موقع 24:
2025-02-02@15:11:41 GMT

فرنسا تُوجّه ضربة كبيرة لتنظيم الإخوان

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

فرنسا تُوجّه ضربة كبيرة لتنظيم الإخوان

احتفت الصحافة الفرنسية في حالة إجماع نادرة رغم اختلاف سياساتها وتوجّهاتها، بانهيار ثانوية ابن رشد التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية واصفين ذلك بأنّه ضربة كبيرة للتنظيم الإرهابي، وسط تشكيك في المحتوى التعليمي للمدرسة وغرس الأفكار المتشددة والمُتطرّفة في عقول الطلبة، مُعتبرين أنّ المدرسة فقدت ثقة الدولة، بعد نحو "20 عاماً من التجاوزات وعمى الدولة" الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي توماس ريبود.

وكانت محافظة الشمال الفرنسي "أوت دو فرانس" قد أرسلت قبل أيام إلى أكاديمية مدينة ليل المسؤولة عن المدارس الثانوية، مذكرة تقضي بفسخ عقد ارتباط ثانوية ابن رشد مع الدولة الفرنسية لعدّة مُبرّرات، منها الحصول على تبرّعات من الخارج والاشتباه في التمويل غير المشروع وتضارب المصالح والمحتوى التعليمي المُعادي لقيم الجمهورية الفرنسية، فضلاً عن عرقلة عمليات التفتيش الوطني التي تشمل كافة المدارس الفرنسية.
وكان نحو 800 طالب من الصف السادس إلى الثاني عشر، ينتظرون منذ أيّام الإعلان الرسمي عن فسخ عقد الشراكة الذي يربط صفوف الثانوية العامة (473 طالباً) بالدولة والتعليم الوطني، وذلك فيما تعيش العائلات في قلق بالغ حيث يتعيّن نقل أبنائها إلى مدارس أخرى بدءاً من العام الدراسي 2024.
وكان مكتب المدعي العام في مدينة ليل شمال فرنسا، قد فتح عدّة تحقيقات فيما يتعلّق بالاتهامات السابقة، وذلك بينما تمّ التصويت في مجلس المحافظة من قبل اللجنة الاستشارية الأكاديمية على سحب عقد تأسيس ثانوية ابن رشد، بأغلبية ستة عشر صوتاً لصالح القرار وامتناع تسعة أعضاء عن التصويت.
وأكدت النيابة العامة الفرنسية، أنها فتحت تحقيقات بعد تلقّيها تقريراً من ديوان المحاسبة الإقليمي، تمّت الإشارة فيه ضمنياً إلى العلاقة التاريخية بين جمعية ومدرسة ابن رشد واتحاد المنظمات الإسلامية، المنظمة التي انبثقت عن حركة الإخوان المسلمين المصرية، وذلك فيما نفى محامي المدرسة وجود أيّ صلات لها بجماعة الإخوان.
بالمقابل، وصف مخلوف مميش، رئيس جمعية ابن رشد المسؤولة عن إدارة المدرسة، عمل اللجنة بأنّه "مسرحية تنكرية"، مُعتقداً أنّ الأمر برمته كان مستعجلاً، وقال إنّ "محافظ أوت دو فرانس، جورج فرانسوا لوكلير، قام بدعوة هذه اللجنة فقط لاحترام الإجراءات الرسمية، وكل شيء كان مُرتّباً من قبل دون منح المدرسة فرصة لتحضير ردودها"، كما تفاجأ ممثلو الثانوية بحضور كزافييه برتراند رئيس الجمهوريين لمنطقة أوت دو فرانس، رغم أنه لم يكن عضواً في اللجنة.
ويُشكّل هذا القرار خاتمة مواجهة طويلة بين المدرسة ومسؤولي منطقة أوت دو فرانس، التي أعرب رئيسها كزافييه برتراند عن سعادته بانتصاره بعد سنوات من التنبيه الأولي للمدرسة - الذي ظل حبراً على ورق منذ عام 2017، حيث ضاعف برتراند جهوده لمراقبة المحتوى التعليمي وتجفيف التمويل العام المدفوع للمدرسة الثانوية الإسلامية.
وكان قد تمّ تخصيص المدرسة التي افتتحت في عام 2003 بدعم مادي وتعليمي من اتحاد المنظمات الإسلامية السابق (منظمة مسلمي فرنسا الآن) التي يُشرف عليها تنظيم الإخوان الدولي، الذي كان يُقدّم تبرّعات مالية سنوية للمدرسة، في أعمال وصفت بأنها ذات طابع ديني مُثير للجدل ومخالفات إدارية ومالية غير مسبوقة.
ويخضع عدد من مسؤولي ثانوية ابن رشد لتحقيقات تتعلق بالفساد ووجود صلات بالأصولية الإسلاموية. ويشتبه القضاة في حصول تناقض بين القيم الجمهورية التي تدّعي الإدارة الحرص عليها، والتعليم المُقدّم فعلياً الذي يضم مناهج تستند على كتب لسلفيين وإخوان يدعون لتطبيق الشريعة وحدودها غير المُرتبط بالزمان والمكان، ومن ذلك الدعوة الصريحة للجهاد المسلح، وتطبيق عقوبات القتل، مع عدم الالتزام بالحريات الفردية ورفض الديموقراطية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة فرنسا

إقرأ أيضاً:

الوجه الحقيقي لجيش الإخوان المسلمين

حينما أجمع عدد مقدر من الساسة والخبراء والاكاديميين السودانيين، على وجوب تأسيس جيش جديد يختلف شكلاً ومضموناً عن الجيش الذي اختطفه الاخوان المسلمون، الذين جعلوا ولاءه أعمى لأجندتهم، لم نكن بعيدين عن هذا الجيش قبل اختطافه، لقد خدم فيه أعمامنا وأبناء عمومتنا وخؤولتنا وأخوالنا، ولو كانت هنالك فئات مجتمعية أولى بهذا الجيش، لكانت هي نفس الكيانات السكانية التي تنحدر منها غالب قوات الدعم السريع، أما الذين يتباكون على رمزية هذه المؤسسة المعطوبة، وهم نائمين ببلدان المهجر والاغتراب، بالكاد تجد لأحدهم قريب من الدرجة الأولى يعمل كجياشي في الرتب الدنيا – من جندي حتى مساعد، فهم عرفوا الجندية المترفة المانحة للرتب العليا، لكنهم لا يفقهون شيئاً عمّا يدور على أرض المعارك، ولا يدركون النتائج المأساوية للأوامر والتعليمات الهوجاء، الصادرة من ذويهم جنرالات هيئة الأركان، المرتكبين للجرائم المتسلسلة بحق الجنوبيين وسكان دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق، وليس من رأى كمن سمع، فقد عمل الاخوان المسلمون طيلة حقبة حكمهم على اصدار الأحكام الجاهزة، على كل من أظهر رأياً مغايراً في شأن سياسة الوطن الذي لم يعد يسع الجميع، فلطالما نال الوطنيون من أبناء هذه الأرض جزاءهم طرداً وتشريداً، لمجرد أنهم صدعوا برأيهم الحق في خصيصة سالبة، من خصائص الجيش الموالي للإخوان المسلمين، فعندما يحاول أحد هدم هذا المعبد الذي بنوه ليتعبد في محرابه المتطرفون، الذين يحسنون صنع الموت، تجيء غضبة آلهتهم مقطعة للأحشاء وسالخة للجلود وقاطعة للأوصال والرؤوس بالفؤوس، لذلك أصدر مالكو المعبد الحكم بكفر كل من رعى اتفاق الاطار – المسودة المجاهرة بضرورة تنظيف الجيش من عناصر الاخوان المسلمين.
لقد لعبت الأقدار دوراً ظاهراً في أن تكون قوات الدعم السريع هي الجيش الوطني، الغيور على العرض والصائن للأرض والساعي بين أبناء الوطن بالوحدة ونبذ الشقاق، لقد كان جنود قوات الدعم السريع ملائكة تسير على شوارع المدن السودانية – مدني والخرطوم وبحري وأم درمان، إلى أن لعبت ذات الأقدار دوراً آخراً كشف استحالة الاعتماد على جيش الاخوان المسلمين، عندما تنسم هواء الانفتاح، ودخل الأحياء فروّع الآمنين وقتل وذبح وسحل، ولأول مرة يرى المواطنون (جيشهم) يطلق الرصاص، على المواطن الأعزل والأسير أمام أعين الأطفال والنساء والعجزة والمسنين، لقد صدم حتى الذين كانوا يهتفون (جيش واحد شعب واحد)، ووضعت كل ذات حمل حملها وهي ترى جند الهوس الديني يشجون الرؤوس شجاً، وكأنما أراد الله أن يُري المواطنين نموذجاً لمستقبلهم البائس في ظل الدولة الداعشية القادمة، التي سوف تحكمها طالبان افريقيا، وربما هو ترتيب الناموس الكوني وتهيئة المهندس الأعظم لمقدم حقبة من الأمن والاستقرار، لا مكان فيها للسفّاحين الحاملين لسكاكين الدولة استهدافاً للمواطن، لقد حدث نفس المشهد بجمهورية رواندا، وقتها انتقلت الدولة الأكثر شهرة بانسياب جثث الإبادة الجماعية في مياه الأنهر، لأعظم جمهورية للتسامح والتعايش السلمي، بعد أن أزاحت السفّاحين والقتلة وزارعي بذور الكراهية من المشهد، بالتي هي أخشن وكذلك التي هي أحسن، وهذا السيناريو هو بالضبط ما سيلحق بالسودان بعد افتضاح أمر هذه الجريمة الكبرى، التي كانت متوارية خلف دولة الإرهاب القديمة، فبلادنا ليست كوكباً يدور خارج فلك المجموعة الشمسية، حتى لا يحل بها ما حل بصويحباتها في القارة والإقليم، فهذه سوريّة قد شرعت في تأسيس جيشها الجديد الدافن لغول جيش البعث الذي سعى في أرضها فسادا.
الذي لا يخطر على بال سفاحي النظام البائد العاملين سكاكينهم على رقاب الناس، أن الدولة قد زالت وامتلاك السلاح بات أمراً سهلاً سهولة الحصول على "العكاز"، والذين سمعوا أسمائهم على قوائم جرائم الذبح المحتملة، لن يقفوا مكتوفي الأيدي، فقانون الأمر الواقع هو الأعلى سقفاً من قوانين الدويلة الداعشية الزائلة، التي قضت عامين هائمة على وجهها، والتطورات الأخيرة أثبتت بالدليل القاطع، خيار تغليب الناس لوجود قوات الدعم السريع بين أزقة أحيائهم، على خيار انتظار الجيش الواحد المتخيل لكي يأتي ليخدمهم، فالآن انكشف الوجه الحقيقي لجيش الكيزان (الاخوان المسلمين)، وما كان يمارس في غابات الجنوب وجبال النوبة من قتل تحت راية الجهاد، أمسى مشهداً تراجيدياً مأساوياً يتجرع سمه الزعاف المواطنون، بالمدن التي وطأها حذاء كتائب البراء بن مالك (أحد ازرع مليشيا الاخوان المسلمين)، والتحدي الوطني قد ازدادت وتيرته وبان المتسبب الأساسي في تقطيع أوصال الوطن، الزارع الأصلي لبذور الجهوية، والراعي الأول لتطبيق قانون الوجوه الغريبة، الذي راح ضحيته شاب من مدينة بحري، أطلق أحد المتطرفين الرصاص على رأسه بشبهة تبعيته لقوات الدعم السريع، ومن مدهشات الأمور أن القتيل هو ابن صحفي شهير هتف قبل أيام مرحباً بمقدم كتائب المتطرفين الى مدينته، الكتائب التي فجعته في أعز ما يملك، إنّ الصورة الدموية البشعة لوجه القوات المختطفة بواسطة الاخوان المسلمين، قد اصبحت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وما على المواطنين إلّا الاصطفاف مع من يقدم لهم الخبز والدواء، ذلك الذي يساعد المسنين على ركوب عربة المواصلات، فلم يعد هنالك وقت لإفساح المكان لتمدد هؤلاء الإرهابيين والقتلة والسفّاحين.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • ضمن برنامج إمكان.. الصحة العراقية توقع اتفاقية تعاون مع شركة سانوفي الفرنسية
  • الاستخبارات الفرنسية تُحذّر من الأشكال الجديدة للتهديد الإرهابي
  • الوجه الحقيقي لجيش الإخوان المسلمين
  • مقتل 18 عسكريا باكستانيا في هجوم مسلح باقليم بلوشستان
  • بانكوك تكافح التلوث برش الماء المثلج
  • إصابات كبيرة.. الداخلية تكشف تفاصيل مشاجرة 4 طالبات أمام مدرسة بالقطامية
  • البرلمان الألماني يناقش فرض حظر على جماعة الإخوان
  • محافظ أسيوط يتفقد السوق الحقلي لبشائر إنتاج مزرعة مدرسة مير الثانوية الزراعية
  • أحمد الخطيب: جماعة الإخوان لا تؤمن بمفهوم الدولة الوطنية
  • خبير: مصر هزمت تنظيم جماعة الإخوان هزيمة كُبرى