فيديو: الأردن يريد حماية أشجار الزيتون من الاندثار ومحاولات لإدراجها على قائمة اليونيسكو
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
يتناول علي صالح عطا فجر كل يوم فصّين من الثوم مع كأس من زيت الزيتون للحفاظ على صحته، قبل أن يجول على أرضه في شمال غرب الأردن للأطمئنان على أشجار الزيتون المعمّرة التي يعتني بها.
اعلانويقول عطا البالغ 84 عاما لوكالة فرانس برس بينما يتفقد أشجار زيتون يتجاوز عمرها 2000 عام ولها جذوع ضخمة وأغصان متشعبة ذات أوراق خضراء رفيعة "هذه الأشجار تمثل تاريخ الأردن".
وتقع أرضه في قرية الهاشمية في محافظة عجلون (73 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من العاصمة عمّان) على مقربة من نهر الأردن، والتي تضم آلاف الأشجار المعمرة.
ويبتسم الرجل الثمانيني، وهو أب لعشرة من الأبناء والبنات، قائلا "أوصيت أبنائي وأحفادي بوصية مكتوبة بالحفاظ عليها بعد مماتي وأن يأكلوا منها هم وأولادهم وأحفادهم".
والأردن عاشر دولة على مستوى العالم في حجم إنتاج الزيتون، وفقا لمجلس الزيتون العالمي.
وعاشت أشجار الزيتون المعمرة في هذا البلد منذ آلاف السنين تمكنت خلالها من مقاومة الظروف والتغييرات المناخية وبقيت جزءا من هوية المملكة وثقافتها.
صالح عطاAFPلكنها باتت مهددة بالقطع الجائر بسبب التوسع العمراني، أو التحطيب، أو البيع لأثرياء يستخدمونها في مساكنهم الفارهة لأغراض الزينة أو التدفئة.
ويحاول الأردن من خلال "المركز الوطني للبحوث الزراعية" حماية هذه الأشجار، التي يقول مدير عام المركز نزار حداد لوكالة فرانس برس إنها "تواجه مخاطر أهمها أن تصبح سلعة، فهي منذ زمن محط أنظار الفنادق والفلل ورجال الأعمال والشركات".
ويوضح حداد أن هؤلاء "يحبون أن يضيفوا شيئاً من العراقة على مؤسساتهم فيشترون مثل هذه الأشجار وينقلونها، ما قد يعرضها إلى الاندثار لأن عمليات النقل هذه قد لاتنجح إذا لم يقم بها خبراء".
شاهد: رغم تأخر الموسم.. مزارعون في غزة يستغلون الهدنة لقطف ما تبقى من محصول الزيتونبعد عدة هجمات من المستوطنين.. حاخام يحمي قاطفي الزيتون الفلسطينيين في الضفة الغربيةثروة وطنيةويشير حداد إلى أن "التشريعات الأردنية الجديدة تحمي هذه الأشجار من الاقتلاع والنقل، وهناك تنسيق بين وزارة الداخلية ومركزنا وشرطة السير حتى لا يُسمح بعمليات النقل إلا في حالات استثنائية جداً تحت إشراف مركزنا ووزارة الزراعة".
ويبلغ عدد أشجار الزيتون في الأردن، العضو في مجلس الزيتون العالمي، نحو 11 مليون شجرة تعادل حوالى 20 بالمئة من مجمل المساحة المزروعة.
وبلغ معدل إنتاج المملكة من ثمار الزيتون خلال السنوات الأخيرة حوالى 50 ألف طن سنويا، وحوالى 25 ألف طن من زيت الزيتون. ويساهم هذا الإنتاج بحوالى 120 مليون دينار (169 مليون دولار) في الدخل القومي ويعيل حوالى 80 ألف أسرة.
ويلفت حداد الى رمزية شجرة الزيتون الدينية بالنسبة للمسلمين والمسيحيين، مؤكدا أن "هناك رمزية عالية جدا لشجرة الزيتون في الدين المسيحي، فالسيد المسيح في أسبوع الآلام أمضى الساعات الأخيرة مصلياً في جبل الزيتون".
ويضيف "في القرآن الكريم، هي إحدى الأشجار التي حلف الله بها عندما قال +والتين والزيتون+".
ويؤكد حداد أنه "لابد من المحافظة عليها حتى تبقى مصدر إلهام للمجتمع (...) خصوصاً وانها من النوع القادر على التكيف مع كل التحديات البيئية التي تواجه ليس فقط منطقتنا بل العالم".
من جانبه، يقول رئيس جمعية "المهراس" التعاونية عامر الغرايبة لوكالة فرانس برس إن الهدف من وراء تأسيس الجمعية هو "المحافظة على هذه الأشجار باعتبارها ثروة وطنية".
ويشير إلى أن أشجار الزيتون المعمرة والتي يطلق عليها اسم "المهراس" الآن كانت تسمى بـ"الزيتون الرومي لأنها من أيام الرومان الذين كانوا يحكمون هذه المنطقة قبل الفتح الإسلامي".
أشجار الزيتون في الأردنKHALIL MAZRAAWI/AFP or licensorsوبحسب حداد، هناك تجمعات لهذه الأشجار المعمّرة في الأردن، بينها تجمعان كبيران في شمال المملكة في إربد وعجلون وجرش (شمال المملكة)، وأخرى أصغر في الطفيلة والكرك (جنوب).
ويشير إلى الاعتقاد السائد بأن الرومان جلبوا أشجار الزيتون إلى المنطقة من أوروبا، لكنه يقول إن البحوث أثبتت أن الأشجار الموجودة في منطقة المشرق العربي (الأردن وسوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية) هي أصل أشجار الزيتون في إيطاليا وإسبانيا وقبرص.
اعلانويقول حداد "فك الشفرة الوراثية والخارطة الجينية لها بيّن أن العكس هو الصحيح، وأنها نُقلت من الأردن بإتجاه إسبانيا وإيطاليا وقبرص".
شاهد: لبنانيون يقطفون الزيتون على وقع القصف والطيران الإسرائيليشاهد: الاستثمار في قطاع الزيتون يشق طريقه نحو تحقيق الاكتفاء في المغربويوضح أن هذا يعني أن "الأشجار المعمرة لدينا هي أصل لصنفين مهمين في العالم لانتاج زيت زيتون الفرونتويو والمانزانيلو (...) ونحن سعداء بأن المجلس الدولي للزيتون اعتمد نتائج هذا البحث".
من جهته، قال الغرايبة إن جمعيته تتعاون مع وزارة الثقافة لإعداد ملف لإدراج الأشجار المعمرة على لائحة التراث العالمي غير المادي لليونسكو "ما سيسهم في المحافظة عليها وحمايتها من الإعتداءات".
ويعمل الأردن على تعزيز دور المجتمع في الحفاظ على أشجار الزيتون وعلاقته بها، بوضع رمز للمسح ("كيو آر كود") على كل عبوة زيت زيتون منتجة من هذه الأشجار.
ويوضح حداد أن هذا الرمز الذي يُقرأ إلكترونيا "يعطيك مكان الشجرة واسم صاحبها وتاريخها وجودة الزيت وعمر الشجرة".
اعلانويضيف "هكذا لا نبيع فقط زيت زيتون وإنما نبيع قصة مربوطة نسوق من خلالها لهذا البلد بشكل كامل".
ويخلص إلى أنه "من الصعب بمكان أن تزور منزلاً في إربد أو السلط أو عجلون أو جرش أو الطفيلة ولا تجد في كل حديقة شجرة (زيتون)، هي شجرة مباركة والأب يفتخر بإعطاء بناته من زيته وزيتونه".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية لكمة على وجه حكم تؤجل مباريات الدوري التركي مقتل أربعة فلسطينيين في غارة إسرائيلية على جنين واعتقالات واسعة في الضفة الغربية الكرملين يعتبر أي مساعدة أميركية جديدة إلى أوكرانيا ستشكل "اخفاقا كبيرا" تراث ثقافي تاريخ زراعة الأردن اعلانالاكثر قراءة مستشار نتنياهو عن تجريد نازحي غزة من ملابسهم: "هنا الشرق الأوسط، والجو حار للغاية" الهند: المحكمة العليا تصادق على إلغاء الحكم الذاتي لكشمير ذات الغالبية المسلمة تغطية مستمرة| قتال عنيف في غزة وحصيلة القتلى تتخطى 18 ألفا "تعاليم مخالفة لقيم الجمهورية".. فرنسا تنهي عقدها مع أبرز مدرسة مسلمة في البلاد إضراب شامل في الضفة وفي دول أخرى احتجاجا على القصف الإسرائيلي على قطاع غزة اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. تغطية مستمرة| الجيش الإسرائيلي يواصل قصف رفح وخانيونس وحملة اعتقالات في جنين قتل فيها 4 فلسطينيين يعرض الآن Next عاجل. كانت تستهدف ناقلة نفط ضربها الحوثيون.. فرنسا تُعلن إسقاط مسيّرة بالبحر الأحمر يعرض الآن Next مخاض تحت القصف.. معاناة الحوامل في قطاع غزة تتصاعد بسبب الحرب الإسرائيلية يعرض الآن Next كوب28 يتجه نحو التمديد بعد تجاوز الوقت المحدد لاختتامه دون اتفاق بشأن الوقود الأحفوري يعرض الآن Next مقتل 23 شخصاً في تفجير انتحاري استهدف قاعدة عسكرية في باكستان LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا روسيا فلسطين عيد الميلاد الإمارات العربية المتحدة أوكرانيا فرنسا جو بايدن Themes My EuropeالعالمBusinessرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا روسيا فلسطين My Europe العالم Business رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Discover Sharjah From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpskiالمصدر: euronews
كلمات دلالية: تراث ثقافي تاريخ زراعة الأردن غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا روسيا فلسطين عيد الميلاد الإمارات العربية المتحدة أوكرانيا فرنسا جو بايدن غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا روسيا فلسطين أشجار الزیتون یعرض الآن Next هذه الأشجار الزیتون فی
إقرأ أيضاً:
الداخلة تُزهر..مشروع لإنتاج 350 ألف شجرة سنويًا وتعزيز الحزام الأخضر
أعلنت مؤسسة الأطلس الكبير عن إطلاق مشروع طموح لإنتاج 350 ألف شجرة سنويًا، بهدف دعم جهود التشجير في مدينة الداخلة وتعزيز الحزام الأخضر المحيط بها.
ويأتي هذا المشروع في إطار رؤية شاملة لمواجهة تحديات التصحر وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
المشروع سيشمل إنتاج أنواع مختلفة من الأشجار تتناسب مع المناخ الصحراوي وشبه الصحراوي للمدينة، مثل أشجار الأركان، الزيتون، والخروب، بالإضافة إلى النباتات المحلية التي تعزز التنوع البيولوجي وتحمي البيئة. كما ستُطلق المؤسسة حملة تشجير واسعة النطاق ضمن الحزام الأخضر للمدينة، مما يُساهم في تحسين جودة الهواء، مكافحة التصحر، وخلق مساحات خضراء تضفي جمالية إضافية على المدينة.
ومن المرتقب أن يُسهم هذا المشروع في توفير فرص عمل للشباب المحلي في مجالات الزراعة والبستنة، وتشجيع التوعية البيئية بين سكان الداخلة، عبر ورشات عمل وتكوينات في مجال زراعة الأشجار وصيانتها، وتعزيز مكانة الداخلة كمدينة نموذجية تسعى نحو تحقيق توازن بيئي وتنموي.
يُشار إلى أن المشروع يأتي ضمن جهود مشتركة بين مؤسسة الأطلس الكبير والسلطات المحلية، بدعم من المجتمع المدني والقطاع الخاص.
ومن المتوقع أن تبدأ عملية التشجير خلال الأشهر القليلة القادمة، مع تحديد مواقع استراتيجية لتعزيز الغطاء النباتي بالمدينة والمناطق المحيطة بها.
هذا المشروع يُعد خطوة كبيرة نحو مستقبل أكثر اخضرارًا واستدامة لمدينة الداخلة والمناطق المجاورة.