمراء
عبد الله مشنون
كاتب صحفي مقيم بايطاليا
تُعاني الجزائر من تفشٍّ واضح للعنصرية ضد ذوي البشرة السمراء، سواء كانوا من أبناء الجنوب الجزائري أو من المهاجرين الأفارقة. رغم الخطاب الرسمي الذي يُنادي بالمساواة ومناهضة التمييز، إلا أن الواقع يُظهر أن هذه الفئة ما زالت تواجه العديد من مظاهر الإقصاء، سواء في الحياة السياسية أو الاجتماعية، مما يطرح تساؤلات حول الأسباب العميقة لهذه الظاهرة وتأثيراتها على تماسك المجتمع الجزائري.
في المؤسسات الرسمية، لا يزال حضور الجزائريين ذوي البشرة السمراء في المناصب العليا محدودًا. فرغم تعيين شخصيات بارزة من هذه الفئة، مثل عبد القادر مساهل ونور الدين بدوي، إلا أن ذلك يبقى استثناءً وليس القاعدة. كما أثار تعيين حسن دردوري ردود فعل عنصرية، ليس بسبب مؤهلاته، ولكن بسبب لون بشرته، ما يعكس استمرار النظرة الدونية تجاه أبناء الجنوب. أما في المؤسسة العسكرية، التي تُعد من أكثر المؤسسات نفوذًا في البلاد، فيندر أن نجد تمثيلًا لهذه الفئة، مما يعمق الشعور بالتهميش لدى الجزائريين السود ويؤكد أن الفرص ليست متساوية للجميع.
إلى جانب الإقصاء السياسي والمؤسسي، يواجه أبناء الجنوب الجزائري مظاهر تمييز صارخة عند انتقالهم إلى مدن الشمال. كثيرون يعانون من مضايقات يومية، وأحيانًا إساءات لفظية بسبب لون بشرتهم ولهجتهم المختلفة. حتى في الجامعات، طُلب من بعض الطلاب القادمين من الجنوب الخضوع لفحوصات طبية قبل استلامهم غرفهم في الإقامات الجامعية، في إجراء لم يُفرض على غيرهم، وهو ما يعكس وجود تمييز مؤسساتي قائم على أساس العرق والانتماء الجغرافي. هذه الممارسات جعلت الكثير من أبناء الجنوب يترددون في الاستقرار في الشمال، خوفًا من مواجهة معاملة غير عادلة أو شعور دائم بالغربة داخل وطنهم.
في الإعلام، لا يختلف الوضع كثيرًا، حيث يبدو أن الوجوه ذات البشرة السمراء غائبة إلى حد كبير عن البرامج التلفزيونية، وكأنها لا تمثل جزءًا من الهوية الجزائرية. حادثة عارضة الأزياء والمؤثرة الجزائرية بركة مزراية تُجسد هذا التهميش، حيث تعرضت لتعليقات عنصرية مؤلمة جعلتها تبكي بحرقة، ما كشف عن حجم التنمر الذي يواجهه الجزائريون السود في الفضاء العام. غياب التمثيل العادل في وسائل الإعلام يعزز الصورة النمطية السلبية عن هذه الفئة، ويُكرّس فكرة أنها ليست جزءًا من النسيج الوطني، رغم أنها من أقدم المكونات السكانية في الجزائر.
العنصرية لم تقتصر على أبناء الجنوب، بل امتدت أيضًا إلى المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء، الذين يُنظر إليهم أحيانًا على أنهم عبء أو تهديد ديموغرافي. كثير منهم يعملون في ظروف صعبة دون أي حماية قانونية، ويواجهون رفضًا اجتماعيًا واضحًا. في بعض الحالات، تعرض هؤلاء المهاجرون لاعتداءات عنيفة وحوادث قتل وخطاب كراهية متصاعد، دون أن يكون هناك رد فعل رسمي حازم لحمايتهم أو الحد من هذه الظاهرة.
حتى في الخارج، حمل بعض الجزائريين معهم هذه النزعات العنصرية، كما ظهر مؤخرًا في حادثة جزائرية في باريس قامت بتصوير الجناح المغربي في معرض الفلاحة، ووصفت المشاركين فيه بأنهم “مجموعة من السود”، في مشهد يعكس كيف تسربت هذه العقلية إلى بعض فئات المجتمع الجزائري حتى خارج حدوده. هذه التصرفات لا تسيء فقط إلى صورة الجزائر على المستوى الدولي، بل تعكس مشكلة عميقة تتعلق بالهوية والتقبل الاجتماعي.
على الجانب الآخر، يبدو أن المغرب الجار يقدّم نموذجًا أكثر انفتاحًا وتسامحًا فيما يتعلق بالتنوع العرقي. لا تشهد المملكة نفس الحدة من الممارسات العنصرية، حيث تتعامل الثقافة المغربية بشكل أكثر طبيعية مع التنوع العرقي واللغوي. هذا الاختلاف لا يعود إلى عوامل اقتصادية أو جغرافية، بل إلى سياسات اجتماعية وثقافية عززت التعددية والتعايش بشكل أكثر فاعلية.
تاريخيًا، تعود جذور العنصرية في الجزائر إلى الحقبة الاستعمارية، حيث سعى المستعمر الفرنسي إلى تطبيق نموذج فصل عنصري يشبه ما حدث في جنوب أفريقيا. رغم الاستقلال، لم تختف هذه الذهنية بالكامل، بل استمرت في بعض مؤسسات الدولة والمجتمع، مما جعل التمييز العرقي أمرًا شائعًا وإن كان غير مُعلن بشكل رسمي. والمفارقة أن النظام الجزائري، الذي يدّعي الدفاع عن حقوق سكان جنوب المغرب، لم يُبدِ نفس الحرص تجاه سكان جنوب الجزائر أنفسهم، الذين يعانون من الإقصاء والتهميش المستمر. هذا التناقض يثير تساؤلات جدية حول مدى مصداقية الشعارات التي يرفعها النظام في قضايا حقوق الإنسان.
إن تفشي العنصرية في الجزائر يُشكل تحديًا كبيرًا أمام تحقيق مجتمع أكثر عدالة وانسجامًا. معالجة هذه الظاهرة تتطلب وعيًا جماعيًا، وإصلاحات قانونية تضمن المساواة الفعلية بين جميع المواطنين، وتجريم التمييز بكل أشكاله. من دون هذه الخطوات، ستبقى الفجوة قائمة، وسيستمر الجزائريون السود في مواجهة عراقيل غير مبررة داخل وطنهم، في تناقض صارخ مع المبادئ التي قامت عليها الثورة الجزائرية، والتي كان أحد أهدافها القضاء على كل أشكال الظلم والتمييز.